مقالات سياسية

قلاع الوعي الممتدة

عادل محجوب علي

المشكلة الاقتصادية وتداعياتها.. التعقيدات الامنية ومحاذيرها.. السيولة السياسية وافرازاتها.. الجائحة الصحية وضعف بنية النظام الصحى وعقابيلها.. كل ذلك له ارتباط وثيق بما اعترى القيم السودانية من مؤثرات سالبة من واقع ممارسات نظام الانقاذ الساقط  راسه .. وبقية اجزاء  الجسد باقية ومهيمنة بكثير من القطاعات الاستراتيجية.. وهى وراء فحيح الازمات..

فالقيم هى بمثابة  نظام تشغيل لخلايا الوطن… ومكارم الاخلاق التى اتى رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم ليكملها هى سر صلاح حال العباد والبلاد..وهى اساس الدين المتين.. وماوقر بالقلب يعلمه الله وصدق العمل دليل الايمان الحق.. والتسربل بالتدين الشكلى والفعل والقول النقيض نفاق يمشى على قدمين ويمقته المتدبرون.. وثار ضده وافرازاته الثائرون وقزفت  به ارادة الله و الشعب  لمزبلة التاريخ …

والحرص على الدين القويم يتمثل  بالتزامه فعلا وقولا وقدوة تصلح ان تدعو مخلصة لله.. فالفتنة الاشد من القتل تجد الآن من يروج لها بوسائط عبر مجموعات تكنى وتدعى التدين.. والكذب الصراح الذى قال رسولنا الكريم ان المسلم لا يتعاطاه ونفاق القول الذى  صاحبه بالدرك الاسفل من النار.. تسود به مواقع ومنتديات تقول هى لله هى لله وكانها تخادع الله والناس..وخبث النفوس الشامتة بمعاناة الناس واندياح المرض  والمكدرة لصفو جو الوطن تفوح حروفه النتنة بوسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعى.. وكل يبكى ليلاه تحت غطاء.. وتصنع اجنجة متمترسة تتناوش برشاش الكلام تفت عضد المجتمعات بوطننا الحبيب ليل نهار وتفتح مداخل النحيب والخراب  ..

وباستغراق مقيت بغث القول وموجبات التمترس المغفل..والانتاج يبكى وحال الوطن يستغيث…لم تبلغ المجتمعات والامم المختلفة شاؤا بعيدا بالتقدم والرفاه الا من خلال صدق العزم وطيب النفوس.. ونحنا مازلنا نبكى على اللبن المسكوب ونستعرض عظم الموارد والهمم النائمة.. وينذوى ويعف القادرون عن التصدى للمهام.. ليتسنم  عاطلى الموهبة وخاملى الفكر  مقاود الاستنهاض بالعديد من  مفاصل العمل العام بكل الحقب رغم تغير الانظمة من ديمقراطية مترنحة وشمولية بغيضة  تقوم عليها ثورات عظيمة تمنح الامل والرجاء.. وتدور الحلقة الخبيثة.. وهى من بواعث النفوس الخبيثة وضعف التصدى.. فهل نتعظ  من ماضى الحال لصنع ما نصبو من مآل..

اليوم وبعد مرور عام على ثورة ديسمبر العظيمة لازال الوطن يترنح من وخز القيم المهدرة وتعقيدات وضع صنع على مدى ثلاتة عقود من الزمان بذاتية مريضة  لاجل تكريس الانتماء البغيض…

والغريب حقا ان تصرف الدولة من شح فقرها على اجهزة وقلاع تشاكس سيرها وتعرقل انفاذ خططها لاصلاح الحال.. ويظهر  افرادها رغم بعض نفاق القول بوخز الكلام  انتماؤهم لنظام اورد الوطن موارد الهلاك   بالقيم  والاقتصاد والامن   وقطع مفاصله وقال فيه الشعب والتاريخ  كلمته ..

يحدث هذا بظاهرة كونية عجيبة.. ويتعاطى الشعب حصاد تشاكس شواطئ الثورة ونفاق جزر النظام ..فموج الثورة الهادر لم يتجاوز كل الشواطى ليغمر كل الجزر..فكيف الوصول للاهداف العظيمة فى ظل هذه الاوضاع الاليمة.. وماهو (انتى فايروس نظام التشغيل المطلوب )…

ان عمق الازمة التى لحقت بالقيم هو بعمق كل المشاكل والتعقيدات الاقتصادية والسياسية والامنية وهو تميمة سر الخروج منها..قامت النهضة اليابانية على الاخلاق قبل التعليم والتدريب..وحذت ماليزيا حذوها  ببعثات التدريب لليابان لاجل تعلم  قيم واخلاق العمل قبل التكنلوجيا ..

ونحنا بالسودان ( كجولنا) التأصيل والمشروع الحضارى  بتناقض القول عن الفعل و خلقنا مسخا مشوها افرازاته الشوفونية والادعاء  والواقع الذى يمشى بين الناس…وضياع العامة بين ضجيج عاطفة الحنين للتأصيل المزعوم وهتاف القول والنشيد ورؤية الفعل المزموم.. وسير الحبرتجية من البسطاء بدروب العمل العام الاخطبوطية على حساب الانتاج.. بكل بقاع ومواقع الوطن.. لجان شعبية وتشكيلات جاسوسية امنية .. ومنظمات خيرية.. صنعت الاستلاب وضربت القيم بانتفاخ اوداج القول وقبح الفعل  واحدثت (الكك) بجسد المجتمع .. وليست ورثة حكومة الثورة خزينة خاوية واقتصاد مريض ومشاريع قومية عملاقة مدمرة وقوات نظامية مؤدلجة فقط .. وانما اعمق من ذلك قيم حالها يبكى حال الوطن…

وما هتافات مافى كورونا ما تغوشونا… وفكو ابونا ما تجيه كورونا… ماهى  الا جزء يسير من مناظر ما يفوح من هردبيس التناقض والتشويه الذى احدث على مدى ثلاثة عقود  الواقع الكئب بهذا الوطن العظيم .. ومازال يطمع بالمزيد عبر دومات من التكتيكات والرسائل المتناقضة و المضحكة… والتى يعرون بها انفسهم امام انظار الشعب وضوء الحق والحقيقية.. وقلاع الوعى الممتدة والمتقدة هى طريق الخلاص من وكد ما حدث للقيم وترياق وضع كل الامور بنصابها الصحيح.. لينطلق المارد الجريح… الى آفاق بقدر عظمة الثورة والموارد…

عادل محجوب علي
[email protected]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..