
بسم الله الرحمن الرحيم
(كُورُونَ) أهلكتِ الأنامَ حُتُوفُهُ *** أعيا العقولَ عِلاجُه وصروفُهُ
قدْ نشّرَ الموتَ الزؤامَ ولم يزلْ *** تغتالُ آلافَ النفوسِ سيوفُهُ
يجتالُ أنحاءَ البلادِ فلم يدعْ *** قُطرًا يُمتّعُ بالأمانِ لَفيفُهُ
فكأنَّ يأجوجُ تقودُ ركابَهُ *** مأجوجُ يدوي كالرعودِ قصيفُهُ
وتعطلت سبلُ الحياةِ فلم يعد*** يلقى الأليفَ من الأنام أليفُهُ
إنَّ الطلاقَة في المدائنِ والقرى*** أودى بها حذرُ الهلاكِ وخوفُهُ
حجرٌ وحظرٌ يستبدُ بسجنه*** طوعًا وكرهًا حتّمته ظروفُهُ
حتّى غدونا كالطيورِ حبيسةً*** والريحُ تعصفُ بالعِشاشِ عصوفُهُ
ورمى المدارسَ والمعاهدَ جائحٌ*** أخلا ينابيعَ العلوم مَصيفُهُ
حتّى المساجدَ رُوّعت روّادُها*** وازورَّ عن بيت الكرام ضيوفُهُ
وأرى الملاعبَ والمسارحَ أقفرت*** ماعاد ترتادُ المكانَ ألوفُهُ
غامت على زهرِ الرياضِ كآبةٌ *** فجفاهُ من غِيدِ الحسانِ لطيفُهُ
قد ردّدَ الكروانُ في أفنانهِ** شَجوًا تُمَوسَقُ بالحنين حروفُهُ
فمتى يعودُ إلى الحياةِ جمالُها *** وتزولُ أسبابُ الضنى وصنوفُهُ؟
فاللهُ نسألهُ السلامة في الحمى*** من شرّ ما يؤذي الورى ويخيفُهُ
أ.د/ هاشم البشير محمد
عطبرة – السودان 6 /5 /2020م