مقالات سياسية

قصيدة: جائحة كورونَ

أ.د/ هاشم البشير محمد

بسم الله الرحمن الرحيم

(كُورُونَ) أهلكتِ الأنامَ حُتُوفُهُ ***  أعيا العقولَ عِلاجُه وصروفُهُ

قدْ نشّرَ الموتَ الزؤامَ ولم يزلْ *** تغتالُ آلافَ النفوسِ سيوفُهُ

يجتالُ أنحاءَ البلادِ فلم يدعْ *** قُطرًا يُمتّعُ بالأمانِ لَفيفُهُ

فكأنَّ يأجوجُ تقودُ ركابَهُ *** مأجوجُ يدوي كالرعودِ قصيفُهُ

وتعطلت سبلُ الحياةِ فلم يعد*** يلقى الأليفَ من الأنام أليفُهُ

إنَّ الطلاقَة في المدائنِ والقرى*** أودى بها حذرُ الهلاكِ وخوفُهُ

حجرٌ وحظرٌ يستبدُ بسجنه*** طوعًا وكرهًا حتّمته ظروفُهُ

حتّى غدونا كالطيورِ حبيسةً*** والريحُ تعصفُ بالعِشاشِ عصوفُهُ

ورمى المدارسَ والمعاهدَ جائحٌ*** أخلا ينابيعَ العلوم مَصيفُهُ

حتّى المساجدَ رُوّعت روّادُها*** وازورَّ عن بيت الكرام ضيوفُهُ

وأرى الملاعبَ والمسارحَ أقفرت*** ماعاد ترتادُ المكانَ ألوفُهُ

غامت على زهرِ الرياضِ كآبةٌ *** فجفاهُ من غِيدِ الحسانِ لطيفُهُ

قد ردّدَ الكروانُ في أفنانهِ** شَجوًا تُمَوسَقُ بالحنين حروفُهُ

فمتى يعودُ إلى الحياةِ جمالُها *** وتزولُ أسبابُ الضنى وصنوفُهُ؟

فاللهُ نسألهُ السلامة في الحمى*** من شرّ ما يؤذي الورى ويخيفُهُ

أ.د/ هاشم البشير محمد
عطبرة – السودان   6 /5 /2020م

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..