أخبار متنوعة

إسراء تاتاي: قابلة سودانية شابة تسعى لخدمة نساء بلادها

إسراء تسعى كذلك إلى تطوير مهنة القبالة وجلب منظور مختلف لها في السودان

الخرطوم: الراكوبة

للقابلات دور حيوي ومهم في توفير رعاية صحية ذات جودة عالية للنساء أثناء الولادة في جميع الظروف. وتعتمد صحة وحياة ملايين النساء والأطفال حديثي الولادة على الرعاية المقدمة من القابلات أثناء الولادة وما بعدها.

في اليوم الدولي للقبالة، الذي يتم إحياؤه عادة في الخامس من مايو، تسلط أخبار الأمم المتحدة الضوء على تجربة قابلة من السودان تسعى لخدمة النساء في بلادها وجلب منظور مختلف لمهنة القبالة.

تعمل القابلة إسراء الطيب تاتاي في مستشفى أمدرمان للولادة في العاصمة السودانية الخرطوم.

تقول إسراء إن شغفها بمهنة الطب والقبالة هو ما دفعها إلى دراسة هذا المجال في أكاديمية العلوم الصحية في الخرطوم، حيث نالت البكالوريوس في القبالة والتمريض، وهي تعمل أستاذة جامعية في الكلية نفسها بجانب عملها في المستشفى.

تحدثت إسراء في افتتاحية حوارنا معها عن العقبات التي واجهتها في بداية عملها كقابلة بعد تخرجها من الجامعة:

“منذ تخرجنا والتحاقنا بالمستشفى قابلتنا العديد من الصعوبات، أولها أن أعمارنا صغيرة، والقبالة في السودان مرتبطة بالنساء كبيرات السن، حيث يعتقد الكثير من الناس أن القابلة لكي تتمكن من ممارسة هذه المهنة لابد أن يتجاوز سنها الأربعين. بعض النساء يرفضن الخضوع لعملية الولاية عندما يعملن أن القابلة صغيرة في السن.”

وأضافت إسراء أن القابلات في الماضي لم يدرسن الجامعات، على عكس ما فعلت هي والعديد من قريناتها، واصفة ذلك بالأمر الجديد في السودان، مضيفة أن هذه النظرة قد تغيرت مؤخرا، فهناك الكثير من القابلات المحترفات ممن تخرجن من الجامعيات حاليا في السودان.

وقالت إن “الدراسة الجامعية أتاحت لنا الجمع بين الخبرة العلمية والعملية،” مشيرة إلى أن القابلات الجامعيات يمكنهن، على سبيل المثال، قراءة اللغة الإنجليزية، وبالتالي فهن يستطعن التعامل مع المصطلحات الطبية.

وبشأن التحديات التي تواجه القابلات في السودان من حيث توفر المعدات الطبية، قالت إسراء إن هناك صعوبات جمة، ولكن جائحة فيروس كورونا ضاعفت من تلك الصعوبات والتحديات إلى درجة “لا يمكن وصفها.”

“كل المستشفيات تفتقر إلى أدوات الحماية الشخصية (PPE ) من الأقنعة والمستلزمات الواقية مثل القفازات. نحاول العمل بأقل الإمكانيات. في العادة وخلال الظروف الطبيعية لم تكن هناك أي مشاكل ولكن الجائحة عقدت الأمور كثيرا”.

تقول إسراء إن صندوق الأمم المتحدة يقوم بدور كبير في دعم برامج القبالة في السودان وخاصة في مجال التدريب، فقد تلقت هي شخصيا ورشة في تدريب المدربين بشأن التعامل مع كوفيد-19.

وأضافت أنها دربت القابلات في ولاية الخرطوم ثم سافرت بعد ذلك، مع زميلات أخريات، إلى ست ولايات لتدريب القابلات هناك.

في إجابتها على سؤال حول تأثير انتشار فيروس كورونا على النساء اللواتي يأتين إلى المستشفى للحصول على خدمات التوليد، أشارت إسراء إلى تأثر العديد من المستشفيات بسبب نقص الموظفين نتيجة كوفيد-19، وهو ما ألقى عبئا إضافيا على مستشفى أمدرمان باعتباره أكبر المستشفيات التي تقدم خدمات التوليد في العاصمة الخرطوم.

قالت إسراء إن القابلات يلعبن دورا كبيرا في عملية التوعية بمخاطر كوفيد-19، من خلال تقديم النصائح والإرشادات عن ضرورة غسل اليدين وكيفية استخدام القفازات.

وبحسب إسراء، فإن التدريب يشمل أيضا جوانب أخرى، مثل رفع الوعي لدي القابلات بشأن العديد من القضايا من بينها الصحة الجنسية والإنجابية وزواج القاصرات والعادات الضارة.

وتحدثت السيدة إسراء عن مستقبل القبالة في السودان، معربة عن تفاؤلها بتحسن هذا القطاع في ظل الوعي الذي قالت إنه بدأ ينتشر بين القابلات، والذي بدوره انعكس بصورة إيجابية في تقليل نسبة الوفيات بين الأمهات والمواليد.

وأشارت إلى تضمين برامج الدبلوم والدراسات العليا للراغبات في دراسة القبالة، مشددة على ضرورة أن تتسلح القابلة بالعلوم لتصبح “منصحة ومعلمة ومدربة وباحثة.”

وفي ختام حديثها، دعت القابلة إسراء الجهات المانحة إلى المساعدة في تطوير القبالة في السودان من خلال تدريب وتأهيل الكوادر لسد النقص الموجود في هذا المجال، كاشفة عن مبادرة لتكوين اتحاد يضم القابلات في كافة أنحاء السودان.

وتشير أبحاث منظمة الصحة العالمية إلى أن التدخلات التي تقدمها القابلات يمكن أن تؤدي إلى تجنب أكثر من 80% من جميع وفيات الأمهات والمواليد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..