مقالات سياسية

نحن الشعب السوداني المهذب والمثقف والعزيز، نحن جينا

(كتبت هذه الكلمة في 2012 أعزي نفسي أن بلدنا ولود ذا صحوات ربما لم يحسن تقديرها من أثقلوا علينا بيأس منه)

وددت لنعاة السودان أن يتنسموا عبير النبأ الطيب الفاح من رياه. فقد الجمتني الدهشة لكتاب كثيرين في المهاجر سقموا الوطن و”قنعوا” من خير فيه طالما حكمته الإنقاذ. وترخصوا. وقَبلوا أن تنتقص أطرافه بقوة أجنبية في كتابات نافدة الصبر يائسة يتبارى الكاتبون بحثاً لها عن عنوان طريف ونبأ خاسر. وبطل عندهم الوطن من فرط ما ذهبت الإنقاذ برجاحتهم وحلت عقدة رباطة جأشهم.

ومن ضفة الوطن الأخرى المُنتظر يأتينا النسام.

بثت الأسافير قبل أيام أغنية جديدة في حب الوطن لطارق الأمين. وقد وصف طارق أغنيته بنفسه. فهي مثل الأم التي “تمسح من حناجرنا العويل” أو بعض تلك الأنامل التي “ترسم صورة الوطن الجميل”. لقد رثى لنا للمرارات تحتوينا وتسهدنا “الغنيوات الحزينة”. وجعل من هذه المرثية لازمة في الأغنية بغير تهافت. فالأغنية مشرقة بالسودان كشمسه في كبد السماء. فالبلد محروسة:

نحن ما الشعب السوداني

المهذب، المثقف، العزيز

جينا يا مدينة

ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. فإن جار الزمان تجرعنا غصصه بالأغنية والتهاليل:

نحن من تلك المعاني الراكزة من شعر الخليل

جينا يا مدينة

ونحن: عشاق الأغاني يلا يا رشا ياكحيل

جينا يا مدينة

نحن مداح الخلاوي البضوو الدنيا ليل

جينا يا مدينة

والتعزي ب”الحقيبة” والأمل مما أبدع في تصويره المرحوم زين العابدين الهندي في أوبريته العظيم عن الوطن. فقد خص، من غير سابقة، أغنية الحقيبة و”صعاليكها”، بمقطع مؤثر لولههم بالسودان يتفصد له الفؤاد وتندى العين. وهذا سلاح المستضعف ينهض به من رماد هزائمه.

ومن نسّام الوطن أيضاً خبر تكوين جماعة “عمل” الثقافية بالخرطوم. ودشنت حضورها بمحاضرة قيمة من البروفسير منتصر الطيب ثم أقامت معرضاً تشكيلياً. ولكن مناسبتها الفاقعة هي معرضها “مفروش” لبيع الكتاب المستعمل وتبادله في يوم 28 مايو الماضي. تداعى له أصحاب مفروشات الكتب من أنحاء الولاية. وجاء العشرات يحملون كتبهم يبادلونها الآخرين. وانعقد السوق بمقهى الأتينية في السوق الأفرنجي. وحفته الموسيقي. وشهد الحضور عرض برجوكتور عن أعمال الفنان عمر خيري من إعداد علياء سر الختم. وأعجبتني خاطرات رندا سر الختم حول معرض الكتاب. قالت لم يكن “مفروش” عن الكتاب مهما قلنا عن جوعنا له في اقتصادنا الفالت. كان بالأحرى شغفاً بالزمالة. كان احتفاءً غامضاً، كما قالت، غلب على وجوه المنظمين. كانت الكتب مفروشة على أرفف ابتساماتنا (كلام نادر وهو كلام المستقبل). لا فرق بين كتاب وصديق ولا بين صديق وكتاب. وهذا سحر الزمالة عاد بي نحو ثلثي قرن حين رأينا “مدينة أبادماك الثقافية” تخرج سلسة من بين أيدينا وثنايا الجمهور في أرض حديقة المقرن كما لم نتصور ونحن نعد لها العدة.

هذه هي السعادة بالعودة من الغيهب. فتفتح عيونك المصادرة على رفيق في الدرب وخطراً جديداً. وفهمت عن كثب قول مامون التلب:” سلام يا براق ياخي كان يوم عجيب والناس فرحت، وأنا فرحت فرح شديد؛ لي زمن ما فرحت كده.”

طلب عبد الله محمد الطيب “أبو سفة”، وهو من القائمين بأمر “عمل”، أن يقول الناس للفنان أحسنت متى أحسن. وقال إن البحتري طلب ذلك: “قولوا أحسنت. لماذا لا تقولون أحسنت. فو الله لقد أحسنت”. وأقول لطارق وأبو سفة ورندا وعلياء والتلب وأنس: “فو الله لقد احسنتم” ومسحتم عن حناجرنا العويل. نحن جينا.

عبد الله علي إبراهيم
[email protected]

تعليق واحد

  1. نط من السفينة الغارقة أحسن برضو مع تحياتي ل”سايحين زي ديل” ولطاهر التوم والضو بلال وكل الناس العصرو في بكا الترابي

  2. والله يا بروف الله يديك الصحة والعافية
    قاعد تنكت ليك في جنس شيتات (تنكت هنا بمعنى تستخرج) وشيتات بلغتنا و(نا) للجمع بمعنى حاجات. الشيتات ديل يخرجن من ألق الوطن بين ثنايا أسطرك.
    اقول يكفي اننا ظللنا أحياء رغم كل الظروف الذاتية والموضوعية للموت الزؤام. ويملؤنا التفاؤل بحيلة متجددة والتحية لعبد الله محمد الطيب.

  3. احى الحر يالمثقف العضوي البيجرح النسيم خدودو
    قلبت هبوبة 360 درجة طمعان ليك فى وجاهة ومنصب وانت على حافة القبر يابتاع ال wet dreams

  4. نحن شباب اتبرا الباسلة الصامدة المناضلة بنقول ليكم ياشباب اخدوا حذركم من العجوز القنوط ده حسى بانو الرياح قلبت وبداء يطلع ليكم اولااق دفاترو الصفراء. القنوط ده عاش زمنو وداير يعيش زمن احفادو بعد ماشبع تملق ودهنسة وانكسار لكلاب النظام ناس الامنجى الكلب الطاهر التوم ومعرس النظام التنكر لاسمو الضو بلال ” قال ضياء قال” وعادل الباز وغسان السحسوح والجقة الكبير مصطفى البطل
    تسقط بس

  5. مهداء للبروف الناطى من المركب الغرقان فى الساعة 25 وفاكر الناس نست مداهنتو لغلمان الانقاذ ناس غسان والطاهر التوم والضو بلال والسمين الجقة مصطفى البطل.

    The Harder They Come
    Jimmy Cliff
    Oh yeah, oh yeah
    Well they tell me of a pie up in the sky
    Waiting for me when I die
    But between the day you’re born and when you die
    They never seem to hear even your cry
    So as sure as the sun will shine
    I’m gonna get my share now of what’s mine
    And then the harder they come
    The harder they’ll fall, one and all
    Ooh the harder they come
    The harder they’ll fall, one and all
    Well the oppressors are trying to keep me down
    Trying to drive me underground
    And they think that they have got the battle won
    I say forgive them Lord
    They know not what they’ve done
    ‘Cause as sure as the sun will shine
    I’m gonna get my share now of what’s mine
    And then the harder they come
    The harder they’ll fall, one and all
    Ooh the harder they come
    The harder

    تسقط بس ياقنوط

  6. ياسلام روعة وكلام من درر يادكتور تستحق بجدارة انو تترشح ضد بشه

  7. “نحن الشعب السوداني المهذب والمثقف والعزيز، نحن جينا”
    انت بالذات خليك بعيد فى ويسكيك والبد وايزر ياحليق
    لعنة الله عليك ياحليق

  8. سجمي سجمي سجمي العجوز اللحس وعصر فى موائد الانقاذ من اتراح وافراح داير يبقى وصى على شباب ” فى عمر احفادو” واعي ومدرك هو بسوي فى شنو.
    تبا لك ولناس جيلك الفشنك

    تسقط بس

  9. “(كتبت هذه الكلمة في 2012 أعزي نفسي أن بلدنا ولود ذا صحوات ربما لم يحسن تقديرها من أثقلوا علينا بيأس منه)”
    خسئت ياقنوط شفوا ال coilles molles ده بشتت الكورة كيف اكتر من خمسين شاب سقط شهيد وتعيس ميسورى بقلب فى دفاتر اوراقو الهبوب بتاعت سنة 2012 ونحن فى اوائل 2019
    الزول ده فقد البوصلة وبقى زي ال weathercock
    # تسقط بس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..