عربي | BBC News

فيروس كورونا: متى سيكون السفر بالطائرات آمناً؟

قالت شركة طيران إير لينغس إنها ستراجع إجراءاتها في أعقاب مزاعم بأنها لم تحافظ على إتباع شرط التباعد الاجتماعي بين ركابها في إحدى رحلاتها من بلفاست إلى لندن.

ومثل هذا الزعم يثير مشكلة صعوبة تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في الرحلات الجوية، ويدفع إلى التساؤل: متى يمكن أن يتوقع المسافرون جوا عودة إجراءات السفر الطبيعية إلى ما كانت عليه قبل تفشي فيروس كورونا؟

كم عدد الناس الذين ما زالوا يسافرون جوا؟

ثمة عدد قليل جدا من الناس يسافرون جوا من بريطانيا منذ أن نصحت وزارة الخارجية بتجنب الرحلات الدولية إلى بلدان أخرى.

وعلى سبيل المثال، في الفترة بين 16 إلى 22 أبريل/ نيسان كان عدد المسافرين جوا القادمين إلى المملكة المتحدة أقل بنسبة 99 في المئة من عددهم في الفترة نفسها في عام 2019.

وتقول شركة الخطوط الجوية الأمريكية “أمريكان أيرلاينز” إنه يُمكن تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي “على جميع المسافرين”، مشيرة إلى أن طائراتها تحتوي على الكثير من المقاعد الشاغرة.

وقالت شركة “فيرجين أتلانتيك” إن العديد من رحلاتها خلال شهر أبريل/ نيسان كانت تحمل ربع عدد الركاب التي يمكن للطائرات حملهم.

وفي غضون ذلك، نقلت شركة رايان إير 40 ألف مسافر في شهر أبريل/ نيسان، بينما كان عدد المسافرين على رحلاتها في نفس الشهر من العام الماضي 13.5 مليون مسافر.

و مع غياب حجوزات السفر للسياحة في العطلات، كان معظم هؤلاء المسافرين مواطنين بريطانيين عائدين إلى بلادهم.
هل السفر الجوي آمن الآن؟

إذا كان عليك أن تسافر الآن، فثمة اعتقاد شائع هو أنه من المرجح أنك ستمرض في الطائرة جراء استنشاق هواءٍ راكدٍ “عفنٍ”.

بيد أنه، وفقا لمنظمة الصحة الدولية، إن نوعية الهواء في كابينة الطائرة يتم التحكم بها وتجديدها كل نصف ساعة.

وثمة احتمال كبير في أن ينتقل الفيروس إذا كان الركاب يجلسون في مسافات قريبة بعضهم البعض، وعادة ما تحدث العدوى جراء سعال شخص مصاب أو عطسه أو ملامسته للسطوح داخل الطائرة.

ويشابه ذلك ما يحدث في أي حالة أخرى يجلس فيها الناس متقاربين، كما هي الحال في القطار أو الباص.
ما النصيحة التي تقدم للمسافرين جوا؟

تقول هيئة الصحة العامة في إنجلترا إنه يجب على المسافرين أن يجلسوا في أماكن متباعدة بأقصى صورة ممكنة.

ويقدم المركز والشبكة الوطنية لصحة المسافرين التي أنشأتها هيئة الصحة النصائح التالية:

تجنب النهوض ومغادرة مقعدك إلا للضرورة القصوى، ولكن حاول أن تحرك وتمرن ساقيك وقدميك بمدهما وثني الكاحلين لتعزيز تدفق الدم إليهما.

استخدم المرافق الصحية المخصصة للمنطقة التي تجلس فيها فقط واِغسل يديك قبل الخروج منها.

إذا شعرت إنك لست على ما يرام، اِبق في مقعدك وتحدث إلى مضيفي الطائرة.

يجب أن لا تسافر إذا كنت تشعر أن صحتك ليست على ما يرام، أو كنت قد أجريت فحصا وأثبت أنك مصابا بكوفيد-19.

وتشبه النصائح المقدمة في المطارات البريطانية تلك التي تتعلق بأي مبنى عام كبير: إذ تشدد على أن تحافظ على مسافة أمان بينك وبين الآخرين، وأن تستخدم مواد تعقيم الأيدي التي يوفرها المطار.

وقد أغلق معظم المطاعم ومحلات التسوق في المطارات، وحُض الناس على عدم دخول بوابات الدخول الى رحلات الطائرات ما لم يكونوا مسافرين فعلا.
هل يمكن أن يكون هناك تباعد اجتماعي على متن الطائرات المسافرة؟

تقول شركة إيزي جيت للطيران إنها ستحرص على إبقاء المقاعد الوسطى في صفوف مقاعد الطائرة فارغة، حالما تُرفع حالة الإغلاق العام.

وتقترح الشركة أن هذا الإجراء سيطبق لفترة قصيرة مع استئناف رحلاتها الجوية، وقد أعلنت شركة طيران الإمارات وشركة طيران دلتا الأمريكية خططا مماثلة.

بيد أن شركات الطيران الأخرى ليست جميعها مُرحبة بمثل هذا المقترح.

وقال مايكل أوليري، رئيس شكة رايان إير، إن المقاعد الفارغة لا تضمن مسافة أمان وتباعد اجتماعي كافية، وغير ناجحة على المستوى المالي.

ويقول اتحاد النقل الجوي الدولي، الهيئة التي تمثل شركات النقل الجوي في العالم، إن ترك المقعد الأوسط فارغا لن يُحسن من حالة سلامة المسافرين.

ويضيف أن معظم شركات الطيران لم تكن ستحقق أي أرباح لو كانت أزالت ثلث مقاعد طائراتها.

وعبرالمدير التنفيذي لمطار هيثرو، جون هولاند-كي، عن مخاوفه بشأن عملية دخول المسافرين إلى الطائرات وخروجهم منها، قائلا: “إنه من المستحيل توفير مسافة أمان وتباعد اجتماعي لأي عدد من المسافرين، داخل مطار ما”.
ماذا بشأن الإجراءات الأخرى؟

ودعا هولاند-كي إلى اعتماد المعايير الدولية المعتادة لفحص المسافرين في المطارات “لبناء الثقة في السفر في الرحلات الدولية”. كما انتقد قرار هيئة الصحة العامة في إنجلترا الذي يرى أن فحوص درجات حرارة المسافرين غير فعالة، مطالبا بتقديم ونشر الدليل على ذلك.

واقترح أيضا أنه يجب أن يرتدي كل الاشخاص الذين يمرون بالمطارات الكمامات، ” كما اعتاد الناس في آسيا على ارتداء الكمامات منذ تفشي (فيروس) سارس”.

واقترح مسؤولون بريطانيون النظر في اعتماد مبدأ الحجر الصحي لمدة 14 يوما لأي مسافر قادم إلى البلاد من الخارج.

وأبلغت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل لجنة الشؤون الداخلية الخاصة “أنه تجري مراجعة كل شيء” على الرغم من أن القرارات الحكومية قد اتخذت بناء على نصائح علمية.

بيد أن اتحاد شركات الخطوط الجوية البريطانية، الذي يمثل شركات: الخطوط الجوية البريطانية وإيزي جيت وفيرجن أتلانتك ورايان إير، يعارض مثل هذا الإجراء ويصفه بأنه “إجراء صادم”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..