مقالات وآراء

يكفى أن تكون غبياً !

مناظير الجمعة – زهير السراج
* أرسل لي أحد الأصدقاء قصة جميلة قال انها تمثل واقع الحال الآن في السودان الذى شهد ثورة عظيمة أعادت له الحرية التي ظلت مفقودة طيلة ثلاثين عاما على أيدى النظام الاخوانى الفاسق، دمر فيها البلاد وأهان الناس وقتل واغتصب ونهب وسرق ولم يُبق شيئا جميلا، وأضاع على الشعب عقودا طويلة سيظل يعمل فيها ليعود فقط الى ما كان عليه قبل استيلاء الكيزان على السلطة، ولقد كان من المؤمل بعد سقوط النظام البائد أن تدير البلاد مجموعة تأتى من رحم الثورة، تحمل في جيناتها نقاء وطهارة وصدق وشجاعة الثوار لتطهير البلاد من دنس الكيزان وإعادة بناء السودان بكل تجرد ونكران ذات وفهم وإدراك، ولكن للأسف الشديد قفزت على السلطة مجموعات متنافرة لا يدرى الانسان هل يصفها بالغباء والبله وعدم الفهم أم الأنانية وحب النفس وعدم الوطنية، لنجد أنفسنا مرة أخرى وبعد أن تحررنا من وباء الكيزان، غرقى في كورونا الغباء والجهل والأنانية وحب الشهوات، ويظل الوطن العزيز حبيس الاحزان، وإليكم القصة:
* يقول خروتشوف .. اتصل بي الرفيق جوزيف ستالين وقال تعال الى مكتبي بسرعة يا نيكيتا.. هناك مؤامرة كبيرة. وصلت وكان معنا مجموعة من الوزراء، وقال ستالين يا رفيق نيكيتا، لدينا معمل إطارات (دواليب)، وهذا المعمل هو هدية من شركة أمريكية وهو ينتج الإطارات منذ سنوات و بشكل جيد ولكن فجأة ومنذ ستة أشهر بدأ المعمل ينتج دواليب تنفجر بعد بضعة كيلومترات، ولم يعرف أحد السبب.. أريدك أن تذهب إلى المعمل فورا وتكتشف ما هو السبب!
* وصلتُ المعمل وباشرت التحقيق فورا، وكان أول ما لفت نظري هو حائط الأبطال على مدخل المعمل.. على هذا الحائط توضع صور أفضل العمال والإداريين الذين عملوا بجد ونشاط خلال الشهر الماضي، وبدأتُ التحقيقات مباشرة من الإدارة حتى أصغر عامل، ولا أحد منهم يعرف الأسباب!
* قررت النوم في المعمل حتى أحل اللغز .. استيقظت في الصباح الباكر، ووقفت في أول خط الإنتاج وقمت بمتابعة أحد الإطارات (الدولاب) ومشيت معه من نقطة الصفر حتى خروجه من المعمل وأصبت بالإحباط .. كل شيء طبيعي وكل شيء صحيح وكل شيء متقن ولكن الإطار انفجر بعد بضعة كيلومترات !
* جمعت المهندسين والعمال والإداريين واحضرت المخططات، وقمت بالاتصال بالمهندسين الأمريكيين .. لم نصل إلى حل … قمت بتحليل المواد الخام المستخدمة في صناعة ذلك الإطار .. التحليل أثبت أنها ممتازة جداً و ليست هي السبب أبداً . ومرة ثالثة ورابعة انفجر الإطار بدون سبب … أصابني الإحباط، وأحسست بالعجز!
* بينما أنا أمشي في المعمل وأرفع عيني لا شعوريا ناحية حائط الأبطال في المعمل، قال لى مدير المصنع وهو يتحدث بإعجاب عن مهندس تتصدر صورته القائمة، انه ظل على رأس القائمة منذ ستة أشهر.. لفت نظري أنها نفس الفترة التى ظلت تتفجر فيها الإطارات بدون سبب!
* لم أستطع النوم، وقمت باستدعاء هذا المهندس إلى مكتبي فورا للتحقيق معه، وقلت له.. ارجوك اشرح لي يا رفيق.. كيف استطعت أن تكون بطل الإنتاج لستة أشهر متتالية، قال: لقد استطعت أن أوفر الملايين من الروبلات للمعمل و الدولة، قلت: وكيف استطعت أن تفعل ذلك، قال: ببساطة قمت بتخفيف وزن الأسلاك المعدنية قبل وضعها في الإطار وبالتالي استطعنا توفير مئات الأطنان من المعادن يوميا…. هنا اصابتني السعادة الكبيرة لأنني عرفت حل اللغز أخيرا، ولم أصبر على ذلك!
* اتصلت بستالين فورا و شرحت له ما حدث و بعد دقيقة صمت قال بالحرف: والآن .. أين دفنتَ جثة هذا الغبي؟ في الواقع لم أعدمه يا رفيق .. بل سأرسله إلى سيبيريا، لأن الناس لن تفهم لماذا نعدم بطل إنتاج!
* ليس بالضرورة أن تكون فاسداً وسارقا لتؤذى وتدمر .. يكفي أن تكون غبيا!
الجريدة

‫4 تعليقات

  1. ههههههه هههههههه هل عايز تقول إحتمال الكيزان نسو ياخدو معاهم ابطال الانتاج واعنى رئيس واعضاء الجانب العسكرى فى القصر الجمهورى ؟إن قصدتهم فقد صدقت !! ديل بسببهم البلد كلو حيطرشق ولا ارى فرقاً فى تقليل بطل الانتاج الروسى لكمية الاسلاك داخل الدواليب واصرار العسكر على إبقاء قضاة الكيزان داخل السلك القضائى فى دولاب القضائيه !!.

  2. هذه اساءة كبيرة جدا لاناس يبذلون جهدهم بالليل و النهار من أحل البلد و أيضا ضحوا بالغالي والنفيس من أجل السودان و منهم د ,زهير نفسه الذي شبع تعذيبا و اعتقالا حتي اضطر لمغادرة السودان….في الحقيقة مثل هذا الكلام يجب أن يكون من فلول النظام السابق الذي يهمه فشل الحكومة بزرع الأحباط في الناس!!! هذه عبارات تخدم أنصار الانقاذ ممن جننهم أزالة التمكين: هذه عبارات قمة في الاساءة:
    (ولقد كان من المؤمل بعد سقوط النظام البائد أن تدير البلاد مجموعة تأتى من رحم الثورة، تحمل في جيناتها نقاء وطهارة وصدق وشجاعة الثوار لتطهير البلاد من دنس الكيزان وإعادة بناء السودان بكل تجرد ونكران ذات وفهم وإدراك، ولكن للأسف الشديد قفزت على السلطة مجموعات متنافرة لا يدرى الانسان هل يصفها بالغباء والبله وعدم الفهم أم الأنانية وحب النفس وعدم الوطنية، لنجد أنفسنا مرة أخرى وبعد أن تحررنا من وباء الكيزان، غرقى في كورونا الغباء والجهل والأنانية وحب الشهوات، ويظل الوطن العزيز حبيس الاحزان) وبعدين من قال ان مافعله خروتشوف صحيح؟؟؟؟؟ هل هذا هو المنهج العلمي في معالجة المشاكل؟؟؟؟ علميا عندما تكون هناك مشكلة يتبع منهج للحل يتضمن (ROOT CAUSE ANALYSIS) حيث يتم تحديد جذور المشكلة ….و عامة ترجع المشاكل لأربعة اصناف ( 4M) M: 1-Manpower 2- Machinery 3- Method 4- Material ومن أجل حل المشكلة بصفة عامة هناك خمسة خطوات يتم فيها طرح أكبر عدد من الاسباب ثم اختيار الاقرب ثم أكبر عدد من الحلول ثم اختيار الأقرب وكل ذلك يتم تعزيزه بالبراهين!!!!!………………………………. اذا نظرنا الي الايزو 9001 مواصفات الجودة البند السابع البند (7) الدعم والمساندة فهذا العمل يشمل بيئة العمل والبنية التحتية والتكنولوجياالمتاحة والموارد والتدريب والتقييم والتحفيز….الخ فتخيل البيئة التي يعيش فيها عامل يتم اعدامه او نفيه دون الرجوع لاي جهة عدلية!!! ثم أين التدريب والتقييم الذي بناءا عليه يتم تقديم الشخص او تأخيره ومن ثم التدقيق الذي يوضح لنا الصواب و الخظا في عمل العامل!! ثم أليست كارثة أن ادارة العمل قيمته ببطل الانتاج !!! لا عجب أن هذا النظام انفجر لوحده دون حتي معرفه السبب!!!! و خروتشوف هذا هو الرئيس الذي تم عزله لأنه يقوم بتصرفات مسيئة لحزبه منها خلعه لحذائه في مؤتمر عام !!!!

  3. وزراء حمدوك عندهم شهادات …. وما اظن تقدر تقول عليهم أغبيـاء لكن ماعندهم رؤيه واضحه جايـن بيها وما اظن واحد منهم قدم لحمدوك في المعاينه برنامج عمل زمني متكامل للـوزاره المقـدم ليها والله اعلم إذا حمـدوك سـأل واحد منهم في المعاينه برنامـجك شنـو الجايبو لينا معاك …… الواحد جاي شايل الشهادات ومنتظر برنامج من جهة ما عشان يطـبقو ….. دي عقلية التعيـنات العندنا في السودان كانت ولا تزال وما بتتغير والواحد لما يتعـين وما يلقي خطه الجاي يطبقـا يبدا يحكي لينا اسبـاب معروفه و عشانا تم تعـينو …. 30 سنه دمـرت البلد ! … الدوله العميـقه ! … الوزاره مافيها امكانيات ! …. وهلـم جراً .. كأنو إتفاجـاء لسوء الوضع بالوزاره ويادوووبك يبدا يفكر يعمل شنو… للامانه منهم من إجتهد … بس عِشنا وماشُـفنا الا في السـودان الوزير بعد التعييـن يقول ما أدوني مهام للوزاره !….. أين يقف حمـدوك من كل هذا !؟

  4. شوفو تلاتة وزارة يطبع المال وينفق عليها جديد كرت بريحة الدفاع القضاء والخارجية .باقي الوزارات مناقصات ودراسة وتقديم مشاريع بس .
    بالمناسبة التلاتة دي عقيدة قوية وعلامة المرسيدس .وزارة الدفاع تحتها الشرطة والجيش .القضاء القضاء والمحاكم والنيابة الخارجية تتبع للداخلية .الداخلية تتبع للدفاع وتشرف عليها القضائية وشكرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..