
إعادة النظر في المناهج التعليمية
معركة في غير معترك وزوبعة في فنجان
بحكم تخصصي واهتماماتي بمواضيع التربية والتعليم والمناهج تابعت الكثير من الكتابات حول قضية مراجعة المناهج المدرسية .. وسرعان ما تحول هذا الموضوع إلي قضية ساخنة ولكن للأسف فيما يشبه تحزب هلال مريخ أو ما تطلق علية أدبيات السياسة الأمريكية .. (political football)
حدث كل ذلك بسبب تولي الدكتور عمر أحمد القراي منصب مدير المركز القومي للمناهج .. وهكذا تصاعد الاستقطاب بين مؤيد ومعارض لقرار تعيين الدكتور القراي وبين مادح وقادح له .. مع أن القضية لا ينبغي أن تتجه إلى الشخصنة والذاتية بعيدا عن الموضوعية .. القضية الأساسية هي أن هناك ثورة اندلعت في البلاد ومن معانيها ودلالاتها لغة واصطلاحا التطهير والتطوير والتغيير وتعبيد الطريق لقيام مجتمع سليم معافى يُبنى على أساس قوي من المعرفة والعلم ..
والثورة تعني أيضا إجتثاث كل ما من شأنه إعاقة أهدافها من مخلفات النظام القديم الذي أزالته .. ويأتي في مقدمة وأولويات القضايا الملحة التعليم ومناهجه لما لهما من دور حيوي في نمو مجتمع الثورة الجديد ..
وبذلك فإن كل الذي يحدث الآن دفاعا عن او هجوما على القراي في غير محله .. ليس هذا محل النقاش والجدل لسبب بسيط وهو أن الدكتور القراي لن يكون المسؤول الوحيد عن اعادة كتابة وتغيير المناهج وانما يشرف ويدير العملية ويستهدي بآراء الـStake holders من أولياء أمور الطلاب والمواطنين من مختلف مشاربهم والمدرسين وأساتذة الجامعات وأطباء النفس وغيرهم من التربويين لوضع منهج يرضي ويعكس تنوع ثقافات المجتمع وهذا ما كان سائدا قبل الإنقاذ ..
ينبغي أن يُفهم من الآن أن القرارات الفردية من القائد الملهم قد ولت إلى غير رجعة وحلت محلها ثقافة الديمقراطية والعمل الجماعي كل يدلي بدلوه في بناء الوطن ..
وهكذا فان هذه الغوغائيات لا قيمة لها والتي تتصور بكل سذاجة ان القراي يريد تدريس الفكر الجمهوري ,وإبعاد الآيات القرآنية من مقررات اللغة العربية والجغرافيا والتاريخ والأحياء والكيمياء وبقية العلوم وغير ذلك من الإسقاطات وترويج إشاعات لا أساس لها .. وقد استمعت للرجل وشاهدت لقاءاته واجتماعاته التي عقدها ولم اسمع منه شيئا من هذا ..
لقد شبع الناس من هذه المزايدات التي انكشف أمرها وتحولت إلى إكليشيهات مبتذلة لا تسمن ولا تعني من جوع ..
.. فأما الزبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ..
(الرعد ١٧ ) ..
د. الفاتح إبراهيم – واشنطن
[email protected]
مقال في الصميم يا دكتور. بس انت ما بفوت عليك مجرد اختيار دكتور القراى – كجمهوري – كفيل بتفجير كل كوامن الجنون والهوس عند الكيزان. كما ان “تطهير” المناهج من الخزعبلات التي وضعوها في المناهج سبب آخر وراء تهجهم على دكتور القراى. هؤلاء لا يفهموا “الموضوعية” ولا يهمهم مستقبل السودان “ويحسبون كل صيحة عليهم”. لقد روجوا وضربوا على وتر الشيوعية وعندما لم يحققوا النتيجة المرجوة تحولوا الى الجمهوريين وكالعادة بدأو في التباكي على الدين والعقيدة ولكن حتى هذه لم ولن تحقق لهم اى نتيجة. هم لا يستسلمون رغم علمهم بأن الشعب السوداني لفظهم الى الأبد ومهما عملوا لن يسمح لهم الشعب السوداني بأن يحكموه من جديد. القضية سياسية يا دكتور وانت سيد العارفين. ولك اطيب تحياتي.
أتفق معك تماما فالنظرة الموضوعية يستهدي بها العقل الحر الديمقراطي الذي يتقبل وجهة النظر الأخرى .. هؤلاء القوم فاجأتهم الثورة الشبابية ففقدوا التوازن والاتزان فلجأوا الى التخبط وكما قلت أنت “يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو” جبنا وخورا عسى أن يجدوا منفذا .. ولكن هيهات أن يعودوا من جديد انتهت اللعبة وانهار المسرح على الممثلين ..