
قبل سنوات او قبل الثورة ذهبنا لإستخراج الرقم الوطني في أم درمان وفي أثناء الانتظار لاحظنا عدم انتظام في الصف والبعض يدخل بالأبوب الخلفية للمكاتب وينهي معاملاته ثم يخرج ولا احد يشكو بالرغم من حالة التزمر من الذي يحصل. إعترضنا أنا وزوجتي وشاب آخر لاحظنا في رجل يحرضنا للإحتجاج وهو جالس في مكانه ويتحدث الينا بخوف حتى لا يراه أحد الموظفين وغضبت زوجتي من تصرف هذا الرجل فدار بينها وبينه الحوار التالي:
سعادتك هذا الوضع غير راضي به؟
قال: نعم
طيب إذا كان هذا الوضع سيؤذيك لماذا لا تعترض عليه بنفسك؟
قال : البركة فيكم أنتم
أعتقد المتضرر من شي من المفترض ان يكون أول المعترضين عليه
قال : يعني عاوزين كلنا نتكلم (ونكورك)
علي الأقل إحتج أدلي بكلمة ويسموعك من هم في الداخل بدل أن تتخفى خلفنا
قال: يعني تريدوهم أن (يتلككوا) وما أنتهي من معاملتي أنتم ماعارفين حاجة وأنا ما ناقص
فكرت في أن هذا النوع من المواطنيين لا يهتم بكثير من المظالم التي يرتكبها الظالم ما دام بعيد عنه وحتى لمن أصابه الضرر أراد ان يبحث عن آخرين يعترضون بالنيابة عنه ويكون هو آمنا مطمئنا. مثل هذا الرجل نموذج منتشر بكثرة بيننا وهو من أهم اسباب اطالة عمر النظام الفاشي الفاسد حتى تجذر وتشعب ثلاثين عاما واورثنا تركة تئن منها الجبال
أعرف كاتب صحفي موالي للنظام السابق ويدافع عنه ولم يتعرض للنظام بكلمة واحدة بكل إنتهاكاته وظلمه للآخرين. هذا الكاتب لديه مزرعة وصدر قانون يمنع عدم إستخدام مياه المشروع في المزارع التي تقع خارج تخطيط المشروع الحكومي وتم تنفيذ القرار وأصبحت مصالحه في خطر فغضب بشدة وكتب مقالا نارياً يدين هذا القرار وتحدث عن الزراعة وآثار القرار على النهضة الزراعية والفساد في الإستثمار وتحول الى معارضة النظام خوفاً على مصالحه وليس دفاعاً عن ظلم الناس وعن حقوقهم.
الفرق بين المواطن الذي يعيش في دولة الإستبداد والمواطن الذي يعيش في دولة حرة ديمقراطية هو الإحساس بالمسؤولية الجماعية وهي تعني الدفاع عن حقوق الآخرين إذا أُنتهكت حتى لو لم يقع عليه الظلم مباشرة وان المواطن الغربي يتعلم على المسؤولية الجماعية منذ الصغر فمثلا عندما تم منع دخول امريكا من مواطني مجموعة من الدول الاسلامية تجد الذين خرجوا للإعتراض على هذا القرار بالملايين وجميعهم أو غالبيتهم من السكان البييض الغير مسلمين ما الذي يدفع مواطن يتمتع بكامل حقوقه للدفاع عن مجموعة من الناس لا يعرفهم ولا ينتمون اليه لا دينيا ولا جغرافيا ؟ إنها المسؤولية الجماعية يا سادة الواحد منهم يعتبر نفسه مسؤول عن المجتمع بأسره.
إنتهاكات الحقوق والظلم إذا بدأ لن يتوقف عندك ولا عند مجموعة معينة وإنما سيمتد للجميع وعندما تدافع عن حقوق الآخرين انما في الحقيقة تدافع عن حقوقك أنت وان القمع الذي أصاب غيرك سيصيبك
في ظل نظام قمعي دكتاتوري يتعلم الانسان أن الحكمة تقتضي أن يهتم كل اب وأم بعياله سكنهم وأكلهم وشربهم وتعليمهم ولا يعبأ بالظلم اذا حدث للآخرين. فقبل أن نغضب من الظالم على ظلمه يجب أن نغضب من أنفسنا لأننا بصمتنا وخوفنا قد سمحنا له بانتهاك حقوقنا فتمادى في ظلمه وفساده.
يجب ان نعلم أولادنا وبناتنا منذ الطفولة وفي المقررات الدراسية وفي الاعلام ماهي المسؤولية الجماعية وكيف تدافع عن حقوق الآخرين وكيف نقاوم الظلم ، عندئذ فقط سنكون جديرين بالحرية.
ياسر عبد الكريم
[email protected]
السلام عليكم خي العزيز ياسر كلامك كله صحيحوانا شخصرايت كثير من هذه المشاهد وللامانة كنت في اكثر الاحيان بسكت وبعد مرات بتكلم .لكن تعامل العساكر زفت وبعد مرات بيضيعو ليك اليوم كاملا ويتم حبس ويتكلموا معك كلام فارغ غير محترم والمشكلة الكبرى مافي احد بتشتكي ليه علشان كدا نحن بنقول السودان محتاج لتغيير جذري في كل شيء
في الغرب الطفل يدخل المدرسه ويطلع مواطن صالح في المجتمع ويتعلم كيف يحترم الغير ويدافع عن حقو ويقيف مع الصاح مابالمناهج الدراسيه لكن بالتربيه واداء المعلم ….. عندنا المدرسه تهز شخصيه الطفل يا تطلعك دكتاتور او مؤتمر وطني ….. كل من هب ودب بقي مدرس وشايل سوط لانو عارف قُدراتو مابتقنع طفل عندو 6 سنوات بالمنطق لكن بالتخويف والتهديد …… الاستاذ ممكن يكون مُقطَع الماده من الغلاف للغلاف لكن تربويا لايفقه شئ …. واجزم دي الغالبيه العظمي . ولدي في المدرسه قال لي المدرس دخل الفصل واتلفظ بكلام ما يتقال من استاذ لما قلت ليهو الكلام ده غلط رماني بالكتاب وقال لي إنت جاي توريني الغلط ….. لو انت عارف الصاح جاي المدرسه تعمل شنو! . لما اتكلمت مع المدير اول شي قال لي ولدك عمل شنو عشان الاستاذ يرميهو بالكتاب يعني برضو الاستاذ ماممكن يكون غلطان وللاسف طلع أستاذ دين كمان. ولما نكر مشيت الفصل والمدير خليتو يشوف من الشباك يا اولاد أستاذ عثمان سباكم ورمي الكتاب في وش الولد ده لما قال ليهو كلامك غلط يا أستاذ الرد كان ببراءه آآآآآآآآآآآآآي ….. رجعت ليهو مع المدير وقلت ليهو مثلك مثل الذين حملو التوراه وسكت …. كمل الآيه براو وبعد وهله كده لما ولدي ضحك استدرك الامر وبداء يجوط انا حمار اتخيلو الاستاذ يكون عمل شنو ؟ …… دي عقليه بتطلع مواطن صالح للمجتمع !؟ فاقد الشئ لايعطيه والبنايه لو اساسا معوج لفوق مابتستقيم