اللوتري في المستقبل..

اللوتري في المستقبل..

سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]

((إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها)) [النساء: 97]. صدق الله العظيم.

هي فرض عين، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم بجلالة قدره هاجر. فكم من الشعوب المستضعفة والمظلومة والمقهورة في بلدانهم؟. لم يختر أحد في أي وطن ولد أو مع أي شعب يريد أن يكون. فهل يسعى الفرد إلى إختيار وطنه الذي يود أن يعيش فيه في المستقبل؟.

إنه مجرد إفتراض، ولكن هذه الفكرة المستحيلة ربما تصبح حقيقة يوما ما. سمعت من قبل بفكرة الشعوب المتحدة على غرار الأمم المتحدة ولكنها لم ترى النور إلى الآن. وهي فكرة بسيطة لحماية الشعوب من الظلم الواقع عليها وليست كالأمم المتحدة التي تحمي الدول وحكوماتها لضمان سير النظام العالمي. بالنسبة للشعوب الأهم لها أن تُحكم بالعدل. ولكن مهما كان مفهوم العدل فإنه يختلف لدى كل شخص، نادرا لا يحدث التأييد الكامل لنظام أي حكم من قبل كل أفراد الشعب. الأفراد المختلفين سيظلوا يعارضون ويعانون ولن يكونوا في الحسبان وسيكونوا مجبرين للعيش في ظل تلك الأنظمة، وبالتاكيد ستكون هنك المناوشات والمضايقات لإرادتهم للتغيير. لاحظ اني لم أتحدث عن شكل الحكم المثالي لأنه يرجع لإختلاف كل فرد وإختلاف اختياره. وبيت القصيد هنا: هل يمكن لهؤلاء الأفراد الذين لايستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا الهجرة ليختاروا البلد ونظام الحكم الذي يريدون العيش فيه؟.

مع التقدم العالمي وغزو العولمة سيكون لمنظمة الشعوب المتحدة دور هام في تقنين هذا النوع من الهجرة. ستصنف الدول حسب دستورها نظام الحكم فيها بدون إلتباس (دغمسة). فالتكن دول: ملكية، ديموقراطية، مدنية، شيوعية، علمانية، دينية: (يهودية، مسيحية، إسلامية) أي تحكم بالشريعة الدينية لكل ديانة. بهذه التصنيفات يكون كل فرد في العالم يدري تماما في أي بلد يقبع وتحت أي نظام يرزح. وعليه يمكنه إختيار أي البلدان التي يريد أن يهاجر إليها إذا لم يكن راضي ببلده الأم. ليهاجر ويعيش وينخرط في المجتمع الذي يهاجر له ويكون فرد صالح فيه. وبذلك عند الهجرة عليه بالإلتزام بكل القواعد وقوانين البلد التي هاجر إليها وإحترام المواطنين الآخرين الذين إرتضاهم أن يكونوا إخوانا وأخوات له في الوطن ليكون وطني وفرد فعال في المجتمع.

لقد إستبعدت عناصر كثيرة مجازا منها مثلا الثقافة والتي أعتقد ان العولمة ستذيب كثيرا من الثقافات في بعضها، ولا ضير في الإحتفاظ كل بثقافته مادام كل فرد يحترم الآخر، وعلى غرار لكم دينكم ولي دين. وأيضا وبالتالي سيكون بين الدول ميثاق على ان لا تعتدي أي دولة على دولة أخرى في العالم لضمان عالم خالي من الحروب والصدامات والنزاعات. فما رايكم؟.

ولكن وجدت بعض الأسئلة التي تطرح نفسها:

– ما هي أكثر البلدان التي سيهاجر إليها الناس؟
– هل ستكون هناك بلدان تجبر أفرادها وتقسرهم على عدم الهجرة والبقاء معها؟ وما هي تلك البلدان؟
– هل ستلتزم البلدان بالمواثيق الدولية ولا تتعدى الدول الأخرى؟، وإذا تعدت بعض البلدان؟ من ستكون تلك؟
– هل سيساعد هذا التصنيف على إنتشار الإسلام؟ نعم أم لا؟ والتوضيح في كلتا الحالتين مطلوب.

إنها فكرة تمخضت من فإذا كان ظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند فما ذا يكون ظلم ذوي نفس الوطن وذات الدين؟.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..