إسماعيل ويونس..بطلان منحا السودان أكبر إنجاز بألعاب القوى

دخلت الألعاب الرياضية بالسودان تاريخا خالدا وفريدا، في عامي 2008 و2011، حيث نجح بطلان في فتح رصيد السودان من الميداليات الأولمبية.

البطلان اللذان منحا السودان ميداليتين تاريخيتين هما إسماعيل أحمد إسماعيل ومحمد يونس، حيث منحا رياضة ألعاب القوى السودانية، أول شرف بالتتويج بالميدالية الأولمبية ودورة الألعاب الأفريقية.

التقرير التالي في موقع “كووورة” سلط الضوء على هذا الإنجاز الفريد.

الأولمبي الخالد

دخل العداء السوداني إسماعيل أحمد إسماعيل تاريخ الرياضة في السودان من أوسع وأكبر باب، وهو ينجح في تحقيق أول ميدالية أولمبية خلال ما يقارب من نصف قرن، من تاريخ أول مشاركة للسودان في الألعاب الأولمبية بدورة ألعاب روما الأولمبية في 1950.

كان جميع السودانيين يتوقعون فوز أبوبكر كاكي الذي ذاع إسمه عالميا وقاريا، بميدالية أولمبية في نفس سباق 800 متر، ولكنه تعثر في مرحلة التصفيات، فواصل إسماعيل وخرج عن قمقمه وأصبح أول رياضي سوداني يحرز ميدالية أولمبية.

إسماعيل قطع مسافة 800 متر في دورة الألعاب الأولمبية ببكين في زمن وقدره 1:44:70 دقيقة، فكان أول سوداني يصعد منصة التتويج بالميدالية الفضية، إلى جانب متسابقين كينيين حقق أحدهما المركز الأول، والآخر المركز الثالث.

أصبح إسماعيل أحمد إسماعيل إلى اليوم هو البطل الخالد في تاريخ السودان، لأنه سبق الجميع وخطف أول ميدالية من نوعها لبلاده في دورة أولمبية.

من مغمور إلى صفحات التاريخ

في بدايات الألفية الجديدة عمل اتحاد ألعاب القوى السوداني والذي يتقدمه العميد مصطفى عبادي والأمين العام المهندس صديق إبراهيم، على بعث الروح في بقية الألعاب الأخرى، فتمت الاختبارات للعديد من اللاعبين الموهوبين في فعالية الوثب العالي.

برز المغمور محمد يونس في الوثب العالي وأظهر موهبة كبيرة، فتبناه الاتحاد السوداني وضمن له عدة منح تدريبية كانت أبرزها محطته في السنغال.

ولم يكن محمد يونس معروفا لوسائل الإعلام السودانية وظل مغمورا، لكنه أصبح مطاردا منها بعد ما شارك بدورة الألعاب الإفريقية بالعاصمة الموزمبيقية مابوتو في 2011، حيث أعلن هناك ميلاده كبطل على مستوى قارة إفريقيا، مسطرا تاريخه وتاريخ السودان لأول مرة في تاريخ اللعبة.

في مشاركته الأولى بدورة كل الألعاب الإفريقية، لم يكن من متوقع من محمد يونس سوى شرف المشاركة ومحاولة تحسين رقم، حيث كان يسيطر على الوثب العالي في ذلك الوقت، البوتسواني كابيلو كوسيمانج بطل إفريقيا في تلك اللعبة عدة سنوات، وآخر بطل في دورة الألعاب الإفريقية التي نظمت بالجزائر 2007.

ولكن تحت بصر مدربه السنغالي وبعد عدة محاولات ومنافسة شرسة، تغلب محمد يونس على بطل إفريقيا كوسيمانج بوثبة عالية فوق العارضة بلغت 2:25 م، في مقابل 2:20 م لبطل بوتسوانا وإفريقيا، لينفتح باب المجد ليونس ليصبح أول سوداني في التاريخ ينال شرف أول ميدالية ذهبية على مستوى قاري.