
ويمكن ان نقول ايضا ادارة التغيير.. فالامر مرتبط والهدف واحد..وماحدث بالسودان من ثورة عظيمة هادفة للتغيير ليس للسياسات والاشخاص ونظام الحكم فقط بل لتحقيق الحرية والسلام والعدالة.. والرفاه ايضا وان لم يشمله الهتاف الثورى فهو بين عصب السلام وبجوهر العدالة وهو اكليل الحرية..
ومضى الآن ربع عمر الفترة الانتقالية المناط بها تحقيق الغايات الواردة بالوثيقة الدستورية والتى ولدت بعض مخاض عسير ..لتكون هاديا للمسير..
لكن بطء الانجاز المرتبط بتعقيدات لم يتم الفكاك منها يجلب التوجس ويفتح الابواب للشياطين واحلام العودة للموتوريين..فماذا نحن فاعلون ؟! لتدارك الامر وفك التعقيد ورفع وتيرة السير لاحداث التغيير بهياكل الحكم التى تحقق الاهداف وتبرد جوف شعارات الثورة ودماء وذوى شهدائها …وتطلعات الشعب واحلام الوطن..
..الافكار التى تمشى على سيقان راسخة على ارض الواقع ..مشخصة لامراض الماضى بهياكل مستويات الحكم والادارة ..وسياسات واجراءات الدولة بكل قطاعات الخدمة العامة..
ونفض الغبار عن ماهو رابض بتوصيات بحوث علمية وتقارير لجان عمل واراء وتحقيقات صحفية تعج بها الشبكة العنكبوتية والاضابير ووضع آليات جمعها وتحليلها للاستفادة منها بوضع الخطط المناسبة لكل قطاعات ومفاصل الدولة وتحويلها لواقع يمشى بين الناس..جزء من الحل .واستنهاض القيم والهمم لشعب ابى ووطن غنى ليكون كل مقدر لما خلق واعد له ليساهم بجزيئات صنع الرفاه العام هو عصب الحل ..
فعلى الحكومة البدء بحلحلة العقد المعلومة و المصنوعة منذ استراتيجيات الحركة الاسلامية للتمكين المرسومة بسبعينات القرن الماضى والتى وجدت حظها للتنفيذ واكثر بعد انقلابها المشؤوم.عام ١٩٨٩… وتهيئة الارض لبذر التغيير للتحول لدولة الوطن… لوضع القاطرة على خطوط المسير..وبلا عراقيل من وراء الاكمة…
وفي هذا الشأن نقول ان ما يعوق اشعال جذوة الانطلاق هو تشاكس الارادات من واقع منطلقات الفكر والانتماء وما حاق بالقيم من ضربة فى الصميم من واقع الممارسات الشايهة خلال الثلاثة عقود الماضية.. وحصاد التعليم المتدنى.. ومشكلة تعقيدات الهياكل الايدولوجية المصنوعة و الموروثة التى حالت دون تفعيل الشرعية الثورية كما حدث باكتوبر ١٩٦٤ وابريل ١٩٨٥..ولا تزال..
فرغم ان جهاز امن نميرى لم يكن مؤدلجا وكان مثله ومثل كل مؤسسات الخدمة العامة التى تعج بكل ابناء الوطن وبدون تابوهات فكرية وتعيين للقيادات الحركية..
ولا مؤسسات اقتصادية مؤثرة فى كل شى وغيره من سبل التمكين … رغم هذا تم حله كمطلب من مطالب الثورة..رغم الحديث اللاحق عن خطل الحل.. ومما ساعد حينها على وصول الثورة الى كثير من غايتها.. القومية الحقة لكل القوات النظامية وهذه من ابجديات تكوين دولة ديمقراطية متماسكة… ومصونة بالضرورة بكل دول العالم مع الالتزام الصارم للقوات النظامية بالبعد عن السياسة وصيانة قسم حماية الدستور بحق وبلا تزييف.. مع اتخاذ التدابير الوطنية القوية الكفيلة بتثبيت ركائز النظام الديمقراطى لحين الانتقال ..للخروج من المأزق المعقد و المصنوع .. وقتل جرثومة اى احتمال لمغامرات متهورة مهما صغرت لانها ستكون حتما بداية لحريق الوطن..والتى يقوم بتاجيج نيرانها الكثيرين بغباء او انتهازية جاهلة .. متماهين مع اعداء الوطن من قوى الشر العالمي التى تتخذ امثال هؤلاء حمالات حطب وقود حريق الاوطان تنفيذا لاجندتها وبلا مقابل…
ومن ما يشرح الصدر الوعى الوطنى الكبير الذى تعج به الوسائط المختلفة والذى ظل يلقم هؤلاء آلاف الحجارة..رغم كثرة العواء والكاك المصنوع بمكر اوجهالة ..او انتهازية مريضة..وبكاء مفضوح على ليلاهم بعد ان اتضح كذب البكاء باسم الدين..تحول بنفاق مضحك وتزييف مخل لبكاء على المخرج من قوات اممية هم ادخلوها ولم تخرج بعد.. باسم الوطنية..مع استغلال بشع لعاطفة البسطاء والرجرجة والدهماء بهذا الشأن.. وبذلك يعرون قيح نفوسهم امام انوار الحق والحقيقة الباهرة..
وايقاف خطر النفاق والتزييف والاستغلال يتم جزء كبير منه بتشغيل ارادة وادارة التغيير من خلال الفاعلية العملية و الصدقية الثورية لكل هياكل الحكم المناط بها احداث التغيير.
مع الصحوة الدائمة والمشاركة الحكيمة لحاضنة الثورة وقواها الحية بكل المرافق والمواقع..لصنع الافضل الذى يمشى بين الناس ويخرس السنة الشآنئين..ويثبت اركان الثورة..مع عدم اهمال قيمة الوقت.. والاستفادة من التطورات الداخلية والخارجية المتسارعة.. فمثلا ما اتاحته جائحة كرونا من تدنى لاسعار النفط العالمى تحتاج لاستغلالها بالجدية العملية بعد التقييم السليم وتحليل التكلفة والعائد السريع من خبراء لآلاف الخيارات المتاحة توريدا و توزيعا للوقود وفي هذا حل لاكبر المشاكل الاقتصادية ذات الامتدادات الامنية والسياسية المعلومة..
وكذلك ما يتيحه رخص الشحن الجوى الآن والمقدرة التنافسية على تدفق كثير من الصادرات المعدنية والزراعية والحيوانية السودانية لدول الخليج والانجاز المنشود حتما مربوط بارادة التغيير للسياسات والاجراءات والشخوص..وكذلك صديقية الالتزام بتحقيق عملية السلام من كل الاطراف عنصر الوقت وقوة ارادة التغيير لمرتبطات الوصول..من كل الاطراف كفيلة بتحقيق الهدف باسرع فرصة ممكنة تجنبا لتأثير رياح التطورات العالمية والداخلية والتى لاتنتظر او تستشير احد على. مجمل العملية السلميةالمنتظرة..
وبطء ايقاع عملية احداث التغيير بعد الثورة العظيمة هو الذى جلب طمع كل من فى قلبه مرض من قوى الظلم والظلام الداخلية والخارجية للخروج من جحورها ونفث سمومها بالعلن احاديث وكتابات وسموم فتنة وقحة…وهذه يتطلب امر حماية الوطن والثورة حسمها عبر ارادة التغيير قبل فوات الاوآن..حتى لاينطبق علينا قول دريد بن الصمة عن تدارك الامر بعد فوات اوانه
بذلت لهم نصحى بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا النصح الا ضحى الغد
عادل محجوب علي
[email protected]