أهم الأخبار والمقالات

هل نحن في حاجه لعقد اجتماعي جديد ؟

 د. حيدر إبراهيم علي

أبدأ بالخاتمة مشكلة السودان ليست في وجود عقد إجتماعي جديد لأن المواثيق السياسية العديدة هي عقود اجتماعية، الاختلاف في التسمية فقط ولكن المشكلة في الالتزام والتنفيذ . أعتقد أن ميثاق الدفاع عن الديمقراطية يمثل أقوي وأمتن عقد اجتماعي ولكن كيف تعاملت معه القوى السياسية التي تبشر اليوم بعقد جديد؟
لقد كانت حكومة الديمقراطية الثالثة على علم تام بتحركات الإخوان المسلمين الانقلابية . وكان رئيس الوزراء آنذاك يمتلك كل المعلومات والاسماء ولم يحرك ساكنا وعندما وقع الانقلاب لم يقاومه رغم امتلاكه لمليشيات هي التي قامت بحوادث أول مارس والمولد أم درمان وبإسقاط حكومة أكتوبر الاولى حين أحاطت الحشود المسلحة بالخرطوم ، ودائما أذكر موقف الرئيس التشيلي سلفادور اليندي من انقلاب بينوشيه حين وقف بمدفعه الرشاش على شرفة القصر الجمهوري وظل يقاوم حتى نفذت ذخيرته واستشهد من أجل الدفاع عن الديمقراطية.

أخشي أن يكون العقد الإجتماعي الجديد ودعوة الوفاق الوطني ، هي محاولة للقيام بدور “المحلل” بعد أن طلق الشعب السوداني الأخوان المسلمين وحركتهم بالثلاثه وصارت عودتها حراما بينا . يمكن أن يعود الاسلامويون للعمل السياسي كسودانين بعد الاعتذار والمحاسبة واسترداد أموال الشعب السوداني المنهوبة كجزء بسيط من رد الاعتبار لهذا الشعب الذي أهانوه وأذلوه لثلاثيين عاما.

(2)
نحن في حاجة لميثاق أو عقد قومي يرتكز على المبادئ التالية:

1/قيام الدولة السودانية الحديثة على مبدأ حق المواطنة.

2/ عدم تحديد لدين الدولة في الدستور باعتبار أنها تحترم كل الاديان والمعتقدات في الوطن ، والمساوة بينها دون أي امتياز.

3/ عدم قيام الأحزاب على أسس دينية أو قبلية أو جهوية وأن يتم تسجيل الأحزاب بشروط جديده تؤكد على وجود برنامج شامل وقابل للتنفيذ تنزل به الانتخابات ويتم مناقشته مع قواعدها في الليالي واللقاءات السياسية وأن يقسم المرشح على تنفيذه خلال دورته البرلمانية.

4/ أن تكون الإنتخابات حسب التمثيل النسبي والقوائم.

5/ التمييز الإيجابي للنساء والشباب والمناطق المخلّفة.

(3)..
تحتاج قوى الحرية والتغيير لإصلاح ولكن ليس لتفكيك وإضعاف العضوية بالتجميد والإنسحاب لأن ظروف الإنتفاضة سمحت لكيانات ليست لها شعبية ولكنها حركية بالبروز . وهناك احزاب نافذة في قوي الحرية والتغيير نجد أن عدد اسمها أكثر من عدد عضويتها فهي ذات اسم صاخب طويل ولكنه بلا مضمون شعبي حقيقي . لا أدعو لما يسمي بالاوزان ولكن بالعطاء والإخلاص للثورة بلا مطامع حزبية وغنائم سياسية مجانية . ولا تتحمل الديمقراطية والثورات العمل بطريقة الشللية وعلاقات الاستلطاف والخدمات المتبادلة “شيلني وأشيلك ” أن الاصلاح لابد أن يكون نتيجة نقد ذاتي وقناعة بوجود خلل وهنا تقدم قوي الحرية والتغيير نموذجا للممارسة الديمقراطية وتساهم في عملية التربية الديمقراطية وهذا هو المطلوب في السودان الجديد .

د. حيدر إبراهيم علي
[email protected]

‫7 تعليقات

  1. أزمة السودان الكبري هي نخبة منفصلة تماما من واقعها الاجتماعي لذلك لا يوجد فرق كبير في طريق تفكير الترابي و منصور خالد و حيدر إبراهيم و عبد الخالق محجوب وغيرهم من النخبة الفاشلة ليس فيهم المهاتما غاندي و نلسون مانديلا وغيرهم من رواد التنوير الذين أناروا طريق الحرية والديمقراطية الي شعوبهم إما نخبا الفاشلة كل منهم فصل جلابية بماقس معينة مع علي الشعب السوداني الا ان يلبسها حتي لو كانت قصير او طويلة او ضيقة او قبيحة اي نظام سياسي لا يعكس الواقع الاجتماعي فهو انقلاب ديمقراطي لا يختلف عن الانقلاب عسكري تماما .
    الدولة ليس نقابة و لا اتحاد مزارعين او مهنيين او طلاب وإنما تركيب معقدة و حل المعادلات الكميائية التي تأتي بنتائج معينة معروفة هو المنهج الذي قاد البلد ستين سنة منذا الاستقلال أدي الي دمار الإنسان والبلد.

  2. أخشي أن يكون العقد الإجتماعي الجديد ودعوة الوفاق الوطني ، هي محاولة للقيام بدور “المحلل” بعد أن طلق الشعب السوداني الأخوان المسلمين وحركتهم بالثلاثه وصارت عودتها حراما بينا . يا دكتور حيدر خشيتك في محلها فالصادق المحلل هو نفسه المحلل واللبيب بالاشارة يفهم.

  3. سلام عليكم
    المشكلة الان عن هذا العقد الاجتماعي ان لا احد غير الصادق و البرير يعرف عنه شي. بعيدا عن الكلام الانشاءي الفضفاض ليس هنالك اي نقاط محددة او محتوي واضح لهذا العقد الاجتماعي. الرجاء من حزب الامة ان يطلع الجماهير علي هذه المعلومات حتي يحدد الناس موقفهم من هذه العهود المقترحة

    1. فعلاً، يجب تسميته “عقد حزب اللًمَّة، لأن “عقد إجتماعي”، تعني مشاركة الجميع/المجتمع في وضعه، وليس هطرقات ديناصورية، فقط !!!!!!!!!!!!

      حسب معرفتي المتواضعة به، فهو لا يختلف جوهرياً، عن البنود الواردة في المصفوفة، التي إتفق عليها السيادي والتنفيذي وقحت، إلا أن المتخاذل قد أصَّر عليها، لأمر في دماغه المتحجر، والذي تُشير ساعته البيولوجية المعطوبة إلي عام 1966 !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

      لا أظن أن هنالك، مَن يجهل مقاصد ديناصور أم كتيتي من هذا العقد، والتي حاول نفاقاً، تغليفها بوطنية، مُفتَري عليها، وبديموقراطية، هم لا يفقهون فيها الراء !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

      الباب يفّوِّت ديناصور ومعه صغاره.

  4. مشكلة د.حيدر ابراهيم و د.القراي وغيرهم من يدعّون بانهم (مفكرون) يكتبون وهم مكبلّين بانتماءاتهم الحزبيه وايدلوجياتهم يعني لـ (غرض) ودي واحدة من مشاكل هذا البلد العصّية .
    انظر لكتابات د. الشفيع مقارنة بكتابات د.حيدر ابراهيم او كتابات د.النور حمد بكتابات د. القراي ..
    هناك فروق كبيرة .. د. حيدر وكذلك القراي تدور كتاباتهم ونقاشاتهم عن الاشخاص و اختلافاهم وصراعاتهم مع هؤلاء الاشخاص .. بينما د. الشفيع والنور حمد تجدهم يكتبون عن الهم العام والقضايا المصيرية دون التطرق للاشخاص والتعقيبات .

  5. مع محبتي الشخصية وثقتي الفكرية لحيدر إلا أني أرى فيه الجديد..
    في بداية السطور ما هو حيدر البتوثق من المعلومة قبل أن يتناولها فقد صابه إستعجال في نقل معلومات مغلوطة وأنا أبصم على ذلك بالعشرة.
    ثانيا إستحوزت على حيدر صفة جديدة وهي خلاف من أجل الخلاف فقط فهو يوافق على أن قحت في حاجة لإصلاح ولكن تحت مسمى غير الذي طرح بمسمى العقد الإجتماعي ولكن أن يكون ميثاق أو عقد قومي وكأن الحل في حذف إجتماعي وإستبداله بقومي.. كما أن حيدر حمل جهات غير المتسبب الرئيسي في إفشال ميثاق الدفاع عن الديمقراطية…. غايتهو دآ تب ما باقي ليا زولي ظاتهو الكتب الكلام دآ.. فما حيدر يسوق الحجج حسب أهواء القراء ولا حيدر البيقول قولن ما واثق منهو..

  6. الديمقراطية لايدافع عنها كما فعل الجنرال بينوشيه بل كمافعل الأتراك إذا كان الشعب يؤمن بالديمقراطية ويعي معنى دولة القانون والمؤسسات.. لماذا تحملون انهيار الديمقراطية مرتين لرجل فرد مع أنها مسئولية تضامنية ..والله وتالله إذا لم ينصلح حالنا في حياة هذا الرجل النزيه العفيف العالم المفكر المخلص الذي لا ييستطيع كائن من كان أن يزايد على وطنيته وإخلاصه…فسيطول الدهر ويطول ليتحقق حلمنا بوطن يسع الجميع ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..