مقالات سياسية

النيابه العامة بين زمنين

معز حضره

كثر الحديث في الاونه الاخيرة من بعض محامي بعض المتهمين عن رموز النظام السابق عن طول زمن التحريات مع المتهمين وعدم تقديمهم الي المحاكم بسرعة.

والمثير للدهشة إن هذه التساؤلات وردت من بعض محامي حذب المؤتمر الشعبي، الذين نالوا مانالوا من اخوانهم في الله من حذب المؤتمر اللاوطني من إجراءات قانونية كيدية وبلاغات لا اساس لها ولاسند لهامن القانون.

في زمن النظام السابق كانت النيابة تمثل مخلب القط للنظام حيث تأتمر بأوامر جهاز الأمن وبتوجيهاته بفتح البلاغات ضد المعارضين ووضعهم بالسنين بدون تحريات أو اخذ اقوالهم حتى.

وكان كل المعارضين للنظام السابق يمنعون من حقوقهم الاساسية في تلقي العلاج وفي الاكل الصحي بحسب الأمراض التي يعانون منها مثل السكري والضغط وغيرها من الامراض المزمنة.

ولعلني هنا اذكر واقعه تعرض لها الدكتور حسن الترابي عندما كان معتقلا في سجن كوبر واثناء ما كان نائما علي برش بائس علي الارض قام احد الفئران المشهور بها سجن كوبر بعضه في اصبعه وهو نائم، وعندما طلب العلاج من ادارة سجن كوبر منع الامن ادارة السجن من تقديم اي علاج له بحجة إن الامر لا يحتاج للعلاج من عضة فار .

كذالك منع العلاج من الاساتذة علي محمود حسنين وأمين مكي مدني وفاروق ابو عيسي من تلقي اي علاج في اي مستشفي خارج السجن مما فاقم من حالتهم الصحية، بل إن الأستاذ علي محمود حسنين رحمه الله عليه اصيب بداء السكري وهو في السجن.

وهو لم يكن مصابا به قبل الاعتقال نتيجة لعدم تلقي العلاج وعدم توفير الاكل الصحي له.

كنت أتمني من محامي النظام السابق أن يشكروا النيابة العامة في انها تتقي الله في تحرياتها وتجتهد في الوصول إلى البينات التي تم اخفائها بفعل فاعل، ولم تلجأ الي تلفيق البينات ضد المتهمين كما كانت تفعل النيابة العامة في عهد النظام السابق بأوامر مباشرة من جهاز الامن وبالاتفاق معه.

كنا كمحامين نبذل الجهد في ان يتم التحري عن موكلينا وتحويلهم من حراسات جهاز الأمن الي حراسات الشرطه العادية،
أما الآن فإن جميع المتهمين من رموز النظام السابق مقبوضين بموجب بلاغات مفتوحة ويتم التحري معهم بواسطة لجان تحقيق مختصة ومحايدة، ولعل سبب تأخير التحري هو بسبب محامينهم الذين نصحوهم بعدم التعاون مع التحري وعدم الادلاء بأي اقوال في التحري،

وهذه النصيحة غير الصحيحة من محامي رموز النظام السابق تجعل التحري يأخذ وقتا أطول لان النيابة تمنحهم عدة فرص للإدلاء باقوالهم حتي لاتتهم النيابة بالتعجل في التحري مما يعطي المحاكم الحق في إرجاع مثل هذه البلاغات مرة أخرى للنيابة لتعيد التحري مرة أخرى،
ومن جهة أخري فإن النيابة العامة عندما يرفض المتهم بالادلاء بأقواله تلجأ الي مزيد من الإجراءات الاخري مثل سماع عدد إضافي من الشهود مما يزيد من أمد زمن التحري.

كذالك من الأشياء التي جعلت التحري يأخذ بعض الوقت إن هنالك عدد من الشهود إختفوا أو أخفوا أنفسهم بنصيحة من بعض المحامين الذين يدافعون عن رموز النظام السابق.

كما علمنا إن السيد النائب العام مولانا تاج السر الحبر وافق لكل من يدعي المرض من رموز النظام السابق بأن يتلقوا العلاج في كل المستشفيات الخاصه ومقابلة طبيبهم الخاص في سلوك إنساني رفيع يتوافق مع الاسلام وأخلاق شعب السودان،
ومثالا لذالك سمح للمتهم علي الحاج في الاستشفاء في مستشفي فضيل والدولي واخيرا مستشفي يستبشرون، وهذا كله إن دل إنما يدل علي أن النيابة العامة لاتتعامل بروح التشفي ولاتتعامل بالسلوك الذي كانوا ينتهجونه ضد خصومهم عندما كانوا في السلطه،

كذالك كمثال اخر سمح للمتهم احمد هارون بدخول مستشفي يونيفرسال وعبد الرحمن الخضر سمح له بالعلاج في مستشفي الزيتونة، والمتهم عبد الله البشير سمح له بالعلاج في مستشفي علياء، وايضا كمثال أخير سمح للمتهم المدان قضائيا عمر البشير بالعلاج في مركز السودان للعيون،

أما بخصوص المتهم المرحوم الشريف بدر، ايضا سمح له بالعلاج في عدة مستشفيات خاصة واخيرا سمح له في ان يكمل فترة علاجه الاخيرة في شقه خاصه ومعه إبنتية الطبيبتان،نسال الله له الرحمة. ولعل الشكر الذي تم من قبل اسرة المرحوم الشريف بدر للنيابة العامة علي حسن تعاملها مع المرحوم خير دليل.

مانود قوله في الختام إن من يتباكون الان علي أن النيابة العامة لم تمنحهم حقهم القانوني في العلاج وغيرة، نقول لهم اتقوا الله في ما تقولون،

بل انني شخصيا وبحكم معاصرتي لما كانت تفعله النيابة في ظل عهد النظام السابق إنني أري إن النيابة العامة في عهد مولانا تاج السر الحبر نائب عام الثورة أعطت رموز النظام السابق حقوقا لم يكونوا يحلمون بها لانهم كانوا يتوقعون أن يعاملوا بمثل ما كانوا يعاملون به خصومهم، وقام كثيرون منهم بشكر النيابة علي المعاملة الممتازة التي يتلقونها.
ولكن نقول لهم إن الثورة السودانية العظيمه رسخت لمباديء وأخلاق السودانين التي حاول نظام الانقاذ البغيض أن يمحوها خلال ثلاثين عاما وفشلوا في ذلك.

ونتمني من الله ان يزول وباء الكرونا سريعا حتي تحول البلاغات الجاهزه الي القضاء ليقول كلمته العادلة.
معز حضره.

‫4 تعليقات

    1. يا شاطر المحامى ما نطق بل كتب وإن شاء الله بشطارتك قدرت تستنتج المقصود وده المهم ؟ وبعدين مش إحتمال الاستاذ الكتب ده يكون من ضحايا السلم التعليمى الوقع كل ابنائنا ؟!!.

  1. يا معز هؤلاء الناس ليس لهم اي حقوق هم مجرمون ولا يستحقون اية معاملة انسانية فوق القانون. أما ان يكون هناك قانون يطبق او لا يكون والذي يفعله تاج السر الحبر ليس مكانه النيابة بل ربما كان المكان المناسب له مجلس الاجاويد.
    بهذا الفعل لن تضيع فقط دماء الشهداء بل دماء الذين سيستشهدون جراء هذه العدالة الكاذبة وليت الشباب لم يردد شعار العدالة الذي اصبح يلومه كل عاجز عن الانجاز في مواجهة الحقائق. العدالة عمرها لم تعني اجهاض العدل والعدل هو محاكمة رموز الانقاذ في محاكم ثورة وان رفض المكون العسكري ذلك فليبدأ الشباب ثورة جديدة بعد ان سرقتموها منه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..