مقالات سياسية

أساليب النظام البائد في اهدار طاقة الحكومات

ادم إبراهيم حامد

على الرغم من حجم المشكلات الحقيقية التي يواجهها مجتمعنا لكن معظم الصراعات الدائرة على الإعلام و الوسائط لا تتناول في الغالب الأعم تلك القضايا. فيما يلي سنلقي الضوء بإطلاق بعض الآراء التي قد تكون  صائبة أو قد تكون مجرد  تخيلات و تترك في محلها.

#حرب الاستنزاف: ان الصراع بين الحكومة الانتقالية الحالية والنظام البائد سيستمر لفترة قد تتجاوز عمر الفترة الانتقالية نفسها و في حين تجتهد الحكومة الانتقالية على تحقيق مطالب الشعب المشروعة و المعلنة عنها؛ يعمل أنصار النظام البائد الظاهرين و المتخفين  على عرقلة الجهود الرامية إلى تحقيق تلك المطالب. والهدف الأسمى لهم هو استنزاف للطاقة و تشتيت انتباه الحكومة الانتقالية(كلاعب كرة قدم يلقي بنفسه على الأرض لتضييع الوقت على الفريق المغلوب)و جرهم إلى قضاياهي ليست بالأولوية لا للشعب ولا للحكومة نفسها.

إذن ما هي الآلية التي يستخدمها أنصار النظام لتحقيق مبتغاهم؟

#الامننة: Securitization
ان أنصار النظام البائد لهم باع طويل في إدارة الدولة الأمنية  على مر الحكومات التي تعاقبت على حكم السوداني و قد نجحوا في ذلك نجاحًا، تضرر منه السودان كثيراً. ان  الامننة تشير إلى تلك  العمليات التي تفضي إلى تحويل قضايا عادية ليست ذات أهمية  (عسكرية، مجتمعية ، سياسية ، ثقافية أو بيئية )و جعلها مهدد  وجودي للدولة أو المجتمع بأكمله و ذلك من اجل احداث اختراق للمنظومة “دستور، اتفاقية” من اجل تمرير و تحقيق أهداف لجهة معينة و من ثم تتم التعبئة و توجيه خطاب شعبوي لكسب تأييد أكبر سند و دعم ممكن. ان نجاح عملية الامننة تعتمد على توفر أربعة عناصر رئيسة: الفاعل أو المؤمنن، المهدد الوجودي، السياق أو النطاق، وأخيرًا الجمهور. و خير مثال الجدل الذي كان يدور حول اعادة صياغة وثيقة المناهج للمستويات التعليمية الدنيا، و مثال آخر استخدام الولايات المتحدة الأمريكية (الفاعل) احداث سبتمبر (مهدد وجودي) كذريعة للتدخل في بعض الدول بدواعي الإرهاب (السياق).

#الآلية الثانية لاستنزاف طاقة الحكومة الانتقالية هي:
الشائعة السياسية: ان علماء التواصل السياسي ، يؤكدون أهمية الشائعة السياسية في قلب الموازين.و حتى تحقق الشائعة أهدافها ، لابد من توافر عناصرها الأساسية المتمثلة في: وجود شخصية عامة، خاصة الشخصيات المثيرة للجدل والأكثر ظهوراً، أما العنصر الثاني فهو وجود ادلة خاطئة أو وثائق تحتمل تفاسير عدة، بالإضافة إلى عنصر وجود “وصلات” لضمان توصيل الشائعة إلى اوسع نطاق. ان أنصار النظام البائد لهم نظريات و تجارب مختلفة ليس في مجال الشائعة السياسية بل شائعات مصممة لصرف أنظار الناس عن مهددات حقيقية تواجه المجتمع فيتم تبديد الطاقة و توجيهها إلى خارج دائرة التصويب .ولمن لا يعلمون فان هنالك كوادر مدربة في تشتيت و تبديد الطاقات باستخدام هذه الأساليب المذكورة وأخرى نتحدث عنها في حينها. إذن ما الذي ينبغي القيام به لكبح هدر الطاقات و صرف النظر عن الأهداف الفعلية? ان الغزالة التي لم تتلفت  لن تصير فريسة للأسد. لذلك #تجاهل مماحكات النظام البائد ، يصب في مصلحة الوطن و المواطن.

#عدم نشر الوثائق و الأدلة والبيانات الحكومية من باب (الشفافية) التي تضر،و التي يمكن ان تستغل لإطلاق الشائعة السياسية.

#ضبط تصريحات وزراء الدولة واختيار المفردات المناسبة للتعبير عن التقصير في الاداء أو فرض قيود أو تمرير قرارات قد تضر ببعض فئات المجتمع.

#على المجتمع عدم الانجراف وراء الأخبار مجهولة المصدر و التحقق أولا، و اخيرا، من مصدر الخبر ثم ابداء الرأي .

ادم إبراهيم حامد
[email protected]
جامعة بحري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..