مقالات سياسية

السقطة العنصرية لرئيسة منظمة لا لقهر النساء (إحسان فقيري)

مكي إبراهيم مكي

يالها من سقطة عنصرية فجة تلفظت بها المدعوة إحسان فقيري رئيسة منظمة لا لقهر النساء والناشطة في مجال حقوق الإنسان بالسودان والقيادية في الحزب الشيوعي السوداني، والحائزة على إحدى الجوائز الخاصة بالدفاع عن حقوق الإنسان في مدينة فاليمار الألمانية من منظمة الدفاع عن الشعوب المهددة.

لم تسيطر هذه الناشطة على شعورها السالب تجاه الآخر عند تعليقها للصورة التي جمعت ما بين الشاب السوداني المنحدر من غرب السودان (بوش) وزوجته الأوروبية ، فقد كشف لسانها البذيء عن سلوكها التربوي المشبع بروح الجهوية والعنصرية ومركب النقص والنظرة الدونية للآخر ، وإلا فكيف لها أن تصف إنسانا من بني جلدتها (بالقرد).

إنها لسقطة غير إنسانية ولاأخلاقية تكشف بجلاء حقيقة الزيف للصفات والشعارات التي يتمسك بها حاملو لواء العنصرية والجهوية في السودان من أمثال إحسان فقيري ، وتؤكد هذه النعرة العنصرية التي تلفظت بها مدى النفاق الذي يعيش فيه الكثيرين من مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والذين يقتاتون من هبات المنظمات الوهمية التي يؤسسونها لأغراض التكسب والوجاهات، ولعمري إن هؤلاء العنصريين ذوي العقد النفسية هم أبعد من القواعد والأهداف السامية لحقوق الإنسان واعتقد جازما أن ذلك التعليق العنصري الجهوي لإحسان فقيري يمثل شرخا كبيرا في البناء المجتمعي الإنساني بالسودان، وإنه ليفتح الباب على مصراعيه للحديث عن العديد من مشكلات الأزمات المسكوت عنها والمتصلة بقضايا الهوية في الدولة السودانية وأنظمتها العنصرية الفاشلة المستندة على ركائز ادعاءات الاستعلاءالعرقي الأجوف والكاذب لبعض العناصر السوداء بالسودان الناكرة والهاربة من حقيقة سوادها.

إن تعليق إحسان فقيري الأجوف وسقطتها العنصرية تكشف بوضوح تفكير العقلية الخربة لنخب دولة مابعد “الكولونيالية” التي مارست التهميش والتميز العنصري الممنهج على أغلب مواطنيها فتحولت إلى نظام دولة فاشلة تمارس الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد السواد الأعظم من الشعب في القرن الحادي والعشرين.

تضرر السودان كثيرا وعلى مدى سنوات طويلة من خزعبلات وأوهام التفوق العرقي الصادرة من بعض ذوي العقول المعطوبة كأمثال إحسان فقيري، وكثيرون هم من أمثالها الذين يستمدون بنية وعيهم من ذات مدرسة تفكيرها، وهؤلاء فى مدرسة السياسة السودانية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار جميعهم تعتريهم أمراض واضطرابات نفسية مزمنة ، بجانب عقد الإعتراف بحقيقة الذات وأصل الإنتماء.

ومما لا شك فيه أن الإهتزازات النفسية والشعور بالنقص وعدم الإعتداد والإعتراف بالذات، قد خلف نوعا من عدم الثقة بالنفس لبعض أبناء السودان من جهات المركز النيلي مما جعلهم يطالبون بفصل دارفور عن السودان لكي يتحولوا إلي عرب، و دكتورة حياة الملك أخت إحسان فقيري هي خير مثال لذلك ضحايا، أنهم ضحايا لادعاءات أمراض التميز والتفوق العرقي الخادع فباتوا يمارسون سلوكياتهم الشاذة دونما إستحياء تجاه الآخرين من أبناء السودان، وقد أسهم ذلك بدوره في تعميق إزمة الهوية السودانية بل صار يشكل مهددا رئيسيا لتماسك ما تبقى من أرض السودان، بقي هنا أن أؤكد اعتقادي الجازم بأن الاستلاب الثقافي والفكري القاتل، والهروب الجبان للبعض في الخارطة السودانية الأفريقية من الحقيقة الماثلة لأصل الهوية و الإنتماء ،هما مكمن الأزمة السودانية.

وأختم مقالي في الرد على تعليق إحسان فقيري والذي يدل على الفقر الفكري والروحي ،وعلى اعتذارها بعد هزيمتها النفسية أمام تكالب الانتقادات اللاذعة لها من رواد التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، بأن تعليقها واعتذارها عما بدر من سقط لسانها بالقول القبيح لهو مخاض ذو روائح نتنة يزكم الأنوف ولايتسق مع مراعاة ودعاوى حقوق الإنسان التي تتشدق بها وترتدي أوسمتها وتنال جوائزها لانها ببساطة لا علاقة لها بهذه الشعارات السامية وقيمها النبيلة من قريب أو بعيد.

وأن الاوان علي أبناء الشعب السوداني الشرفاء والحادبين علي مصلحة الوطن ومستقبله للجلوس والتفاكر علي كيفية إدارة هذا التنوع العظيم ، مراجعة اشكاليات العنصرية وغيرها من دعاوي الجاهلية الاولي التي أصبحت واقع معاش في مفاصل الحياة السودانية، بتجرد تام لتصحيح مسار العلاقة بين الشعوب السودانية للعيش في سلاما ووئام .

مكي إبراهيم مكي
[email protected]

‫5 تعليقات

  1. والله يا مكي لم افهم من كلامك اي شيئ غير ان احسان فقيري شيوعية وحتي لو كان حديثها خطأ فهل هذا يمثل سياسة الحزب الشيوعي؟

  2. ياعالم يقول الله تعالى”ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا …” لانه هذه الأيام ماأكثر نافخي كير الفتنة من الكيزان وتابعيهم هذه الأيام

  3. والحزب الشيوعي (لبد)، لم نسمع له رأي في هذه الواقعة…
    لو بدر هذا التعليق من (كوز) لرأينا بياناً طويلا عريضاً ممهوراً يتوقيع الحزب يشجب ويدين ويستنكر. ولتدافع الكتب الشيوعيون في بحث الموضوع وتحليله..وتفكيك جمله وعباراته والنقط والفواصل وعلامات الاستفهام، وعلامات التعجب….الخ
    أما وأن الموضوع قد صدر من شيوعية….فالموضوع بسيط وبسيط جدا، والناس كبروه..واخرجوا الموضوع عن سياقه، وان المسألة كانت رد عفوي…وأنو الناشطة تاريخها طول في الدفاع عن حقوق الانسان، ومش كده وبس.. لكن معاها جائزة..والجائزة كمان من المانيا، مش من زيمبابوي، او بنغلاديش..والكنداكة يا ناس ما قاصدا حاجة فما تسووا من الحبة قبة…
    وتوتة توتة خلصت الحدوته أو كما قال أهل مصر.

  4. يبدو ان التربية علي القيم التي عمل عبد الخالق محجوب من اجل ترسيخها لم يعد لها مكان في فكر وممارسات من تولوا امر حزبه (بعد استشهاده)، والا لما شهدنا مثل هذا السلوك المشين من اي عضو .. دعك ممن يوصفون بأنهم قياديون

  5. للمرة المليون اتاكد تماما من ان بعض مثوقفي ادريس دبي من ابناء دارفور لديهم حقد فطري نمطي تجاه كل ما هو نيلي هههه ولناخذ هذا المقال العنصري بامتياز اكثر من عنصرية المدعوة احسان فقيري فهي وصفت شخص واحد بانه قرد والعهدة هنا علي كاتب هذا المقال والذي لا اعلم من هو وبدلا من ان ينتقدها وينتقد سلوكها ههه نراه ياخذها كدليل علي وصف ابناء الشمال بالعنصرية والهروب من اصلنا والهروب من الافريقانية الا ادريس ديبية ( الديكتاتور ادريس ديبي هو الاب الروحي لمشروع عنصري جديد يمتد من تشاد الي حدود مصر راينا بشرياته علي السنة ناشطي الفيس بوك واللايفات من عنصرية تجاة ما يسمونه الشريط النيلي الخ الخ ) انا لا اريد ان اسالك لماذا لم تذكر كل هولاء العنصريين علي مواقع السوشال ميديا من ابناء جلدتك الافريقانية كما ذكرت احسان فقيري ؟؟؟؟
    الشريط النيلي وابناءه هم وقود الثورة التي عصفت بالديكتاتور بشة ولا تزال مشتعلة وشعارها كان يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور في الوقت الذي كانت فيه قيادات العصابات الدارفورية المسلحة تقتل عبر الجنجويد ابناء الشريط النيلي وعبر مليشيات الزغاوة العنصرية تردد بان الشمال وابناؤه مباح دمهم و أرضهم ونسائهم وهذا موثق علي لسان جبريل وغيره ولكن قبل ان استرسل دعني اوضح لك شيئا الشمال النيلي هو شمال نوبي كوشي فرعوني اكسومي بامتياز و كل قبائل نهر النيل تعلم تاريخ اجدادها ولا تحتاج لك او غيرك لتعطي انسانها دروسا في الانتماء بحكم انك ايضا حديث عهد في ارض السودان ١٩١٢ او شيئا من هذا القبيل و الشمال النيلي به اهرامات اجداد اهل الشمال ايضا
    هذه نبذة قصيرة عن من وصفتهم با ابناء الشريط او النخب النيلية هههه وهذه مصطلحات جديدة عنصرية بامتياز تريد تصوير اهل السودان بانهم اقلية و اهل السودان لا يمكن خداعهم يا عنصري
    و احسان وغيرها هم رد فعل عنصري للفعل العنصري الزغاوي الموجه تجاه السودانيين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..