ذكرى ثورة ١٦مايو …للأمانة و التاريخ…!!

بقلم: شان ديل دوت
يأتي هذا اليوم الذي لا يقل شانا واهميةً عن الأيام الوطنية الأخرى كال9من يوليو و 9يناير و 30يوليو الذي سقطت فيه الطائرة التي كانت تقل زعيم الثورة وقلبها النابض والد الأمة المفكر الدكتور جون قرنق دي مبيور، الذي قاد الثورة بافكار تقدمية وحنكته القيادية كسبت بها كل السودان من جنوبه إلى شماله، ومن غربها إلى شرقها، حتى تحولت الثورة من إقليمية إلى قومية تضم كل أبناء السودان لمواجهة الاستبداد والتهميش التي كانت تمارسها الأنظمة التي مرت على حكم السودان خلال اكثر من عشرين عاما بعد استقلال السودان من الحكم الإنجليزي المصري التي جعلت من جنوب السودان منطقة مقفولة، ليتم خدعنا مع خروج الإنجليز من قبل نظام الأزهري ، عبود ونظام نميري الذي رفضت فيه قادتنا الخداع والتهميش بخروج كتيبة ١٠٥ بقيادة القائد كاربينو كوانين بول وكتيبة ١٠٤ بقيادة قاس توت الذي لحق بهم العقيد دكتور جون قرنق في العام مايو ١٩٨٣م الذي اصبح قائدا للثورة التي شهدت ميلادها في يوم ١٦مايو بإنطلاقة اول دانة عبر القائد نياشقاك نياشلوك الذي استشهد بجبل بوما في ذلك الحين.
ولكي لا يمر هذا اليوم التاريخي مرور الأيام في عام الكورونا التي أوقفت حتى الصلاة في الكنائس والمساجد دعنا من الاحتفالات العالمية والايام الوطنية الأخرى، لابد لنا ان نتذكر هذا اليوم الذي يعيدنا إلى ميلاد ثورة كانت ابطالها أبناء وبنات هذة الدولة التي نعتز بها برغم قساوة بعض ابناءها الذين ساهموا في ميلادها، بل وتحرير هذا الوطن التي نتمتع بمحاسنها برغم العيوب التي فيها ونعاني منها نتيجة لأفعال بعض من ساهموا في تحريرنا كشعب، وهذه رغبة منهم لنيل السلطة من رئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت احد مؤسسية الثورة وقادتها الافذاذ الذين ساهموا في ميلاد هذه الدولة جنوب السودان، لذلك يجب علينا ان نسال أنفسنا في مثل هذا اليوم الذي يذكرنا بميلاد الثورة التي كانت يحتضنها الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان كجناح سياسي بفكرها وأهدافها التي تدافع عنها عبر الكفاح المسلحة بجيشها ، وهذا السؤال هو هل ححققت الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان الأهداف التي من اجلها خاضت الثورة أم لا؟ ثانيا ماهو المطلوب من الحركة وقادتها بعد نجاحه كحزب سياسي نحو الاستقلال عن دولة السودان ؟ و الأسئلة كثر و أيضا قد نختلف في الإجابة على الأسئلة أيضا، لكني سأجيب على سؤالين التي طرحته في هذا المقال واكيد هناك من سيتفق معي والعكس.
لكن دعونا نبدأ بالاجابة على السؤال الأول الذي يجب على كل مواطن جنوبي ان يطرحه على نفسه ويجيبه في مثل هذا اليوم ١٦مايو من العام ٢٠٢٠م الذي يصادف انطلاقة الثورة التي ساهم فيها كل السودانيين الجنوبيين بجانب الإخوه في مناطق الهامش وهي منطقة جبال النوبة، النيل الأزرق وشرق السودان وبعضها الإخوه في شمال الهامش وغربها لتحقيق السودان الجديد الموحد على أسس جديدة اساسها العدالة والمساواة والازدهار كما جاء في منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان، وعلى ضو تلك الأهداف حاربت لأكثر من ٢١عاما من ١٩٨٣ إلى ٢٠٠٥م الذي تم فيه توقيع اتفاقية السلام الشامل بكل من مشاكوس ومنتجة نيفاشا الكينية التي شهدت مفاوضات السلام بين الحركة والحكومة السودانية بقيادة حزب المؤتمر الوطني الذي قبل بشروط الحركة الشعبية في طاولت التفاوض بعد استشهاد الملاييين السودانين في معارك مختلفة بكل من جنوب السودان ومناطق الهامش التي ذكرتها من قبل.
لكن لحنكة القائد جون قرنق ومعرفته لتاريخ الساسة السودانيين في نقض الاتفاقيات والمواثيق ومثالا لذلك اتفاقية اديس أبابا في العام ١٩٧٢م ، طالب بوضع بند تقرير المصير لكل من شعب جنوب السودان وجبال النوبة بالإضافة إلى منطقة أبيي في الاتفاقية والتي سيتم بعد ستة سنوات التي سيثبت فيها الحكومة السودانية الوحدة الجاذبة على اسس جديدة اساسها العدالة، المساواة والازدهار لكل السودانيين، لينجح الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة الدكتور جون في تحقيق 90% من أهداف الثورة وكان الجانب الأكبر تقع على الحكومة السودانية في تاكيد الوحدة الجاذبة قبل انتهاء الفترة الانتقالية.
وبعد عشرين يوما من بداية الفترة الانتقالية شاءت الأقدار وذهبت إلى ما لا تشتيها السفن بسقوط الطائرة التي كانت تقل قائد الثورة ومؤسسها مع اودت بحياته وكل من كان برفقته منطقة بالقرب من منطقة (نيو سايت)، ليحل يوم اسوى من وصفه باسود على كل االسودان حتى ان البعض اعتقد ان الاتفاقية ستنهار بوفاة المفكر وروحها النابض دكتور جون قرنق دي مبيور، لكن بوجود قائد كان يثق فيه لدرجة انه عينه نائبًا له و أوصى به بعد توقيع الاتفاقية انه يده اليمني وهو من سينوب عنه عنده غيابه وهو المناضل الرئيس الحالي ومؤسس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت الذي استطاع بعد وفاة الزعيم من قيادة الفترة الانتقالية بحكمة حتى وصلنا إلى موعد تقرير مصير عبر إستفتاء شعبي الذي اختار فيه السودانيين الجنوبيين بين الوحدة والانفصال في التاسع من يناير عام ٢٠١١ الذي صوت فيه الشعب بنسبة 99% للانفصال عن الدولة السودانية التي اعترفت حكومته بالنتيجة لينجح حزب الحركة الشعبية بقيادة الرئيس كير في قيادة شعبه إلى الاستفتاء و إعلان الدولة في التاسعة من يوليو في نفس العام من العام ٢٠١١م ورفع علم الدولة الجديدة وتم استلام علم الدولة القديمة من البشير بعد المطالبة بالاحتفاظ به في لحظات تاريخية كنا شهودا في تغطيعته كصحفيين في دولتنا المعلنة جنوب السودان ورئيسه سلفا كير ميارديت الذي نال صفة المؤسس لها.
وبالتالي أكون قد جاوبت على السؤال عن هل نجاح الحركة كقوة ثوري بنعم ، لانها حققت أهدافها التي قيمتها انها نجحت فيها بنسبة 90% كحركة ثورية وكحزب بعد توقيعه اتفاق السلام وفشلها في البقية التي قدرتها بنسبة ال10% خاصة في عدم اكتمال استفتاء شعب جبال النوبة و منطقة أبيي التي لم تنجح الحركة الشعبية كحركة ثورية وكحزب سياسي بعد الاستقلال من إنجاز استفتائها.
اما الإجابة عن التساؤل الثاني عن ما المطلوب من الحركة الشعبية كحزب سياسي بعد تحقيق معظم أهداف الثورة وأصبح حزب يحكم الدولة بمشروعه السياسي التي خاض من اجلها الثورة في كل تلك السنوات وهي الوحدة، المساواة و الازدهار، وهذه الأهداف أو الشعارات السياسية السامية لم يستطيع حزب الحركة الشعبية في تنفيذها في السودان الجديد الذي اصبح دولة جنوب السودان، يتطلب وجود تلك السمات الجميلة، والسبب هو ان قادتنا في الحزب الحاكم دخلوا البلاد في صراع سياسي بعد عامين من استقلال الدولة وهو الصراع حول السلطة التي يرأسه القائد الذي وكله الزعيم قيادة المرحلة خلفه وهو سلفا كير الذي لم يكمل ثلاثة سنوات كرئيس مكلف في اعلان الاستقلال باعتباره المنتخب في انتخابات عام ٢٠١٠م التي فاز فيها بنسبة 99% على رفيقه الذي كان رئيسا لحزب الحركة الشعبية التغير الديمقراطي الدكتور لام أكول أجاوين.
ليدخل البلاد في منتصف ديسمبر ٢٠١٣م في نزاع مسلحة يقوده اقرب من كان سيتولى السلطة من بعده وهو الدكتور ريك مشار تنج الذي اوصى به الراحل المقيم الدكتور جون قرنق بانه من سينوبه مع الرئيس سلفا كير ، بمعنى إذا تخلى كير عن سلطة كرئيس للحركة في اي وقت فهو من سيتولى، لكنه لم يصبر مع بقيه رفاقه في الحزب أمثال فأقان اموم امين الحزب الذي كان يريد الترشح وأصبح يطلق تصريحات ضد الحزب والرئيس ومعهم عدد من أعضاء المكتب السياسي، لذلك فإن قادة الحركة الشعبية هم من ادخلوا البلاد في النزاع والدمار الذي أعادنا إلى الوراء كدولة وكشعب عانت على مره عصور الأنظمة السودانية ولم يستطيع الحزب من تنفيذ شعاراته و اولها الوحدة الذي يأتي من بعده المساواة والازدهار رغم محاولة الرئيس في كل الاتفاقيات السلام التي وقعها في عامي ٢٠١٥ و ٢٠١٨م مع الحركة الشعبية بالمعارضة بقيادة احد أعمدة الثورة الدكتور ريك مشار تنج والمجموعات الأخرى لإعادة الأمن والاستقرار إلا ان رفاقه يريدون اختصار الطريق إلى السلطة واحداث الJ1 التي كنا شهودا لها دليلا على ذلك للأمانة والتاريخ، قبله أم رفضه القاري.
لذلك لكي يكتمل ثورة الحركة التي لم تكتمل لأسباب التي سبقت ذكرها، على قادتها وخاصة الأحياء العمل على ترك الصراع حول السلطة وان يسعوا لها عبر الطرق الديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع وهذا لن يحدث إلا بالالتزام بتنفيذ اتفاق احياء السلام بتجاوز اي عقبة سيواجهة القيادين كير مشار وذلك بالتعاهد في المضي إلى الإمام مهما كان الظروف والعمل على ان تتوحد كقادة وكحزب و وضع حلول لجزور الأزمة السياسية بالحزب في تحديد فترة الرئاسة وطريقة التصويت وغيرها، أو العمل بالتوصية التي جاءت من اصحاب المصلحة في المؤتمرات الإقليمية للحوار الوطني التي عقدت في العام الماضي بكل من واو و جوبا ، بان يمنح الرئيس دورتين على يكون خمسة سنوات أو أربعة مثل النظام الأمريكي في تداول الحكم لتفادي عدم التمسك بالسلطة، وإذا كان لدي الرئيس رغبة في الاستمرار في السلطة فالدورتين كافية له، وبالتالي يكون قد وضعتم الحد للصراع على السلطة على ان يتم تداولها بصورة ديمقراطية، لانه محاولة أخذ السلطة بالقوة قبل فترة الانتخابات لن تفيد الراغبين فيها والدولة غير انها سيزيد حجم المعاناة للشعب وسيزيد عمر الرئيس أيضا في الحكم لانه كل ما خلقتم الصراع كل ما توقعون المزيد من الاتفاقيات الذي سيبقي الرئيس كير وغيره على السلطة دون الانتخابات والسبب هم الذين يريدون السلطة بالاستعجال وبالقوة ، رغم انني لا ادري هل هو خوف من الموت أم ماذا هذه العجلة…؟! لانه لا احد يعرف ماهو مكتوب له، و ان كتب لك الرئاسة فستجده كما وجده غيرك لانه السلطة هو هبة من الله ولما وقع على الرئيس الحالي الذي هو الرابع والاقدم في الهيكلة القيادية للحركة الشعبية من بين الأحياء ويليه دكتور ريك مشار نفسه ومن ثم جيمس واني ايقا ويستمر القائمة الذي سنعيد له في ختام المدون، فبالتالي في رايي تلك الأشياء هي التي يجب على قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان بكل اجنحته فعله لضمان تحقيق الوحدة، المساواة والازدهار لشعب جنوب الذي يحتاج لتلك الشعارات الجميلة التي سيجدونها في توفير السلام الذي هو الأمن، والخدمات التي هي الصحة والتعليم والتنمية في الطرق والاقتصاد، ودون توفير تلك المتطلبات فان الحركة الشعبية لن تعيد بريقها وسط الشعب التي وقفت بجانبها طوال فترة الثورة في ظل ضعف الأحزاب السياسية التي لا تستطيع إنقاذ الدولة من المعاناة التي تعيشها لانهم يبحثون عن الكيكة اكثر من تغيير الواقع المرير.
في الختام بنقول:
مبروووك للحركة الشعبية وللجيش الشعبي برافو….بمناسبة ذكرى السابع وثلاثين لانطلاقة ثورة التحرير 16مايو التي حققت أهداف الشعب الجنوب السوداني ان لم تكن لشعب السوداني اجمع من خلال التضحيات التي قدمها شهداءنا الأبرار على رأسهم قائد الثورة دكتور جون قرنق من الجنوب ويوسف كوه مكي من جبال النوبة والقائد منصور خالد، وليم نيوان أروك طون، لوال ديينق وول، اقير قوم والقائمة طويلة من الضباط وضباط الصف والجنود لكم التحية والصمود لكل الشهداء والاحياء منهم على راسهم مؤسس الدولة القائد سلفا كير ميارديت الذي قاد الشعب السوداني الجنوبي في اصعب الفترات بعد رحيل الزعيم قرنق دي مبيور، و اصبح اول رئيس للدولة، التحية أيضا لكل أعضاء المجلس القيادي العلياء للحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان وهم
القائد جيمس واني إيقا
القائد ريك مشار تنج ضورقون
القائد دانيال أويت أكوت
القائد كوال منيانق جوك
القائد لام أكول أجاوين
القائد فاقان أموم أوكيج
القائد دينق ألور كوال
القائدة نيادينق قرنق دي مبيور
القائد اوياي دينق أجاك، مجاك دي أقوت، بينق دينق مجوك وبقية القادة الاحياء الذين لم اتمكن من ذكرهم، لكم مني تحية النضال و الصمود رغم انكم ادخلتم الدولة في ماساة لكن نضالكم من اجل تحرير شعب جنوب السودان وارضه لن ننساءه والوقت امامكم لتصحيح المسار عبر حزبكم العملاق الحركة الشعبية لتحرير السودان.
وليبارك الله جنوب السودان