المصفوفة العلمانية المقنعة علمياً

ولعلّ الفيلسوف إسبينوزا كان أول من أشار إلي العلمانية إذ قال أن الدين يحوّل قوانين الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية. وأشار أيضًا إلى أن الدولة هي كيان متطور وتحتاج دومًا للتطوير والتحديث على عكس شريعة ثابتة موحاة. فهو يرفض اعتماد الشرائع الدينية مطلقًا مؤكدًا إن قوانين العدل الطبيعية والإخاء والحرية هي وحدها مصدر التشريع.
خلق الله الكون في ستة أيام ثم إستوى على العرش،وخلق آدم من طين ومن حمأََ مسنون. وعلم آدم الأسماء جميعا ، أي أن البشر من تراب وإلي التراب يعودون، إلي هذه الأرض الطيبة المعطاءة المليئة بالخير الوفير.خلق آدم من تراب ونفخ فيه الروح فسجدت له الملائكة إلا إبليس اللعين الذي وسوس لآدم وزوجه حتى أكلا من الشجرة فبانت لهما سوءتهما فطفقا يخسفان عليهما من ورق الشجر ليستٌرا أنفسهما.
أٌنزل أبونا آدم وأمنا حواء للأرض، الأرض الطيبة وبكرة ومازالت ، ليعبدا الرب بحرية تامة ولتطويرها بالإبداع العلمي وليعمراها بالمال والبنون فهما زينة الحياة الدنيا.
العلمانية:
التعريف والنشأة
ويكيبيدا:
جون لوك الفيلسوف والمفكر الإنكليزي (1632 -1704) أحد الداعين إلى نظام يفصل الدين عن الدولة، وإطلاق الحريات العامة.
العلمانية في العربية مشتقة من مفردة عَلَم وهي بدورها قادمة من اللغات السامية القريبة منها؛ أما في الإنجليزية والفرنسية فهي مشتقة من اليونانية بمعنى “العامة” أو “الشعب” وبشكل أدق عكس الإكليروس أو الطبقة الدينية الحاكمة؛ وإبان عصر النهضة بات المصطلح يشير إلى القضايا التي تهم العامة أو الشعب بعكس القضايا التي تهم خاصته. أما في اللغات السامية ففي السريانية تشير كلمة ܥܠܡܐ (نقحرة: عَلما) إلى ما هو منتمي إلى العالم أو الدنيا أي دون النظر إلى العالم الروحي أو الماورائي، وكذلك الأمر في اللغة العبرية: עולם (نقحرة: عُولَم) والبابلية وغيرهم؛ وبشكل عام لا علاقة للمصطلح بالعلوم أو سواها وإنما يشير إلى الاهتمام بالقضايا الأرضية فحسب
الكاتب الإنكليزي جورج هوليوك (1817 -1906) أول من نحت مصطلح “علمانية” عام 1851.
وتقدم دائرة المعارف البريطانية تعريف العلمانية بكونها: “حركة اجتماعية تتجه نحو الاهتمام بالشؤون الأرضية بدلاً من الاهتمام بالشؤون الآخروية. وهي تعتبر جزءًا من النزعة الإنسانية التي سادت منذ عصر النهضة الداعية لإعلاء شأن الإنسان والأمور المرتبطة به بدلاً من إفراط الاهتمام بالعزوف عن شؤون الحياة والتأمل في الله واليوم الأخير. وقد كانت الإنجازات الثقافية البشرية المختلفة في عصر النهضة أحد أبرز منطلقاتها، فبدلاً من تحقيق غايات الإنسان من سعادة ورفاه في الحياة الآخرة، تسعى العلمانية في أحد جوانبها إلى تحقيق ذلك في الحياة الحالية”.
أقدم التلميحات للفكر العلماني تعود للقرن الثالث عشر في أوروبا حين دعا مارسيل البدواني في مؤلفه «المدافع عن السلام» إلى الفصل بين السلطتين الزمنية والروحية واستقلال الملك عن الكنيسة في وقت كان الصراع الديني الدينيوي بين بابوات روما وبابوات أفنيغون في جنوب فرنسا على أشده؛ ويمكن تشبيه هذا الصرع بالصراع الذي حصل بين خلفاء بغداد وخلفاء القاهرة.[6] وبعد قرنين من الزمن، أي خلال عصر النهضة في أوروبا كتب الفيلسوف وعالم اللاهوت غيوم الأوكامي حول أهمية: “فصل الزمني عن الروحي، فكما يترتب على السلطة الدينية وعلى السلطة المدنية أن يتقيدا بالمضمار الخاص بكل منهما، فإن الإيمان والعقل ليس لهما أي شيء مشترك وعليهما أن يحترما استقلالهما الداخلي بشكل متبادل.”
فللتوفيق بين العلماني والإسلامي يجب أخذ العقل كعامل قوي في البحث والتقصي والتدقيق وهو ما يدعو الإسلام للأخذ به.
والعلمانية تدعو للديموقراطية وحقوق الإنسان والعدل والمساواة.
فالإسلام دين حجة وعقل ويحث على العلم وما حاج الإسلام أحداً إلا غلبه وأطلبوا العلم ولو في الصين. والعلمانية تدعو للحريات العامة والإسلام كذلك فإنك لاتهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء ومن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر والإنسان حر في عبادته ومناسكه والأعمال بالنيات ولكل إمريء ما نوى،والعلمانية تبحث ما في الكون سمائه وأرضه لإزدهار الإنسان والإسلام يحث على التأمل والنظر في الكون والأرضين والخلق ويبجل العلم والعلماء وإنما يٌخشى الله من عباده العلماء ، وأنظروا للإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رٌفِعت وإلى الأرض كيف سٌطحت وإلى الجبال كيف نٌصبت وذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر…،فالإسلام يدعو لحقوق الإنسان.
والعلمانية تدعو للديموقراطية وتحررالدولة والحكم من الدين ومن إخضاع الشعوب لرجال الدين الكنسي واللآهوت والكهنوت والطغيان والبٌعد عن التزمت الديني، والإسلام جاء ليحرر الناس من الأنصاب والألزام والأصنام وهٌبل واللآت والعزى والإسترقاق ووأد البنات و من عبادة العباد لعبادة رب العباد
قال لي:أنا مسلم قبل أن أكون علماني بل وقبل أن أسمع بالعلمانية، لكنني وحسب إسلامي والإسلام الذي أعرفه ودرسته وقرأته وفهمته وتعمقت فيه وحفظت قرآنه وآياته البينات فهذا الدين يدعم حرية الفرد ويدعو بقوة للحريات وإستخدام العقل في التفكر في خلق الله وعظمة الإبداعي الإلهي وفهم ودراسة الفلك وجسيم النشوء والخلق والفتونات والجسيمات والذرات والجزيئات والليل والنهار آيتان والمجرات والتكوينات العبقرية الضخمة للنجوم والثقوب السوداء الهائلة وكل الكون بيدور بنظام دقيق حر، فأنا حر بحكم النشأة والإنتماء والإسلام والمولد والهوية لذا أنا مسلم علماني حر بطبعي. فالعلمانية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالأرض وإزدهار الفرد أي علاقتها بالشئون الدنيوية وتبتعد وتبعد عن الآخروية وترتبط بالعلوم وإستخداماتها للتنمية المجتمع وتقدمه وتطوره، في حين أن الإسلام يضع شئون الدنيا والآخرة في ميزانه.لكن الأرض والكون كلومرتبط بروابط وثيقة بالعلم فالأرض تجري لمستقرِلها ذلك تقدير العزيز الحكيم ، أي أن إرتباط العلمانية بالدين يكون إرتباطاً غير مباشرعلى الرغم من محاولاتها الفصل بينهما.
والشورة والمشورة أصل في الإسلام فقد كان عليه السلام يشاور أصحابه في كل الأمور ،وأمركم شورى بينكم فالديموقراطية والعدل أساس في الدين الإسلامي فقد أخطأ عمر وأصابت إمرأة، وعندما تسلق سور بيت عليهم قالوا له أخطأت في ثلاثة وإن كان لنا خطأ فهو واحد:
التجسس والتحسس والتسلق وعدم الدخول من الباب وعدم والسلام والإذن بالدخول للبيت.
لذلك فالمؤسسية والإستقلالية في الإسلام ضرورة من الضرورات وواجب من أهم الواجبات لتقيم المساواة والعدل على الجميع من الرئيس للوزير ومن المدير حتى الخفير بسواسية كأنسنان المشط فالإسلام يمنع القهر والحجر والإكراه في الدين ويرفض الديكتاتوريات فالعدل أساس الحكم،
وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.
لذا يقول صديقي إنه مسلم علماني حر ديموقراطي أصيل وليس ديكتاتورياً وأنا إقتنعت بذلك وهذا الطرح الإسلامي الحضاري.
فهل ياترى أن المرحوم العالم الفيلسوف الأستاذ محمود محمد طه والعبقري الأكثر إقناعاً في القرن العشرين كان مسلماً علمانياً فيلسوفاً حراً ديموقراطي الهوى الهوية!؟
عباس خضر
[email][email protected][/email]
شكرا لك الاستاذ عباس الخضر على هذه المعلومات لكن اوعى تكون اخو عبد الرحمن الخضر
مع احترامى للاخ كاتب المقال الا انه ان كان مقتنعا بما اورده من حجج و من اشياء كثيرة وردت فى صميم الاسلام و ان تلك هى العلمانية كم يقول , فليؤمن بما وردة فى رسالة الاسلام الشاملة و الكاملة , و لا يكرر مقولات سبينوزا او فلاسفة عصر النهضة , و يكفينا ما قاله فوكوياما عن نهاية التاريخ حتى ظهرت الازمة المالية العالمية و كشفت ضعف التفكير الفلسفى.
نشكر الكاتب الاخ عباس الخضر علي اجتهاده وعرضه التاريخي والتعريفي لمفهوم العلمانية ومحاولة ايصال فكرة عدم التصادم بينها وبين الدين كما نعتقد نحن بهذا وبالعلمانية كوسيلة لبلوغ غايات اسمي فلا العلمانية ولا الدين هو الغاية وانما الغاية في ان تجعل حياة الانسان وذات الانسان في سعادة وخير ومحبة وسلام وتقدم وازدهار في احتياجه المادي والروحي والوصول لقيم رفيعة مشتركة بين جميع البشر تدفغه دوما للامام. ولكن لدي بعض الملاحظات في ما صاغ كاتبنا:
لا اعتقد ان توصيل فهم العلمانية ونجاح تطبيقها ياتي باستجدا القيم الدينية او شرحها داخل ماهو ديني فلا بد من توضيح انها وسيلة ابداع فكري بشري يساعد في صياغة كيفية بناء دولة ينعم جميع افرادها بحقوق متساوية في الاعتقاد والممارسة والحرية والحقوق والعيش الكريم وتصاغ في دستور يتفق عليه الجميع ويحترمه الجميع .كما هي ليست الغاية
وايضا لابد ان يتخلي العقل الديني عن قدسية الدين (اي دين) بان يسود ويفرض علي الجميع ويتقبل النقد الفلسفي والفكري بالحجة باعتبار ان قدسيته وتسيده ليس الغاية وانما الغاية سعادة الانسان وازدهاره وتمثل القيم التي يدعو لها الدين في جوانب حياته وسلوكه كدافع لتقدمه!!
وعلينا النظر ومراجعة الحقب التاريخية لكل الشعوب ودراسة تجاربها في مسالة اقامة الدولة الدينية او الايدلوجية الواحدة لا شك ان فرض دين واحد او ايدلوجية واحدة يساهم في انهيار الدولة او تفسخ النسيج الاجتماعي او الحروب او اهدار كرامة وحرية الانسان او جعل سلطة الدولة غاية بذاتها وليس وسيلة لتحقيق القيم. ولنا من الامثلة كثر السودان – مصر الان – ايران – الاتحاد السوفيتي والصين (الايدولوجية الواحدة) – افغانستان (حكم طالبان).
علينا ان نتعظ كي لا ندمر الاوطان والانسان وحتما هكذا تسقط الاديان!!!!