متآمرون بلا حدود ..!!

:: هاني رسلان، الملقب بالخبير في الشؤون السودانية بيد أنه – في الواقع – لا يعرف عن السودان ما يعرفه أصغر طالب سوداني جامعي عن مصر، يصف موقف السودان من سد النهضة بالموقف ( المتآمر).. رسلان، كما لا يعرف عن السودان إلا أحزابه وحركاته، فهو لا يعرف عن اللغة العربية إلا حروفها.. فالتآمر هو ما يحدث في الخفاء، وكذلك المؤامرة قد تعني النفاق .. ولكن موقف السودان من سد النهضة يختلف عن هذا وذاك ..!!

:: موقف الشعب – وليس الحكومة – من سد النهضة الأثيوبي لم يكن غامضاً ولا منافقاً.. بل، بارك الشعب هذا المشروع ودعمه بكل وضوح.. ولم يكن هناك خياراً للحكومة غير الدعم بدبلوماسية صامتة، ثم الإفصاح بالدعم في مرحلة التنفيذ وبعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين .. ومن محاسن الصدف، أن الجهر الحكومي بمساندة أثيوبيا تزامن مع تدشين الخط الناقل للكهرباء بين السودان وأثيوبيا .. ( 100 ميقاواط حاليا)، ثم ( 500 ميقاواط لاحقا) ..وهذا قبل بناء سد النهضة، فكيف يكون الحال ( بعد البناء) ..؟؟

:: ثم أن الطاقة الانتاجية لسدي ستيت وأعالي نهر عطبرة كانت (120 ميقاواط) عند الدراسة، ولكن بعد إنشاء أثيوبيا سد تقزي على نهر عطبرة إرتفعت الطاقة الانتاجية لستيت وأعالي نهر عطبرة إلى (320 ميقاواط)، لأن السد الاثيوبي حوَل النهر بالسودان من (موسمي) إلى ( دائم) بفضل التحكم الاثيوبي في إنسياب المياه وإستمرار توليد الطاقة، وهذا ما يُسمى بالبلدي ( رزقاً تكوسو، ورزقاً يكوسك).. !!

:: ومناطق سيدون بالسودان – وهذه معلومة لرسلان – من المناطق (الفقيرة جداً) ..وكذلك مشروع حلفا بشرق السودان – وهذه أيضاً معلومة لرسلان – توقف عن الانتاج عطشاً.. ولكن بفضل الله، بعد تنفيذ أثيوبيا سد تقزي إستقرت المياه وصار جريانها دائماً، ولهذا ينفذ السودان حالياً سدي أعالي نهر عطبرة وستيت، لتعود حياة الزرع والضرع للأهل بسيدون وليعود الإنتاج لمشروع حلفا الزراعي، و لتضاف مساحة أخرى مقدارها ( 800 الف فدان)..!!

:: فليُراجع هاني رسلان أرشيف صحافة مصر والسودان، يقرأ نصوص إتفاقية بناء السد العالي، ثم يحكم إن لم تكن نخب مصر متآمرة على السودان أم لا؟.. ضحت بلادنا بمحافظة أكبر من اسكندرية جغرافياً، وأخصب من أرض حلوان لصالح (شعب مصر) .. ثم انتظرت ميقاوط واحد فقط لاغير، لتضئ به بعض ظلمات مدائنها أوتحي به بعض مشاريعها كعربون وفاء، ولكن لم تجد من الوفاء غير ( الكلام المعسول)، ثم مؤامرة إسقاط الحكومات الديمقراطية وإحتلال حلايب .. !!

:: وتحت سمع وبصر رسلان، تصدر حكومات مصرالكهرباء المنتجة من أشلاء حلفا لدول عربية، وأرياف السودان المجاورة لمصر ( تعيش ظلاماً) ..ومع ذلك يجهل رسلان سر موقف الشعب من سدود لاتغرق أرض بلاده، بل تمدها بالماء والطاقة و حسن الجوار، أي بلا مؤامرات .. ويخطئ رسلان لو ظن بأن موقف حكومة السودان – داعماً كان أو محايداً – بمعزل عن الشعب..وكذلك يُخطئ لو ظن بانه قادرعلى تحييد الشعب أو كسب مساندته – في قضية سد النهضة – ببضعة أحرف ناقدة لحكومة البشير .. حكومة البشير ظرف عابر في حياة السودان، فالراسخ و الممتد هو (الوعي الشعبي) ..!!

الطاهر ساتي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الكلب ينبح والجمل ماشى يا استاذ الطاهر اترك رسلان ينبح واعملوا وشيدوا السدود على النيل ولا نامت اعين الجبناء

  2. “موقف الشعب- و ليس الحكومة- من سد النهضة”
    و دا عرفتو كيف يا طبال؟؟ بالله لو بتعرف رأي الشعب ناقش قضاياه الحقيقية مش تحارب لي طواحين الهواء المصرية و الأردنية و تعمل فيها عميان في حوادث القتل العمد في الجامعات و في هيبان. كفاية إنصرافية و إختلاق معارك يا صحفي الحكومة كفاية محاولة إلهاء الناس عن قضاياها المعاشية اليومية و الشعب أوعى من حركاتكم البهلوانية

  3. تسلم استاذ الطاهر . مشكلتنا في اننا نخجل حتي في الدفاع عن انفسنا . وبالله عليك يا ريت لو تكتب عن حياء السودانيين . هذا الحياء الذي ما عاد ينفع الان ولا يقدره احد في العالم لذلك تجدنا متأخرين دوما في كل شي رغبة في الزهد .

  4. ولا تنسي اخي الطاهر ان الخرطوم بل والسودان كله عطشان مجرد مياه للشرب ما عندنا بالله ده كلام وعندنا هذه الانهار تجري من تحت ارجلنا خصوصا في الصيف . اسأل هاني رسلان هل تعطش القاهره وهل تنقطع المياه عنها وهل يسهر اهلها لانتظار الماء ليلا كما يفعل اهلنا بالخرطوم عاصمة البلاد . ماعاد ينفع الا النظر للمصلحة مصلحة السودان ومصلحة الشعب

  5. لقد كان ألاديب الكبير الطيب صالح يقول عن شاعرنا الفطحل صلاح أحمد ابراهيم ( أن صلاح هوأكثر الشعراء السودانيين سودانية )… وقياسآ على قوله أقول ( أن الطاهر ساتي هو أكثر الصحفيين السودانيين سودانية ) … هل من مؤيد ؟!!

  6. لك الله با ساتي، أتتم عن السودان تنافحون، و البشيؤ و أذباله منبطحن، الله للشعب المطحون.

  7. المصريون دائما ينظروا لنا بعقلية عم عبدو حارس العمارة…..
    نحن عاوزين معاملتهم بالمثل ياحكام يااغبياء… ومافي حد احسن من حد….

  8. الهم جداً دفاع هاني رسلان عن حصة مصر من مياه النيل ..هذا الحق مشروع أو لا لا احد يدري.. مصر هبة النيل ..كل المصريين ح يهاجروا من بلدهم لو انقطع النيل عنهم …لن يسمح المصريين بذالك …الموضوع شكله صعب شديييييييييد وح يجيب حروب في المنطقة
    الواضح انو سد مروي شُيد لإضاءة عتمة البلد ..الجماعة شالو الكهرباء الباقية ورسلوها عشان تشغل سد مروي ..هههههههه محن

  9. يا سلاااااااام عليك يا استاذ الطاهر احيي فيك الوطنيه وفصلك ما بين المصلحة القومية ومعارضتك للحكومة وكلنا معارضون ولكن لابد من مراعاة مصالح شعبنا السوداني الحبيب والله والحق أقول انا بنتظر نزول عمودك حتي تتحفنا بالجديد المفيد من اراءك الجريئة وطرحك المعتدل وبالذات ونحن في الغربة نحمل هموم الوطن من علي البعد ولكن قلوبنا مع أهلنا في السودان مع تحياتي مهندس زين العابدين صلاح السعودية خميس مشيط

  10. الخط الناقل للكهرباء بين اثيوبيا و السودان ( سعة 100 ميقاواط حاليا) .. دا يا ربي الخط المصدر لكهرباء سد مروي العظيم اعظم انجاز بشري في التاريخ و الذي ردوا به على اوكامبو ؟

  11. ياطبال الانقاذ اذا كانت حكومة سجم الرماد ظرف عابر وقذفت البلاد فى أتون الحرب والهلاك والتقسيم ، فأنتم اسوء من يدافع ويتكلم عن الشعب السودانى،
    الحكومة هى التى قادت الدولة الى الانهيار والتفتت والانقسام ولا تزال تريد الاستمرار الى أين لا ندرى.
    حسبى الله ونعم الوكيل ملعونة الحكومة ومالف لعنة على كل المطبلين.

  12. الاخ الأستاذ الطاهر سآتي اشكرك واحي فيك شهامة السودانيين وكذلك التفريق الواضح في مقالك دوما بين الوطن العشق الذي ظل ويظل في داخلنا رغم المحن والظروف وبين الحكومات والانظمة ولكن عهدنا لك اخي الطاهر سوف نظل سيف في خاصرة من يتحدث عن كرامة السودان وطنا وشعباً لا حكومة وانظمة واسال الله ان يجعل السودان ذلك الوطن الذي يحمل الريادة والقوة والسيادة

  13. في مثل هذه المواضيع التي تمس الوطن ، نحاول ألا نظهر خلافاتنا و تناقضاتنا ، و التركيز على المخاطر و المهددات. و من باب أولى لك ، كصحفي محترف أن تتناول قضايا الوطن بعزة و شرف ، إكراماً لتراب الوطن و و الأجيال التي عاشت فيه ، حتى إن لم يكن ذلك صادقاً من دواخلك.

    لقد أوردت حيثيات قوية تدعم رأيك ، حتى تلك التي قد نختلف معك فيها ، لكن ذلك لا يؤثر على الغرض الأصلى من مقالك ، ألا و هو كشف جهالة المدعي هاني رسلان ، الذي لا يعرف عن الشعب السوداني (عُشر) ما يعرفه السفير الأمريكي عنا ، حتى إنه ، وصف سماحتنا ، و سماحة تطبيقنا للإسلام (بالإسلام السوداني) ، و هو معذور في هذا ، لأنه غير مطلع على كامل تعاليم الإسلام ، ليعرف أن الشعب السوداني يطبق وسطية و سماحة الإسلام (الحقة) بالفطرة.

    ما كان لك أن تطبز مقالك بهذه الفقرة:

    [بارك الشعب هذا المشروع ودعمه بكل وضوح.. ولم يكن هناك خياراً للحكومة غير الدعم بدبلوماسية صامتة] ، إنتهى الأقتباس.

    لأن القاصي و الداني في جميع أنحاء المعمورة يعلم إنه من رابع المستحيلات أن يكون كلامك هذا حقيقة ، و حتى الشعوب التي لم تسمع عن السودان سابقاً ، أصبحت تسمع به الآن من أخبار رئيسه المطلوب من الجنائية الدولية بتهمة إبادة شعبه ، و من أخبار قتل طلبة الجامعات الذين إعترضوا على بيع جامعة الخرطوم و هي من أعرق الجامعات في أفريقيا. هل عرفت لماذا يتطاول علينا أمثال هاني و باقي شلة المساخيط التي على شاكلته؟ بسبب تدنيس القضايا الوطنية بمثل هذا التطبيل المخادع الذي حشرته لترويج كذب لا وجود له في ساحتنا. و إن كان ما إدعيته هو الحقيقة ، ماذا بشأن سدود الشمال التي لم تعلن الحكومة تفاصيل دراسة الجدوى و الإتفاقيات الخاصة بها و تصر على إنشاءها بالقوة رغم عدم موافقة مواطني المنطقة و من خلفهم جميع قطاعات الشعب السوداني.

    عدد كبير من الشعب السوداني يعتقد أن سدود الشمال تمت بإملاءات من مصر ، لأن المناطق الزراعية التي ستغطيها السدود محدودة (مع الشريط النيلي) و سيتم إغراقها ببناء السدود ، و كذلك سيتم إغراق الكنوز و الآثار ، تماماً كما حدث لحلفا القديمة ، و التي ما زالت آلامها و غصتها في قلوب الأجيال المتعاقبة ، و أصبحت من أكبر البقع السوداء في الملف المصري. هاني رسلان المخادع ، بالتأكيد يعرف هذه ، الحقائق ، و من الطبيعي أن يتجاهل الحقائق الدامغة التي أوردتها ، و يركز على (الطبزة) ، و لا تنسى إنه سابقاً (في عهد حسني مبارك) ، كان لديه بعض الإهتمامات بالشارع السوداني الرافض لسياسات الإنقاذ ، و عمل بأصله و باع قضية الشعب السوداني ، مسايرةً للتوجه الشعبي و الرسمي الحالي بمصر. و بعيداً عن هذا ، تعلم أن مصر قد مارست تعسف و هضم لحقوق النوبة المصريين منذ أن بدأوا بإنشاء السد بمنطقة أسوان (١٩٠٢) ، و صاحب ذلك عمليات تهجير قسرية و مجحفة بحق النوبة ، و قاموا بسياسة ممنهجة لطمس هويتهم و تاريخهم رغم إنهم أصل الحضارة الفرعونية ، و إنهم العرق الوحيد في أرض مصر الحالية الذي يحمل جينات متطابقة مع جينات مومياءات الفراعنة و أسرهم الموجودة في جميع المتاحف العالمية ، لذلك غيرت الأنظمة المصرية الحقائق التاريخية لتتوافق مع مفاهيمه الإستعلائية المغلوطة.

    من دون أنحاء مصر كلها ، منطقة النوبة ، ملف أمني يدار بواسطة ضباط الأمن و أجهزة المخابرات ، منذ عهد حسني مبارك ، تماماً كملف السودان الذي لم يكن يدار بواسطة الخارجية ، إنما كان ملف أمني ، و التضارب في المواقف الذي حدث من الإنجراف الأرعن لتأييد حسني مبارك لإنقلاب الإنقاذ و التسويق له إقليمياً و دولياً ، بدون إجراء دراسة و تقييم الإنقلاب مع الدوائر المختصة.

    هذه التراكمات ، عزلت النوبة عن المجتمع و نتيجةً للسياسات الممنهجة الخاطئة ، و تربية مجتمعهم على مفاهيم و وقائع تاريخية غير سليمة (المناهج الدراسية) ، أصبح المجتمع يأول أي ظاهرة أو عادة يتمسك بها النوبة ، بإنها دعوة للإنفصال ، و ما نقوم نحن به في السودان شعبوياً من تأصيل و إبراز تاريخ حضارة النوبة (رغماً عن أنف التنظيم الحاكم) ، لا تقوم به مصر رغم إنهم دولة مكتملة المؤسسات و ليس كوضعنا في السودان ، دولة مستلبة المؤسسات بواسطة حزب عقائدي واحد فقط.

    ما أوردته أعلاه ليس القصد منه نقد الحكومة ، إنما القصد هو توضيح خطل و غباء المصريين في سعيهم الدؤوب لهضم و طمس حقوق النوبة الحالية و التاريخية ، بدلاً من إبراز دور النوبة و فضل حضارتهم. ما بنيى على باطل فهو باطل.

    محاولة المصريين العقيمة لفرض سياسة الأمر الواقع (غير معترف بها في القوانيين الدولية) ، جعلهم يستلهمون أفكار عدوهم التاريخي (ظاهرياً) إسرائيل ، و ممارسة سياسة الترغيب لقبائل البجة السودانية بمثلث حلايب و منها دفع إعانات مالية لتحفيذ أطفال البجه للإلتحاق بالمدارس ذات المناهح المصرية التي تقزم المفاهيم ، و هذا المسعى قد ولد سخطاً في المجتمع المصري ، حيث أن عدد المشردين الذين يسكنون تحت الكباري و في المقابر و الخرابات ، يفوق عددهم ، سكان مثلث حلايب و رغم إنهم يعيشون في وسط العاصمة ، إلا إنهم ليس لديهم أي دعم أو إرتباط بالخدمات الحكومية و بالتالي ، أصبحوا معزولين عن المجتمع.

    إلحاق مثلث حلايب إدارياً بأسوان ، الذي لم تقم فيه حكومتنا بما يكفي من إجراءات و توثيق في المنظمة الدولية ، حيث إنه إجراء يثبت تغول المصريين على أراضي لا تخصهم و لا تنتمي لأي محافظة من محافظاتهم ، و إنما تتبع حتى الآن لولاية البحر الأحمر بالسودان.

    هذا الإجراء من جانب مصر ، غير إنه سيزيد من المشاكل بين الشعبين ، سيكون له أيضاً تداعيات داخلية بمجتمعهم ، فإغداق الحوافذ و المميزات على القبائل السودانية بحلايب بقصد كسب ولاءهم ، هي سياسة مركزية تنفذها أجهزة الأمن و المخابرات و مؤخراً دخل الجيش أيضاً على الخط ، و سيواجه محافظ أسوان مشاكل عويصة مع أبناء المنطقة النوبيون ، الذين مارست الأنظمة الحاكمة منذ ١٩٠٢ عليهم سياسات تهجير قاسية و هضم للحقوق ، و عدم دفع التعويضات التي إلتزمت بها (رغم إنها جائرة من الأساس) ، و عدم إستقرارهم بمناطق بديلة (غير صالحة للإقامة) لمواطنهم التاريخية التي هُجروا منها بسبب الإغراق ، و التدني المريع للخدمات في مناطق النوبة ، عدا عن محاولة تغيير الوضع الديمغرافي للسكان ، الذي يعارضه النوبة بشدة لأنه ينتهك خصوصياتهم و تقاليدهم التاريخية التي يحاولون التمسك بما بقي منها.

    سُيدخل هذا مصر في تناقضات تفاقم أوضاعها ، لكن المؤسف إنهم كلما تفاقمت الأوضاع عندهم ، كلما ألقوا بحملهم علينا ، مستغلين هوان حكومتنا و التنظيم الحاكم ، و طبعاً لا يجرؤن على السعودية ، أو أي دولة أخرى لديها سلطات تمثل شعبها و إرادته.

    توجهات الأنظمة المصرية و المناهج الدراسية التي نشأوا و تربوا عليها ، أخرجت أجيال تؤمن بمفاهيم محلية مبنية على أوهام و أساطير ، لا تتواكب مع العالم من حولهم ، لذلك وجد النظام الحالي صعوبات جمة في إقناع المجتمع المصري بأن جزيرتا تيران و صنافير تتبع للسعودية و إنهم قد أعادوا الحق لأصحابه و تم ترسيم الحدود البحرية طبقاً للقوانيين الدولية.

    أجيال الشعب المصري الحالية لا تفهم مبدأ القوانيين الدولية و لا تستطيع أن تتقبل أن الجزيرتان لا تتبعان لمصر ، لأن هذا نتاج لعقود من السياسات الممنهجة لحشو أدمغتهم بأساطير و مفاهيم (نحن اللي خرمنا التعريفة).

    رغم إننا كشعب في السودان لدينا مآخذ و إعتراضات كثيرة جداً على تداعيات تهجير أهالي حلفا القديمة و ما زالت هذه التداعيات تتزايد ، و تتعالى الأصوات بأعادة النظر بإتفاقية التعويضات الجائرة التي قدمتها مصر في ذلك الزمن (دفعت الحكومة السودانية باقي تكاليف التهجير من خزينة السودان) ، إلا أن النوبة المصريين ، يضعون في أول مطالباتهم أن تتم معاملتهم أسوةً بالنوبة السودانيين ، و في الشهر السابق (أبريل) ، و من ضمن زفة مهرجانات طمس الحقائق لأغتصاب حلايب ، قام وفد برلماني بزيارة المنطقة و كانوا مُجبرين أن يزوروا منطقة النوبة ، و تفاجأ وفد ممثلي الشعب المصري بالحقائق و واقع المشاكل التي عرضها عليهم أبناء النوبة!

    لأول مرة يعرف الوفد أن محافظة أسوان و مشاكل النوبة تحديداً ، تدار بواسطة الأمن.

    أن الأهالي النوبيون يشعرون بالظلم و القهر الذي كرسه نظام مبارك و ما زال يمارس عليهم و معادات باقي المجتمع المصري لهم. تمسك المجتمع النوبي لعاداتهم و تقاليدهم تنظر لها الأجهزة الأمنية و المجتمع المصري بإنها مقدمات لدعوات إنفصالية ، و ينظر لها المجمتمع بالإضافة إلى ذلك بأنها تخلف ، و لا يستطيع المصريين تفهم تمسك النوبة بالسكن في منازل أرضية بها حيشان!!

    تراكمات المظالم و هضم الحقوق و عدم الإلتزام بدفع التعويضات و تنفيذ بنود التهجير بدأت منذ العام ١٩٠٢ ، و كانت على ثلاث مراحل آخرها السد العالي.

    يطالب النوبة المصريين أن يُعاملوا كأخوانهم في السودان من تقدير و إعزاز من المجتمع ، و هذا ما يؤرق مخيخ المصريين ، فهم يفسرون إجبارنا للنظام الحاكم على تدريس اللغة النوبية في الجامعات ، على إنها دعوة يهودية صهيونية ، و ذلك إستباقاً و خبث منهم ، للدراسات و البحوث العلمية التي بدأ علماء العالم يعيدون تقييمها و دراستها و منها ذكر مملكة كوش و الكوشيين في التوراة ، و مذكرات الرحالة اليوناني هيرودوتس ، بالإضافة ، للإكتشافات الأثرية الحديثة ، و الأبحاث العلمية التي أجريت على الآثار التي تم إنقاذها على عجل و توزعت في متاحف أمريكا و أوربا ، يريد المصريين تحوير ذهنية مجتمعهم لعدم تقبل الحقائق المنتشرة عالمياً رغماً عنهم ، بإضفاء إدعاءات بإنها تآمر و دعوات صهيونية ، كرد على تمجيد التوراة لملوك كوش و أرضهم و فضلهم في تحرير أورشليم – القدس – و وصف النيل الذي بحيط بأرض كوش بأنه من أنهار الجنة (نهر جيحون) كما ورد في حديث الإسراء و المعراج.

    الفيلم الجديد الذي يقوم فيه (ويل سميث) بتمثيل دور الملك الكوشي (السوداني) ، تهراقا الذي إحتل مصر و سير الجيوش لتحرير العبرانيين من الآشوريين في أرض فلسطين (القدس) ، يؤرق بال النظام و الشعب المصري ، لأنهم يعرفون أن الفيلم سيتيح للعالم أجمع تصحيح الكثير من المعلومات المغلوطة التي دأبت مصر على نشرها لأكثر من قرن لإخفاء تاريخ الفراعنة السود.

    في يومنا الحالي ، الأمريكان الأفارقة ، إذا ذكرت أمام أحدهم ، أن الفراعنة بيض ، سيثور في وجهك و كأنك سببت أباه ، و لقد وجد عالم الآثار المصري (زاهي حواس٭) ، مواجهة و إعتراضات صاحبها بعض العنف ، عندما قدم محاضرات في أمريكا و ذكر أن الفراعنة بيض ، و قد نشر مقالات بذلك في الشرق الأوسط.

    المصريون بعد الإطاحة بحسني مبارك ، فجأة أصبحوا جميعهم سياسيين ، بدون أي خلفية معرفية أو تاريخية ، لذا أصبح الصحفيين في مأزق (الأرزاق) ، لذا من لديه توصيفات و تخصصات مثل خبير إستراتيجي ، شؤون أفريقية ، أو في حالة صاحبنا رسلان (وحدة حوض النيل) ، أموره بتِسْلكْ أكثر و بيلقى سوقه ، و يقبض الجو و يسوق الهبل على المجانيين ، و كلما زادت الأزمات كلما ظهرت أهميته ، كنتاج طبيعي لثقافة العالم الثالث المتخلف ، و مؤسسة الأهرام تاريخياً أحد أزرع صناعة القرار خاصةً أيام جمال عبد الناصر ، لكن تناقص هذا الدور أيام حكم عائلة آل حسني مبارك ، و زولنا كان تابع لعلاء مبارك (إحدى الوحدات) ، و سبق لعمنا شوقي بدري أن شرشحهه ، لكنه لا يتوب ، لكن شوقي موجود و قراء الراكوبة و باقي المواقع السودانية موجودين و متشمرين و شادين كرابتهم ، و بيجيبوا أجلوا و بينكشف للرأي العام المصري.

    وزير الدولة السابق عالم الآثار المصري زاهي حواس ، يناهض بشدة الدراسات العلمية التي يجريها العلماء الغربيين للتوصل لأصل الفراعنة و النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن تقول أن المصريين الحاليين لا علاقة لجيناتهم بجينات موميائات الفراعنة ، رغم إنه أكتشف لاحقاً أن هناك معامل سرية أسفل المتاحف يعمل بها العلماء الغربيين كشفها الإعلام رغم نكران المسؤولين.

    زاهي أيضاً ينكر أي فضل أو ذكر للفراعنة السود ، و كذلك غالبية العلماء المصريين ، لكنهم لم يعلقوا (ربما لم أقف عليها) ، على الإكتشافات الحديثة التي أثبتت تطور و إستقلالية حضارة كوش السودانية عن مثيلتها المصرية.

    قصدت من الإسهاب في التفاصيل ، لأن المصريين يضطلعون على الراكوبة (علشان يفهموا حاجة) ، و أيضاً من أجل تحفيذ القراء و دفعهم للبحث و التوسع في مثل هذه المواضيع و إعطاءها المزيد من الإهتمام لأننا كشعب ، نحن المعنيين بالدفاع عن وطننا ، و لا نثق في توجهات الحكومة (ما فاضييين من لقيط الدولار ، و مساككة الطلبة ، و بالليل يجتمعوا على العشا المدنكل و يتآمروا علينا في كيفية إلهاءنا ، و ما بعيد يكونوا بيلكزوا أمثال هاني رسلان).

    * أيام إنقلاب الإنقاذ الأولى ، عمم النشطاء تحذيراً من التعامل مع السفير المصري وقتها ، و التحذير ربما يكون مصدره أحد ملحقيات السفارة المصرية (التضارب بين الملحقيات كان معروفاً) ، و عندما أيد حسني مبارك إنقلاب الإنقاذ ، سربت الملحقيات ، أن السفير الشربيني كان مهندس هذا التأييد ، و الجماعة عصروا ليهو (بالطبع المعلومات غير مؤكدة). لكن المؤكد أن بعض مسؤولي الملحقيات ، قد قدموا إعتذارهم لبعض فئات المجتمع و تنصلوا تماماً عن تأييد إنقلاب الإنقاذ لمعرفتهم التامة بتوجهاتهم!!!

    * لو كان لدينا علماء شرفاء بقامة المرحوم البروفيسير أسامة عبد الرحمن النور ، لتكشفت لنا حقائق كثيرة ، عن التاريخ و الإكتشافات الجديدة و كذلك عن خفايا ألاعيب النظام الحاكم و أمور المصريين ، فقد كان المرحوم موسوعة و كان يكتب أبحاثه و كتبه العلمية بعدة لغات ، و فوق هذا كان عاشقاً لتراب الوطن ، لكن للأسف لم يسد فرد أو مجموعة مكانته.

    تنويه:
    زاهي حواس أُتهم بإنه إستخدم كرسي توت عنخ آمون لعمل دعاية تجارية لشركته الخاصة (ملابس بماركات عالمية) ، لكنه أنكر ذلك ، و قال إنه إستخدم كرسي تقليد ، لكن الصحف المصرية تناقلت معلومات من موقع المصور الأمريكي الذي قام بالتصوير ، بإنه قد دخل المتحف بعد إغلاقه عن الجمهور ، مع مدير الأمن و إنه قام بالتصوير في أرجاء المتحف (ممنوع حسب اللوائح).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..