يأبي كيزان السوء إلا أن يثبتوا للجميع أنهم أبعد الناس عن الدين ، الذي أرسل الله رسوله رحمة للناس كافة .
ففي شهر الرحمة والغفران تتجدد ذكريات دامية أبي المتأسلمون إلا أن يقرنوها به .
ففي هذا الشهر الفضيل تعود الذاكرة بالناس لشهداء الثامن والعشرين من رمضان عام 1990م وقتل الضباط الشرفاء فيه بلا رحمة ولا اعتبار لحرمته .
ثلة من خيار أبناء هذا الوطن المغاوير قتلوا شر قتلة في أطهر أيام ، لكن عصابة المتأسلمين أبت إلا أن تثبت أنهم فعلا لا قولا أبعد ما يكونون عن دين التسامح والفضيلة .
تركوا الحسرة والألم لذويهم ولكل من له ذرة من أيمان ، ترملت نساء وتيتم أطفال وتلوعت أمهات وعهدهم بالعيد فرحة وسرور .
ولم يكتفوا بجريمتهم الأولى في هذا الشهر ، فأضافوا إليها شناعة أخرى ، في جريمة فض الإعتصام ، وزادوها بشاعة بممارسات يترفع عنها الشرفاء في عموم الأيام فكيف في شهر الفضيلة يغتصبون الحرائر دون خوف من عقاب دنيوي يطالهم ولا أخروي ينتظرهم .
وخيرا فعلت القوات المسلحة بإعتبار من قاموا بحركة الثامن والعشرين من رمضان شهداء وترفيع رتبهم والبحث عن مكان قبرهم ليدفنوا بما يليق بمكانتهم وما استشهدوا من أجله .
وأملنا كبير أن تجد العدالة طريقها يوما لتقتص من قتلة المعتصمين أمام القيادة والأخذ بحقهم ، ولا شك أن حقوقهم لن تهدر وأن أسرهم المكلومة لابد أن تجد في يوم من الأيام ما يجفف دموعها في رؤية القصاص في مَن فجعهم في أبنائهم .
نسأل الله العلى القدير أن يرحم شهداء رمضان وأن يجعل الجنة مسكنهم وأن يعوض شبابهم الجنة ، ويربط على قلوب ذويهم برباط الصبر .
ونسأله تعالى أن يقتص لهم مِنْ مَنْ لم يجعل لشهره الكريم حرمة ، ولم يراعِ له بركة ، وأن يري أهل الشهداء فيهم ما تقر به أعينهم .
د. زاهد زيد
[email protected]
امين ثم امين