مقالات وآراء

د. أكرم وحكاية” المابتلحقوا جدعوا” ماهو الجرم الذي أقدم عليه؟

بدأً لا أعرف د أكرم على التوم. ولم أتشرف بمقابلته فى حياتى، و لا تربطنى به صلة قربت ام بعُدت و لا أطمح ان أعمل جراحاً للمخ و الأعصاب فى يوم ما في احدى المستشفيات و لا في أدنى درجة وظيفية فيها. إذن لا رباط خاص بيننا (اللهم إلا اذا استثنينا كونه أمدرمانياً مثل كاتب هذه السطور.. و فى كتاب امدرمان جاء أن “كل امدرمانى برئ حتى يثبت العكس.” لكن تلك قصة اخرى.

ما يدور هذه الأيام من لغط و زعيق حول د أكرم لهو أمر غريب و مؤسف، و ينطوى على قدر من الخسة و الانحطاط من ناحية و الاستخفاف و السفه من ناحية أخرى، و لا يسئ الى د أكرم بقدر ما يكشف أى حضيضٍ سحيق هوى إليه أرباب السياسة فى السودان. فالأمر فى حقيقته أكبر من هجوم على د أكرم فى شخصه اذ يشير إلى ذهنية مخمورة بالسلطة تتحكم فى و تدير الشأن العام فى السودان و كأنه حانة تلاك فيها سيرة الناس بين عبارات المنتشين بمذاقها و تحاك فى جخانينها دسائس اليوم التالى بين من وصلوا الى أرذل العمر وباتوا لا يتحملون اكثر من رشفات محدودة.

ماذا فعل هذا الشاب ليستحق كل هذا الرجم المعنوى و إغتيال الشخصية؟ كل الذى أراه هو تمسكه بمهنيته و التزامه بقسمه يوم تخرج و يوم عُيّن وزيراً.. لا أكثر.

أهى خطيئة:
** ان يحذر الناس بوصفه طبيباً و خادماً مدنياً من الاستهانة بالوباء بلغة صارمة لا مجاملة فيها،
** أن يصرح بأن وزارة الصحة خاوية على عروشها؟
** أن يحاول جاهداً فى وجهه الدسائس التصدى للاهمال و القصور فى السلوك المهنى؟
** أن يعيد الحق المسلوب لأهله؟

** أن يعالج مشاكل المرضى و الأطباء و أطقم التمريض بالموجود على قلته فى وزارة لا تدرى إن كانت مؤسسة تعنى بصحة المواطن أم فراشه فى سوق ام سويقو تبيع المساويك و الودك. و قد سمعت أنه حسم مشكلة أطباء الامتياز الذين جلسوا فى منازلهم عاطلين عن العمل لاكثر من سنة بعد تخرجهم( تصوروا أطباء عطالى فى بلد أصح من فيها مريض)
** أهو خطأه المباشر او غير المباشر أن ينتشر الوباء و يفتك بمن يفتك بينما القتل العمد و المدبر و بدم بارد هو سمة و مهنة و هواية بعض القابعين على سدة الحكم و السياسة و لا يرمش لهم جفن و هم يرون الدماء الحارة تنساب من بين اصابعهم و ربما تذوقوا بعضاً منها.

أتسال:
– هل أقام د أكرم المشافى الخاصة ليتربح منها؟ او اتفق مع “الجماعه” أن يغض الطرف عن منشآتهم نظير حق معلوم مثلما يفعل بعض من رفقائه فى منظومة الحكم؟

– هل حوّل المستشفيات الحكومية لمواخير درجة تالته يشارك فى ملكيتها و أرباحها و يموت فيها المرضى عند البوابة لعدم توفر رسم الدخول؟

– هل أنشأ شركات خاصة لاستيراد الدواء و المعدات الطبية و احتكر حق التوزيع لحسابه الخاص؟ ام حوّل الإمدادات الطبية الى كنتين يمانى؟

– هل سجل نصف ارض مستشفى الخرطوم بأسماء وهمية ليبنى عليها يوماً ما مسجداً محشوراً بين مول و لكونده.
– هل تراه يوما مع تجمع المهنيين و يوماً مع نداء السودان؟ مرة يتمسح بكاكى العسكر و تارة يتشعلق على عمائم الإسلاميين؟ تارة يغازل الدعم السريع و طورا يداهن الحركات المسلحة؟ اليوم يهرول شرقاً لدى بلاط الخلايجه و غدا ينحرف شمالاً لعند المصاروه كلما نضب معينه من خطط و مال كما يفعل نفر غير قليل من ارزقية السياسة من حوله؟

الحرب القذرة التى تُشن ضد هذا الشاب و ضد كل وطنى يقول لا تدار ما بين من عراهم د أكرم بمهنيته و اخلاقياته و أدائه لواجبه و هؤلاء لم يعتادوا على مثل ذلك السلوك و لا يحبون من يكشف عن عوارتهم و يثبت نجاح شاب ثائر ازاء فشل ديناصور هرم لا يقوى حتى على مضغ الحشائش و لم يبق له إلا عواء متكسر كلما مادت به الأرض او واجهه من هو اقوى منه و رغم ذلك يصر بتشنج هستيرى على البقاء و التمدد.

و ما بين من تُهدد مصالحه بالمسالة و العقاب و هو لا يطيق ان تزول منه غنائم الدم التى استحوز عليها. و ما بين من يتبع هولاء و أولئك تواطؤ و انتهازية. كل هولاء هم للأسف إجمالى و صافى ما يطفح به مستنقع السياسة السودانية على هذه الأيام. و كلما لاح ضوء انبرى له ساكنوا المستنقع و سكبوا على راسه من مائهم الاسن. د اكرم ما هو إلا مثال لذلك. و ذاك قدره. فقد اختار طريقا ذى إتجاه واحد و لا سبيل الآن للعودة.

و ليعلم ان هنالك غالبية صامتة تقدر جهده و ان كان ذلك واجبه. بيد أن كلمة استحسان واجبة أيضاً لمن يستحقها.

سامي الصاوي

تعليق واحد

  1. الهجمة والغوغاء على هذا الطبيب هي من مافيا الدواء وأصحاب الكناتين الطبية ولا اسميها مستشفيات لان الرجل رفض زيادة أسعار الدواء المقدمة من مافيا الأدوية منتجين ومستوردين كما أن الرجل في ذهنه تقديم العلاج المجاني لهذا الشعب المنكوب برجاله وهذا لا يأتي إلا بتحسين مستشفيات الحكومة وتوفير الأدوية بأرخص الأسعار وهم لا يريدون دكتور أكرم أن يقدم أي نجاح في هذا المجال لذلك سوف يعصرون (بضم الياء) وبالتالي يصرخون . لكن الشعب كله خلف الدكتور أكرم فما عليهم إلا النبيح وجمال التغيير ماشة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..