حقيقة التغيير .. وفرية التعديل (2- 2)

إنتهينا بالأمس الى أن الرئيس ربما يقتدى بتجربة الترابى فى إحالة شيوخ الإسلاميين للتقاعد بالجملة .. ولكن .. ثمة فرق .. فشيوخ اليوم هم من يمسكون بتلابيب الدولة .. فى كل مفاصلها .. ولا بد أن سؤالا مهما يطرح نفسه .. هل بالإمكان تنفيذ رؤية الرئيس ..؟ أى إقصاء الصف الأول من قادة الحزب الحاكم وإحلال دماء جديدة محلهم ..؟ يبدو أن الرئيس نفسه الذى طرح شعار التغيير الشامل .. يراجع حساباته الآن على ضوء مناقشات ومشاورات شملت شخصيات محدودة .. فى قيادة الحزب .. والدولة .. والحركة .. أيضا .. للتوضيح .. المشاورات .. وفق المعلومات المتاحة .. تنحصر فى إمكانية تنفيذ رؤية الرئيس .. التغيير الشامل .. أو الإحلال الكلى إن شئت .. وقد برز تياران .. تيار يرى أن من الأفضل للرئيس وللدولة وللحزب .. أن يطال التغيير نحو خمسون فى المائة فقط من الكادر القائد .. لضمان إنتقال الخبرات .. وتواصل الأجيال .. على حد زعمهم .. والدفوعات التى يقدمونها .. ويبدو أصحاب هذا التيار مشفقين على مناصبهم أكثر من إشفاقهم على الدولة أو الخبرة .. أما التيار الثانى .. وهو التيار المؤمن برؤية الرئيس .. ولكنه يبدو مشفقا عليه .. من خطورة التجربة .. أى بمعنى إخلاء كابينة القيادة فجأة .. ومن كل ذوى الخبرات .. وحشوها بعديمى الخبرة أو محدوديها .. مما يضاعف من أعباء الرئيس .. فى المتابعة اليومية .. وإغراقه بالتفاصيل .. إذن .. هؤلاء مع التغيير الشامل .. شريطة الإحتفاظ بما لا يتجاوز من عشرين الى خمسة وعشرين فى المائة من ذوى الخبرات .. وأهل الثقة .. لأسباب يرونها موضوعية .. وضرورية .. !
إذن .. أيضا .. ربما يكون من السابق لأوانه الحديث .. عن تنفيذ هذه الرؤية .. ناهيك عن شكل الحكومة .. أو شاغلى مناصبها من المؤتمر الوطنى .. بالطبع .. ولا شك أن عبارتنا هذه لن تشبع غليل القارىء ليلوذ بالصمت فى إنتظار المجهول .. فالسؤال ملح .. ولكن .. ثمة مؤشرات تؤكد أن التغيير ربما لا يكون على رأس أجندة الرئيس الآن .. ! ليواجهك السؤال التالى مباشرة .. فما هى أولويات الرئيس إذن .. وأى القضايا تلك التى تتصدر أجندته الآن ..؟
مقربون من الرئيس يؤكدون أن الرئيس مشغول الآن بملفين هامين .. الأول إستقرار دارفور .. خاصة بعد تزايد المواجهات القبلية .. وإرتفاع عدد ضحايا النزاعات .. والثانى تأمين الحدود الجنوبية .. وهذا ملف يحتمل اكثر من عنوان .. كالعلاقة مع دولة جنوب السودان .. أو عنوان اكثر إثارة وهو .. حسم الجبهة الثورية …!
ويبدو للوهلة الأولى .. ومن هذه القضايا التى يقال أنها تتصدر اولويات الرئيس .. أن القضية الأمنية تتقدم .. وقد يكون ذلك صحيحا .. ولكن الصحيح ايضا .. أن القضيتان مما تتقاطع فيهما بشدة الشئون السياسية والشئون الأمنية .. ومع الإختلاف .. فى التفاصيل .. وفى كيفية التعاطى .. مع كل قضية من هذه القضايا .. فمما لا شك فيه .. أن جل الشعب السودانى .. إن لم يكن كله .. متفق مع الرئيس .. بأن إغلاق الملفين حلا .. يفتح الطريق واسعا .. وتلقائيا .. أمام حل كل القضايا الأخرى .. بما فيها التغيير الشامل .. سواء كان برؤية الرئيس أو رؤية المشفقين عليه .. أو حتى المشفقين على أنفسهم ..!

محمد لطيف
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السؤال الذي يطرح نفسه هل هي دولة حزب أم دولة رجل يمسك بتلابيب الحزب مع الدولة؟ و متى يكون التغيير نحو الدولة المؤسساتية التي لا تتأثر كثيرا بكابينة جديدة او قديمة؟ و ما يجب العمل به هو استدامة العمل التنفيذي في الوزارات بترفيع الوكلاء من الكوادر التكنوقراط أصحاب الخبرة بدون تدخل الحزب أو الرئيس و لا الوزير المحدد في آلية تصعيدهم نحو الامساك بزمام الوزارة حتى نضمن خدمة مدنية منضبطة من أعلى السلم أما الوزراء هم من رحم الحكومة لتطبيق سياسات عامة لا تخدش مجريات العمل التنفيذي في الوزارة فمثلا برنامج البروتوكولات التجارية في وزارة التجارة الخارجية عمل تقني شائك يلم به الوكيل و يعرف كل فرق و لجان العمل و الفايلات الخاصة بكل بروتوكول تجاري و مهام الوزير يجب أن تنحصر في ربط السياسات الخارجية و العلاقات الدولية و فايلات الاستثمار لتوسيع مواعين التجارة الخارجية و ترجيح كفة البروتوكولات لمصلحة الدولة من خلال تشريعات و سياسات تتفق مع سير دولاب الحكومة … أما ان ينط زعيط و معيط بفوق للحيط و تتبعة جماعته الى باب غرفة نومه لحلب الوزارة و مهما كانت آلية التبديل و فعاليتها فهي لاتسمن و لاتغني من جوع.. و لا داعي لتشتيت متطلبات المرحلة بين وجوه جديدة و قدامى المحاربين و تخيل معي أن فريق سجمان رمدان بيلعب في مبارة خاسرة مئة في المئة نتيجة الخطةالسيئة التي يلعب بهاو في الدقائق الاخير و بمنطقك هذا و بمنطقهم ايضا لا تنفع يبديل ال 50% و لا ال 25% مالم تتغير الخطة و الميدان و الحكم و رجال الخط بمعنى آخر مبارة جديدة !!!

  2. ألأستاذ محمد لطيف تحية و إحتراما
    بعد الفشل التام للمشروع الحضارى ألإسلاموى (منسوب إلى ألأخوية ألإسلاموية) سياسيا(إنفصال الجنوب و الحروب التى ما زالت مشتعلة) و إقتصاديا(خروج كل القظاعات ألإنتاجية من زراعة و صناعة و خدمات من الدخل القومى) و إجتماعيا(المايقوما,الشقق المفروشة و النيقرز والمخدرات) بعد 25 سنة من الترقيع و التجريب الفاشل ليس امام الرئيس إلا حل واحد يتمثل فى ألآتى:
    1- حل كل المؤسسات الدستورية و التنفيذية المركزية و ألولائية و خروج الوطنى من الحكم(يبقى كحزب لا مانع)
    2-تكوين حكومة مركزية إنتقالية لفترة عامين برئاسة الرئيس و كم جنرال عسكرى نظبف, يمكن ألإستعانة حتى من الجنرالات المفصولين تعسفيا
    3- تقسيم السودان الى 7 كيانات,سمها ما شئت (أقاليم, مديريات, محافظات) كألاتى دارفور, كردفان, نيل أبيض, نيل أزرق, الشرق, الشمال و الخرطوم, و تعيين جنرال على رأس كل كيان و يعاونه على تصريف أمور الكيان الضباط الإداريون و الشخصيات المشهود لهم بنظافة اليد و اللسان.
    4- قيام مؤتمر صلح جامع يضم الوطنى كحزب و كل المعارضة من أحزاب و جبهات مسلحة و قبائل متصارعة لجبر المكسور و الفصل فى الظلامات و دفع الديات.
    5- التراضى على دستور من الجميع يرتكز غلى المواطنة والحرية فى المعتقد و الفكر و العدل و المساواة و فصل السلطات.
    6- بعد الفترة ألإنتقالية يتكون مجلس رأس الدولة من سبع شخصيات(الرآسة فيه دورية),شخصية من كل كيان و عن طريق الإنتخاب المباشر فى كل إقليم, و كل كيان ينتخب برلمانه و يرفع عدد من النواب من كل كيان الى المجلس التشريعى بالعاصمة الخرطوم.
    هذا إذا كنا صادقين فى أن يظل السودان كما وصونا جدودنا زمان على التراب الغالى الما ليهو ثمن.

  3. حيرت افكارنا يا محمد لطيف
    والحير افكارنا اكثر وسوف يحيرها اكثر واكثر حكاية
    ضمان انتقال الخبرات دي ( رغم ان قلت حسب رايهم)
    اي خبرات؟
    واذا في خبرات البلد والناس ( لاحظ البلد والناس) مستفيدين منها
    باي شكل من الاشكال وعلي اي مستوي من المستويات
    الرئيس عايز يغيرهم ليه؟
    لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم . صدق المولي عز وجل
    فهل خبرتك السياسية ومقدرتك المهنية وقربك من الريس عن طريق المصاهرة
    او غيرها يعطيك الانطباع بان هؤلاء ( المهترشين ) سوف يغيروا ما بانفسم
    حتي يغيرهم الله؟

  4. يا محمد لطيف
    السودان ده ما فيه غير المؤتمر الوطني؟!!!
    والخبرات شنو مع الفشل المريع والجرائم المشينة والتردي في كل المرافق الخدمية والانتاجية ونحن كل يوم نمارس الصعود الى الهاوية
    القصة بقت ديموقراطية والشعب يولي من يصلح في مفوضية عليا وفي محكمة دستورية عليا في الدستور الحالي وفي فترة تقترب من نهايتها 2015 وفي 72 حزب مسجل وفي حركات مسلحة لها رؤية ايضا وفي نيفاشا “اعلى رؤية سياسية وصل لها السودان” بشاهدة عمر البشير ذاتو في جوبا 2007 المرجع: راجع كتاب منصور خالد -تكاثر الزعازع وتناقص الاوتاد 2010)…
    والصراع والتناقضات داخل حزب المؤتمر الوطني لا تعني اي سوداني ليسه له علاقة بالحزب الحاكم وهم 3 مليون بس بشاهدة نافع علي نافع الامين السياسي للحزب…
    يجب ان ترجع السلطة للشعب والشعب يولي من يصلح- يعني يركز الحل على الانتخابات الحرة والمبكرة البيجيبو الناس يقعد والذي تجازوته الحركة الجماهيرية يمشي وسعيه مشكور…
    لذلك الاصلاح يكون في هيكلة الدولة برمتهاو في المؤسسات التي يتضمنها الدستور وتستعيد الديموقراطية وليس في الاشخاص

    ولى نحن بنضيع في زمن اصلا ضائع ونعيد انتاج الازمة واعادة التدوير

  5. انا متأكد100% ان الريس غير قادر وغير راغب فى التغيير بالعقل كده فى زول يرمى نفسه فى الهلاك ومتأكد ايضا انه مهما زادت حجم الازمات فى البلد سيظل الرئيس غير قادر وغير راغب فى التغيير ارجوك اكتب عن اى موضوع اخر

  6. انت يا محمد لطيف تكتب بدون اي رؤية فقط من اجل لاالكتابة. اولا الرئيس الذي تتحدث عنه ماذا لايذهب هو ؟هل تعتقد بان هناك شيء لم يفعله بعد هذه السنين العجاف يمكن ان يفعله لانقاذ هذه البلاد؟ ان بلوتنا وسبب تخلفنا هو وجود رئيس ضعيف علي سدة القيادة في هذا البلد! كل بلاد الدنيا تتقدم لللأمام الا بلاد السودان تتقدم للخلف؟؟؟؟

  7. الحل واااااااااااااضح ذهاب الريئس والانقاذ وفسادها وحاميييها وكل المطبلاتية!!!!!!!!!!!!!!

  8. للصحفي البارع محمد لطيف اراء بارع في توصيلها لقرائه .
    انا أتفق معك ان هم البشير الذي يقلقه هو كيفية القضاء علي الجبهة الثورية فهي الوحيدةالتي لها المقدرة علي تفكيك دولته الانقاذية طال الزمن أو قصر . بوجود الجبهة الثورية في الساحة فهي بانسبة له وحكومته كمرض نقص المناعة المكتسب لا علاج لها وتجعل البشير وحكومته عرضة للامراض الاخري. اما همه الثاني وهوالتمديد له ولاية ثالثة فهذه مقدور عليها فقط الاخراج سوف يكون كيف ؟

  9. اي ملف هذا الذي يمسكه الرئيس واي اعتكاف هو الذي يمارسه الا يخجل هولا عن ترديد مثل هذه الترهات هل كان الرئيس يوما من اهل الفكر والراي حتي يختفي لايجاد فكرة او راي لينفع به نفسه فبل غيره ………….
    لو كان الاعتكاف مع مجموعة من اهل الفكر او الحل لقبلنا على الاقل فيها نوع من احترام عقولنا واي حل يريدون الاعتكاف له ولا كل شئ اصبح عندكم كليلة القدر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  10. يبدو ان الرئيس مشغول بملف واحد فقط الا و هو كيف يستطيع الطيران خارج السودان بكل أمان

  11. أنت لطيف محمد لطيف مافى مقربون أكثر منك ؟؟؟؟؟؟؟
    وملف جشع التجار وغلأء المعيشه لم تذكره تفتكر السوق لو هبط من الغلأ الطاحن
    الشعب ممكن يحمى حدوده ويضع حد للجبهه الثوريه!! لأنه تزوق ويلأتكم الأثنين مأزرةالشعب للجبهه الثوريه (هى بالضبط المنستجير من الرمضاء بالنار)

  12. اصحاب الخبرة هؤلاء هم من اضاعونا واضاعوا البلد والرئيس ان كان حقا يريد ان يكفر عن اخفاقات ربع قرن من الزمن فما عليه الا ان يكنسهم جميعا ويريحنا من وجوههم فقد فسدوا وافسدوا

  13. اذا هو يريد ان يذهب باصحاب الفشل…فليبدأ بنفسه…كل هذه الاخطاء كانت تحت سمعه وبصره وتحت قيادته….
    ربع قرن من الزمان …ونهر الفشل والفساد الطاغي يجري …وهو في كل اللقاءات كان يطمنا كلو تمام التمام
    وتلجميع يعرف انه رئيس حزب …ومنتمي لجماعه تقود السودان باسمه….فكل جهد لها ولتمكينها وليس الهم الوطن
    ربع قرن …اصبح ولا يلدغ المومن من جحر مرتان …خليك من 24سلدغه

  14. بعد 24 سنة من الفشل واضح جدا ان الانقاذ او الحركة الاسلاموية او المؤتمر الوطنى سمهم ماشئت ما بينفعوا لادارة السودان الذى اصبح غير سودان ما قبل 30 يونيو 1989 اكان شالوا الشيوخ وضخوا بدماء جديدة او خلوا الشيوخ فى محلهم!!!
    السودان عايز تغيير سياسى وتراضى وتوافق قومى لكيف يحكم السودان وتطرح جميع المواضيع وبشفافية وحرية عاليتين فى طاولة النقاش والجيش والقوى النظامية الاخرى تبعد باحترافية عالية الا فى لجان الامن القومى عشان يحصل استقرار سياسى ودستورى!!!!!
    ويا محمد لطيف السودان ده ما حق ام او ابو الحركة الاسلاموية عشان تعمل فيه الدايراه!!!!!
    انظر بعد ربع قرن من الزمان كيف اننا بعيدين من الوفاق والتراضى الوطنى والاستقرار السياسى والدستورى والامنى والحروب السياسية والقبلية والتدخلات الاجنبية!!!!
    ماذا يعنى هذا يعنى فشل الانقاذ او الاسلامويين فى انقاذ السودان حقيقة ونحن ما دايرين تغيير وزارى او تغيير وجوه نحنا دايرين تغيير هيكلى وتغيير سياسات ومفاهيم لكيفية تحقيق التراضى والوفاق الوطنى لعمل استقرار سياسى ودستورى وليس لعمل سد او طريق او كبرى او استخراج نفط وكيفية التداول السلمى للسلطة وكيفية المحاسبة وطرح الثقة فى الحكومة الخ الخ الخ مش حزب او جماعة او عصابة تقعد تبرطع فى البلد زى الكانها عزبة خالصة لها ارضا وشعباوجمهورها ومؤيديها كلهم من الغوغاء والضان والجهلة والمنتفعين !!!!!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..