
هل حقا مايشاع ان بعضا من احزاب كتلة قوى الحرية والتغيير، ذوات الاوزان الشعبية العريضة ، تململت من عمل لجنة ازالة التمكين ومحاربة الفساد بعد ان بدأت في العلن ضرب النحاس واسترداد بعضا من اموال الدولة المنهوبة لخزينة حكومة الفترة الانتقالية الخاوية ونشرت على الملأ دون تستر اسماء اللصوص والفاسدين وتعرية النافذين وكل المفسدين من رموز النظام البائد من غير خوف او وجل وذلك انسجاما مع رغبة الشعب وعدالة الثورة وتطبيقا لقانون ازالة التمكين ومحاربة الفساد والمفسدين في الأرض..!!
هل غضبها من جدية ملاحقاتها القانونية للصوص الإنقاذ حرك وجدانها وتقاطعاتها الفجائية لأعمالها بدعوى “شك وتوزيع” وتحديث واصلاح واعادة هيكلة كتلة قوى الحرية والتغيير والرغبة الملحة في تكوين مفوضية عليا تشرف على لجنة ازالة التمكين ومحاربة الفساد هو السبب المباشر والغير مباشر في فرملة خطوات اللجنة الحالية وفي عدم ظهورها في وقتها على الجمهور الذي ظل منتظرا على مضض كل مساء خميس يتسمر فرحا دون حركة بعودة فصول العدالة الناجزة أمام شاشة تلفزيون السودان مترقبا ظهورها بين مصدق ومكذب لتصريحات اعضائها بأن سبب التأخير يكمن في تعديل وإقرار قوانينها..!!
ماذا يجري حقا في الساحة السياسية المتأزمة بالسودان؟!!
هل استمرارية اللجنة بذاك النهج والحس والايقاع الثوري قد اصاب اولئك القادة والزعماء بالخوف والهلع من احتمالية كشف خيوط علاقتهم السرية الطويلة الأمد الموصولة بشبكة النظام السابق وخوفهم من ردات فعل الشعب ومن سقوط اقنعتهم وتشويه صورة احزابهم ومستقبلها والاضرار ايضا بمصالحها التي ربما تصلها شبهات الفساد عاجلا أم عاجلا..!!؟
او بالأحرى مصالح مقربيها الذين انغمسوا حتى أذنيهم بمشاركتهم لراسمالية النظام السابق وقططه السمان بل كانوا على تناغم ووئام وإنسجام معهم حتى كبرت كروشهم وأرصدتهم وصرنا لا نميزهم عن غيرهم من الانقاذيين تحفيزا لرضوخهم وغضهم البصر عن مساحات الفساد والابتذاذ الكبيره التي امتدت وغطت كل ارجاء الوطن.!!؟
هل حقا بدأوا يئنون ويصرخون هم ايضا عندما علا صراخ حلفائهم..!!؟
ستكون مصيبة حقا للمتخفين خلف التلال ان استمرت لجنة ازالة التمكين في عملها الدؤوب بذات النسق في كشف الغطاء عن مواطن الفساد المقنن الذي تم خلال فترة دولة الإنقاذ المجرمة وطالما ان هنالك من تتملكه الرهبة والشفقة والرافة بالفاسدين والمجرمين بدل زجهم في غياهب السجون..!!
اذا صدقت تلك الشائعات وبرز للسطح ما يؤكدها من قرائن نكون نحن للأسف على أعتاب مستقبل قاتم للوطن وأمام فترة ديمقراطية مزيفة تحيط بها زمرة تشبه تلك “الحفرة العميقة” التى تدفن فيها كل ملفات النهب والفساد والإجرام والتي تلهث في حفرها فلول النظام السابق المدمرة من بعيد بأيادي حزبية وبجهد خارق لإخفاء خطوات ماضيها وعلاقتها السرية مع النظام السابق.
احزاب بدأت من مسارعة الخطى ممنية النفس بضرورة أسدال الستارة على هذه الفترة الإنتقالية الساخنة درءا للفضائح المحتملة وقفلها نهائيا بمساعدة عسكر النظام السابق بحجة ازدياد هوة الخلافات والفتن وزحزحتها لبر الإنتخابات المبكرة..!!
ونكون ساعتها أمام نسخة أخرى من حكومة الانقاذ السابقة ابطالها وقادتها زعماء وكفاءات حزبية جدد ، هرعوا نحوالثورة يحملون في أياديهم السبح الملونة كما كان اصدقاءهم ويلبسون العباءات الحريرية وأثواب العفاف والفضيلة كواجهات ومظاهر فخامة حزبية ، وقلوبهم من الداخل ملوثة بأدران الفساد المخفي ، ومتصلة بتلك الشبكة المنظمة القادمة من عمق مستنقع النظام الفاسد السابق..!!
اذا ثبت الأمر الذي أشرنا اليه في بادئ حديثنا ، فكأنك “يازيد لا مشيت ولا غزيت” فستغيب وتأفل شمس لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد وتتبدل قوانينها وتضعف معاولها ، وستستمر في ايهام المغيبين والبسطاء بعملها كمفوضية ولكن بوجوه جديدة تغير من ذاك النهج الثوري الديسمبري لترضي طموح ورغبة الأطراف وتبقى مثلها مثل اي لجنة ساكنه مقطعة الأوصال مجردة من الصلاحيات كونها النظام السابق خلال فترة حكمه في الثلاثون عاما الماضية ، وستبقى النبتة الفاسدة نشطة ومزدهرة وضاربة بجذورها على الارض السودانية لتعلن فصول ذلك التحول عن سرقة الثورة والانحراف بها عن أهدافها ، وسوف نرى ونسمع قهقهة الفاسدين والملوثين يتجولون بحرية بيننا في وضح النهار ، بأمر من القطط السمان وقادة النظام المتسترين وتلك الاحزاب التي هيمنت على كتلة الثورة الشبابية..!!
فيموت الحلم والطموح الشعبي بالحرية والعدالة ودولة القانون…!!
فالسيناريو القادم مع ارهاصات الحاضر مع غبار وقع الحوافر لا ينبئ بإستقرار إن وضحت الرؤية وتأكدت صحة الشائعات الممزوجة بكثرة المؤامرات التي تحاك على الثورة..
حتما لن يصمت شعب الثورة الوفي وشباب المقاومةالحر ان تحركت المساعي ضد تيار الثورة الساكن..!!
فستهب من كل الآنحاء وبعنف رياح النسخة السلمية المعدلة من ثورة الحرية والتغيير من جديد ، معتمدة على الاوفياء من القوات المسلحة التى تؤمن تغطية وحماية لمكتسبات الثورة واهدافها وبضرورة انتصار ارادة الشعب..!!
ولا نعلم بعدها كيف تسير الرياح.
هم لا يملكون الصمود في وجه الملايين سيؤخرون نصرها ووصولها لضفاف الوطن الحر الآمن العادل ولكن لن يضيع او يتسربل مع الكفاح والنضال دم الشهداء سدى ولن تتلاشى اهدافهاالتي كتبت بالدماء.
فالثورة حرية ووطن وشعب وثقافة وأمنيات تغازل المهج اكبر منهم ومن مصالحهم الضيقة واطماعهم.
همسة على إذن الشرفاء والحادبين على مصلحة واستقرار الوطن بقوى الحرية والتغيير :
” لا تدعوا البساط يسحب من اياديكم التي تحمل مسودات الثورة الممهورة بدماء الشهداء ، فالثورة قامت واشتعلت من اجل ازالة شبح التمكين الشيطاني على الأرض ، ومحاربة المفسدين والمجرمين بالقانون دون رأفة ومن المستحيل اعادة البناء من دون إزالة تلك الجذور والرواسب النتنة “..!!
انتهى الهمس..
برير القريش
[email protected]