أخبار مختارة

الجيش السوداني وقوات الدعم السريع واحتمالات المواجهة مع الاسلاميين

محمد فضل علي .. كندا

يبدو ان الاوضاع داخل السودان قد اصبحت مرشحة لتطورات درامية في الايام القليلة القادمة في اعقاب عطلة عيد الفطر المبارك كما يمكن القول ان العلاقة بين عسكر المجلس العسكري الانتقالي السابق وقوات الدعم السريع واحد اطراف الشراكة السياسية الراهنة والاسلاميين السودانيين قد وصلت الي مرحلة اللاعودة بحيث بات من المؤكد ان يذهب احدهما ليبقي الاخر.

جاء ذلك علي خلفية التصريحات المدوية التي ادلي بها محمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع لاحد القنوات السودانية عن مشاركة قوات الدعم السريع في احباط مخطط البشير واللجنة الامنية التي كانت تتولي حماية النظام بالتنسيق مع قيادة الحركة الاسلامية بعد استصدار فتوي دينية من دائرة ضيقة من الذين يطلق عليهم النظام السابق العلماء الشرعيين تجوز للبشير استخدام القوة المطلقة وقتل ثلث المتظاهرين لوقف زحف المتظاهرين نحو القيادة العامة للجيش السوداني صبيحة الحادي عشر من ابريل وهو الحدث الاكبر والاهم في تاريخ السودان المعاصر ومن اهم الاحداث التي تناقلتها وسائل الاعلام الدولية والحكومات ودوائر صنع القرار والشعوب التي شاركت شعب السودان فرحتة الاسطورية بسقوط عصر الخمينية السودانية وتداعي القبضة الحديدية التي حكمت بها الحركة الاسلامية السودان علي مدي ثلاثين عام وسقوطها تحت اقدام ذلك الطوفان البشري الهادر الذي زحف نحو قيادة الجيش من كل الانحاء.

تحدث الجنرال حميدتي بلغة الواثق من نفسه بطريقة مختصرة دون ذكر التفاصيل عن مزاعمه في هذا الصدد وقصة تجهيز 13 دبابة بالذخائر الحية بقيادة عناصر اسلامية وبمرافقة قوة اسناد من عدد من المدنيين المسلحين الذين ارتدوا الزي العسكري في الغالب حسب رواية حميدتي الذي اكد واقعة استدعاء المدنيين المدربين من عضوية التنظيم في اللحظات الحرجة والاخيرة من عمر نظام البشير لانقاذ مايمكن انقاذه مهما كان الثمن والتكلفة البشرية.

كل ماورد ذكرة علي لسان الجنرال المثير للجدل في هذا الصد يحتاج بالضرورة الي دعم واثباتات قانونية قوية بشهادات وادلة مادية دامغة وموثوق بها حتي يتحول الامر الي حقيقة معترف بها في نظر الدولة والقانون والشارع السوداني والدوائر الدولية والاقليمية المهتمة بمتابعة تطورات الاوضاع السودانية خاصة في ظل ارتباط اسم قائد الدعم السريع وعدد من العسكريين في المجلس العسكري بواقعة القتل الجماعي للمعتصمين المدنيين امام القيادة العامة للجيش السوداني وتعدد الروايات حول اسباب هذه المذبحة والجهات التي نفذتها.
في حالة ثبوت رواية قائد الدعم السريع عن احباط محاولة الحركة الاسلامية للابادة الجماعية للمتظاهرين سيكون لكل حادث حديث بطريقة قد تلقي بظلالها علي نتائج لجنة التحقيق في مذبحة القيادة التي ينتظر الناس نتائجها في السودان لارتبطها الجوهري بمستقبل العملية السياسية والحكم في السودان.

والثابت ايضا في العملية هو تواجد عدد كبير من قوات الدعم السريع المسلحين بالعصي الغليظة في مسرح الجريمة ومشاركتهم الموثقة في عمليات الدهم والتنكيل بوسائل ممعنة في الهجمية بالمعتصمين المدنيين في ميدان القيادة والذين قتل منهم عدد كبير خلال ساعات قليلة بطريقة يكتنف الغموض حقيقة مدبريها ومن وقفوا خلفها واصدروا الاوامر بتنفيذها.
هذه القضية اصبحت علي اولوية اهتمامات الشارع السوداني واتجاهات الرأي العام جنبا الي جنب المشكلات الاقتصادية والامنية في ظل انتقادات داخلية متبادلة بين قوي الثورة السودانية حول الاداء العام وبعض التقصير علي الاصعدة الاقتصادية والسياسية والامنية وبعض الملفات ذات الصلة بسياسة الحكومة السودانية الخارجية الي جانب الاتهامات المتبادلة والحرب الباردة بين فلول الدولة العميقة وبقايا النظام المباد وبعض الدوائر الداعمة للسلطة الانتقالية التي تجد السند والدعم من الاغلبية الصامتة في الشارع السوداني حتي هذه اللحظة.

وكان قائد قوات الدعم السريع قد رسم في اللقاء التلفزيوني المشار اليه صورة قاتمة لكواليس التغيير والطريقة التي كانت تدار بها البلاد بعد سقوط النظام وتحدث عن مؤامرات قال ان اوان الكشف عنها سياتي وقال اننا كنا نعيش في غابة في اشارة الي وجود بعض العناصر الاخوانية من قيادات اللجنة الامنية الموالين للرئيس المخلوع في المجلس العسكري الذين حاولوا فرض انفسهم واجنداتهم ومواصلة الاتصالات والتنسيق مع مدير جهاز الامن السابق صلاح قوش والتكفل بحمايته ومنع اعتقاله والتواصل مع النظام القطري دون علم قيادة المجلس العسكري والاستمرار في محاولة القفز علي السلطة بواجهات عسكرية جديدة بدون عمر البشير والمقربين منه من العسكريين عبر سيناريو مدعوم من قيادة الحركة الاسلامية داخل وخارج السجون.

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. في حالة ثبوت رواية قائد الدعم السريع عن احباط محاولة الحركة الاسلامية للابادة الجماعية للمتظاهرين سيكون لكل حادث حديث بطريقة قد تلقي بظلالها علي نتائج لجنة التحقيق في مذبحة القيادة التي ينتظر الناس نتائجها في السودان لارتبطها الجوهري بمستقبل العملية السياسية والحكم في السودان.

    هنا بيت القصيد ،،، ليس كل ما يقال حقيقة ،،، وما كل الحقائق تقال

  2. واضح يوجد ٣ صراعات علي السلطة, حمدتي من جهة برهان من جهة تانية وحلف الصادق المهدي مع الكيزان, والمشكلة الشعب لا يرغب في هذا ولا ذاك.

  3. خليهم يتعاونوا علي مواجهة المحتل وتحرير حلايب بعدين الإسلاميين مقدور عليهم لمصلحة من تأجيج الصراعات الداخلية والسودان يتربص به الأعداء والطامعين

    1. من هم الاعداء الذين يتربصون بالسودان الان..
      هل هم شعب السودان هل هم لجنة ازالة التمكين ام لجان التحقيق في جرائم المتعاونين مع جهاز الامن والمخابرات ام التحقيق حول فرق الموت الليبية التي ارسلها نظام القذافي والتي دخلت السودان خلسة لاغتيال معارضين اجانب دون علم السلطات السودانية ..
      مصر احتلت حلايب في عهد البشير فلماذا الابتزاز واللف والدوران سيادة بلبل المستشار وكلبه عميل مخابرات القذافي و جهاز الامن والمخابرات ..
      مليون سنة وناس تحمل في ايديها ريموت الغدر والخيانة ومندسة وراء مئات الاسماء الوهمية ..

  4. كل الدلائل تشير إلى أن كلام حميدتي ما كان صحيح.. والحقيقة فإن ذلك شئ مؤسف أن يكون حميدتي قد تلوث بالسياسيين.
    الاخوة العسكريون في المدرعات الذين نعرفهم أجمعوا على أن الكلام هذا غير صحيح. وفعلا لو كان صحيحا ما كان سيخفى عن الشعب السوداني الذي لو تحركت نملة على الارض تاني يوم تقرأ عنها في الواتس فكيف يختف موضوع جلل كهذا ليكشفه حميدتي بعد أكثر من سنة؟ إضافة لذلك يقول العسكريون ان الدبابة لا تصلح لفض الاعتصامات بل هي للحروب المفتوحة وتضرب من مسافات بعيدة جدا وليس مسافات قريبة، واخيرا يقول حميدتي ان من حرك تلك الدبابات خارج المنظومة العسكرية؟ كيغ يعني، هل خدروا المشرفين على الدبابات ومشوا دوروها وهم لا علاقة لهم بالجيش؟ نفس سياسة كباشي ونفس سياسة السياسيين في اقناع الناس: بالصاح أو الكذب!!
    ياخي خلينا من حميدتي.. انت في هذا المقال تقول:
    (وقصة تجهيز 13 دبابة بالذخائر الحية بقيادة عناصر اسلامية وبمرافقة قوة اسناد من عدد من المدنيين المسلحين الذين ارتدوا الزي العسكري في الغالب حسب رواية حميدتي الذي اكد واقعة استدعاء المدنيين المدربين من عضوية التنظيم في اللحظات الحرجة والاخيرة من عمر نظام البشير لانقاذ مايمكن انقاذه مهما كان الثمن والتكلفة البشرية)
    الكلام دا قالوا حميدتي في اللقاء المذكور كما ذكر الكاتب؟
    والله الواحد في السودان دا بقى يشك في نفسو ذاتها!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..