مقالات سياسية

حميدتي … من يصنع هذا الرجل؟!

خالد عبدالرحيم

إختلاف ملحوظ في الخطاب الاعلامي لا يخطئه المتابع للقاءات التلفزيونيه “لحميدتي”, لا أزال اذكر اول لقاء له مع شبكة سي ان ان وهو يرتدي الكدمول و يتحدث للاستاذه نعمة الباقرفي “الخلاء” ومن تحت إحدي الاشجار الوارفه في أقاصي الغرب السوداني. كان هذا اللقاء في العام  2008. ومنذ ذلك التاريخ بدأ يلمع نجم “حميدتي” كقائد لقوات الدعم السريع, حيث فتحت له ابواب القصور الرئاسيه وانتقلت مسارح اللقاءات من تحت الاشجار للاستديوهات, فمن يصنع هذا الرجل؟.
هناك مراحل مختلفه أثرت في تشكيل شخصية حميدتي التي نعرفها كقائد لقوات الدعم السريع, فالرجل كما قال في أحدي المقابلات انه لم يكمل تعليمه وبالرغم من ذلك لديه كريزما مكنته من ان يكون قائد.

قدم عضو المؤتمر الوطني وابن قبيلة الريزيقات عبدالله علي مسار “حميدتي” للرئيس عمر البشيرالذي اقترح عليه انشاء قوات الدعم السريع, وكان له ما اراد. فأمر البشير بتقديم الدعم ل “حميدتي”من سلاح وعربات و كانت مهمه “حميدتي” جمع المقاتلين, ومن هنا بدات حياة “حميدتي” العسكريه تتشكل فقد صنع المؤتمر الوطني الشخصيه العسكريه “لحميدتي”.
وعندما تمكن حميدتي من الارض و بسط سيطرته عليها, واصبح رقم صعب في معادلة الصراع مع الحركات المسلحه, اصبح يبحث عن مكان له في الخارطه السياسيه السودانيه من منطلق قوته العسكريه. فبدأت تطفو علي السطح الخلافات السياسيه القبليه بينه وبين ابن عمه موسي هلال, ولما كان ميزان القوه يميل لصالحه استطاع التغلب علي ابن عمه موسي هلال “وزير سابق وعضو المؤتمرالوطني” عسكريا وسياسيا وباركت الخرطوم هذا النصر و أحتفلت به.
من هنا بدات شخصية حميدتي السياسيه تتشكل بفضل الدعم اللامحدود من ابناء القبيله من الموتمر الوطني, و نذكر في هذا السياغ مشاكله مع احمد هارون وغيره. كما ساعد أعضاء المجلس التشريعي وفي مقدمتهم “عبدالله مسار” علي اصدارقانون اضاف شرعيه للدعم السريع.

ولما كانت قوات الدعم السريع تحتاج للدعم الحكومي المستمر, كان لابد من أيجاد مصادر تمويل لها مثلها مثل غيرها من الاجهزه الحكوميه, فقد عهد لها الموتمر الوطني بالتنقيب عن الذهب وتصديره لتمويل انشطتها. عادت هذه التجاره باموال طائله علي قوات الدعم السريع. واصبح “حميدتي” من اصحاب الثروات.

إنقلب الشعب علي البشير وذهب به حبيسا الي السجن, اصبح القائد “حميدتي” يمتلك القوه المطلقه “المال والسلاح” وله اطلالات سياسيه بل أصيح يختار شركاءه من العسكريين و المدنيين.

بدأ يظهر الرجل مره اخري في لقاءات تلفزيونيه, ولكن هذه المره كأحد قادة السودان بل واصبح يتحدث محاولا تقديم حلول سياسيه و إفتصاديه للسودان. بالاضافه الي حلول نوعية علي شاكلة أرسال وفود لنقل تجارب الدول الاخري, فإذا استطعت الاجابه علي سؤال من صنع هذا الرجل. فالسؤال المُلح الان من هم الذين يقفون خلف هذا الرجل؟

خالد عبدالرحيم
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. من يقف خلفه هم من يريدون ان يجعلوه حاكما لتحقيق اهدافهم فى السودان و يتحكمو فى مقدراته و ثرواته و ليكمل ثالوث السيسى حفتر ..
    هذه اجندة يحاول اصحابها بكل داب ان يحققوها و يستميتو فى ذلك ويتلومو ويتمرجحو ..
    لكن الشعب واعى و صاحى باذن الله ولن يمكنهم من ذلك مهما حاولو

  2. أكاد اجزم بأن كل ما وصل له هذا الرجل تم بالصدفة المحضة حيث لم يخطط في يوم من الأيامولم يحلم بأن يكون سياسيا وهو يعرف جيدا مكامكن قوته ومكامن ضعفه. أعتقد أن أقصى طموحه وأمنياتي أن تظل قوات الدعم السريع كما هي تتمتع بالامكانيات والاستقلالية وأن يظل هو قائدا لها يتمتع بالاستقلالية والمناورة وخفة الحركة. فهذا الرجل نقي جدا وبريء جدا جأءت به الأقدار لأن يكون في واجهة الأحداث. ولكن ذكائه لا تخطئه أي عين فهو سريع التعلم بسبب بداوته ومباشر لا يدعي بطولات زائفة أو إرث من مجد مضى وهو في نفس الوقت قائد حقيقي وإلا كيف تسنى له إدارة قوات بهذا الحجم هو أكبر من مسار وأكبر من البشير وأكبر من كل عواليق وخوازيق المؤتمر الوطني.

  3. وقف وراءه عمر البشير وناسه لحماية نظامهم فانحاز للثورة واصبح رقما في الساحة وملاء فراغا يحتاج لمن له الجراءة. البلد يااستاذ تعيش هشاشة مؤسسية لايعلم مداها الا الله.

  4. (خراب الولد و لا خراب البلد) : شكرا لنائب رئيس مجلس السيادة على هذه الجملة القوية التي وقعت على الذاكرة الثقافية السودانية وقوع البلسم الشافي على الجرح النازف , و قد وضعه بجوار مقولة الشيخ فرح ود تكتوك : ( كل يا كمي قبال فمي ) مع تفوق مقولة سيادة النائب على مقولة حكيم زمانه بإعتبار المعنى ؛ فهذا يمثل الحفاظ على كرامة فرد , و ذلك يحض على صون أمن أمة . النجاح في الحياة ليس مرتبطا بالضرورة بالتعليم كما يظن الكثير من الناس , فالغرض الأساسي من العلم لا يدركه معظم المتعلمين , فالغرض هو تحسين العمل , و الإرتقاء به.. فهذا لا يمنع تجويد العمل بخبرات الحياة و فتح باب النجاح لمن هم خارج حظيرة المتعلمين , و الأمثلة كثيرة في المجتمع السوداني .. مات السلطان : دينق كوال أروب الشهير ب: دينق مجو , سلطان دينكا نقوك بمنطقة أبيي في العام 1969م , وهو والد كل من الدكاترة : فرانسس دينق و لوكا بيونق , و قد حقق من النجاحات في حكمه على مستوى شعبه الصغير (نقوك) و الكبير (جنوب السودان) و الأكبر (السودان) ما عجز عنه الخلفاء المتعلمين من بعده .. فالنجاح حليف كل مثابر .. فالله نسأل أن يسخر نجاح سيادة النائب لصالح الأمة السودانية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..