
كثيرا ما نطالع على وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الاشاعات والمعلومات والاخبار الزائفة المفبركة والتي يهدف صناعها الى اعادة عقارب الساعة الى الوراء وبالرجوع للوراء واعمال النظر والبصر والبصيرة والتامل فيما حاق بالشعب والوطن خلال الثلاث عقود الكالحة –حقبة (التية والضلال) التي تسيد فيها المشهد اخوان الشياطين. سيري العجب العجاب من جراء حقبة دموية فاسدة ازهقت فيها ارواح الملايين بلا سبب كما زعم كبيرهم (المنبوذ) واصلت من حمم المعاناة على من تبقى على قيد الحياة جحيم من الزل والكتب والقهر والهوان واذاقتهم شططا لم تعهده اشد العصور ظلما وايلاما.
اطلقت العصابة العنان لتابعيها الفاسدون ليحدثوا فسادا لو نثر على الهواء مباشرة لازكم انوف كل سكان العالم – تخيل على سبيل المثال لأ الحصر شخصاً واحداً من جمهورية الكيزان يحوز جورا و عدواناً علي ما يزيد عن (ستة مليار) متر مربع من ارض السودان وهذا جزء يسير مما نهبه هذا المسخ المشوهـ من ثروات البلد وبعد كل ذلك يقولون هي لله لا للسلطة لا للجاه-لا لدنيا قد عملنا ,,, مع ذلك وبلا حياء يطل علينا وعلى رأس كل دقيقة اعلامهم الفاجر الفاسد الضال المضل موجها سهامه الصدئة بكل خسه ونزاله على قوات الدعم السريع وقيادتها بغرض احداث الفتنة ليسهل عليه تصفيتها معاوضة لما قامت به من جهد في حماية الثورة والثوار قبل وبعد انحياز الجيش للثورة.
عندما استفحل امر الثورة وادلهم الخطب على شيعة المؤتمر الوثني وبلغت الروح الحلقوم امر المخلوع اجهزته الامنية بفض الاعتصام بالقوة الجبرية المفرطة بما يعني قتل المعتصمين وعندما لم يروق الطلب لقائد الدعم السريع انسحب على الفور عاقدا العزم على عدم تنفيذ الامر وبل ذهب ابعد من ذلك وامر قواته باحاطه المعتصمين وحمايتهم من اي هجوم محتمل.
بمجرد اعلان قوات الدعم السريع وقوفها الى جانب الثوار تحول ميزان القوة لصالح المعتصمين وتحول الوضع من انتفاضة سلمية لثورة محمية بقوة سلاح الدعم السريع هذه هي الحقيقة العارية التي يجب ان يدركها كل انسان غيور على مستقبل الثورة و بقاءها.
اتساءل ماذا كان سيحدث اذا ترك الثوار العزّل لوحدهم يواجهون العصابة المجرمة بصدورهم العادية قطعا كان ستحدث مجزرة يسيل على مسرحها نهر من الدماء.
اللحظة الفارقة:
بمجرد ان اعلن وزير الدفاع خلع راس النظام والتحفظ عليه في مكان امن هلل الثوار وكبروا ورفعوا صورة قائد الدعم السريع في كل ساحات الاعتصام واصبح في نظر الثوار بطل قومي – لم يرفع الثوار صورة وزير الدفاع رغم انه من اعلن انحياز الجيش وسقوط النظام .
بعد هذه الدرجة من الشكر والتقدير التي وصل اليها قائد الدعم السريع في نظر الثوار هل يعقل ان يدمر نفسه ويحرقها بالمشاركة في فض الاعتصام الذي رفضه ابتداء؟ لا العقل ولا المنطق يستوعبان ذلك.
ماذا حدث بعد ذلك؟
اجتمع الاشرار خفية وتواثقوا على الانتقام من الثوار و على من وقف بجانبهم واثناء تدبيرهم الفاسد تبين لهم استحالة نجاحهم طالما لازالت قوات الدعم السريع تقف بجانب المعتصمين ولقلب المعادلة لابد لنا من دق اسفين بين الاثين واتفقوا على تكثيف الضخ الاعلامي الذي يشيطن قوات الدعم السريع مع ضرورة حبك الرويات المزيفة التي تؤكد بان قوات الدعم السريع هي من قامت بالجريمة ولضمان النجاح لابد لنا من تعضيض كل ذلك بسيل جارف من الاشاعات الموجهة تبرزهم الاكثر فعلا و تواجدا اثناء الواقعة.
المؤامرة:
تم عقد اجتماع سري بين العناصر الاكثر اجراما من الاجهزة الامنية والدفاع الشعبي وكتائب الظل والامن الطلابي وعقدوا العزم على فض الاعتصام بالقوة الغاشمة واتفقوا على ان يعد اجتماعهم هذا بمثابه الخطة (ا) ودعوا لاجتماع اخر تمويهي حضره كل قادة الاجهزة الامنية تقريبا علاوة على النائب العام و رئيس القضاء وتواثقوا فيه على فض الاعتصام باقل قدر من القوة المسموح بها قانونا عصي وخراطيم,و بمبان ان لزم الامر ويعتبر هذا الاتفاق بالنسبة لاخوان الشياطين الخطة (ب) وفي نهاية الامر اتفقوا على ان تنفذ الخطة (أ) عند لحظة الصفر.
المجزرة:
كان يوم التاسع والعشرون من الشهر الكريم على موعد مع ابشع جريمة وحشية في تاريخ السودان الحديث استشهد على اثرها المئات من خيرة ابناء السودان رميا بالرصاص ورميا للاحياء مثقلين بالحجارة في قاع النهر ولكي تكتمل فظاعتهم وقسوتهم قاموا بحرق مكان الاعتصام بمن فيه ولضيق افقهم وبذاءة و رداءة سوء صنيعهم مع انحطاط تقديرهم ومع كل ذلك يعتقدون بكل غباء وبلاهة انهم بعقليتهم الغميئة الفظيعة هذه بان مقاليد الامور الدنيوية الزائلة ستعود اليهم من جديد.
امتص الثوار الابطال الضربة بكل ثبات ويقين في وعد الله الحق لنصرة الذين ظلموا – لم يستسلموا بل صعدوا النضال امتلات بهم الساحات خرجوا بصدور عارية يدافعون عن ثورتهم في كل ولايات السودان يهتفون بسلميتها (سلمية سلمية ضد الحرامية) وياله من قول فصل لو درى القوم ولكنهم في ضلالهم يعمهون (حرية ,سلام وعدالة الثورة خيار الشعب)
وصدقوا ما عاهدوا الله عليه استمروا في نضالهم الدؤوب بشجاعة وخسارة لم تعهدها في عصرنا الحاضر-لا الاقطار المتمدينة ولا الدوبلات الغارقة في مستنقع العمالة والتبعية.
من فض الاعتصام؟
بما ان لجنة استاذنا نبيل اديب تتولى مسؤولية التحري وتقصي الحقائق في مجزرة فض الاعتصام عليه اناشد الجميع وخصوصا اسر الشهداء بان يتحلوا بالصبر لقد مضى الكثير ولم يتبقى الا القليل واللجنة الان على وشك الانتهاء من اصعب واعقد قضية وايم الله لايوجد فيمن حولنا من اهل الاختصاص من هو انزه واكفأ من الاستاذ نبيل في سير اغوار الواقعة وهذا رأي الشخصي بكل ادب وتواضع كقانوني.
الحارس مالنا ودمنا:
الكل اليوم يطالب بهيكلة الجيش – حركات مسلحة – احزاب – نقابات – ومنظمات مجتمع مدني وعلى ان يكون وفق اسس جديدة (طحنية, فسيخ, شربات) ولا يدري القوم بان القطار قد غادر المحطة منذ امد بعيد ومن هذا المقام لم يعد ممكنا ما يصبون اليه لانه ببساطة ومنذ اواسط السبيعينات من القرن الماضي استطاع اخوان الشياطين تجار الدين اختراق كل الاجهزة الامنية و زرعوا فيها من النفايات الادمية ما يفوق حد الوصف عناصر حزبية مؤدلجة في كل المرافق يصعب فرزها.
من واقع الحال لن تنجح ابدا عملية فرز الصالح من الطالح – اليوم ما عادت عملية الترقيع لاصلاح الحال تجدي نفعا وما نحتاجه اليوم هو اعادة البناء – بناء اجهزة امنية جديدة من الالف للياء والى ان يحين اوان ذلك ان كان للفكرة قبولا ولكي لا يحدث فراغ لابد من الاعتماد مرحليا على قوات الدعم السريع على ان تصبح تحت مسمى (قوات الحرس الوطني) بمهام مختلفة عن بقية الاجهزة الامنية بما فيها قوات الشعب المسلحة مستقبلا.
الاخوة الثوار:
رغم حلقات التامر المتعددة لاول مرة يتم استهداف قوات الدعم السريع من قبل الجيش في كادقلي – الجيش الذي وقف عاجزا عن حماية الثوار عندما احتاجوا اليه امام قيادته العامة وامام قادته الشيئ الذي جعل صغار الضباط الابطال الميامين يبكون لعجزهم ولهوانهم ان استهداف قوات الدعم السريع في هذا التوقيت المفصلي من عمر الثورة لهو اخر حلقات استهداف الثورة فان سقطت هذه القلعة ستتبعها سقوطا بقية القلاع.
والله من وراء القصد
احمد الماحي احمد
[email protected]
مقال جميل وحقيقي واستاذنك في نشر المقال عسى ان تري الحقيقة الضوء قبل فوات الاوان