مقالات سياسية

اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر‎

برير القريش

كل هذا السخط والغضب الشعبي الذي ينزل كالمطر من وسائل التواصل والوسائط على رؤوس القادة العسكريبن والمدنيين في السودان على السواء هو ردود افعال غاضبة ومتشنجة لما حدث من أخطاء للساسة والعسكريين قبل واثناء الثورة ولكثير من الفشل والخلافات والاخفاقات التي تساقطت على واقع الحياة المزري ومن ثم تجمعت وتكومت على السطح الآن وهي بالطبع ردود افعال تصدر مباشرة وبعفوية عندما يصرح القادة المدنيين والعسكريين على الميديا بين الحين والآخر بمنطق حزبي منحاز ومتطرف او عسكري انقلابي”بحت” على الثورة يأبى ان ينتزع ذاك الجلباب المفصل منذ عدة خقب.

لا احد يريد ان تشتعل الفتنة بين حاملي السلاح والمتنمرين..

لا احد يكن حقدا او ضغينة دون اسباب على قادة قوات الشعب المسلحة بمجاميعها من شرطة ودعم واستخبارات وأمن..
لانها بحسابات وطنية خالصة رغم ما يعتري من تشوهات بعض وجوه قادتها ويلاحقهم من تهم الا انها تمثل صمام امان شعب السودان وجداره القوي من سقوط البلاد في هاوية الاقتتال القبلي او الطائفي او انفراط عقد الامن والسلام وذاك من صميم واجبها.
لن تتوقف الرسائل المناصرة لروح الثورة ولن ترضى عنكم الشعوب حتى تثبتوا لها انكم بجانبها بيانا وقولا وعملا تحملون اهدافها وامالها وطموحاتها دون تحيز فلا يعقل ان تكونوا شركاء للثورة وفي نفس التوقيت تريدون فرض واشراك رموز النظام السابق وآخرين كانوا يصطفون حولهم ويتفرجون على ثورة الشعب التي اطلقوا عليها ثورة الشيوعيين والعلمانيين. .

غدا او بعد غد سيذهب القادة الحاليون بانتماؤاتهم ويبقى الشعب وتبقى قواتنا القومية التي نعتز بها ونحترم جنودها وضباطها وقادتها ونرفعهم فوق الاعناق.

طالما ان الاجواء مشحونة بالانفعالات فليصمت الجميع احتراما للوطن وخوفا عليه من ان يفلت حبل التحكم من بين ايديهم جميعا شعبا وقادة.

اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر.

الشعب الذي وقف يوما مستنجدا بكم يا قادة القوات المسلحة والشرطية والامنية وخذلتموه لم يخطئ ان أكثر من انتقاداته لكم وتحامله عليكم أصر على اتهامكم باستهداف ثورته.

فإن تلاشت كتلة قوى الحرية والتغيير لن تنهزم الثورة بل سيبقى ويظهر ذلك الشعب الأبي الذي رأيتموه يتقدم صفوف المواكب ويبيت في ميادين الاعتصام !!.

وحدكم انتم المخطئون لانكم لم تقيمون وزنا لإرادة الشعوب فمازالت تصاحبكم تلك النظرة الاستعلائية الموروثة من قادتكم السابقين.
ومازال زعماء وعشائر الاحزاب يحلمون بالانفراد بالسلطة وقيادة الشعوب على حسب ما يشتهون فما زالوا يقفون في تلك الحقبة وتحيط بمعاصمهم ساعات الجوفيال والرومر القديمة ويجهلون خاصية المواكبة والتحديث التي تميز بها هذا العصر والتي طرأت في حياتنا وواقعنا وفي كل برامجنا لتتلاءم مع ادوات المستقبل وتواكب عقول الاجيال الحالية والقادمة في تغيير نمط واساليب الادوات التقليدية القديمة وتحديثها باصدارات ترضي الجميع للوصول لاهدافها وطموحاتها وتطلعاتها.

برير القريش
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..