شطب قضية المتهم (شبور قوج) غير قانوني..!

لقد تابع الشارع الرياضي في جنوب السودان وكل المهتمين بقضية رئيس اتحاد كرة القدم المخلوع بدواعي الفساد (شبور قوج أللي) ، التي صدرت حكمها من قبل القاضي بشطبها نهاية الجمعة الماضي بتاريخ ١٥مايو ٢٠٢٠م، بعد تقديم محامي الشاكي وهو اتحاد جنوب السودان لكرة القدم كل الأوراق التي تثبت تورط المتهم باختلاسه مبالغ وعربة رئيس الاتحاد بالإضافة إلى أوراق قطعة ارض التي عليها مقر الاتحاد.
ومن المعروف لدي كل الرياضيين وخاصة المهتمين بامر كرة القدم في جنوب السودان ان رئيس الاتحاد السابق شبور قوج كان قد تم تجميد نشاطه من قبل مجلسه لتورطه في الفساد بعد اختلاسه ٢٠٠ الف دولار أمريكي من المبالغ التي رسله الاتحاد الدولي، وهذه التوقيف دفعت الاتحادات المحلية للكرة إلى عقد جمعية عمومية طارئة في ٢٠١٧ وتم حل المجلس وتكوين لجنة تسييرية برئاسة الباشمهندس اديلمو واني رئيس اتحاد جوبا وينوبه الكاهن جون جيمس واني رئيس اتحاد ولاية نهر ياي انذاك لإدارة الاتحاد لفترة ٦٠ يوما الذي من بعده تم اجراء الانتخابات لانتخاب مكتب جديد للاتحاد.
وبرغم من حل مجلس المتهم واصبح غير شرعي بعد ثبوت تورطه بالفساد، حاول اخونا الكاشف الترشح مره أخرى قبل اصدار قرار تجميد نشاطه لعشرة سنوات من قبل ال(فيفا)، لكن لم يجد اي صوت يسانده لان قانون اللعبة الشعبية معروف في حال أراد اي عضو الترشح، وهو لابد ان يجد من يرغب في الترشح، اتحاد يصوت له والآخر لتثنيته، واخونا (ما لمة ولا في واحد صوت ساكت ) بالعربي بتعنا بتع كونجو كونجو.
القاري الكريم عدت لذكر الماضي الذي حدث في عهد المتهم شبور لانه يعتبر بداية القضية التي كانت أمام القاضي ونتناولها في هذا المقال.
فبعد اجراء الانتخابات وفوز فرانسيس امين الرئيس الحالي برئاسة الاتحاد كان لابد من المتهم شبور تسليم المكتب للرئيس الجديد، لكن لنواياه لم يقوم بذلك، ليقرر مجلس إدارة الاتحاد في اول اجتماع له بتكوين لجنة التسليم والتسلم لمستحقات الاتحاد التي بحوزة شبور قوج انذاك ، واولها عربة (برادو) موديل ٢٠١٤م للرئيس وأوراق قطعة ارض مقر الاتحاد ومن ثم معرفة مصير مليونين جنية جنوب سوداني و ٨٠٨الف دولار أمريكي.
ولتأكيد تورط اخونا شبور قوج أللي الذي نجح في تاسيس اتحاد بحكمه اول رئيس منتخب وهذا واضح في المبنى الذي ما زال يملك هو اوراقه، كما أسس المنتخب الوطني بالإضافة إلى العلاقة التي بناءها مع الفيفا وخاصة مع الرئيس الحالي جياني إفانتينو الذي زار البلاد في عهده بعد فوزه برئاسة ال(فيفا) كاول دولة أفريقية يزورها، إلا ان اخونا شبور مزق كل هذا التاريخ الجميل وضرب بها عرض حائط الفساد ودمر سمعته محليا و دوليا ليتخلى عنه صديقه جياني بعد فشله في إثبات برأته أمام لجنة الاخلاقيات التي حكمه بدفع ٥٠٠ الف فرانك سويسري، لاختلاسه أموال قادمة من الفيفا والكاف وليست ممتلكات الاتحاد على المستوى المحلي او الدولة التي كان يرأس فيها الاتحاد الذي عبره يتلقى المنح من الفيفا والكاف.
الان وبعد مرور عامين على محاكمته من قبل (الفيفا) الذي على ضوءه تم ايقافه لعشرة سنوات من مزاولة نشاطه كرويا ومحاكمته بدفع غرامة مالية، قام الاتحاد الوطني بعد مشاورته الاتحاد الدولي حول إمكانية استرداد مستحقات الاتحاد التي بحوزته كعربة الرئيس وأوراق مقر الاتحاد والمبالغ، أعطى الاتحاد الدولي الضوء الأخضر لرئيس الاتحاد باتخاذ إجراءات قانونية ضده لاسترداد ما في حوزته من الممتلكات التي لا علاقة بالاتحاد الدولي بها، ليفتح الاتحاد بلاغ ضد شبور على اساسه تم القبض عليه في العام الماضي لأكثر من مره ومن ثم بعده تم احالة القضية إلى المحكمة.
لكن لكي يعرف الرأي العام الثغرات القانونية في شطب قضية المتهم شبور من قبل القاضي الذي كان مسؤولا في القضية، ونطق بالحكم بعد الاستماع لكل من محامي الدفاع جوزيف شارلس و المحامي جوك الذي يمثل الاتحاد العام لكرة القدم، والذي قدم كل الأوراق التي تثبت أحقية الاتحاد في استرداد عربة (برادو JXR) موديل عام ٢٠١٤م الذي كان يقوده هو كرئيس للاتحاد، و الأدلة التي تثبت ملكية الأرض للاتحاد من قبل إدارة الأراضي بالإضافة إلى مبالغ استخدمه على المستوى المحلي وهو ٨٠٨الف دولار ومليونين جنية جنوب سوداني والتي جاءت كلها محل اعتراف من الأخ المتهم شبور، و قال انه كل هذه الأشياء تم محاكمته بسببها وإيقافه ١٠سنوات من مزاولة النشاط من قبل لجنة التأديب بالفيفا ولا يحق لاتحاد فتح بلاغ اخر بعد حكمه على هذا الاساس، طالب محامي الاتحاد القاضي في مطالبة المتهم باحضار شهود أو مستند يثبت ذلك، ولكي تتعرفوا على الثغرة القانونية التي ساشير له في هذه النقطة، اولها هو ان القاضي طالب محامي الاتهام باحضار الشهود وعندما حضر شهود المتهم، قال شاهد المتهم الثاني والذي قال انه مؤظف بالفيفا دون إثبات بطاقة هوية التي لا يملكه أصلا، ادلى ان شبور لم يتم محاكمته من الفيفا يوما، وهذا كذب ونفاق من ذلك الشاهد لانه شبور تم محاكمته وقد ذكرت مسبقا لماذا تم حكمه.
وعندما اصدر القاضي الحكم في القضية في ذلك اليوم ، ذكر ان الشاهد الثاني للمتهم شبور قال ان المتهم تم محاكمته في نفس القضية، ومن هنا تأتي المفارقة، و اكتفى القاضي المحترم بنطق شطب القضية دون توجيه السؤال للشاهد أو المتهم أو حتى للمحاميه سؤال قانوني عن أين المستند الذي يثبت أو يبين حكم شبور من قبل الفيفا في نفس القضية واكتفى بإصدار الحكم بشطب القضية و تبرئته بحجة قانونية بان لا يمكن محاكمة متهم مرتين في نفس القضية تحت مادة ٧/٣ من قانون الجنايات لعام ٢٠٠٨م، وهذا فإن دل فيدل ان القاضي يريد إنهاء القضية باي أسلوب يريده هو وليس لغياب الأدلة التي تثبت تورط المتهم بالفساد، لأسباب سابينها لكم في هذا المقال، ولدي ادلة وهي أصوات من المحكمة لكل أطراف القضية بما فيها صوت القاضي الذي اصدر القرار.
اولها هو ان المتهم اعترف بوجود العربة التي قال انها تتبع للاتحاد لكنها مسجل باسم شخص اخر، ولو كنت القاضي يريد تطبيق العدالة لطالبت المتهم باحضار من كتب العربة باسمه أمام المحكمة بعد مطالبة محامي الشاكي او الاتهام بذلك، وهذا ما لم يفعله القاضي واكتفى بالسكوت. ثانيا، اعترف المتهم ان القطعة التي عليها مقر الاتحاد يتبع لاتحاد كرة القدم وهو الذي اشتراءه وبناءه في عهده وهذا صحيح لن ينكره إلا منافق، لكن السؤال الذي وجهه محامي الاتحاد للمتهم أين الأوراق؟ ليرد المتهم ان الأوراق مع الاتحاد…كان على القاضي مطالبة المتهم بما يثبت ذلك ولمن أعطي الاوراق أو مستند التسليم
….؟ كل هذه الأسئلة لم يوجهها القاضي للمتهم شبور، بل الصحفي هو من سأل شبور بعد إصدار النطق في الحكم، عن أوراق قطعة الاتحاد والعربة (برادو) موديل ٢٠١٤م ومبلغ ٨٠٨الف دولار امريكي، وقد اعترف شبور امام الاعلام مره اخرى بان المقر يتبع للاتحاد وهو من فعل وفعل لكن أوراق الأرض مع الاتحاد، وفيما يتعلق بالمبلغ فقد تم حكمه من قبل اللجنة بالفيفا و انه كان قد طالب الإخوه في الاتحاد عدم تصعيد القضية مره اخرى و الذهاب لمحكمة محلية لانه غير وأرد في النظام الأساسي للاتحاد، لكنهم رفضوا لانهم يريدون تشوية سمعته وهو بريئ من كل هذه التهم لانه تم محاكمته من قبل الفيفا وسيستأنف ضد الحكم لانه مظلوم، وبالتالي سوف لن يدفع ال٥٠٠الف فرانك سويسري المطلوب منه.
شوفوا المفارقة في كلامه أمام المحكمة و أمام الإعلام، وأنا لدي أصوات المحكمة وصوته هو وصوت محامي الدفاع جوزيف شارلس الذي قال ان موكله خرج بالبراءة بعد شطب القضية تحت المادة التي يقول لا يجوز محاكمة المتهم مرتين في نفس القضية، و من هنا اخونا قال للإعلام انه برئي، واتهامات الإخوه في الاتحاد والفيفا تهدف لتشوية سمعته. بكلامه هذا…العاقل ممكن يصدقه ويكذب الفيفا واتحاد كرة القدم بجنوب السودان في مفارقات اخونا المؤسس لاتحاد كرة القدم بجنوب السودان وكاد ان يدمر منظومة الكرة بعد إثبات اتهامه بالفساد حتى ان الأموال التي يتحدث عنها بانه من ساهم في قبول الاتحاد في الفيفا وأصبح يتلقى أموال عبر الإنجاز الذي يتحدث عنه انه من فعله، تناسي اننا وبقية الزملاء في الصحافة الرياضية آنذاك نعرفه ونعرف تاريخ اتحاد الكرة بجنوب السودان الذي كان عضوا في مكتبه التأسيسي الذي كان البرلماني أوليفر موري رئيسا، والمرحوم دوب نائبا له و رودولف أندريا امين عاما وهم من ذهبوا إلى مصر برفقة العضو يؤهانس موسى فوك والخبيرين سيسليو جوبا وجادين جادا وبحكم خبرتهم في الاتحاد السوداني تم قبول اتحادنا كأسرع من تم قبولها في تاريخ الحديث لكرة القدم، فأين الفضل الذي يتحدث عنه… فقبول الاتحاد انذاك كانت مساهمة جماعية وليس فردية كما يتدعي اخونا شبور الذي تسبب في تجميد حساب الاتحاد الوطني من تلقي أموال أو صرفها من الفيفا والكاف بسبب تورطه بالفساد، وكان عليه اعطى كلمة الشكر للمكتب الحالي الذي اجتهد و اقنع (الفيفا) بانه سيعمل بشفافية كإدارة جديدة وعلى ضؤه تم فك تجميد حساب الاتحاد الوطني للعبة وأصبحنا نتلقى الدعومات من الاتحاد الدولي لكرة القدم، لذلك فان النفاق الذي يطلقه عن دوره في قبول الاتحاد في الكاف والفيفا ممنوع بوجودنا احياء يا اخونا الكاشف شبور، لانني اعرف الصغير والكبير في هذا الاتحاد.
ضربة اخيرة، على لمبتهجين من انصار (السان البريك) بشطب قضية اخوهم و اخونا البريك… ان لا يفرحوا كثيرا، لانه المحكمة لم تبرئه من كل التهم الدولية والمحلية… بل أنقذه المحكمة من محاكمته في قضية فساد اخر لا علاقة لها بما حكم بها في المحكمة الرياضية بمدينة (لوزان) سوسيسرية
وبعد استلام الصورة من الحكم، نفس القانون اللي استند منه القاضي المادة المزعومة، سيستدعي المتهم مره أخرى أمام المحكمة…يعني المحكمة لم تنتهي بعد، كما قاله كل من السكرتير العام والناطق الرسمي باسم الاتحاد ان الاستئناف سيتم بعد استلام صورة من الحكم و إرسالها لل(فيفا) لمعرفة كيف اصدر القضاء الحكم في حق المتهم دوليا ومحليا اخونا (السان البريك) كما يسمي نفسه وينادونه أنصاره.
ليبارك الله جنوب السودان.
الصحفي شان ديل دوت/ عضو اللجنة الاعلامية لاتحاد جنوب السودان لكرة القدم.