لا تضيقوا بالحريات !ا

الطريق الثالث

بكرى المدني
[email][email protected][/email]

لا تضيقوا بالحريات !

* بعد الإنتخابات العامة الأخيرة و الإنفصال و التبشير بالجمهورية الثانية جرى حديث طويل وسال مداد كثيف للتكهن بما ستكون عليه المرحلة القادمة ?ثمة من مضى للجزم بأن (القبضة القوية) ستكون عنوان لتلك المرحلة ومن قال ان (الحرية) هي الهدية المرجوة من الحكومة وبين هؤلاء اولئك أراء متأرجحة بين هذا وذاك والآن نحن وهم واولئك والذين بيدهم الأمر داخل المرحلة المعنية (للنص) فما الذى حدث؟!
*ان الحديث عن مستوى الحريات في السودان ومقارنته مع أي من دول العالم حديث فيه نظر وجدل وقد يكون في بعض الحالات والمواقف لصالح السودان ولكن ايقاف ثلاث صحف سيارة على التوالي هي( رأي الشعب )و(ألوان) و(التيار) يخصم الكثير من هذه النسبة ولا يمكن ان تصف المرحلة التى اوقفت فيها هذى الصحف مجتمعة الا بمرحلة( القبضة القوية) وغض النظر عما نشرته تلك الصحف فإن الإيقاف بقانون غير قانون القضاء عمل لايساعد احد ولا ينفع بلد!
*وببساطة شديدة كان يمكن للسلطات كمتضرر من النشر ان تلجأ للقضاء (قبل أي اجراء ) وبإمكانها ان تكسب ان كانت حجتها قوية ويكسب الجميع من بعد دولة مؤسسات اما ان تعمل تلك السلطات بقانونها وتلجأ من بعد الإجراء للقضاء فذلك هو (الجس بعد الذبح) وهو ما يهزم دولة المؤسسات ولا ينفع حتى تلك السلطات لسبب بسيط وهو الكسب الذى يتحقق لتلك الصحف والمواد التى نشرت فيها وكانت سببا في الإيقاف بذلك الإجراء وذلك لما تجده هذه الصحف وتلك المواد من انتشار واسع عبر وسائط لا تملك السلطات عليها سلطانا ولا قانونا وان كان المتضرر من ذلك الإيقاف هم قراء تلك الصحف وصغار الصحفيين والمحريين الذين يفقدون معاشهم وارزاقهم نتيجة هذا الإيقاف والكثير منهم لم تكن لهم اصلا صلة بما نشر ولا نحسب ان هدف السلطات من ايقاف الصحف هو ذلك وذلك لأن لا هدف يحققه الإيقاف غير ذلك فالصحف كمنابر تكسب ولو بعد حين والناشرين والملاك لهم من (السنام) ما يعين !!
* ان الحرية هبة من الله لا يجوز لأحد انتزاعها ولكن للمتضرر منها ان يلجأ للفصل عبر القضاء فحريتي تنتهى عندما تلامس حدود حريتك وهذه هي المعادلة والتى تنتج في الأخر حرية مسؤولة فأنا ?عندما يكون هناك فصل بالقضاء بيننا – اعرف متى اتوقف وان لم اتوقف فإن القضاء كفيل بإيقافي فلماذا من بعد نسلك جميعا طرقا وطويلة وشاقة نقطع فيها الأنفاس وقد نضطر للعودة الى نقطة البداية ومن دون ان نحقق شيئا لا حكاما ولا محكومين ؟!
فلنكن جميعا مع الحريات ?ولنتحمل نتائجها صحفيين ومسؤولين من بعد ما دام بيننا القضاء قائم واى خيار غير هذا سيكون خيار القبضة القوية والصرخة الداوية !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..