د. فتحي الفضل الناطق باسم الشيوعي: الهبوط الناعم (2)

الجزء الثاني: الهبوط الناعم 2013-2017-2018-2019 ما بين وما بعد
ذكرنا في الجزء الأول إلى أن ذات القوى الداخلية والخارجية – تتناغم وتنسق وتتآمر من أجل سرقة جهود النضال الجماهيري ومنجزاته .. وتجيّر ذلك لمصلحتها.. خاصةً في ضعف أو تردي في صفوف قيادات الحراك الجماهيري.. فعقب هبّة سبتمبر والتي كشفت ضعف النظام.. وعدم مقدرة قوى المعارضة للتصدي لمهام قيادة الهبّة.. تدخّلت القوى المتنفِّذة في المجتمع الدولي – أمريكا – الترويكا والقوى الإقليمية – لغرض إحداث تغيير في سياسات النظام يضمن الحفاظ على مصالحها ومصالح القوى الداخلية التي تنسجم مواقفها وتطلعاتها مع سياسات النيوليبرالية واقتصاد السوق والتبعية الاقتصادية والسياسية للمعسكر الامبريالي.. ووجدت هذه القوى العالمية والإقليمية في بعض قيادات الأحزاب والحركات المسلحة خصائص للانخراط في تنفيذ مشروع الهبوط الناعم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خوفاً من البديل: التغيير الجذري.
– ونعود لتلك الفترة في سبتمبر 2013 وما أعقبها لمعرفة ما جرى.. استناداً على دورة اللجنة المركزية.. واجتماعات قوى الإجماع الوطني.. التي أكدت وجه الشبه بين ما جرى في تلك الفترة الحرجة وما يجري الآن.. أي ما أشبه الليلة بالبارحة.
– أصدرت اللجنة المركزية في نوفمبر 2013 بياناً أتى في صدره.. الحل يكمن في إسقاط النظام بالعمل الدوؤب والمثابر لتكوين أوسع جبهة”. كما أكد البيان أن مهمة الحزب تكمن أساساً في إنضاج العامل الذاتي للانتقال من مرحلة السخط الجماهيري إلى تصعيده والتحرك به ومعه إلى الأمام بالعمل المثابر مع الجماهير في النضال اليومي عبر قضاياها المختلفة.. هذا هو الطريق الذي يصل بنا للتكتيك السليم لتكوين الجبهة الواسعة التي تسقط النظام.
– أكد الحزب على شيئين تكوين العامل الذاتي- القيادة- التي تتعامل مع التحولات داخل الحركة الجماهيرية الساخطة لي درجات متقدمة تصل حد المقاومة بتنظيمها في جبهة واسعة لكل القوي السياسية والجماهيرية التي يمكن أن تعمل سوياً لإسقاط النظام.
– ويبدو أن أساس تلك الجبهة في ذلك الوقت هو تنظيم قوى الإجماع الوطني الوعاء الذي جمع أغلب القوى الفاعلة في الساحة السياسية بما فيها قيادة حزب الأمة.. ولم يشترك الاتحادي الأصل في ذلك التنظيم بل سقط في فخ التعاون والتصالح مع النظام رغم المعارضة من قبل أطراف في قيادته ورفض غالبية جماهيره لذلك الموقف.. فالسيد محمد عثمان لم يكترث لأي رأي غير مصلحته ومصلحة بطانته.
– انتقدت دورة اللجنة المركزية موقف السيد الصادق ومقترحاته – القديمة الجديدة – حول الهيكلة والاعتراف بالحزب الذي فاز في انتخابات 1986 .. والقصد في النهاية الهيكلة الرأسية التي تضمن له (الرئاسة) .. وهو ما طال يصبو ويسعى له منذ أن وضعت الترتيبات لتنازل ممثل حزب الأمة عن دائرة كوستي _ ربك في الستينات من القرن ليبدأ مشواره تجاه الرئاسات.. وكالعادة قيادة حزب الأمة وتكرارها لمقترحاتها منذ الستينات مروراً بالجبهة الوطنية والتصالح مع نميري .. ومن بعد تنازله من إلغاء ما سمي بأحكام الشريعة التي قال عنها أنها “لا تسوى الحبر الذي كتبت به” وبعد إنقلاب يونيو المشئوم مواقفه المتأرجحة مع وضد “التجمع الوطني الديمقراطي” .. وضد ومع نظام البشير.. وفي هذا الإطار نجد أن قيادة الحزب الأمة تحت السيد الصادق تكرر نفسها .. وكأن الزمان واقف لا يتغير .. وكأن شعبنا الذي اكتوى بنيران الحكومات الفاشلة – عسكرية ومدنية – ينسى التاريخ ويقف مؤيداً لقوى سياسية إلى أبد الدهر.
– في نهاية 2013 وهبة سبتمبر تواجه شبح الانحسار.. تداعت قوى الإجماع الوطني إلى إجتماعاً عاجل للهيئة العامة وذلك للمساهمة في التعبئة والتنظيم من أجل إستمرار الحراك الجماهيري، وقبل بداية الإجتماع الذي شارك فيه ممثلين للمؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي وأحزاب البعث المختلفة، والناصريين وقوى أخرى، طلب السيد “فضل برمة ناصر” مندوب حزب الأمة الفرصة وبدأ في قراءة ورقة من قيادة حزب الأمة أكد فيها على أهمية هيكلة قوى الإجماع الوطني بتعيين رئيس جديد لها، مشيراً إلي “إما قبول الهيكلة أو تجميد نشاط حزب الأمة في قوى الإجماع”، و دعا حزب الأمة أحزاب و قوى الإجماع الوطني للتوقيع على ميثاق جديد.. وعندما حاول أحد الحاضرين مخاطبة مندوب حزب الأمة على أن قضية الهيكلة ليست قضية الساعة ولكن الأهم وهو تعبئة وتنشيط النضال الجماهيري والحفاظ علي روح هبة سبتمبر.
رفض مندوب حزب الأمة هذا الطرح وخرج من الاجتماع وتبعه السيد “عبد الجليل الباشا” حتى دون أن ينتظر رأي الهيئة العامة حول الاقتراحات التي قدمت.
بعدها تم اللقاء بين قيادة حزب الأمة، ومندوب أميركي ودار حوار حول الوضع السياسي.
وظهرت فيما بعد ورقة مركز الحوار الأميركي الداعية للحوار الوطني في السودان، منذ ذلك الوقت بدأ يتبلور اصطفافاً جديداً بدايةً بعام 2014 في اتجاه الحوار مع النظام والمشاركة في انتخابات 2020.
– المهم أن السيد الصادق طرح نفس الأفكار بقصد السيطرة على الإجماع الوطني .. وبعد فترة طرح ليكوّن نداء السودان.
– تجربة هبّة سبتمبر بعد تقييمها ساعدت كثيراً في بلورة مواقف القوى المعارضة .. بينما اتجهت قوى المعارضة في الإجماع الوطني نحو إسقاط النظام كهدف أساسي بإتجاه التغيير الجذري.. السياسي والاجتماعي.. طرحة القوى الأخرى حول السيد الصادق إمكانيات المصالحة لتفادي لبننة أو صمولة السودان.. لترتمي في النهاية كأداة لتحقيق مشروع الهبوط الناعم منذ ما بعد هبة سبتمبر الجماهيرية في سبتمبر 2013.
– وفي هذا الإطار نعود مرة أخري في دورة اللجنة المركزية في أكتوبر 2017.. حيث صاغت موقف الحزب الشيوعي بمنتهي الوضوح مشيرة لي مشروع الهبوط الناعم الذي طرحته الامبريالية الأمريكية وانعكس في خطوات النظام التي أعلنها حول الحوار الوطني “حوار الوثبة”.. ورغم تحفظ بعض القوى السياسية “المعارضة” إلا أنها ظلت متمسكة بضرورة وأهمية التعامل مع البشير باعتباره فوق التناقضات.. وهو المنفذ.. إلى أخر القائمة.. ولذا أصبحت انتخابات 2020 ومباركة رئاسته لمرة ثالثة اسم الطرق لمشاركة في الحكم وتطير باتجاه عقلاني يرفض العنف السياسي.
– وهكذا دخلت قوى المعارضة معاركها الفاصلة وهي تبدو منقسمة .. بين الموقف الواضح لقوى الإجماع الذي يرفض أي مصالحة أو لقاء مع النظام.. والموقف المتأرجح وسط قيادات نداء السودان.. حيث راهن البعض علي البشير وانتخابات 2020، وتحت ضغط المجتمع الدولي استجابت بعض الحركات المسلحة والجبهة الثورية للتنازل من بعض مواقفها.. وبدأ وكأنه يمكن إيجاد حل وسط يضمن للبشير عدم الخضوع للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية إذا تنازل عن بعض السلطات .. وأفسح الطريق أمام أقسام من المعارضة المدنية و المسلحة .. وجاءت دورة يوليو 2018 لتأكد على أنه “نضجت العوامل الموضوعية للتغيير والخلاص من النظام الشمولي المعبر عن مصالح فئات الرأسمالية الطفيلية المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين الدولي”.. ويدور الصراع الأساسي في الساحة السودانية بين مشروعين الأول مشروع الهبوط الناعم الرامي لي أجراء إصلاحات شكلية تسمح لمشاركة بعض قوي المعارضة “المنسجمة مصالحها مع سياسات النظام في السلطة لتوثيق قاعدته الاجتماعية” . والمشروع الأخر هو الذي يتبناه الحزب وقوي المعارضة الجذرية الرامي إلي إسقاط النظام وتفكيكه وتصفيته.
-وأشارت نفس الدورة إلي اجتماع تم بين مجموعات من المعارضة بما فيها الحزب الشيوعي مع مناديب الترويكا+كندا+ألمانيا … حيث فرضت هذه المجموعة التي تمثل المجتمع الدولي أنهم لا يرون حلا لقضية السودان إلا عبر خارطة إمبيكي باعتبارها الفرصة الأخيرة للحل… وطالبوا بضرورة توقيع المعارضة عليها… وقيل لأطراف المعارضة المشاركة في الاجتماع “انه لم تتم دعوتكم للحديث عن الانتفاضة على حساب دافعي الضرائب في بلادنا”. وهددوا بانجاز خطوات وعقوبات ضد كل من يعرقل أو يرفض الوصول إلى حل عبر الحوار مع النظام . وهكذا تأكد أن المجتمع الدولي والإقليمي + إمبيكي والاتحاد الأفريقي مستمران في البدء لتنفيذ مخطط الهبوط الناعم.
وهكذا منذ ذلك الاجتماع اتضح بما لا يدع مجال للشك أن موقف قيادة حزب الأمة وبعض أطراف المعارضة –مدنية ومسلحة- هو موقف متأرجح يتحكم فيه الضغط الدولي من جهة والمد أو الجذر في الحراك الجماهيري … أن يقترب موقف قيادة حزب الأمة وأصدقائهم للموقف الميداني في حالة المد الجماهيري … ويتراجع ويتبنى أطروحة الحوار مع النظام وفق خارطة إمبيكي في حالة ازدياد الضغط الدولي وتراجع الحراك في الشارع .. أي لا موقف مبدأ علي الإطلاق.
-فأطروحات قيادة حزب الأمة كانت من بداية الانتفاضة تأمل بحل تحت مظلة ورعاية المجتمع الدولي والإقليمي بقيادة تضمن مصالحها والمشاركة مع النظام، وانعكس ذلك في موقف السيد الصادق في حديثة في اجتماع ب13 يناير 2018 للتحضير لفعاليات المعارضة، الذي سعت من ورائه لغرض منهم ليستفيد من حراك جماهيري محدود يؤكد قدرة المعارضة علي حشد جماهيري بقصد إقناع المجتمع الدولي لضغط علي النظام..وليس لاقتلاع النظام من جذوره .
– ويجب الإشارة إلي اجتماع المجلس الاستشاري لقوى نداء السودان في الفترة مابين 23-28 مارس 2018 برئاسة السيد الصادق ..وشارك في ذلك الاجتماع المبعوث الفرنسي وبلدان الترويكا.. وأعلن البيان الختامي أن المجتمعين-نداء السودان-مع الهبوط الناعم كحل سياسي شامل وتحقيق السلام العادل والديمقراطية..ووضح البيان أن الانتخابات حق ديمقراطي ووطني وإنساني أصيل و طالب بشروط لاجراءها حتى تكون نزيهة.وتم بعد ذلك اجتماع في برلين لنداء السودان مع ممثلين الخارجة الألمانية بقصد إحياء خارطة إمبيكي كأساس لتفاوض مع النظام .
– وضح أن قيادة حزب الأمة في تلك الفترة اعتمدت بالكامل مع المجتمع الدولي.. ووجد التأيد من بعض قيادات الحركات المسلحة التي ضعفت بنيتها بعد قرارات مجلس الأمن.. وأصبحوا بين خيارين إما القبول بالهبوط الناعم والسلام مع النظام أو التمسك بمواقفهم ومواجهة العقوبات.
– المهم هنا أن رغم ما يبدو من تباين طفيف بين مكونات نداء السودان ألا أن جمع أطرافه في تلك الفترة كانت قد حسمت مواقفها وأصبح الهبوط الناعم هو برنامجها..”أي الدخول والمشاركة في انتخابات 2020 مع التباين وفق بعض الاشتراطات”.
– وبعد إعلان موقف الحزب الشيوعي حول ما جرى داخل اجتماع نداء السودان.. انهالت عليه الاتهامات من قبل أطراف وقيادات أحزاب و حركات مسلحة..لكن بقى الحزب علي موقفه واضطرت قوى المعارضة اليمينية أن تغير من مواقفها تدريجاً..وتلحق بالحراك الجماهيري منذ الشهور الأخيرة في 2018م.
د. فتحي الفضل
ورجغة فارغة من الحزب العجوز الذى يريد استمرار الوضع المهزوز لقحت والفترة الانتقالية لمزيد من التمكيين المضاد وتحقيق اكبر مكسب
أها لاشفنا منكم هبوط ناعم ولاخشن اقفل خشمك وريحنا بالصمت الخجول
فتل وقصص بس
وسرقة عرق الجماهير هين للبرجوازية اليسارية و الطائفية
خلو التشاكس دا والعبو نضيف .. احسن .. وبيضو النيه .. دا البخلى الجيش نفسو فاتحة وينط فيها
وتدور زخيره اموت فيها المساكين .. البلد بقت كلها جيش ودعم سريع .. شقل البليلة حرقتنى
وان فى الطليعة وداك فى الصقيعة مامنه فايده
اتفقو مع بعض وحاولو تتعلموا التنازل من اجل الوطن بدل اى حزب بحاول يستعطف الشعب .. العود لو مافيه شق مابقول طق فخلو الخلافات الكتيرة والبيانات الكتيرة دى .. بتخلى كتييير من الشعب يحن للعسكر ودى نحنا مادايرنها كان فى قصور فى قحط صلحوهو مدام فى كم حزب قالو كدا