وزير مالية الثورة رموت كنترول !!!

(إن جهاز التحكم عن بعد بالانجليزية (Remote Control) هو جهاز ينقل ويرسل المعلومات و الاوامر و التعليمات المختلفة و المتعددة الى جهاز آخر دون وجود وسائط مادية مرئية تربط فيما بينها كالاسلاك ، و إنما يتم هذا النقل ويتم التحكم عبر الهواء او الفراغ ، و ذلك بعدة طرق ، منها إستخدام موجات الراديو و بالانجليزية تسمى (Radio Waves) أو عبر الاشعة تحت الحمراء بالانجليزية (Infrared) .) (المصدر Mawdoo3.com).
إستخدمت الدول الغربية الاستعمارية الاجنبية الكشوف الجغرافية منذ القرن الخامس عشر للسيطرة على دول العالم ، و يعتقد كثير من الباحثين و الدارسين ذلك هو بداية التغلغل الاجنبى فى الدول التى تسمى فى وقتنا الحاضر بدول العالم الثالث وقد حكى التاريخ فى الربع الاخير من القرن الثامن عشر الميلادى ذروة السيطرة الاستعمارية والتى مازالت كثير من الدول فى آسيا و أفريقيا وأمريكا الجنوبية تعانى و يلاتها وحتى يومنا هذا فقد ذكر كثير من الكتاب و الباحثين بأن الاستعمار قد تطور وصار يشكل منحا آخر ، أخطبوتيا على هذه الايام ، ليس بالضرورة أن يكون الاستعمار بالتدخل العسكرى المباشر والسيطرة على كراسى الحكم ، ولكن أحدث أنواع الاستعمار هو نهب موارد الدول عن طريق مواطنيها والنخب من أبناءها فالرئيس المخلوع المدعو المشير /عمر حسن البشير لا يمكن ان يستمر فى الحكم طيلة ثلاثه عقود ، لولاء مباركة امريكا و الدول الغربية فالرجل قتل فى ليلة واحدة امام مرأى ومسمع من العالم المتحضر و حقوق الانسان ، ثمانية وعشرون ضابطا فى جريمة بشعة يقشعر لها الانسان و الحيوان ، وقتل فى ولاية دارفور وأحرقت القرى ومات ما يقارب الثلاثمائة الف روح و فى الجنوب الحبيب راح ضحية الحرب الضروس ما يقارب المليون إنسان وأخيرا تم فصل الجنوب !!! ولم تتحرك الاساطيل الاجنبية لوقف هذا الدمار ،و إستمر الرجل فى الحكم !! أليس هذا شئ عجاب !!!
أمريكا و الدول الغربية الاستعمارية هى لا تعرف سوى تقديم مصالحها العليا فوق مصالح الشعوب ـ يهمها فى المقام الاول مصلحتها الاقتصادية الاجرامية هى تعلم علم اليقين بأن السودان هو الكنز الاقتصادى العالمى الذي يجلس عليه أناس كالانعام بل هم أضل !!!!!!أمريكا هى التى تفصل وترتب وتنظم سياسات كثير من دول العالم هى كالافعى السامة التى تبدل جلدها بما يقتضيه أمر مصالحها العليا ، لذلك تحاول السيطرة على مفاصل الدولة و رسم السياسات الاقتصادية التى تريدها و ذلك عن طريق إختيار أناس من أبناء الدولة لتدوير الاجندة التى تتوافق و تتواكب مع مصالح الدول دائمة العضوية فى مجلس الامن !!!!وقد ذكر ذلك العالم الامريكى الدكتور جون بيركنز فى كتابه ( الاغتيال الاقتصادى للامم )حيث أفاد بأن هذا العالم مقسم سياسيا و إقتصاديا بعلم ومعرفة ذات المصالح العليا للدول دائمة العضوية فى مجلس الامن (أمريكا، فرنسا ،الصين ، روسيا ، إنجلترا ) لذلك تجد جميع دول العالم الثالث تفرفر فرفرة مذبوح ، رغما عن ثرواتها ومواردها الغنية والتى لا تعرف و لا تعلم ماذا تفعل بها !!!!
حكم عمر الزفت الفاسد واسوأ حكام العالم على الاطلاق وبإعتراف الجميع ثلاثون عاما عجاف ، شارك فى حادث إغتيال الرئيسى المصرى السابق حسنى مبارك فى اديس ابابا و أمريكا و العالم كله يعلم ذلك !!!و أستمر فى الحكم !!!و تم إتهام حكومته بتدمير المدمرة الامريكية كول ولم يلاحق من قبل الحكومة الامريكية و إستمر فى الحكم !!!، تم إتهام حكومته بتفجير السفارة الامريكية فى كينيا و إستمر فى الحكم !!!!
وعندما شعرت الولايات المتحدة بأن نجم الرجل محليا قد أفل ،!!! بدأ الاعداد للبديل الذى يطبق سياسات الغرب !!! الغريب فى الامر الحكومة الامريكية وكل الدول الاستعمارية السابقة تعلم تماما بموارد وثروة السودان !!!
و بعد أن أفل نجم الرجل الذى يدعى المشير والذى كان ظاهريا يعاديهم و باطنيا ومحليا هو مخلب و معول الهدم الذى كان !!!
لقد إستمعت مرة للمدعو المشير فى برنامج (حتى تكتمل الصورة ) و الذى يقدمه الطاهر حسن التوم ، وقام بسؤاله ، ماهو آخر كتاب قرأته سيادة الرئيس ؟!!!! فأجاب الرجل ( الاغتيال الاقتصادى للامم )!!!
قال الدكتور جون بيركنز الامريكى الجنسية فى هذا الكتاب و الذى وصف نفسه بأنه أحد قراصنة الاقتصاد الامريكى بما معناه يا حكام دول العالم الثالث إذا إردتم الحكم يجب ان تسمعوا التوجيهات و التعليمات وخاصة الاقتصادية منها !!! فهو يقول فى هذا الكتاب فى صفحة (206) ( لم تكترث واشنطن بأن صدام حسين يخفى داخله حاكما طاغية ـ وإن يديه ملطخة بدماء ضحايا القتل الجماعى ، كما أن مذهبه السياسى وممارساته الوحشية تستحضر فى الاذهان صور أدولف هتلر .)
وإستطرد يقول (لقد تسامحت الولايات المتحدة مع ذلك النوع من الطواغيت بل كثيرا ما دعمته ، كان ليسعدنا ان نمنحه القروض الامريكية فى مقابل شراء بتروله أو مقابل إتفاقيات تؤمن إمداد بلاده لنا بالبترول أو مقابل صفقة نستغل بموجبها فوائد هذه القروض فى تشغيل عدد من الشركات الامريكية تقوم بتنظيم أنظمة البنية التحتية فى العراق ,) .
ولذا نجد كل الطواغيت فى العالم إستمرارهم فى الحكم لفترات طويلة ، نابع من مباركات الدول الغربية وفقا لمصالحها الاقتصادية العليا !!!
بعد أن فقدت الولايات المتحدة الامريكية أحد حلفائها فى المنطقة وشعرت بأن الشعب السودانى وصل درجة الصفر من هذا المشير !!!، بدأت إلينا بثوب جديد ووقفت تدعم الثورة و التغيير وبعد إزاحة الكابوس ركبت معنا فى المركب !!!
وبعد ان تم تكوين حكومة الثورة وفى تقديرى جاءت مشاركة أمريكا بوضع أحد خبراء البنك الدولى من أبناء الوطن وقد تم الاختيار بعناية لخدمة المصالح الغربية على قمة الجهاز الاقتصادى فصار توجيه الرجل بالرموت كنترول .!!!
الشعب السودانى مازال يعانى من الحكومة السابقة التى اهدرت موارد البلاد و أكثرت فيها الفساد ، ولم يقم من غفوته ـ ظهرت لنا سيدة العالم بالجديد المثير وبرزت بثياب الثعالب وكشرت عن أنيابها مطالبة حكومة الفترة الانتقالية والتى لم تقو حتى الان بتثبيت دعائم حكمها المدنى ، وكأنها تقول لنا تحت سياسة الكر و الفر أو التحول (Reversal) وشعارها يمكنك التحول للامام أو الخلف
(You can forward ,backward ) وتعبر عن إستعداد المفاوض أن يحول مواقفه وفق ظروف المفاوضات وهذا الاسلوب مبنى على المثل الانجليزى (While it is hot strike hard) يقابله لدينا بالعربى (إضرب على الحديد وهو ساخن ) يعنى بمجرد خروجه من النار !! هذا ما حدث لدينا بالفعل بعد نجاح الثورة و بعد ان علمت امريكا بأن المشير ذهب الى مزبلة التاريخ كان لا بد لها ان تبحث عن البديل الذى يقوم بتنفيذ الاجندة التى تتواكب و مصالحها العليا و أخرجت فزاعة قائمة الدول التى ترعى الارهاب وهى تعلم علم اليقين بأننا شعب مسالم لا يعلم ولا يعرف شيئا عن الارهاب ولكن هكذا هى سياستها التى تحاول بها الالجام الكامل وفرض أجندتها !!!!
معظم الشعب السودانى لا يعلم و لا يعرف الكثير عن السيد / ابراهيم البدوى وزير مالية الثورة ولا يعلم شيئا عن خبرته الوظيفية فى السودان وحسب ما نما الى علمنا بأنه واحد من العاملين فى البنك الدولى لمدة عشرون عاما هى كافية بان يكون من الموظفين الذبن تشربوا بالفكر الراسمالى الامبريالى البغيض لدى الشعوب المتحررة فى جميع انحاء العالم !!!وهوالشخص الذى يمكن أن يكون مؤهلا فى تنفيذ أجندة و شروط صندوق النقد الدولى وضخ الاقتصاد السودانى فى منظومة الدول الاستعمارية !!!تحت مسمع ومرأى من الجميع بدأ الرجل ينفذ الاجندة الموضوعة لا يسمع ولا يرى سوى ماهو فوق الجداول و الطاولة التى التى أمامه .!!!
السياسات التى إنتهجها هذا البدوى هى تقريبا نفس السياسات التى إنتهجها عراب الاقتصاد المدعو عبدالرحيم حمدى فى فبرائر 1992 و التى عرفت فى زمانها بسياسة التحرير !!! مع تعديل فى بعض المساحيق و الرتوش !!! سوف تزيد من معاناة المواطن السودانى وذلك لعدم قدرة الدولة على السيطرة على صادرات مواردها الاقتصادية والتى يتحكم فيها القطاع الخاص !! فالبدوى لا يرى حلا للإقتصاد سوى عبر القروض وإضعاف القوة الشرائية للجنيه السودانى بما يسمى برفع الدعم المجرب و أقعيا على الارض !!! وقد أثبت فشله و سوف يفشل مرة آخرى بكبح جماح التضخم ، !!! فيبدو بأن الرجل مسيطر عليه بالتحكم عن بعد !!!!، فسياسة إستبدال الدعم السلعى بالدعم المادى ل 80% من الشعب والتى زعم بأنها تمت تجربتها فى بعض الدول و نالت رضاها هذا كلام لا ينبع من فكر إقتصادى سليم حيث ذكر كثير من علماء الاقتصاد بأن ما يصلح من قوانين و نظم فى دولة من الدول ليس بالضرورة ان يكون ناجحا فى دولة آخرى ولذلك أرى الكلام إملاء!!!
أتمنى ان أكون مخطئا فى تحليلى لهذا الواقع الاقتصادى المرير و الذى ينفذ من القوة الراسمالية العالمية وحسب ما تقتضيه مصالحها و ليس مصالح الشعب.
عاش السودان حرا مستقلا بموارده ، عاش السودان حرا مستقلا بشعبه تحت شعار الثورة الغالى (حرية سلام و عدالة و الثورة خيار الشعب )!!! ولو طال السفر !!!!
عبد المنعم على التوم
[email protected]
الثلاثاء الثانى من يونيو 2020
النظام ده نفسه الان مطبق في السعودية بعد رفع الدعم عن الكهرباء والوقود وهو ناجح جدا حيث أن الدعم يذهب للشرائح الفقيرة فقط ومباشرة في حساباتهم ويسمى حساب المواطن.
نعم نظام الدعم المالي قرار سيء و و يضعف الاقتصاد , بينما الدعم السلعي هو الافضل و ذلك لأن الدعم المالي يخدم فئة محدودة و يؤدي الى اتفاع الاسعار بسبب جشع التجار , ايضا يستخدم جزء من أموال الدعم المالي في غير الحاجات الاساسية ’ فلا يحقق الهدف .
الدعم السلعي شرائح اكبر من المجتمع و يحافظ على القوة الشرائية للجنيه و بالتالي التقليل من التضخم.
وهل السودان يملك نفطا مثل السعودية؟ بمعنى هل سيتحكم السودان في عملته؟ ما معنى أن تدفع اموالا للفقراء مع الانخفاض المستمر للعملة؟ هل تعتقد أن القطاع الخاص سيضحي بارباحه من أجل عيون الفقراء؛؛؛ التضخم سيبتلع كل هذي المساعدات الوهمية