أخبار السودان

اللجنة التنسيقية لمبادرة مفقود تكشف آخر مستجدات الملف

كشفت عن العثور على (60) مفقوداً خلال الفترة الماضية

 

الخرطوم: الراكوبة

بعد مرور عام على مجزرة فض الاعتصام كشفت “مبادرة مفقود” أنه تم العثور على “60” مفقوداً خلال الفترة الماضية بعضهم أحياء وأخرون شهداء.

وشددت المبادرة في بيان تحصلت “الراكوبة” على نسخة منه، على أن المجهودات المبزولة من مختلف الجهات في الملف غير كافية للوصول إلى النتائج المنتظرة، وقالت “تظل المجهودات التي لا تدلنا على مصير المفقودين مجهودات غير كافية، سواء كانت هذه المجهودات منا أو منكم أو من غيرنا، فقضية المفقودين هي قضية شركائها الجميع”.

وأرجعت المبادرة تاخر صدور التقرير النهائي للجنة المكلفة بالملف لطبيعة عمل التحقيقات فضلاً عن تأثرها بجائحة كورونا، وأشارت إلى تمديد عمل اللجنة على حسب ما يقتضيه العمل والتحقيقات، وأكدت انها تسعى جاهدة ورغم الظروف التي تمر بها البلاد في رفع واصدار تقريرها النهائي الى النائب العام خلال فترة وجيزة.

“الراكوبة” تنشر نص البيان كاملاً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مبادرة مفقود –  بيان هام

 

تطلع من شقوق الأرض آلاف المدن قامات

ويطلع حتى من قلب الحجر والصى

شجر متشابك الهامات

وجيل جاي حلو الشهد

صبايا وفتية يمرحوا في صباح الغد

عيونهم برقهن لمّاح، سؤالهم رد،

خفاف ولطاف؛ وثّابين أوان الجد

دفاعا عن حياض السلم والإفصاح

سلِّموا لي عليهم جملة

حتى اللسّه قبل الخلق والتكوين

صُناع الحياة اليوماتي ملح الأرض

نبض الشعر والموسيقى والتلوين

هدّامين قلاع الخوف

نقّاشين جدار الصمت

نساجين خيوط الشمس كهربجية الظلمات

وأجمل ما تكون الدنيا

رسامين حفارين مجارى العصر، نصرًا نصر

 

في البداية؛ نترحم على شهداء ثورة ديسمبر المجيدة وعلى شهداء مجزرة القيادة العامة وشهداء كل المجازر التي حلت على ميادين الإعتصام في مثل هذا اليوم والأيام التي تليه، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للمصابين، والعودة التامّة لكل المفقودين لذويهم وأحبابهم.

 

في مثل صباح هذا اليوم، تفجر الغضب الذي تكبده الثوار طوال طريق الثورة، في دفاعهم على ميدان الإعتصام، بأجسادهم وأرواحهم، وبأعز ما يملكون، ظلت وستظل التضحيات التي قدمت في مثل هذا اليوم، تعبر عن شجاعة هذا الجيل ونكرانه لذاته ووحدته التي لم ولا ولن يقصمها الأمد الطويل والقصير، في مثل هذا اليوم قدم الثوار أرقى مشاهد البسالة وأشد أشكال الشجاعة، بطولاتٌ سينسجها التاريخ، وسيسجلها القدر في فصوله، وستروى للذين لم يشهدوا عظمة وكبرياء هذا الجيل، كأحدى قصص الخرافّة والأساطير، التي سنشهد لهم فيها، بكل حرفٍ يروى. أرواحٌ؛ دمائها روت أرض الإعتصام وتشبثت بالأمل الآخير، دون أن يهزها صوت الرصاص، وتلاسن القصدير.

 

في مثل صباح هذا اليوم، قامت قوات عسكرية ومليشيات مسلحة بفض إعتصام القيادة العامة وعدة إعتصامات أخرى حول السودان بأبشع الطرق وأشدها قسوة وأكثرها تطرفًا، إختارت هذه القوات والمليشيات أن تستخدم الرصاص الحي في مواجهة ثوار عزل لا يملكون بين أيديهم سوى الهتافات التي تجمعهم وتوحدهم عندما يقسُ عليهم طريق الثورة والحرية ويشتد عليهم لهيب التضحيات.

 

لم يكن لأكثر هؤلاء الثوار سوى خيار وحيد، وهو أن يتصدوا لهذه القوات بأجسادهم وأرواحهم، أملًا في أن يصحوا الضمير ولو إستدعى الأمر أن يفقدوا أعز ما يملكون من أصدقائهم ورفاقهم في طريق الثورة الطويل. بذل الثوار نفوسهم في مشاهد ملحمية وأخرى لا يشهد بها إلا من شهد عليها، وإستطاعوا في بادئ الأمر أن يجبروا هذه المليشيات والقوات أن ترجع أدراجها، ولكن كان الغدر هو السمة الغالبة لهذه المليشيات، مما أسفر عن سقوط الشهداء، وإنسحاب الثوار حفاظاً على الروح، وهي البسالة.

 

قامت هذه المليشيات بإعتقال بعض الثوار وتصفية بعضهم، ورمي أجسادهم في النيل، الذي كان المرقد الأخير لبعض الثوار، وقامت أيضًا بتعريض بعضهم لأبشع طرق التعذيب مما تسبب في فقدانهم لأرواحهم أو فقدانهم لإتزانهم النفسي أو فقدانهم للعقل، وهو الذي سعت له هذه المليشيات، ولكن رغم ذلك؛ كانت التروس التي أحاطت بالسودان، والغضب الذي خرج من المدن، والمواكب التي إهتزت لها الأحياء والشوارع وعواصم البلاد حول العالم وهي ترفض ما يحدث للثوار من قتل وتنكيل وسحل تم توثيقه بالصور والفيديو، وتم عرضه للعالم.

 

كانت مبادرتكم مفقود، هي إحدى تداعيات هذه المجازر التي حاولت أن تنكل بأرواحنا حتى نفقد إيماننا بالثورة، ولكن مما تعودنا عليه من بسالتكم، أننا توحدنا مرةً أخرى في جسد هذه المبادرة، لنبحث سويًا عن كل مفقودين ثورة ديسمبر المجيدة ومجازر ميادين الإعتصام، وأدى تعاوننا المستمر وإجتهادنا ومثابرتنا معكم لجان مقاومة وثوار، أن نجد الكثير من إخوتنا المفقودين وأن نعيدهم سالمين لأهلهم وذويهم، ورغم مرور الأيام وتتابع الليالي، لكن لم تخر طاقتنا أبدًا ونحن نصحوا كل يوم على أمل أن نجد مفقودًا آخر تقودونا إليه أنتم وأن نعيده لأهله تزفه مواكب النصر ويحفه الثوار من كل جانب.

وبهذا نقدم لكم سردًا للأحداث التي مرت بها مبادرة مفقود طوال عام منذ تأسيسها كنتم فيها أنتم الداعم الأول والأخير والشريك الأساسي في جميع الإنتصارات والأفراح وكذلك الأحزان:

اثمرت جهود مبادرة مفقود طيلة الشهور السابقة في العثور على عدد كبير من المفقودين يُقدر ب 60 مفقوداً البعض منهم أحياء تم العثور عليهم مصابين في المستشفيات والبعض منهم شهداء وجدت جثامينهم الطاهرة في مشارح ولاية الخرطوم المختلفة.

نسرد لكم في هذا البيان سلسلة من الاحداث التي أتت تباعاً منذ احداث اليوم المشؤوم لفض إعتصام القيادة العامة وحتى يومنا هذا:

3 يونيو – 30 يونيو 2019

الإحصائية الأولية للمبادرة قُدر عدد المفقودين بما يزيد عن 100 مفقود وفي تلك الفترة تم البحث عنهم في المستشفيات والسجون وتم العثور بحمد الله على عدد كبير منهم عادو إلى إسرهم.

1 يوليو – 30 يوليو 2019

كثفت مبادرة مفقود عملها على الصعيد الميداني تم البحث بشكل مكثف في المستشفيات والمشارح وتم العثور في المشارح على عدد من المفقودين شهداء وهم :

1- الشهيد / محمد محمود حمدي – مشرحة بشائر – مفقود منذ احداث فض الاعتصام 3 يونيو.

2- الشهيد/ ذكي مجدي ذكي – مشرحة إمدرمان –   مفقود موكب 30 يونيو 2019.

3- الشهيد/ أحمد عدلان أحمد – مشرحة بشائر – مفقود منذ احداث فض الاعتصام 3 يونيو.

– تم التحرك قانونياً حيث تم وبالتعاون مع الأستاذ عثمان بصري عضو تجمع المحاميين الديمقراطيين والمستشار القانوني لمبادرة مفقود برفع مذكرة للنائب العام المكلف آنذاك بالكشف عن أماكن المفقودين لكن قبعت للأسف في أدراجه دون أن يحرك ساكناً تجاه الملف.

1 غسطس – 30 إغسطس 2019

– تم العثور على عدد من المفقودين.

– تحرك قانوني حيث تم رفع مذكرة للمفوضيه القومية لحقوق الانسان باتخاذ تدابير جادة لمخاطبة المسؤولين للكشف عن اسباب واماكن إختفاء المفقودين.

– تحرك على المستوى الرسمي حيث تم اللقاء بالسفير البريطاني بالخرطوم و ابدء استعداده ودعمه لقضية المفقودين.

-موكب 3 إغسطس: العثور على 3 شهداء مجهولي الهوية في مشرحة إمدرمان و تم التعرف على إثنان منهم وتبقى شهيد ما زال في المشرحة لم يتم الوصول إلى اسرته.

1 سبتمبر – 30 سبتمبر 2019

– مؤتمر صحفي حضره أعضاء مجلس السيادة الاستاذ محمد الفكي والأستاذ محمد التعايشي وعدد من المنظمات الحقوقية واسر المفقودين و الإعلاميين.

– تم تكوين تجمع اسر المفقودين.

1 أكتوبر – 10 أكتوبر 2019

تم العثور على جثامين طاهرة لإثنان من مفقودي أحداث مجزرة فض الاعتصام شهداء وذلك في مشرحة إمدرمان وهم :

1- الشهيد/ قصي حمدتو سليمان – مفقود مجزرة فض الاعتصام.

2- الشهيد/ حسن عثمان ابوشنب – مفقود مجزرة فض الاعتصام.

1 نوفمبر – 31 ديسمبر.

اتخذت المبادرة التصعيد الإعلامي لإيصال صوت قضية المفقودين للمسؤولين والجهات الحكومية والمنظمات الحقوقية للتعامل بشكل جدي في هذه القضية التي تهم المجتمع السوداني وأرقت أعين اسر المفقودين.

– بتوصية من مجلس السيادة : تم تكوين لجنة من قبل النائب العام مولانا الدكتور تاج السر علي الحبر تضم في عضويتها مبادرة مفقود وممثل من أسر المفقودين والمستشار القانوني للمبادرة الاستاذ عثمان بصري ووكلاء النيابات والأجهزة الأمنية تكثف اللجنة حالياً البحث والتقصي لمعرفة اسباب إختفاء المفقودين وتفتيش كل الأماكن بما فيها السجون والمشارح والمعتقلات وسوف تصدر اللجنة تقريرها موضحة فيها كل المعلومات التي تم التوصل لها حين الانتهاء من الإجراءات والتحقيقات.

2  يونيو 2020

قُدر عدد المفقودين المُسجلين في القائمة ب19 مفقوداً تم توزيعهم على النحو التالي :

1-  مفقودي مجزرة القيادة العامة.

2- مفقودي ما سبق وما تلى من احداث مجزرة القيادة العامة (مظاهرات ومليونيات).

 

أولا: مفقودي مجزرة القيادة العامة :

1- ادم اسماعيل ادم (3 يونيو – القيادة العامة)

2- عبدالجليل اسحاق محمد ( 3 يونيو – القيادة العامة)

3- – فضل أحمد جبورة (3 يونيو – القيادة العامة)

4-  الطفل/ عبادي عثمان مهدي (3 يونيو – القيادة العامة)

5- عبدالهادي حامد عبدالرحمن ( 3 يونيو – القيادة العامة)

6-  نجم الدين آدم بدوي (3 يونيو – القيادة العامة).

 

ثانياً: مفقودي ما سبق وما تلى من أحداث مجزرة القيادة العامة (مظاهرات ومليونيات) :

 

1-  عمر أحمد محمد ( 20 يونيو – طريق مدني الخرطوم ).

2- اسماعيل التيجاني الياس (7 يونيو – كبري الملك نمر الخرطوم)

3-  محمد الطيب سليمان (6 ابريل – مواكب)

4-  محمد يعقوب الشريف ( 1 رمضان – امدرمان الثورة)

5- المكاشفي مهدي علي ( 4 يونيو – الحصاحيصا)

6-  مصعب على عبدالله موسى (30 يوليو – الخرطوم)

7-  اسماعيل أحمد عبدالمولي (20 رمضان – الخرطوم)

8-  احمد محمود احمد (19 رمضان – الخرطوم)

9- عبدالفتاح عبد القادر (14 مايو – الخرطوم)

10-  سامي عبدالدايم عبد الرحيم (26 رمضان – الخرطوم)

11- خالد آدم (27 رمضان – الخرطوم)

12- محمدين عيسى ابراهيم (6 ابريل _ الخرطوم).

13- محمد أحمد ادريس ( 11 ابريل _ الخرطوم).

 

–  لجنة تحقيق مفقودي فض الاعتصام (النائب العام)

تباشر اللجنة أعمالها وفقاً للمعايير الدولية الصادرة من مجلس حقوق الإنسان ومنهجيته في التحقيق وحرصت اللجنة في بداية عملها على ضم مبادرة مفقود إلى عضويتها لقربها من الشارع وسهلت للجنة عملها بشكل كبير جدا في جمع المعلومات وتحديد وتصنيف المفقودين الحقيقيين ، و الجدير بالذكر ان اللجنة تضم في عضويتها :

1- رئيس اللجنة الاستاذ الطيب احمد محمد العباس (الأمين العام لنقابة المحامين الحالي) .

2- وكيل نيابة عضواً ومقرراً

3- ممثل مبادرة مفقود

4- ممثل أسر المفقودين.

5- ممثلين من المحامين من ذو الكفاءة والخبرة.

6- ممثل لضباط الشرطة من المعاشين وضباط تحت الخدمة.

7- ممثل الطب العدلي.

8- ممثل من الأدلة الجنائية.

 

المستجدات :

اتخذت اللجنة منهجية عمل للتحقيق حول هذه القضية وحتى تؤدي عملها بشكل فعال حيث اتبعت واستندت على :

1- جمع المعلومات وخطة التحقيق على أساس الاستقلالية والشفافية والمصداقية والموضوعية.

2- استلام تقارير التحقيقات من اللجان التي تم تكوينها في السابق.

3- استلام بلاغات المفقودين.

4- تقرير دفن الجثامين الثلاث.

تم تصنيف المعلومات والبلاغات أعلاها وباشرت اللجنة في التحقيق بها.

 

عملت اللجنة على جمع واستلام كل بلاغات المفقودين في السودان وعملت على تصنيفها على ٣ مراحل:

المرحلة الأولى: التحقيق من واقع المحضر حسب تاريخ الإبلاغ عن المفقود واسباب الفقدان والتواصل مع كل ذوي المفقودين.

المرحلة الثانية: تصنيف البلاغات إلى :

1- بلاغات ليس لها علاقة بفض الاعتصام.

2- بلاغات لها علاقة بفض الاعتصام ( فقدو داخل ميدان الإعتصام).

المرحلة الثالثة: التوصل الى ذوي المفقودين الذين ليس لهم وسائل اتصال.

نتج عن ذلك العثور على بعض الجثامين حيث تم التعرف عليهم عن طريق البصمة الوراثية DNA مع ذويهم.

 

تم استلام بلاغ مفقود من ذويه وهو من ولاية دارفور وهو لحالة شاب فُقد في ميدان الإعتصام وجاري العمل والتحقيق بها.

 

نتائج أوليه بالتعرف على مفقود من خلال البصمه الوراثيه من بين الجثامين الثلاث التي دُفنت خلسةً و قيدت اللجنه بلاغات قتلاً عمداً وجرائم ضد الانسانيه في حق الفاعلين بالجثامين الثلاث وتم نشر نص القرار ، مرفق في الرابط :

مجهولو فض الاعتصام من الوفاة في ظروف غامضة إلى جريمة ضد الإنسانية

 

التقرير النهائي:

تقوم اللجنة بعمل كبير جداً وتأخر صدور تقريرها النهائي بسبب طبيعة عمل التحقيقات وتأثرت أيضآ بجائحة كورونا وتم تمديد عمل اللجنة على حسب ما يقتضيه العمل والتحقيقات وتسعى اللجنة جاهدة ورغم الظروف التي تمر بها البلاد في رفع واصدار تقريرها النهائي الى سعادة النائب العام خلال فترة وجيزة ان شاء الله.

 

وبعد أن قدمنا لكم سردًا لما حققناه سويًا ، نوجه رسالتنا الأولى لحكومة السودان الإنتقالية، ومجلس وزرائها وجميع أعضائها المدنيين والعسكريين منها وجميع السياسيين المسؤولين بالحكومة وغير المسؤولين:

إن إخوتنا المفقودين هم أولويتنا ومسؤوليتنا الأولى التي لن نقبل فيها أي شكل من أشكال التملص وإنكار المسؤولية، هم الذين وضعوا بين أيديكم هذه الفرص الواسعة لبناء سودان جديد يشبهكم ويشبه آمال أبنائه، هم الذين مهدوا لكم الطرق لنظام سياسي صحي ومتزن لا يعج به الفساد ولا يسوده الإستبداد والعشوائية، هم الذين بنبل تضحياتهم رفعوا من مقامكم وأثنوا عليكم وجعلوكم بين قادة البلاد وأصحاب السلطة فيها، ولهم عليكم دينٌ أن تقضوه لهم هو ما لا شك فيه، لذلك تقتضي رسالتنا إليكم أننا ندعوا للجد الذي لم نراه في أكثركم بخصوص قضية المفقودين، وندعوكم مرة تلو الأخرى أن توجهوا كل طاقاتكم وسواعدكم لدعم قضية المفقودين، حتى نبرئ قلب كل أب وأم بمصير أبنائهم، فمصير رفاقنا المفقودين هو في أعناقنا سويًا، حكومةً وسلطة، ثوارًا وشعبًا وشارع، فلا ترمش لنا عين ولا يهدأ لنا رمق دون أن نعمل سويًا وبجد، لأن نعي بمصيرهم، واحدًا تلو الآخر.

 

أمّا رسالتنا الثانية فنوجهها إلى لجنة التفتيش وتقصي الحقائق التي كونها النائب العام للإستعجال في حل قضية المفقودين وإصدار تقريرها:

في البداية، نثمن مجهودات بعض القانونين الذين تعاونوا مع مبادرة مفقود وبذلوا نفوسهم لحل قضية المفقودين، نقدر كل ما قدموه ونؤكد أنه ساعدنا في أكثر المنعطفات التي مرت بها المبادرة، ولكن؛ تظل المجهودات التي لا تدلنا على مصير المفقودين مجهودات غير كافية، سواء كانت هذه المجهودات منا أو منكم أو من غيرنا، فقضية المفقودين هي قضية شركائها الجميع، وأن نوحد طاقاتنا سويًا حتى نعي بمصير المفقودين هو النتيجة الوحيد المقبولة لنا جميعًا، لذلك – ولا ننكر ما قدمتوه – نتمنى أن نتشدد في العمل، وأن تحرى في البحث والتحقيق، وأن نجِدَّ في المسؤولية، أكثر وأكثر كل يوم، قد لا نعي بمصير المفقودين اليوم أو غدًا، ولكن بإستمرارنا ومثابرتنا، سيأتي يوم نعي فيه بمصيرهم جميعًا ونغلق فيه ملف هذه القضية، ونضعها في رف إنتصارات هذا الشعب العظيم الذي ما خرَّ ولا إهتز له طرف، حتى وهو يمر بأصعب المنعطفات وأشدها قسوة على الجميع، وخصوصًا على أهالي الشهداء والمفقودين.

 

في الختام، تكون رسالتنا للذين كلما أشتدت عليهم الساعات وصعبت عليهم الليالي زادتهم ثباتًا، للذين آمنوا بهذا الشعب، للذين ضحوا بأغلى ما يملكون، للذين مثلوا لنا أعلى القيم، للذين رأينا فيهم مهابة تشبه مهابة أبنائهم، للذين ثبتونا كلما صعب علينا الطريق، للذين أشعلوا فينا جذوة الصبر، لأهالي الشهداء والمفقودين؛ ستظل تضحياتكم وصبركم روايات يرويها التاريخ، ونشهد بها نحن أنكم علمتمونا البسالة في أسمى معانيها، والصبر الذي لا يشبه أي صبر مر عبر الأزمنة ونواصي الأمكنة، أنكم قربتمونا إليكم وكنتم لنا عندما لم يكن لنا أحد، أنكم إحتضنتم هذا الشارع وإستوعبتم هذه الثورة عبر أبنائكم ورفاقهم، سنظل نحفر في هذا النفق الطويل ونتحدى كل الصعوبات، حتى ننزع سويًا حقوق إخوتنا الشهداء ونعرف مصير إخوتنا المفقودين، سنظل عبركم وعبر ما تمدوه لنا من ثبات نجاهد أنفسنا أن نحقق العدالة التي قاسمنا فيها من العرق والتعب والفتور إخوتنا الشهداء منهم والمفقودين، سنظل عبركم وعبر ما تمدوه لنا من صبر نجاهد أنفسنا أن نحقق الحرية التي رأينا جذوتها في أعين أبنائكم ، سنظل عبركم اليوم وكل يوم، منتصرين، صامدين، لا يشوبنا الخوف، ولا تهزنا المصاعب.

 

اللجنة التنسيقية لمبادرة مفقود  MISSING

 

#عام على مفقودي مجزرة القيادة_العامة

# مفقودMISSING

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..