مقالات سياسية

وئام شوقي … وضحايا المعارك الصغيرة

ياسر عبد الكريم

إختيار المعارك الصغيرة هو الأسهل للإنسان العاجز والفاشل وإختيار العمل الدؤوب هو الأصعب واختيار معركة صغيرة مثل ظهور مفاتن شابة نتيجة للزي الذي ترتديه أو الحديث عن شابة طرحت آرائها بكل صراحة في لقاء تلفزيوني… إختيار مثل هذه القضايا والصراع حولها تعتبر معركة سهلة لا تكلف أي مجهود يحس بعدها الشخص انه انتصر على الآخرين وفرض رأئه عليهم. اختيار المعارك الصغيرة بدلا من القضايا الرئيسية سلوك متخلف وعاجز وينتشر دائما في مجتمعات الأنظمة الاستبدادية او التي خرجت للتو منها كحالنا لأننا لم نقم باي عمل اصلاح مجتمعي حتى الان وهذا السلوك الغير ناضج منتشر في المجتمع

مثلا لو ألقت الشرطة القبض على فتيات لأنهن نشرن فيديوهات فاضحة على الإنترنت. وكن يرتدين قمصان نوم يكشف عن تفاصيل اجسادهن. أعرف يا عزيزي السوداني مدى فرحتك وشعورك بالراحة عندما يتم القبض على هؤلاء الفتيات وإحالتهن للمحاكمة بتهمة الاعتداء على مبادئ المجتمع وهذه تهمة صحيحة في نظر الكثيرين لقد اعتدت هؤلاء الفتيات على مبادئ مجتمعنا التي تمنع العري والفحش. لو أننا تركنا للفتيات لكي ينشرن صورا عارية لأنفسهن على الإنترنت سيؤدي ذلك إلى تهييج الشباب جنسيا وستقع فتنة كبرى وقانا الله شرها .لكن الناشطة وئام شوقي أظهرت صوراً على صفحتها في الفيس بوك وللاسف سحبتها بعد تعرضها للهجوم العنيف وكانت ليس للتفسخ ولا للإثارة بل لفضح اجهزة الامن في تعاملها مع النساء اذن الموضوع مختلف تماما وقضية رأي عام

وهل تنحصر الأخلاق الحميدة فقط في الثياب المحتشمة أم أن هناك صفات وتصرفات أخرى تؤدى إلى حسن الأخلاق؟ عشرات التقارير من منظمات حقوقية دولية وشهادات أهالي المعتقلين وكلها كانت تؤكد أن المعتقلين في عهد (الفاشين الاسلامين) يعيشون في ظروف غير آدمية وأنهم يتعرضون للقهر والإهانة والضرب والتعذيب بل انهم كثيرا ما يصابون بأمراض فتمنع عنهم إدارة السجن الأدوية والرعاية الطبية مما أدى اصابتهم بأمراض مزمنة مثل الشاب الناشط محمد البوشي بسبب الاعتقالات المتكررة وقضى نصف عمره في المعتقلات مصاب بامراض يحتاج فيها للعلاج الدائم وعلى نفقته الخاصة في حين سبب الاعتقال كان يدافع في قضايا عامة ومثال اخر الشاب هشام عباس ودقلبا هل تعرف ماذا جرى له بسبب ادلى برايه فقط وكشف عن فساد الاسلاميين تم اعتقاله وتشريده من عمله واسرته وهو الان في بلد واسرته في بلد وفقد عمله وماله والسيدة ميادة والتي انجبت طفلتها نتيجة الاغتصاب في فض اعتصام القيادة والكثير والكثير فهل طرحت يا سيد الفضيلة هذه المظالم وكيف هؤلاء يعيشون الآن؟

إذا كنت تغضب بشدة يا سيد الاخلاق والفضيلة إذا رأيت جزء من جسد وئام شوقي وهي تفضح سوء معاملة أجهزة الأمن وكتائب الاسلاميين لماذا لا تغضب أيضا عندما ترى كل هذا الظلم يقع على آلاف الأبرياء أليس العدل ونصرة المظلوم من الأخلاق الحميدة؟ الحرية والعدل هي جوهر الدين وماعاداها قضايا ثانوية , إذا كنت تطالب بالحشمة فيجب أيضا أن تطالب بالعدل فان اختيارك للمعارك السهلة وسكوتك عن الحق لأنك تخاف من دفع الثمن إذن حديثك عن الاخلاق هو نفاق

ياسر عبد الكريم
[email protected]

تعليق واحد

  1. دة موضوع معتبر جدا لانه تناول موضوع هام و هو الحس المتبلد الذي يدل على مدى وضاعة الانفعال البشري و عدم الاكتراث باشياء تماثل اضعاف مضاعفة مما ينفعل به الكثيرون مما يدلل على ان دهماءنا و غوغائيوننا هم الغالبية الطاغية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..