مقالات سياسية

من ذاكرة البشاعة والوحشية بل والخزي والعار !

جعفر عبد المطلب

لم تتثقب ذاكرة شعبنا بعد ، لتكون فى حجم الفتحات الواسعة التى رمت منها كتائب الظل ومليشيات النظام علي تعددها وإختلافها الشهداء البواسل معصومي الأعين …موثوقي الايدي والساقين في جب النيل !

ماتزال حاسة الشم لدي شعبنا تعمل بشكل طبيعي وقادرة علي شم رائحة دخان الخيام المحروقة والشهداء كانوا بداخلها عندما التهمتهم نيران الغدر واصبحت الخيام رمادا والشهداء ذرات من هذا الرماد و ماتزال فيهم انفاس من حياة !

هل برأت يا تري جروج اهلينا من كبار السن الذين اوسعوهم ضربا عنيفا بالسياط علي ظهورهم إمعانا في المذلة والإذدراء ،وهم يمشون في الطرقات والاسواق بحثا عن لقمة العيش الحلال !

الشهداء النبلاء جاؤوا يقضون الليل ضيوفا عند عتبات دار قواتهم المسلحة يحتمون بها وهي حامية الوطن والعرض والارض ، ولكن خذلتهم و تخلت عنهم قواتهم المسلحة واغلقت في وجوههم ابواب النجاة وطفقوا ينظرون اليهم نظرة نيرون لمدينته روما وهي تحترق !

الشهداء الابرار ماتزال دماؤهم الطاهرة الزكية طازجة وحسرة اهليهم لم تنطفأ وأمهاتهم تقطع أحشائهن نار الحشى ولم يقتص من الشهداء بعد !

المفقودون العائدون من منتصف الطريق الي الشهادة ! ظهروا هائمين علي وجوههم و لم يبق في معين ذاكرتهم غير كوابيس مجزرة فض الإعتصام ! هل تأخذ حكومة ثورتهم بايديهم لتعيد لذاكرتهم المفقودة سيرتها الاولي !

المصابون والجرحي سمعنا ان حكومة الثورة شكلت لهم لجانا تتولي علاجهم ،ولكن لا نعرف اين وصلت مساعي هذه اللجان !

الذين تعرضوا للقمع والبطش والتنكيل والتحرش، بل الإغتصاب ينتظرون من ياخذ بأيديهم ويذهب بهم الي المصحات المتخصصة، لتمسح عنهم الدموع وتزيل عن ذاكرتهم صور التعذيب وكوابيس بيوت الأشباح حتي ينعموا بالحياة في ظل ثورة الحرية والسلام والعدالة !

جعفر عبد المطلب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..