أخبار السياسة الدولية

صحيفة: بهذه الطريقة قلبت تركيا موازين المعركة في ليبيا

منذ توقيع تركيا اتفاقية طاقة مع حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً في طرابلس، تغير مسار الحرب في ليبيا تماما، وفقاً لصحيفة جيروزالم بوست.

على مدار 6 أشهر، نجحت حكومة الوفاق وبدعم تركيا في صد هجوم القوات التابعة للمشير خليفة حفتر والمدعوم من مصر والإمارات وروسيا، ونجحت في السيطرة على جميع المدن في غرب ليبيا.

ويبقى السؤال الأهم كيف نجحت أنقرة في إنقاذ حكومة الوفاق، وقلب موازين المعركة في ليبيا؟

بعد توقيع الاتفاقية، بدأت الأسلحة والطائرات المسيرة والعربات المدرعة تتدفق على حكومة الوفاق المحاصرة في طرابلس، كما تدفق المرتزقة السوريين على خطوط دفاعاتها الضعيفة، حتى نجحت في قلب موازين المعركة.

وحصلت على أسلحة كبيرة من قوات حفتر بما في ذلك دبابة T-63، وطائرة هليكوبتر من طراز Mi-35، وصواريخ Kornet، وأسلحة مضادة للطائرات بدون طيار.

وبالرغم من أن حكومة الوفاق واجهت عدوا هائلا، فقوات حفتر تملك أنظمة دفاع جوي روسية الصنع ودبابات ومئات من الشاحنات مزودة بمدافع رشاشة وأموال ومخزونات من الأسلحة يتم توريدها عبر مصر والإمارات وروسيا، ومقاتلين تابعين لجماعة فاغنر الروسية وطائرات صينية، إلا أنها نجحت في هزيمته والسيطرة على قاعدة الوطية ومطار طرابلس وترهونة والتوجه نحو سرت والجفرة.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية أن الكثير من المكاسب والانتصارات التي حققتها حكومة الوفاق تمت بدون قتال كبير، وأرجعت ذلك إلى حدوث انشقاقات في قوات حفتر، فقد تخلى عنه بعد أنصاره ووافقوا على صفقة سرية أو نوع من التسوية مع حكومة الوفاق الوطني.

إلا أن قوات حفتر ووسائل الإعلام الموالية لها أكدت مراراً وتكراراً أنها لم تهزم بل هو انسحاب تكتيكي، وألمحت بعض الصحف إلى وجود ضغط دولي على حفتر بالانسحاب 60 كيلومتر، لكن لماذا تأخر هذا الضغط كل هذه السنوات؟

الوصفة التركية

ووفقا للصحيفة، اتبعت أنقرة نفس الوصفة التي استخدمتها في شرق سوريا، بدأت المعركة بتعبئة وسائل إعلامها لتنصيف حفتر على أنه إرهابي” أو ” إنقلابي” كما تفعل مع جميع أعدائها.

ثم بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها قوات حفتر، وهي في الواقع ليست مختلفة عن الانتهاكات التي تقوم بها قوات الوفاق.

وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن حفتر يتلقى دعما من نظام الأسد وإيران، كما يتاجر بالنفط مع فنزويلا، كما أفادت التقارير المسربة عبر إسرائيل أن حفتر لديه صواريخ مضادة للدبابات من إيران.

كان الهدف من كل هذا هو تصوير حفتر كجزء من محور روسي إيراني جديد في ليبيا، ليبدأ الغرب وأميركا في التخلي عنه وتأييد التحركات التركية.

وما زاد الأمر سوءا هو تزويد موسكو حفتر بالطائرات، مما أجبر واشنطن وأوروبا أن تكون أكثر دعماً لتحركات أنقرة في ليبيا.

وفي هذه المعادلة أصبح حفتر الخاسر الأكبر، لأن افتقاره إلى “اعتراف الأمم المتحدة” يعني أنه وقواته رهائن لروسيا ودول أخرى.

وما يثير استغراب المراقبين ويعتبر لغزاً من ألغاز الحرب الليبية، كيف نجحت طائرات تركيا المسيرة التي تحتوي على عدد قليل من الذخائر الذكية أن تكسب الحرب؟

بعد هذه المعارك، سافر حفتر إلى القاهرة، بينما ذهب قادة حكومة الوفاق إلى أنقرة، وتبادل الطرفين الاتهامات، مما يشير إلى أنه لن ينجح أي وقف لإطلاق النار.

وخلال الساعات الماضية، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبادرة لحل الأزمة الليبية تتضمن إعلانا دستوريا وتفكيك الميليشيات وإعلان وقف لإطلاق النار.

وقال السيسي في مؤتمر صحفي مشترك عقده في القصر الرئاسي في القاهرة مع خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، إن المبادرة ستكون ليبية ـ ليبية وتحمل اسم “إعلان القاهرة”.

وأضاف أن المبادرة تتضمن دعوة كل الأطراف لوقف لإطلاق النار في ليبيا اعتبارا من الثامن من الشهر الجاري، واحترام الجهود والمبادرات الأممية بشأن ليبيا وإحياء المسار السياسي لحل الأزمة اللبيبة.
الحرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..