مقالات سياسية

دعاء و ادعاء و تاريخ كاذب و ثقوب فى شخصية مجتمعنا

عمر عثمان

الى حين

         دعاء عادل متساوى تلتقى به الوالده ابناءها كل صباح فكل ام ترى او تريد ابنها و بنتها فى افضل و اعلى المراتب , ثم الانسان يدعو لنفسه و احبائه و يبتهل الى ان تتحقق الامانى هكذا تسير الحياة و هذا الدعاء المستمر بالتوفيق له خط داخلى فى النفس مع الله جل جلاله بالأمل و الرجاء فى تذليل الصعاب و كسب حسنات الدنيا فلكل انسان ما يتمناه , و تجد الام مئات التبريرات لابنها و مئات التبريكات سواء نجح او فشل فى عمل , و هكذا اكتفى المجتمع بالدعاء اكثر من العمل بالرغم من امر الله بالعمل و الدعاء , و لكن العمل مرهق صعب فتركنا العمل و اكتفينا بالدعاء , دعاء دون اجتهاد او عمل نختفى وراء ظلمات العقول التى تعشق الخمول و الاختباء ثم التمنى دون جهد , و تريد المستقبل دون اقدام , كثيرون يخافون الاقدام , البشر كما يختلفون فى اشكالهم و الوانهم يختلفون ايضا فى صفاتهم و اخلاقهم فهذا شجاع و هذا بخيل و هذ متفائل و ذاك متشائم و هذا صريح و تلك مزعجة هذا متواضع و ذاك جاهل مغرور , ندعى الوطنية ثم نعمل ضد الوطن , ندعى الشجاعة , ثم نتنصل عنها عند أي موقف تحت مسمى تبريرات كثيرة و ندعى هذه الصفات و عقلنا فقط يتشاجر و يقدم و ينتصر و لكن فقط عبر الخيال .

        سلوك المجتمع همجى , الرواية و الاعلام و الدراما المصرية كانت و ما زالت تحارب الجهل و مشاكل المجتمع بالمعرفة و التوعية , تتحدث عن السلوك المعيب و تواجه نفسها فى مرأة الحقيقة , اما هنا ان طرقت هذا الباب لأتتك الشتائم و السب من كل صوب فالمجتمع لا يتقبل النقد , نحن ندعى الوضوح و نختفى بالظلمات , و كل يري فى نفسه صفات فنحن ابناء ابطال و اننا نفعل و اننا مشهورون و غيرها من الصفات التى لا تقدم و لا تؤخر , مجرد حديث وكلام , التاريخ كله بطولات مزيفه نصفق للصوص السياسة و حتى الكورة فكله مزيف , كنا نصفق للظالم المخادع و ما زلنا , فلماذا لا يضرب المجتمع رأسه مع صخرة الواقع ؟ , فقد ادعى كثير من البخلاء من معارفى و افتخروا كل على حد , بأنه كريم بل يضحك من اعماقه و يلعن البخل و يضحك ملء شدقيه على نكات البخلاء و ينكر الواقع و يصدق خيال و خيلاء نفسه , و كاذب يتحدث كثيرا عن الصدق و لص يتحدث عن الامانة , و ان الامر اظنه يحتاج الى دراسة و ضوء , مواجهة النفس بحقيقتها و حقائقها فى مجتمع ينكر كل انسان صفاته ,كنت فى جلسة مع اصدقاء , سألتهم عن جدودهم , كلهم بمختلف قبائلهم بما فيهم شخصي انا , اسلافنا و شجرة غوائلنا تنتمى الا العظماء , بل معظهم حلف و اغلظ فى الحليفة و هو يفتخر بنسبه الكاذب , و الكذب هذا منقول و متوارث جيل بعد جيل , فجدودنا اكبر تجار و حكام و اكبر قادة و تحت اكبر تختفى الحقيقة , نهاية الجلسة صحت ضاحكا متعجبا , كلنا اذن ابناء ذوات فأين العامة أذن ؟ التاريخ المنقول عبر الالسن و الكتابة مخادع غير حقيقي .

          اننا مجتمع يكذب على نفسه , فالكاذب و الذي يوعد و يمثل و يعطى امل مخادع محبوب , لدى قريب هاتفه لا يكف عن الرن , لديه كثير من الاصدقاء و المعارف كثير الوعود قليل الوفاء , و لكنه على كل حال محبوب مرغوب , يظل يكذب و يوعد بذكاء , فينسون وعده و يتمسكون و يحلمون معه بوهمه , و سمسار له لسان مراوغ فأن كنت المشترى يوهمك بأن السوق ليس فيه مال و انك ستجد كمثال سيارة بأرخص الاثمان و هو الشرك الاول حتى تطمئن له , ثم يبحث معك و يؤلبك على اسعار البائعين و انها غالية , ثم تصبح أكثر اطمئنانا له حتى اذا اطمأننت له , اما اكمل لك سيارة بها عيب او سيارة اغلى من سعرها ثم تصبح صديقا له .ان الحياة غابة من المجهول و اغلب المجتمع غير واعى , بالرغم من وضوح الشمس يختار جحر مظلم يختفى خلف نظرياته و اوهامه و احلامه الواقعية و غير الواقعيه , هكذا صرنا نكتفى بالأحلام  و التمنى و نتجاهل العمل و بدون عمل او جهد يتحول كسلنا دون تعب فقط مجرد دعاء .

عمر عثمان
[email protected]

‫7 تعليقات

  1. أستاذ عمر لك التحية
    والله لقد قلت الصدق، و مثل هذا المقال يفتح أعين الناس على حقيقتها، نحن كسودانيين نميل للفخر الكاذب، أمة تعيش في وهم كبير، أمة بتاعة (دوبيت) ليس إلا، و لذلك تطور العالم من حولنا و بقينا نضع أصابعنا في أذاننا و نغني نحن و نحن و نحن….. نفتخر بماضي كاذب.
    أنظر لمعركة كرري مثلاً، و أقرأ الشعر الذي كتب فيها:
    كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية (أوكي، كلام صحيح).
    خاضو اللهيب (أوكي ماشي) و شتتوا كتل الغزاة الباقية (هل هنالك كذب أكثر من هذا)؟
    أنظر لواقعة حرق إسماعيل باشا (ما هي البطولة أن تحرق عدوك غدراً بليل ثم تهرب و تترك نساء قبيلتك للإغتصاب و تجعلهن يرمين أنفسهن في النيل مفضلات الموت على انتهاك الشرف، هؤلاء النسوة أجرأ ممن فعل فعلته ثم لاذ بالفرار، و رغم ذلك نفختخر به).
    أنظر لبيت الشعر التالي: يا أخوانا الجمال موجود في كل مكان… لكن الجمال الأصلي في السودن (بالله)؟، أقسم بأن هذاالشاعر لم يغادر قريته حتى مات و هو يتوهم أن الجمال الأصلي في السودان.
    أنظر لمعركة أم دبيكرات: هل من الحكمة أن تفرش سجادة الصلاة و تنتظر العدو ليذبحك أم الأفضل أن تموت و أنت تقاتل؟ ثم تسمي هذا بطولة، وما هي البطولة أن تهجم على عدوك الأعزل و تقطع رأسه كما حدث لغردون؟
    إننا الشعب الوحيد الذي ينتهي نسب 60 في المية منه لسيدنا محمد و 30 في المية للعباس؟ أليس هذا كذب بواح؟ لا تجد ذلك الإدعاء في الحجاز ولا في الكوفة ولا في اليمن ولا في بغداد، ولكنه حقيقة مسلم بها في السودان فهل من وهم أكثر من ذلك؟
    إقرأ هذا البيت (جانا خبراً في الهلالية… أربعتاشر جواد سكّن سبعمية)، يعني كل فارس مننا سك خمسين من فرسان العدو!!! يا رااجل، و لماذا سبمية؟ لأنها أكبر عدد مئوي يقبل القسمة على 14، 800 ماتظبط، 900 ما تظبط، و إلا لكان قالها،يا له من شاعر ذكي.
    في القرأن قال الله تعالى للنبي و صحابته: (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين)، يعني واحد مقابل عشرة، ثم خفف عنهم عندما علم فيهم ضعفاً :(إن تكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين)، يعني واحد مقابل أتنين مش 50 زي جماعتنا.
    وكما قال الكاتب إن تاريخنا كله كذب و أوهام، و لولا الشباب الجديد الذي قام بثورة ديسمبر المجيدة لفقدنا الأمل في هذا الشعب الذي يكذب كما يتنفس، هذا الشباب لا يهتم إن كان جده النبي محمد أو عبد الله بن سلول، أو أن جدته فاطمة الزهراء أو سجاح التميمية، أعطوه الفرصة و أعيدو كتابة تأريخنا من جديد دون هذه النرجسية البغيضة.

    1. صاحب المقال لم يستطع الدخول رأسا في موضوعه البعيد عن عنوانه، لكني اتفق معك 100% في مقولاتك وكأنك تقرأ خواطري .. فمثلا عبد تور الشيل الفلاتي ورط الناس في كرري باكاذيبه ولما رأى الهزيمة أطلق ساقيه للريح أين البطوله هنا؟

  2. لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكنسبت ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا او اخطاءنا وربنا لا تحمل علينا أصرا كما حملته على الذين من قبلنا وربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به انت مولانا فاغفر لنا وارحمنا ولا تجعلنا فتنة للقوم الكافرين.
    تريدون عدالة كلكم ولا نقتنعون هذه سنة الله في خلقه وتلك الايام نداولها بين الناس

    توجد آيات كثيرة اقراءو والله لا يمل حتى تملوا

  3. لقد ظللنا نكرر هذا الكلام منذ أمد بعيد أن ما نحن إلا شعب منافق ويعيش على الأوهام والقولاات والإشاعات والحسد وأكبر أعداؤنا هم الناجحين شعب يعيش على أجترار الذكريات وما إنفك حابس نفسه في محطات الماضي وليته كان ماضيا حقيقي بل هو كذب في كذب. شعب فضوي رعوي ورعاع يتفاخر باختراق القوانين وبالرغم من كثرة ما يحملون درجة الماجستير والدكتوراة وما عارف المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي والفرقاء واللواءات والإخصائيين والمستشارين ولكنهم جميعهم يسوقهم الجهلة والدهماء أنتظر للبيوت في السودان أمشي مثلا قارن سيتي أو المنشية أو الرياض أو الطائف أو كافوري صدقني أهو نحن عايشين في الخليج لم نرى لها مثيل لا في الرياض ولا في أبوظبي ولا الكويت ولا غيرها ويمكن يكون البيت كبير جدا عبارة عن قصر وأفراد الأسرة لا يتجاوز عددهم 4 أشخاص ده ليش لأن فلان بيتهم كذا وكذا والأنكأ من ذلك تعاول وقارن ما بين البيت والشارع الذي يقع فيه البيت لترى التناقض. قالوا مطعم الروابي أكله كويش يلا شوف الأعمى شايل المكسر وقالوا أولاد ام درمان أكلم خمس نجوم تعال شوف مستوى العربات قالو يا سلام يا أخي ناس كورينثا ديل عندهم بوفيه كيف يلا تعال شوف الكل هناك. نحن شعب منافق وحرامي عديل ما نحن الإ حرامية ولا قول لي من أين فسدة الإنقاذ أليس مننا وفينا أليسو هم أبناء حلتنا وأولاد أعمامنا واولاد خالاتنا الخلاصة أن الإمين فينا هو الذي لم تتح فرصة السرقة. أنا شخصيا أعتقد إعتقاد جازم إذا كنت عشت في السودان كنت حأكون حرامي أكرر الأمين في السودان هو ذاك الذي لم تتح له الفرصة للسرقة. أما إذا تحدثت عن الجبن فليس هناك شعب أجبنن مننا لأننا في سنوات مضت كان تقريبا 90% من الرجال البالفين عاملين دقون فقد لكي يمشوا بيها أمورهم ولقد رأيت بأعم عيني حلقوها بمجرد أن وصلوا أرض الإمارات أو السعودية.

  4. صدقت .. انت الأصل والناس فرع … دخلوها وصقيرها حام.. حتى الطير يجيها جعان..أخويا المابينقدر..شدة الموت ما بيريدوه التقول بينهم قرابة . آلاف الأغاني والدوبيت هذا غير شعارات الانقاذ وكواريك العم قيقم

  5. من هناء نبدا لابد أن نعترف بفشلنا وبان تاريخنا كله عيوب ومخازي وحتي تاريخنا القريب في الاستقلال كله أشياء لا تسر ولا تجلب الفخر . حتي نتطور ونبدا في سكة الصواب لابد بالاعتراف باننا فاشلون في كل شئي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..