مقالات وآراء

لجنة إزالة التمكين و أهداف النيران الصديقة 

علي العبيد

  • لكل ثورة فرحتان: فرحة بإنجازها، و فرحة بإنجازاتها.
  • مثلها مثل حالة الولادة: فرحة بالمولود، و فرحة بسلامة والدته
  • مثلها مثل مباراة كرة القدم: فرحة باللعب الجميل، و فرحة بالفوز.
  • ثورة ديسمبر من النوع الثالث، مباراة كرة قدم، يفرح اللاعبون  بالتشجيع ويفرح المشجعون  بالإنتصارات.
  • فرحة ثورة ديسمبر الأولى كانت مترعة، مترفة، حلوة حتى كدنا أن نشرق من حلاوتها.
  • الجمهور يحضر بكثافة في التمارين، يشجع بأسلوب حضاري لان الدوري على الأبواب.

  تأخر تكوين التشكيلة النهائية للفريق بسبب مشاكسات بين المدرب و المدير الفني للفريق، الوقت يمضي ولم يحدث إتفاق، خرج الجمهوربكثافة ينادي بضرورة الإسراع في تشكيل الفريق ، تكوّن الفريق بعد مجابدات و مكايدات، تدخل المدير الفني في عمل المدرب واختار بعض اللاعبين غير الموهوبين، خسر الفريق المباراة الأولى، تعادل في الثانية، خسر الثالثة، تعادل في الرابعة….

أجمع الجمهور أن الفريق غير متجانس، وأن خطوطه متباعدة، دفاعه هش، وسطه تائه، هجومه  كحيان، رأس الحربة  بطيئ ، متردد، أرعن، يهدر العديد من الفرص السهلة.

يتفق الجميع على أن مدرب الفريق على مستوى عال، له خبرات إقليمية و دولية طويلة، ولكن المدير الفني للفريق يتدخل في إختيار اللاعبين، ولا يبذل الجهد الكافي لتسيير أمور الفريق، لأنه سبق له أن عمل مديراً فنياً للفريق الخصم، ولذلك كان ما زال ميوله معه، هو والطاقم الذي معه، وصل لدرجة تحريض اللاعبين على عدم تطبيق خطط المدرب، بل أن طبيب الفريق كان يتراخى في علاج المصابين.

ضغطت الجماهير، توقفت تدخلات المدير الفني في عمل المدرب.

قرر المدرب تغير الخطة من 4/4/2، ألى 3/3/4، أيضاُ تحت ضغط الجماهير، إختار خط هجوم ناري، و رأس حربة سريع، قوي شجاع، يجيد اللعب بكلتا قدميه، عيّنه المدرب كابتناً للفريق، كان شعاره و توجيهه لزملائه: علينا أن نفكك منظومة الفريق الخصم (صامولة صامولة).

تألق الهجوم، و كان رأس الحربة على قدر المسئولية، بدأت الصواميل تتفكك، و بدأت الأهداف تتوالى، فاز الفريق في المباراة الخامسة ثم السادسة، عاد الجمهور للملعب: الدوري طويل ياشباب، عليكم المثابرة، ليس هنالك أي سبب لإهدار المزيد من النقاط (أرموا لا قدام).

بدأت جماهير الفريق الآخر في إثارة الشغب عقب كل هزيمة، يصرخووون :علينا إيقاف هذه الهزائم، أو إثارة الشغب ليتوقف الدوري، ضجت صحفهم  بالعويل و كيل السباب للحكام.

  كان رأس الحربة يتألق أسبوعياً، فاز الفريق للمرة الثالثة على التوالي، صار مشجعو الفريق ينتظرون المباراة كل أسبوع بفارغ الصبر لعلمهم أنهم سينتصرون، و أن الكاس صارت على مرمى حجر، مشجعو الفريق الخصم يصرخووون: علينا أن نوقف هذه الهزائم، أو نثير الشغب ليتوقف الدوري، يا شباب لا تدخلوا الملعب إلا و أنتم محملين بالحجارة و الطوب، إذا كنا مهزومين أنزلوا الملعب قبل نهاية المباراة، أوسعوا الحكم ضرباً، كذلك اللاعبين، إضربوهم ضرب (شباب الإعتصام)، هذا جهاد، لا ترحموا أحداً، اشتموا المشجعين، شذاذ آفاق، جعانين، وسخانين، شحادين……….

  واصل الفريق التألق والانتصارات، ولكن ثمة شيئ ينغص فرحة الجمهور: في كل مباراة يلعبها الفريق، كان يدخل في مرماه هدف بالنيران الصديقة….. في آخر الدقائق، رغم تألق خط الهجوم ورأس الحربة الذي وعد أن يفكك ترسانة دفاع الخصم صامولة صامولة وهو دائماً يفي بوعده، في كل مباراة يفك صامولة و أحياناً إثنتين و أحياناً ثلاثة، ورغم ذلك لم يكن أداء الفريق مقنعاً، يقول المعلقون أن هنالك علة ما.

إحتار الجمهور في هذا الأمر، الكل مقتنع بأن المدرب على درجة عالية من الكفاءة، درّب العديد من الأندية الإفريقية و حقق معها بطولات كثيرة، المدير الفني موضع أتهام بحكم عمله السابق مع الفريق الخصم، طبيب الفريق من المؤكد أنه متهم أيضا لأنه  سبق أن عمل كذلك مع الفريق الخصم،شكك الجمهور في إخلاصهم، و هو يعتقد أن قلوبهم مع الفريق الآخر، الذي عملوا به اولاً.

نَقّل فؤادك حيث شئت من (الفرق)،، ما الحب إلا (للفريق) الأول.

تساءل الجمهو: طيب إذا كان الأمر كذلك لماذا لا نغيّر المدير الفني و الطبيب؟ يقول رئيس النادي أن هذا لا يمكن لأن العقد معهم مازل متبقياً عليه الكثير، وهنالك شرط جزائي لا تقدر الإدارة على سداد قيمته.

 بعد مداولات  و وعود من الإدارة و (حاحاءات و سوفاءات)، إنتبه أحد المشجعين للسبب في دخول هدف بالنيران الصديقة في كل مباراة: الإعداد النفسي للفريق لم يكن على الوجه المطلوب، عاب على الطبيب النفسي أنه لا يشغل أغاني وطنية قبل بداية المباراة، و لا يطلب من الجمهو أن يحمل اللاعبين على الأعناق و يطوف بهم أرجاء الملعب و هو يهتف : (نكسب بس،،، نكسب بس)، و لا يقوم بعرض الأهداف على قناة النادي الفضائية.

(أصبروا قليلاً على الطبيب النفسي، و اصبروا أيضاً حتى ينتهي عقد المدير الفني والطبيب)، هكذا قال الرئس،  وأضاف: و اصلو اللعب بهذه الهمة و على رأس الحربة عدم الخوف، و أن يفكك ترسانة دفاع الفريق الخصم صامولة صامولة… وصامولة و احدة في مرمانا  بنيران صديقة لن تغير نتيجة المبارة مادام أن الدوري يحسم بالنقاط، المهم عايزين صامولتين تلاتة في كل مباراة…. على الأقل.

قال الجمهور: الدوري طويل و حنكسب، بس لازم الطبيب النفسي يقوم بعمله حتى لا تفتر همة اللاعبين.

الغريب في لاعبي الفريق أنهم لا يطالبون بحوافز عند الفوز، يقولون أنهم لا يهتمون بذلك لأنهم لاعبين هواة، يلعبون من أجل إمتاع الجماهير ومتعة أنفسهم بفك الصواميل.

المطلوب فقط أن يصحو الطبيب النفسي، ويعمل (جو) قبل بداية المباراة و بعدها.

الحمهور يحب (الجو)، وكذلك اللاعبون.

علي العبيد
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. (الغريب في لاعبي الفريق أنهم لا يطالبون بحوافز عند الفوز، يقولون أنهم لا يهتمون بذلك لأنهم لاعبين هواة، يلعبون من أجل إمتاع الجماهير ومتعة أنفسهم بفك الصواميل)
    كلامك صحيح فاللجنة من اهدافها استثارة الناس وتسجيل تقاط حتى ولو بخداع الحكم، مثل موضوع الـ 20 مليون دولار التي تذهب شهريا نثريات للحساب الشخصي للمخلوع دون أن يقولو ا لنا بقت كم أو مشت وين ودون أن يجيبوا على الانتقادات القاسية التي واجهتهم حول كل المعلومات التي ذكروها!!

  2. المؤامرة من رئيس الإتحاد غير المنتخب و الذي فرض نفسه فرضاً. حتى الفيفا و الكاف درسوا الأمر و رأوا أن يتعاملوا معه بالحكمة حتي يتم تدمير ذلك التاريخ الطويل و الذاخر للكرة في هذه البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..