مجلس السيادة السوداني (1956-1958م) ، كان هو الاول في تأريخ السودان بعد خروج الاستعمار الإنجليزي، للحقيقة والتأريخ يمكن اعادة تسمية ذلك النظام – إنصافا – بعد تجربة (الاخوان) في الحكم لثلاثين سنة، أي لفترة تزيد عن نصف فترة بقاء حكم الانجليز في السودان، أقول أن الحكم الانجليزي للسودان (1898-1955) يحق اعادة تسميته بالاستعمار الحميد ، تفريقا له عن فترة حكم الاخوان (1989-2019) والتي صبغت فعلها بتدمير الاعمار والنهضة التي خلفها ألانجليز وعليه نالت فترة الاخوان بحق لقب (الاستعمار الخبيث). الدليل من أفواههم ، فعند حديث عمر البشير وجماعته عن مشروع الجزيرة يطلقون الوعد بإعادة سيرته الاولي التي تركها الانجليز، ويبذلون الوعد لأهالي دارفور بإعادتها بلد القران كما تركها الانجليز، وهكذا تتري الوعود لإعادة التعليم والخدمة المدنية والخطوط الجوية السودانية فالمعيار عندهم السيرة الاولي التي تركها الانجليز، فحق للانجليز راية الاستعمار الحميد ليبقي الاستعمار الخبيث راية (الاخوان) لا ينازعهم فيها شيطان اخر.
مجلس السيادة الاول تكون من السادة: دكتور عبد الحليم محمد- لويجي أدوك- ابراهيم يوسف سليمان- الدكتور مبارك الفاضل شداد والدكتور التجاني الماحي، سارالمجلس الموقر علي الارث الذي خلفه الانجليز ووضع بصمته السيادية المميزة علي البلاد ، شعر الشعب السوداني بالتغيير مع المحافظة علي المكتسبات العمرانية والاقتصادية ، منح المجلس الهوية السودانية للبلاد ودفعه الي منصة دول عدم الانحياز، كان السودان حضورا في مؤتمر باندونق(1955) ، تزايد النشاط الدبلوماسي ابرازا لدورا لسودان في المحافل الدولية ومنظمة الامم المتحدة علي وجه الخصوص ، المجلس امن علي المكتسبات التي تحققت خلال فترة الاستعمار وأضاف عليها خاتم السودان الحر المستقل.
مجلس السيادة السوداني رمز ثورة ديسمبر لا أفصل بين مكونه العسكري والمدني كما تفعل الصحافة اليوم ، بل أسميه مجلس السيادة السوداني ما بعد الاستعمار الخبيث أي فترة الإنقاذ ، جاء تكوين المجلس بعد انقسام السودان الي بلدين منفصلين ، بالرغم من ذلك تزايد عدد أعضاء المجلس الي ضعف العدد الذي كان في المجلس الاول والسودان بمليون ميل مربع ، الحروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق يشعل أوارها سودانيون فيما بينهم ، تتقدمهم الدولة السودانية بمكونات عسكرها المعترف بهم علي سطوح دبابات والاخر علي سروج الخيل أوظهور عربات الدفع الرباعي ، حدود السودان تضيع ما بين حلايب وشلاتين وفي الحدود مع ليبيا واثيوبيا تنقص سيادة السودان ، محاور السودان لم تعد في باندونق بل محاور اقليمية تتزعمها مصروامارات خليجية تحولت قبائلها الي دول وبقيت الصراعات القبلية تجتر وتواصل ما ينقطع بين الحين والاخرمن حروب داحس والغبراء ، رئيس مجلس السيادة لا يرفع علم السودان في دول أمريكا أو أوربا ، فقط تستدعيه مصر وبعض دول الخليج للتفاكرلنزع مصلحة تهم تلك الدول 0 الوثيقة الدستورية ربما كانت حجة في كف يد المجلس عن ممارسة واجبات السيادة ، إلا أن النوافل لجلب الاحترام للسودان الوطن لا تجد الاعتراض من بين ثنايا الوثيقة بل ربما حياها الثوار بمليونية ، تسليم المطلوبين للعدالة الدولية يكفي لجلب حركات الكفاح المسلح الي داخل السودان احتفالا يتقدمهم عبد الواحد نور وضيف الشرف سلفا كير وأخوته ليسوا وسطاء بل مشاركين في فرحة السلام الذي جلبته أفعال مجلس السيادة ، احترام قرارات الامم المتحدة يكسب المجلس احتراما متبادلا من المجتمع الدولي ، ادراج الملاحظات علي قرارات الامم المتحدة سير في درب الانقاذ بجلباب الاخوان ، تغيب بصمة المجلس السيادي بأفعاله التي يحاكي فيها صولة البشير ورهطه فيما حسبوه ( حمرة عين) وتحد لقرارات المجلس.
مجلس السيادة السوداني برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان –حفظه الله- لا يزال لديه الوقت لتحقيق طموح والده ليحكم ابنه السودان ، طواعية وبرغبة ثواره ، فقط ان فارق الابن عبد الفتاح طريق الاستعمار الخبيث وجلب للسودان احترام مجلس الامن لا مناكفته، وحمل السلام لأهل السودان في مصالحه يبدأها بإرسال البشير وزمرته حسب مشيئة الامم المتحدة ثم انشاء فليصالح نتينياهو، فليس البرهان بأقل من أردوغان أو أمير قطرأو السيسي ، فليزور رئيس مجلس السيادة تل أبيب محمولا علي طائرة إماراتية ولا تثريب .
وتقبلوا أطيب تحياتي.
مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد
حفظه الله جديدة على ادبيات السياسة السودانية مستجابة من الجوار الاقليمي ما حقتنا