أخبار السياسة الدولية

“لعبة القبض على الجاسوس”.. صحيفة تكشف ما يخبئه النظام الإيراني

على مدى أسبوع، تخبطت إيران في تصريحاتها بشأن القبض على جاسوس تابع للمخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي وعلى صلة بجمع معلومات عن قاسم سليماني.

ووفق تحليل نشرته صحيفة جورازليم بوست الإسرائيلية، فإن هذا الأمر لا يتجاوز استراتيجية النظام الذي يترأسه أية الله علي خامنئي من أجل إلهاء الشعب الإيراني عما يحدث في الداخل من كوارث، والتي تتبعها عند كل أزمة داخلية تعصف بالبلاد.

أو أن هناك هدفا بتصفية هذا الشخص وتوصيفه بأنه جاسوس لأميركا وإسرائيل، وفي الحقيقة ربما يكون مجرد إيراني في المعارضة السياسية، ويريد النظام التخلص منه.

وتقول الصحيفة إن الأمر يولد ختى الآن أسئلة أكثر مما يعطي إجابات، فمن غير الواضح إن كان محمود موسوي مجد قد اعتقل في الصيف الماضي عندما زعمت طهران بأنها اعتقلت 17 جاسوسا يعملون لحساب وكالة الاستخبارات الأميركية، وأن بعضهم حكم عليه بالإعدام.

خلال الأسبوع الماضي، أصدرت السلطات الإيرانية ثلاثة بيانات مختلفة متناقضة، تتعلق بقضية الجاسوس المزعوم المرتبط بجهازي المخابرات الأميركي والإسرائيلي، حيث ادعت أن مهمته جمع معلومات حول قائد فيلق القدس سليماني.

في التصريح الأول لطهران، فإن الجاسوس كان متورطا بشكل مباشر في اغتيال سليماني مطلع العام، ولكنها لم تعلن اسمه، وفي تصريح ثاني، قالت السلطات إن الجاسوس محمود موسوي مجد اعتقل قبل اغتيال سليماني وهو ما أكده المتحدث باسم القضاء في طهران.

وفي التصريح الرسمي الثالث والذي صدر السبت، فإن اعتقال مجد تم قبل مقتل سليماني في يناير، مشيرا إلى أنه كان قد انتقل إلى سوريا للمساعدة في تعقب تحركات قائد فيلق القدس هناك.

وادعت السلطات أن مجد قدم معلومات تتعلق بتحركات سليماني في الفترة مارس 2017 وحتى مارس 2019.

التصريح الأخير كان مثيرا لاهتمام عدة وسائل إعلام مثل شبكة “أن بي سي” ورويترز وجيروزاليم بوست، والذب أفاد بأن مخبرين من دمشق قدموا لوكالة الاستخبارات الأميركية معلومات عن الطائرة التي ستقل سليماني، والتي تحققت منها المخابرات الإسرائيلية لاحقا.

ولكن في يناير، كشف مصدر لوكالة رويتز بأن الولايات المتحدة حصلت على مساعدة داخلية من اثنين ن موظفي الأمن في مطار بغداد واثنين من موظفي طيران أجنحة الشام، وهما جاسوس في مطار دمشق وأخر على متن الطائرة.

محققو وكالة الأمن العراقي قالوا إنهم يعتقدون أن المشتبه بهم عملوا كجزء من شبكة واسعة من المصادر التي تزود الجيش الأميركي بالمعلومات.

ولهذا من المربك معرفة حقيقة اعتقال جاسوس في إيران بحجة مساعدته في نقل معلومات عن تحركات سليماني، بينما تؤكد مصادر متعددة أن المعلومات عن سليماني قدمتها شبكة أشخاص من العراق وسوريا. بحسبب الصحيفة.

وبشأن ربط الجاسوس المزعوم مجد بالموساد الإسرائيلي، تقول الصحيفة إن الأمر يحتاج إلى وقفة للتفكير قليلا، فإسرائيل ربما ساعدت في المعلومات التي المتعلقة بالتخطيط لمقتل سليماني، لكنها تفضل في كثير من الأحيان الإبقاء على دورها في السر، لتقليل فرص الانتقام، وهذا ما نجحت في تحقيقه خلال الفترة الماضية.

كما أن إيران ردت بضربات صاروخية على قواعد عراقية تستضيف جنودا أميركيين لكنها لم تستهدف إسرائيل في انتقامها على مقتل سليماني، وهذا ما يفتح الباب لسؤال محرج للنظام، لماذا لم ترد طهران علنا على إسرائيل؟ انتقاما لسليماني.

ويرجح التحليل أن هذا السيناريو الإيراني هو جزء من سلسلة من إجراءات لتشتيت انتباه الإيرانيين عما يحصل داخل البلاد خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد والأحداث الأخرى التي تعصف بالبلاد هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..