مقالات وآراء

العالقون.. لقد ضللنا الطريق!!

لمّا يُعلن عن فتح الأجواء لعودة العالقين، ثُمّ يخرج قرار مُفاجئ بتمديد إغلاق مطار الخرطوم حتى يوم 28، ومدير المطار آخر من يعلم، فهذا يعني عشوائية وانفراداً بالقرارات، ويعني أنّنا ضللنا الطريق..!

ولمّا يحدث كل ذلك في الوقت الذي تُرفرف فيه في سماء الخرطوم وداخل الأجواء السودانية الطائرة الملكية الأردنية وهي تَحمل (52) راكباً سُودانياً، ثُمّ لا ينفك برج المُراقبة أن يسمح لها بالهُبُوط فهذا يعني قمّة الفوضى، ويعني أنّنا ضللنا الطريق..!

ولمّا يسمح لركاب هذه الطائرة وغالبيتهم من الضباط بمُغادرة المطار إلى منازلهم دون ترتيبات حجر صحي، فهذا يعني أننا موعودون بنوبة “كورونا” جديدة، ويعني أنّنا ضللنا الطريق..!

ولمّا تكون قضية العالقين ليست من أولويات سفاراتنا بالخارج، فهذا يعني استخفاف مُمثلينا في تلك الدول بجوازنا السوداني وجنسيتنا الهاملة، ويعني إننا ضللنا الطريق..!

ولمّا السُّودانيون يتوسّدون أيديهم ويلتحفون السماء في القاهرة ويُشرّدون من الشقق (ويبيتون القوى)، في الوقت الذي تتوسّط فيه فيلا السفير السوداني باذخة الفخامة في حي المعادي الراقي فهذا يعني حشفاً وسُوء كيل، ويعني أننا ضللنا الطريق..!

ولمّا منزل القنصل وكل أصحاب الرُّتب الرفيعة في السفارة والذين كان ينبغي أن تُفتح منازلهم أو بالأصح (منازل السُّودان) لإيواء العالقين طالما أنّ الحكومة فشلت في إيجار فنادق أو مُجمّعات سكنية لإيوائهم، لما تغلق تلك المنازل في وجه السُّودانيين العالقين في الخارج فهذه قمة الخذلان والخزي والعار، ويعني أنّنا ضللنا الطريق..!

ولمّا يموت مُواطن سُوداني عالق في مصر بـ”كورونا” ويظل جثمانه داخل العنبر لأكثر من يومٍ في مُستشفى المطرية دُون أن تُكلِّف إدارة المستشفى أو وزارة الصحة المصرية نفسها كلفة تغطيته أو نقله من العنبر إلى ثلاجة الموتى أو حتى إبلاغ سفارتنا النائمة في العسل فهذا يعني أنّ أرواح مُواطنينا رخيصة في الخارج، ويعني أنّنا ضللنا الطريق..!

ولمّا يلجأ أحد العالقين لبيع كليته، ويلجأ آخرون للاستدانه، والبعض للشحاتة، فهذا يعني أن حكومتنا وسفاراتنا تتخلى عن رعاياها وتتركهم نهباً لتقطع الأسباب، ويعني أنّنا ضللنا الطريق..!

ولمّا يموت خمسة من العالقين في الخارج وهم ينتظرون العَودة إلى وطنهم وتتدهور صحة الكثيرين ويُعاني كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المُزمنة من قِلّة الحِيلة وإهمال الدولة وسُوء الدولة المُضيفة، فهذا يعني هواننا على حكومتنا وجارة السُّوء، ويعني أنّنا ضللنا الطريق..!

ولمّا تُقرِّر الحكومة إجلاء العالقين وتؤجِّل الإجلاء، ثُمّ قرار، ثُمّ تراجع دُون خُطة واضحة للإجلاء الآمن وتوفير حجر صحي جاذب، فهذا يعني فشلاً جديداً في إدارة ملف “كورونا”، ويعني أنّنا ضللنا الطريق..!

ولمّا لجنة الطوارئ لا تدري، وتدري بأنها لا تدري أن هذا الحظر في مخيلتهم فقط، وأن شعباً ثقافته في الأفراح والأتراح تقوم على (أفو نموت معاك بكورونا) و(عرسك هو عرسنا) لن يستجيب لثقافة تباعد مُجتمعي، وعليهم تغيير هذا الحظر العقيم غير المُجدي الذي لم يُحقِّق (5%‏) من أهدافه، ويعني أنّنا ضللنا الطريق..!

الدول التي تحترم رعاياها والجواز الذي يحملونه، قامت بإجلاء رعاياها مُبكِّراً، ووفّرت لهم حِجراً صِحيّاً يُليق بآدميتهم قبل أن يُليق بالجنسية التي يحملونها…
*خارج السور :*
اتقوا دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب.

*سهير عبد الرحيم*
[email protected]
*نقلاً عن الانتباهة اون لاين *

‫4 تعليقات

  1. قرار التمديد إستثنى رحلات العالقين؛ إذا كنتِ لا تدري وتدري إنكِ لا تدري فذلك الخطل بعينه

  2. ولما مواطني حلايب وشلاتين يتمسكون بالبقاء فى دولة مصر الشقيقه التى يعتني قادتها بمواطنيها وتنقلهم إلى ديارهم من سقط لقط فليس من حق سهير المطالبه بإسترداد حلايب وشلاتين او الانشغال بهما وتجعلهما زريعه لتسئ لشعب يحترمهم دولتهم وتسخر لهم كافة الامكانيات!!.

  3. – (فتح الأجواء لعودة العالقين) …
    وماذا بشأن العالقين داخل حدود الوطن … سرقوا الثورة وبات شعبا بأكلمه مُنتظرا على أبواب مكاتبهم

    – مجموعة من (المومياوات، الروبوتات، والمهرجين والحمقى) تولوا أمر البلد بعد الثورة … فأصبح الوطن تابعا أحيانا ومهملا في أغلب أحواله … لا هم لهم غير فضح سؤات بعضهم ، وقد صدق (خليل) حين وصفهم بالفاسدين والعواطلية … هؤلاء لا رجاء منهم لأحد …
    كيف لدولة تولى أمرها أمثال هؤلاء أن يُحترم رعاياها …

    – لا تبكي على من اهمل جثمانه … فالسلخ لا يوجع بعد الذبح … أبكي على الملايين التي فجعت في ثورتها وعُوضوا عنها جوعا ومرضا وتشريدا …

    – بيع الكلي خير من بيع الشرف … ومن باع كليته خير من من باع وطنه

    – أبي رحمه الله وهو أمام التلفاز يتابع أخبار التاسعة آبان التسعينيات تنهد وعلّق (لعنة الله عليكم في الدارين) … سألته (مالك يا أبوي ؟ خير إن شاء الله) … رد بوجع:
    ( من وين يجي الخير يا ولدي … من ديل … الواحد فيهم كرشو قدامو متر … وفقرتوا السيف ما ينزلها .. والناس كاتلها الجوع … من وين يجي الخير ؟) …
    فهل سننتظر حتى تمتد كروشهم وتقوى فقرهم على السيف ؟

    بت أشك … هل فعلا كانت هناك ثورة؟ هل فعلا ذهب نظام الإنقاذ بظلمه وفساده ؟
    .

  4. مؤسف جدا لما يحدث للعالقين خاصة في مصر . كرونة أثرها يعتبر قوة قاهرة اهم ما يميزها انك ترى او تسمع معاناة ضحاياها من ناحية الأمراض و فقدان عمل او كالعالقين وانت لا تستطيع أن تقدم مساعدة او حتي عمل شئ الإنقاذ حياة مريض و في هذا الأفراد أو الحكومات سواء هذا ما فات على صاحبة المقال مع تقديرنا لشعورها تجاه العالقين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..