
هناك سؤال جوهري في السياسة السودانية الكل يهرب من الإجابة عليه.
لماذا يتدخل “العسكر ” في السلطة؟
اعتقد الاحزاب السياسية، والنُخب السودانية تعيش حالة من الإستكبار، و التعنُت بشكل مُقرف لإثبات ان لدينا احزاب سياسية ” مدنية”
المبادئ لا تتجزأ لا يمكن بأي حال ان تكون الاحزاب مبنية علي الوراثة و الشللية، و تطالب بالديمقراطية.
حتى تدخل “العسكر” في السلطة يرجع لتآمر ذات الاحزاب الخربة علي الديمقراطية المدعاة، منذ تسليم الامة و الإتحادي السلطة لعبود، مروراً بتجربة اليسار في مايو، إنتهاءً بالجبهة الإسلامية، و كله بربطة معلم مدني لابس ” كاكي” وهمة في شكل قلبة.
كنا في حالة وهم ، و لا يزال البعض يطرق في ذات الطبل المخروم، انه لا يمكن ان تقوم ديمقراطية بلا احزاب.
في حالة السودان نعم يمكن للحياة السياسية ان تنتج ديمقراطية بشكل مُتحضر بلا احزاب تعتمد الوراثة و لا تؤمن بتداول السلطة داخل صفوفها.
ببساطة الديمقراطية لا تحتاج الي ثقافة او حتي محو امية، هي ان يذهب الإنسان الي الصندوق في الحي او القرية و يختار من يرى فيه الكفاءة، و الصدق لخدمته، و تحقيق رفاهيته، دون ان ينظر الي خلفيته السياسية، او الدينية، او العرقية، او لونه، او حزبه، او جنسه.
اما ان نجيّر كل العملية السياسية لصالح احزاب ” خربانة” و نرى انها البوابة الوحيدة للديمقراطية يبقى سندور في ذات الحلقة المفرغة، و لنستعد لإستقبال ديكتاتور بمؤامرة جديدة.
قصة حصلت لي حكاها لي واحد..
كنت ضمن لجنة تخص جمهور من الناس، و مناقشة قضاياهم مع جهة مسؤولة، تم إخطاري بها دون ان يكون لي سابق معرفة بها و دُعيت الي إجتماع، و كان يقودها صديق يتبع الي “حزب عروبي”
كنا ستة افراد بمجرد ان خلصنا اول إجتماع قبل ان نخرج جمعنا صديقي العزيز في حلقة حوله في إستقبال تلك المؤسسة، و قال بالحرف الواحد” الكلام الدار في الإجتماع دا ما عايزنو يطلع برة”
إستغربت لطلب صديقي، و قلت له ” يازول مش نحن جينا نمثل جمهور من الناس، و مناقشة قضاياهم، فيجب ان يعرفوا ما دار، و من واجبنا ان نقول لهم كل ما دار لأنه يخصهم و سأفعل ذلك مهما كان الثمن”
إختلفنا في الامر، فكانت إحدى الاخوات وجهة نظرها تطابقت معي، و الاغلبية كانت ترى ما يراه صديقي، و أخيراً عرفت ان الاغلبية كالآتي زوجته في السر، و واحدة يسارية مخضرمة، و الاخرى تتبع الي حزب صديقي العروبي!
المهم في الامر عندما إحتدم النقاش قال لي صديقي العزيز” انت عسكري بليد” .
و علمت لاحقاً بإبعادي عن لجنتهم، و صديقتي العزيزة التي تطابقت و جهة نظرها معي، و هي لم تكن عسكرية “بليدة”، و لا متحزبة “شاطرة”.
برغم إختلافي مع حميدتي لكني اشعر بما يشعر به، و زملائه ” العسكر البليدين” من صلف و تكبر نخب سياسية تمثل افكار عفى عنها الدهر، و في احسن الاحوال لا يمكن ان تُحظى بعضوية تملأ فصل دراسي، و لكن إرادة الله ان نتقلب بين الشموليات، يميناً، و يساراً طائعين مختارين.
لذلك جاءت كلمة “ضُر” في خطاب حميدتي لتترجم ما يدور في عقله الباطن.
الرجل تبدو عليه البراءة، و يعتقد انه سيستطيع ان يقف امام كل صندوق ليأتي بديمقراطية علي سنجة عشرة، و “بالضُر”
لا يمكن ان يأتي رجل واحد بالديمقراطية!
الديمقراطية كلها خير، و منافع، فلا يمكن ان تفرض الخير بالضُر، فالضُر الذي يقصده الرجل اعتقد يتمثل في ان الديمقراطية ستكون ضد رغبة، و طموح من قصدهم بالكلمة، فهي بالنسبة لهم ضُر، بل مُصيبة.
للأسف كلمة عابرة لا يُلقى لها بال، لكنها يمكن ان تجسد واقع الحياة السياسية، و الإحتقان الذي نعيشه، و الواقع المرير الذي يُنذر بكارثة.
مرحب بديمغراطية الضُر ما لم تأتي بأغلبية “المُنكر” فالقيُم الاخلاقية ترفض ذلك، و لكم في افغانستان، و العراق، و آخرها مصر بيان بالعمل!
برغم اني عسكري “بليد”! إيماني بالديمقراطية لا تحده حدود، و ثقتي في الدولة المدنية غير منتهية، فاتمنى لبلدي، و اهلي ان يعيشوا كما رأيت، و عاصرت امم نهضت بالمبادئ المدنية الصحيحة التي لا تعرف سوى المواطنة كقيمة علي اساس الحقوق، و الواجبات، و الديمقراطية تداول سلمي للسلطة في كل المستويات الحزبية، و مؤسسات الدولة.
ويبقى السؤال.. هل فعلاً العسكر حكموا السودان؟
خليل محمد سليمان
[email protected]
إقتباس:
(ببساطة الديمقراطية لا تحتاج الي ثقافة او حتي محو امية، هي ان يذهب الإنسان الي الصندوق في الحي او القرية و يختار من يرى فيه الكفاءة، و الصدق لخدمته، و تحقيق رفاهيته، دون ان ينظر الي خلفيته السياسية، او الدينية، او العرقية، او لونه، او حزبه، او جنسه.)
– أن تختار من ترى فيه الكفاءة والصدق لخدمتك وتحقيق رفاهيتك … يكون اختيارك هنا تم بدرجة عالية من (الوعي) … وأنه قد توفرت لديك (معلومات) موثوقة عمن ستختار من بينهم … وأنك استطعت ان (تُقرر بيقين) تام من هو الأصلح لك …
(الوعي والمعلومة الصحيحة والقدرة على اتخاذ القرار) هذه لا نولد بها … هي (قيم) يُنشأ عليها الفرد … تُغرس فيه بالتربية وبالتعليم … تحفظها وتحميها له السلطة بقوة القانون ونفاذه …
عدم توفر الوعي سببه تخلف التعليم … ونقص المعلومة بسبب قرصنة السلطة لحقوق الفرد في أن يُمارس حقوقه السياسية … ونقص الوعي والمعلومة أديا إلى جهلنا وتسلط النخبة وعدم قدرتنا على ان نُقرر …
– الديمقراطية غاية صعبة المنال … يجب أن تُمارس أولا في البيت … ومن خلال الفريق بالمدرسة … وبمارسة حفظ الحقوق وصون كرامة الناس عبر مؤسسات الدولة … هكذا يُمكن أن يُنجب فرد على إستعداد أن يُضحي بنفسه من أجل أن يأخذ غيره حقوقه …
– بكل احترام وتقدير … يا سيدي (خليل) مقالك رائع … لكني أختلف معك في أن الديمقراطية حتى تصبح كائنا حيا يمشي بين ظهرانينا نتفاعل معه ونتآنس به … لا بد من (محو أمية وثقافة وتعليم) بها …
يا عبدالماجد ،
من وين نجيب الديمقراطيه ؟
ومن وين نجيب الثقافه والتعليم ؟
إذا كان أبو جهل شخصياً ،
حميتى … المجرم الجاهل الجلف المغرور ،
قال ليكم حيجيب لكم الديمقراطيه ” ضُر ” ،
وذلك بحضور الدكتور حمدوك والوزراء الدكاتره ،
ولم يفتح الله على أحدهم بكلمه !!!
في حالة السودان نعم يمكن للحياة السياسية ان تنتج ديمقراطية بشكل مُتحضر بلا احزاب تعتمد الوراثة و لا تؤمن بتداول السلطة داخل صفوفها.)الجزئية دي بالغت فيها ,,
كيف يمكن ممارسة ديمقراطية وبشكل متحضر كمان في بلد كان حتي وقت قريب 60% منهم منقسمون بين اتباع الطائفتين يعني بيبصمو وبس هذا بدون احتساب الفئات التي تتبع لجهات اثنية وعرقية ومازالت موجودة حتي لو كانوا بدرجة من الوعي تظل الروابط الاخري اقوي من الوعي الزي تراهن عليه لانها ببساطة يجب ان تمارس في الاطار الاول البيت ثم التدرج ,, البيئة والثقافة التي قام عليه الشعب في اصلها بيئة حكم الفرد او الولاء للقبيلة او حتي لمن تثقفوا وتعلموا يصبح الولاء لقبيلة المتعلمين ومادونهم لايستحقون الا ان يحكموا . مقالك فيه تبسيط شديد لمشكلة مستعصية من استقلال السودان.
يا خليل الرجل لم تسعفة ذخيرتة اللغوية المحدودة في توصيل قصده ،،، ربما اراد ان يقول الديمقراطية قادمة قادمة ولا خيار غيرها.
لا يهم لون القط طالما أنه يستطيع أن يقبض علي الفار.
نحن عشان نصل للفهم ده ما محتاجين ثقافة محتاجين نجوع
شديد لمن الواحد يأكل هدومو.
الثابت، ان الأوطان لا يبنيها، إلا الوطنيون، ولا أحد سواهم، وبدون الوطنيين، يُصبح الحديث عن الديموقراطية، مجرد أضغاث أحلام، أو في أحسن الأحوال – حبراً علي ورق !!!
إنني لا أريد الخوض في تقييم النُخب، التي تتناطح حالياً، ليقيني أن جُل الشعب السوداني يعلم أجنداتهم الضيقة، والتي ليس من بينها، أبداً، خير الوطن الأم، وإنما أُريد فقط التذكير، أن هنالك 85 حركة مسلحة، فقط، في إقليم دارفور، وما يربوا علي 100 حزب سياسي علي الساحة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أما الديموقراطية فهي :
* إحترام حقوق الإنسان، والحقوق الأساسية.
* حرية المعتقد والإنتماء.
* حرية التعبير وإبداء الرأي.
* الوصول إلي السلطة وممارستها وفقاً لسيادة حكم القانون.
* تنظيم إنتخابات دورية، حرة ونزيهة، لتُعبر بصدق عن إرادة الشعب.
* نظام تعددي للأحزاب والمنظمات.
* فصل السلطات.
* إستقلال نظام القضاء.
* الشفافية والمساءلة في المؤسسات العامة.
* تطبيق مبدأ عدم الإفلات من العقاب
* إعلام حر، نزيه، مستقل، ومتعدد.
* التنمية وإستدامتها.
هذه هي الديموقراطية الحَقَّة، والتي من المستحيل أن تُثمر، وهي فاقدة للروح، المتمثلة في الوطنية !!!!!!!!!!!!
ختاماً، علينا التفاؤل، إقتداءاً بحديث خير الأنام (ص) : “تفاءلوا خيراً تجدوه”.
في حالة السودان نعم يمكن للحياة السياسية ان تنتج ديمقراطية بشكل مُتحضر بلا احزاب تعتمد الوراثة و لا تؤمن بتداول السلطة داخل صفوفها.)الجزئية دي بالغت فيها ,,
كيف يمكن ممارسة ديمقراطية وبشكل متحضر كمان في بلد كان حتي وقت قريب 60% منهم منقسمون بين اتباع الطائفتين يعني بيبصمو وبس هذا بدون احتساب الفئات التي تتبع لجهات اثنية وعرقية ومازالت موجودة حتي لو كانوا بدرجة من الوعي تظل الروابط الاخري اقوي من الوعي الزي تراهن عليه لانها ببساطة يجب ان تمارس في الاطار الاول البيت ثم التدرج ,, البيئة والثقافة التي قام عليه الشعب في اصلها بيئة حكم الفرد او الولاء للقبيلة او حتي لمن تثقفوا وتعلموا يصبح الولاء لقبيلة المتعلمين ومادونهم لايستحقون الا ان يحكموا . مقالك فيه تبسيط شديد لمشكلة مستعصية من استقلال السودان.
مقالك جميل وهادف سبب تخلف هذه البلد نابع من هذه الخرد المسماة احزاب عريقة وذات قاعدة جماهيرية الاحزاب مارسة التجهيل ومحاربة العلم والمعرفة لتحريك القواعد اليا وبالاشارة