جدودنا زمان

عطفا على مقالي السابق عن العنصرية والذي حكيت فيه عن جدتي رحمها الله ..تلقيت رسائل كثيرة عن الجدود والحبوبات ..كل يحكي عن جدته وذكرياته معها ..الرحمة لمن توفى والصحة والعافية لمن مد الله في اجله ..لكني انتبهت الى ان الحبوبة كشخصية محورية للاسرة في طريقها للاندثار ..اغلب الظن ان الجيل القادم لن يجد الحبوبة والتي كان لها موقع مميز في كل بيت ..(عنقريب ومصلاية وحجر التيمم )…لابد لكل زائر ان يذهب لتحيتها ونيل بركتها …قريبا جدا ستكون الحبوبة التقليدية من الموروثات…سنحكي عنها كما نحكي الآن عن الرتينة وقطار البخار…ولن يمر وقت طويل حتى ندرك حجم خسارتنا ..فالجد او الجد ..منبع الحكمة وملجأ الجميع في الملمات.
من منا لا يحتفظ في ذاكرته لمواقف مع جدته؟ ..حين خباته تحت ثوبها ومنعت عنه عصا العقاب؟ ..حين اعطته الحلوى من وراء ظهر اهله؟ ..حين ساندته في المواقف الصعبة والقرارت المفصلية التي وقف لها الاهل معارضين ؟..كانت للحبوبة حصانة دستورية في الأسرة ..من حقها الحديث في اي وقت ..والادلاء برأيها في اي موضوع ..موجهه حديثها لاي شخص مهما كانت مكانته ..قل لي اين نجد هذه العظمة في هذا الزمن ؟؟
حديث الجدة الذي تذمرنا منه قديما ..وكنا نعده تدخلا في شؤوننا ..صار الان حكمة نستعيدها ونسترجعها كل حين ..اذكر اننا عندما كنا نستبقي صديقاتنا للبقاء معنا لما بعد المغرب (والمغرب كان وقتا متاخرا في عطبرة ..تكن فيه الطيور الى أعشاشها وتعود الفتيات الى بيوتهن )..كنا نبذل الوعود لتلك الصديقة اننا (حنقدمها) ..(اقعدي عليك الله واتونسي..الوقت لسه بدري ) ..فتستجيب بعد لأي وتمكث قليلا ..بعدها بقليل يعلو صوت جدتي بالنوبية (هوي برو ..ار كوماري ؟ الم اقي ) ..وتعاجلها بالترجمة حسب الظروف (هوي يا بت ..انت فين اهلك؟ ..ليه انت يتيق؟) ..ويتيق الاخيرة تعني (قاعدة) بالنوبية والتي لم تجد لها مقابلا حينها ..كان الاحراج هو سيد الموقف ..وكانت امي تسارع لتطييب خاطر الفتاة بان الجدة تخاف عليها من التأخير ..وكنا ندخل في جدال طويل معها ..محاولين شرح صدى كلماتها على صديقتنا ..لكنها كانت تعاود الكرة في كل مرة تتأخر فيها احدى الصديقات ..
روح يا زمان وتعال يا زمان ..تزوجت وصار ابنائي يستقبلون اصدقائهم في المنزل ..وتمضي الساعات وهم يلعبون ..فتجدني تقمصت دور جدتي ..فاسال الضيف (يا ولدي معليش ..امك عارفة انت معانا هنا ؟ الساعة بقت 9) ..الاحظ ان اولادي تغيرت وجوههم …وما ان يغادر صديقهم حتى يلقوا باللوم علي شخصي الضعيف ..ولكني لا القي لهم بالا ..وكثيرا ما اخذت رقم والدة صديقهم لاتصل عليها واطمئنها بان ابنها موجود معنا ..فينزل حديثي عليها بردا وسلاما لانها كانت قد بحثت عنه كثيرا ولم تجده ..فاترحم على جدتي التي تجلت حكمتها لي بعد عقود من الزمان .
صديقتي قالت ان جدتها كانت تصر على سؤال واحد لاي متقدم للزواج من فتيات الاسرة ..فتقول (أسألوه ..بتعشى ولا ما بتعشى) ..وكانوا يضحكون من سؤالها ذلك ويحسبونها قد (زهمرت ) ..لكن صديقتي قالت انها كل ليلة وهي تعد العشاء (عين مفتحة وعين مغمضة ) ..تجدها تردد (الله يرحمك يا حبوبة ..كان سمعت كلامك وسالته من الاول ما كان دا حالي ).
خذوا الحكمة من افواه الحبوبات والجدات ..انهلوا من هذا المعين ..هن كنوز يعشن بين ظهرانينا ..فلا تفوتكم الفرصة فتندموا عليها حين لا ينفع الندم ..رحم الله من مضى منهن الى رحاب الله ..ومتع الله بالصحة والعافية من مد الله في آجالهن .
ممتع
…. كالعادة.
نحن شهداء ارباب ولسنا مقاطيع .والحمدلله .من اراد ان يقطعنا قطعه الله قبل ان يقطعنا وجدودنا زمان وصونا على الوطن على التراب الغالي الما لو تمن .
بقيتي ذي تراجي تنضمي ساكت وتتعلقين بالنوبة والنوبيين ونسيتي علي كرتي وسجمو … اظنها حبوبتك ماتت من حسرة زواجكن بعلي كرتي.
بعدين سخفك وسماجتك ذادت ووصلت الحد.
يا دكتورة الغنم
لا حولة ولا قوة أسألك بالله في أجمل من هذا المقال . والله تمنيت ان لا ينتهي . هسة الماعجبك فيهو شنو . ولو مفتكرة ستنالين منها لن تستطيعي . دكتورة الغنم دي موهبة طبيبة استاذة جامعية وراوية وأخلاق وقدمت للمجتمع الاف المقالات وعشرات الكتب وسيكون لها تاريخ بعد ان تفارق هذه الدنيا وبعد عمر طويل قولي لي ماذا انت قدمتي وسينساك المجتمع . كنت اتمنى ان يكون النقد فيه شي من المنطق لكن للاسف كان حسد لا اكتر
يا راجل خلي التعرصة واختشي
يقول وليد رافت ان عبيد الشوايقة اتعلموها من النوبة خصوصا ذوي الاصول غير السودانية من جنود البوسنه والهيرسيك والمجر الذين دخلو مع الاتراك وتصاهرو مع النوبة … والدناقله هم من روج للعبودية وتاجرو فيها وشغلو الشوايقة حراس علي العبيد وهم اي النوبة التجار النخاسين.
لذا يري النوبة انهم نوبه فقط لا عرب ولا اتراك فقط تجار عبيد واخيرا مزواجين للحرامية … بلادي سهول بلادي علي كرتي
السوادنه اصلهم عبيد منذ عهد الفراعنة خصوصا النوبه وعلي كرتي.
يا دكتورة قرناص ليست الحبوبة وحدها التى فى الطريق إلى الزوال بل الأم اللابسة التوب هى الأخرى في ذات درب الإختفاء من الوجود تصورى وظائف التوب عند الأم فهو بالرغم من أنه رمز للستر ولكن يلعب أدورا أخرى باختلاف مناطق السودان الواسع فالتوب مثلا عندما تمسك الأم بطرفه وتفك العقدة يعنى أن هناك مبلغا من المال يمكن أن يقدم لك.. فالتوب أيضا عندما يخرج الطفل عاريا تلفه امه بجزء من التوب وقد تمسح به الام وجهه عند الغبار والأتربة وما أكثرها في بلادنا. وفي بعض المناطق الريفية يكون التوب رباطا تشد به الأم طفلها على ظهرها رغم من أن الدكتور المغفور له بإذن الله منصور خالد وصف بعض القادمين من غرب إفريقيا بأن ( أمهاتهم قد حملنهم على ظهورهن) ولاأرى في ذلك عيبا أو منقصة لأى أنسان. التوب وللمزيد من الستر تغطى به الأم وجهها إذا تلاقت مع ثلة من الناس في الشارع العام. بالمقابل أندهش للأم التى ترتدى البنطال وهذا أختيارها بالطبع ولكن التوب بات يختفى تدريجيا من مجتمعنا وربما تلجا الأم إلى إدخال يدها إلى الجيب الخلفى للبنطلون لتخرج جزلانا حديثا من صنع االصين ماركة كاردان أو قوتسى بدلا عن المحفظة المتدلية تحت التوب أو ماتحته يمكن أن يكون التوب معبرا عن العمر وسط النساء فهناك من الثياب ما تلبسه النساء المتقدمات في العمر خلافا لما تلبسه الشابات ويختلف التوب باختلاف المناسبات أيضا فيعض التياب فرايحية جدا بمناسباتها المتعددة واخرى تعبر عن الحزن وربما تكون هذه العادة وافدة إلى مجتمعنا. كان هناك توب الحداد للمراة التى فقدت زوجها فكان غالبا من الدمورية أو قماش كان يسمى ( الساكوبس) لا أدرى مصدر الإسم. إرتداء الثوب يختلف من منطقة لأخرى وربما يمتد هذا الإختلاف إلى إختلاف درجة التحضر وقد تكون النهاية بشمال أو يمين الكتف. بقى القول أننا نصر بأن التوب سودانى ولكن الحقيقة هى أن التوب ترتديه المرأة في أقليم جغرافى عريض يمتد من الصومال مرورا بالسودان و نهاية بموريتانيا وجنوب مصر..مع بعض الإختلافات البسيطة سواء فى الألوان أو الخامة التى صنع منها التوب.ولا ننسى السارى الهندى الذى إشتهر في السودان سبعينات القرن الماضى. أما الأسماء ففى تشاد مثلا يقال له ( اللفاى) فالطوراق مثلا على إمتداد الصحراء الكبرى تلبس المراة في مجتمعات الطوارق التوب كما هو الحال مع نيجيريا خاصة من يسمون بعرب الشوا في الجزء الشمالى منها وينتشر التوب في النيجر ومالى ثم موريتانيا والصحراء المغربية جنبا إلى جنب مع الزى الإفريقى والمسمى البانج والبازين (Pagne & Bazin) بموضاتهما وخاماتها المختلفة..
اما وزير الخارجية الأسبق علي كرتي فإنه ووفقا لمصادر مؤكدة فإنه يقود العمل المعارض السري للمؤتمر الوطني، وتشير المصادر الى علاقة كرتي الذي تم اتهامه بامتلاك 99 عقار وقطع أرض ببحري بعدد من قادة المكون العسكري توقف إطلاق سراحه، غير أن اختفاء الرجل مؤخرا يشي بأن لجنة إزالة التفكيك تسعي وراء توقيفه.
اما الاسم الرابع الذي اختفى أيضا عن الأنظار فهو كمال عبداللطيف وبجانب أيضا الزبير محمد الحسن الذي تم إطلاق سراحه، أما سادسهم المتعافي تؤكد مصادر الانتباهة أون لاين مغادرتهم البلاد