قراءة في بيان السيد الصادق المهدي التوضيحي

قراءة في بيان السيد الصادق المهدي التوضيحي
بتاريخ 13مايو 2012م

بقلم : جماع مردس
[email][email protected][/email]

ان ما بين السطور في الخطاب السياسي السوداني وتصريحات السياسيين ومواقفهم وصمتهم ونطقهم وحراكات الشعوب وتفاعلات اوضاع التنظيمات والتجمعات فراغات واسعة تستدعي التدقيق وقراءة ما بين سطور ها.
ساقني لهذا المقدمة ، التوضيح الذي اصدره السيد الصادق المهدي بتاريخ 13مايو 2012م بخصوص حديثه المنشور في صحيفة المجهر السياسي عن السيد مبارك المهدي ، اردت ان اقرأ مابين السطور والتوقف امام بعض النقاط وتفكيكها لفهم التوضيح وشرح ما بين سطورة للمصلحة العامة وللتاريخ :
– قال السيد الصادق المهدي في بيانه التوضيحي :
(أشرت إلى أنه عندما اختلف معنا كان يرى أن تأثيرنا على ساحة الفعل السياسي يتوقف على أن تكون لنا صلة بأحد الشريكين، وكنا نرى غير ذلك، وأن موقفنا المستقل هو الذي يكسبنا الفعل السياسي، وعندما أقيل السيد مبارك الفاضل المهدي من المشاركة مع المؤتمر الوطني اتجه للاتصال بالحركة الشعبية ، فهم بعض الناس من العبارة التي استخدمتها إنني أقول إنه يتجسس لصالح الحركة الشعبية الآن، بينما يتعلق الحديث بالمرحلة السابقة ، ولا زالت عنده صلة بالحركة الشعبية ، وكنت ولا زلت أرى أن من لديهم صلة بها يجب أن يوظفوها لخدمة عملية السلام العادل الشامل في ظروف البلاد الحالية التي اقتربت فيها احتمالات الحرب ، وهي حرب مدمرة للبلدين وتصب في خانة مراد الأعداء)
– اولا في تقديري ان هذا ( البيان خطوة طيبه ) وان كانت تنقص كلماته الوضوح وتركت لفطنة ّو نباهة القارئ ليلتقط المقصود ما بين سطور ها ، لتبدو وكأن المقصود منها ان اختلاف السيد مبارك المهدي والسيد الصادق المهدي الأخير كأن بسبب اصرار مبارك على مشاركة الحركة الشعبية في هذه المرحلة الحساسة من عمر الوطن ليبدو السيد مبارك للرأى العام وكأنه طرف معاد للوطن ومتحالف مع اعدائه ، وهو براء من تأويل كهذا .
اذا تأملنا نقاط البيان نجد انه يصعب قراءتها دون الوقوف عند كلماتها بالإستفهام او التعجب ، لأن السيد الصادق حملها ما لا يُحتمل من المغالطات السياسية، مثلا جاء في البيان (أشرت إلى أنه عندما اختلف معنا كان يرى أن تأثيرنا على ساحة الفعل السياسي يتوقف على أن تكون لنا صلة بأحد الشريكين، وكنا نرى غير ذلك، وأن موقفنا المستقل هو الذي يكسبنا الفعل السياسي، وعندما أقيل السيد مبارك الفاضل المهدي من المشاركة مع المؤتمر الوطني اتجه للاتصال بالحركة الشعبية ولا زالت عنده صلة بالحركة الشعبية ) .

وانا بوصفي احد قيادات العمل الخارجي وكنت جزءً من ذاك الحراك ، أجد انه لزاما على ان اوضح هذه النقاط والحقائق للتاريخ .
– ان قرار المشاركة (في 2002م ) فرضته قواعد الحزب ، بعد ان رفض رئيس الحزب تقرير تقييم اداء الحزب ( تقرير الأمير نقدالله ) الذي وافق عليه المكتب السياسي ، كما رفض المذكرة الأربعينية ورفض الجلوس مع موقعيها الا منفردين .

– ونتيجة لرفض رئيس الحزب قرر بعض اعضاء المكتب السياسي والكوادر الشبابية عقد مؤتمر استثنائي في سوبا في يوليو 2002م تحت شعار (الإصلاح والتجديد ) اجاز المؤتمر المشاركة في السلطة بالإجماع.

– وختاما اورد السيد الصادق المهدي في بيانه:
(وكنت ولا زلت أرى أن من لديهم صلة بها يجب أن يوظفوها لخدمة عملية السلام العادل الشامل في ظروف البلاد الحالية التي اقتربت فيها احتمالات الحرب) .

– ولكن سيادته لم يقل لنا كيف يكون التوظيف من وجهة نظرة ؟ هل المقصود بالتوظيف هو انخراط الأبناء في النظام والأباء في المعارضة ، ام المقصود الضغط علي المؤتمر الوطني لقبول رؤية الحزب في عملية السلام ( الأجندة الوطنية ) عن طريق العلاقات العامة ، اما تكتفي قيادة الحزب بوظيفة التعليق على الأحداث ، وهى وظيفة تقوم بها في العادة مراكز البحوث ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة ، ولا تليق بحزب يدعى انه اكبر الأحزاب في السودان …

– مما تقدم يتضح ان السيد الصادق المهدي قد ترك مساحات وفراغات واسعة في بيانه لفطنة القارئ ، وكأنما كتب بيانه تجنبا للحرج وخروجا من تبعات تصريحه لجريدة المجهر السلبية علي صورته امام اسرة المهدي ، والتى هو كبيرها ، و جماهير الأنصار وحزب الأمة التي كانت ترى فيه صورة الإمام عبدالرحمن المهدي وتتطلع لزعيم مثله ، مترفعا عن الأحقاد باسطا يده حتي لخصومه السياسيين ( كلهم ابنائي ) وذلك من اجل مشروعة الإستراتيجي وهو (وحدةالسودان ووحدة الأنصار ) .
وختاما … لسيدي الإمام الحبيب العتبى حتي يرضي …

تعليق واحد

  1. للحقيقه والتاريخ اود توضيح الاتى ,ذكر السيد جماع بأن قواعد الحزب اقرت المشاركه فى الحكومه
    فى 2002 هذا غير صحيح تما ما بل الصحيح هو ان السيد مبارك الفاضل تم تكليفه من

    المكتب السياسى للحزب لأجراء تفاوض مع المؤتمر الوطنى بشروط محدده تهدف فى نهايتها للتغير

    الديقراطى الصحيح ولكن السد مبارك اثر المشاركه فى السلطه دون ان يحقق اهداف الحزب وتبعه

    من تبعه من عضوية الحزب التى كانت تسعى لهذا الخروج منذ زمن فوجدت ضالتها فى السيد مبارك

    وناصرته فى مقابل الأمام السد الصادق .

  2. الأستاذ المستشار جماع مردس ..
    كنت واثقا بان حزب الأمة الذي ظل (مفكره السياسي) الصادق المهدي (محتكرا) تموضعه في كابينة القيادة (كرئيس) وليس كقائد او مفكر سيتقزم دوره السياسي الي ما دون (الكل المعطل) حسب وصف الصحفي الحصيف معاوية ياسين .. لأن موضوعيا تموضعه في كابينة القيادة في وجود قيادات شابة وناضجة من المفكرين والتكنوقراط سيكون تحت كرسي ساخن قد يستوجب (تبريده) بالانبطاح (الشرعي) للمؤتمر الوطني في لغة التحالفات السرية .. فيدخل ابناءه الحكومة (ضابط أمن .. يتحسس ويتجسس) , وآخر ضابط لتنفيذ (أقتل .. أكسح .. ) .. وبهذا يصل التنازل حد البخترة بانتقاء وتقطير المفردات المصطلحة لدي السودانيين (بالشوارعية) عندما قال (أولادي ما سحاسيح) ونحن نعرف (السحسوحة) .. وقال الفيهو بخور بنشم .. الخ
    طبيعي في إطار تمسكه ببقاءه في رئاسة الحزب سيقول ما هو أبعد من ذلك .. لكن طالما داخل هذا البيت مثلكم نتوقع ان يعاد دور حزب الامة الي حيث ينبقي في حضن الشعب السوداني لاعبا دور الوقوف ضد الظلم وليس معه .. لكم التحية ونحن معكم

  3. استاذ جماع …. تحية واجلال
    إن ضبابية مواقف السيد الصادق وهزالتها امام حكومة المؤتمر الوطني ، أقعدت الكثير من قيادات حزبه النشطاء ودفعت بعضهم الى معارضته سراً وجهاراً ، وحيّرت مريديه من طائفة الانصار ، وأحرجت بناته المصادمات ، وتوّهت إبنه فى ( دواديب ) السياسة، حتى وجد نفسه امام البشير يغني ( حبايبي الحلوين أهلاً جوني ) .. وخيّبت أيضاً ضبابية مواقفه الظن ثم أجلت الغبار عن الشماتة العلنية لخصومه السياسيين فيه … أما الشعب السودانى المغلوب ( ستة / صفر ) والذى لا ناقة له فى ( الامة ) ولا بعيراً فى ( تحالف كاودا ) ، ويتطلع الى تعويض هزيمة الاهداف الستة لغريمه المؤتمر الوطني فى مباراة العودة بأستاذ ( الامة ) ، يقف هذا الشعب فاغرا الفم ضارباً الكف بالكف ويتساءل فى بلاهةٍ مقصودة (( يا ربي دا الصادق ود المهدي بتاع الانتفاضة ولّ الصادق الرزيقي بتاع ( الانتباهة ) ؟؟! )) …
    أكان كدا يانا الانغلبنا تاااني ستة / صفر فى ارضنا وبين جمهورنا ….

    تحياتي يا استاذ

    حسين الفكي

  4. (لسيدي الإمام الحبيب العتبى حتي يرضي )

    لا أمل طالما لازالت تحكمنا عقلية الأسياد وصكوك الغفران !!!

    للشعب المصطبر العتبى..ولن يرضى وهو يرى (الأسياد) وذرياتهم يتفوقون على الحرباء في التلون
    والتقافز على الأغصان !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..