مابين كفالة محرقة الجهاد.. والقفز الى نهر النيل !

قصتان المسافة الزمنية بينهما سنوات طويلة ..مشاها الوطن كخطواتٍ كتبت عليه ومن كتبت عليه خطىً مشاها ..الفاصل أو الرابط بينهما هو عمر هذا النظام الذي أراد بطل القصة الأولى أن يتحايل فيها على الإنتحار ليطلق عليه شهيداً ، أما البطل الثاني فقد إرتاد الدرب مباشرةً من بابه الضيق الذي حرمه الله على خلقه المكرمين عنده !
يقول أحد القادة والذي كان مكلفاً بارسال المجندين الى محرقة الجنوب التي سميت زوراً جهاداً ، أن ضابطاً متقاعداً برتبة عالية عن الخدمة في الجيش جاءه يطلب منه أن يرسله ليموت هناك .. !
فعقد القائد حاجبي الدهشة وقال له ، أنت أنهيت مهمتك بالقوات المسلحة ولم تقصّر ، فما الذي يدفعك لما تنوي فعله ؟
قال له بكل صراحة حتى تعتبرني الحكومة شهيداً وتتكفل برعاية زوجتي وأولادي بعد أن عجزت تماما ًعن القيام بتلك المهمة !
كان ذلك في سنوات كارثة الإنقاذ الأولي ..!
فياترى كم من الناس الذين تشابهت حالتهم مع ذلك الرجل الذي كان جزاؤه الإحالة الى التقاعد في بداية خطة التمكين فخرج الى معيشة البؤس التي فضل عليها الموت ليحيا أبناؤه من ثمن إنتحاره عبر فرية الجهاد المزعومة في إيثار ليس في محله ولا يحدث إلا في بلاد تحكمها عصابة النفاق والدجل الكيزانية !
بالأمس أوقف رجل ٌ الحافلة التي كانت تقله مع آخرين عند الجسر ثم رمى بنفسه في النيل منهياً حياة غالية خلقنا المولى عزّ وجل في أبهى صورها من أجل أن نصونها تعميراً للدنيا لنعبرمنها بأعمالنا التي أمرنا بأن نحسنها الى آخرة يرضاها سبحانه تعالى !
الرجل يبدو أنه ليس مجنوناً ، فهو الذي عنون طريقه الى حتفه الذي سعى اليه بظلفه ..في دقة المكان وقد أوقف فيه الحافلة تحديداً ثم ودع الدنيا وسط دهشة الركاب وعجزهم عن إنقاذه !
قصة هذا الرجل غفرالله له ، تحدث في الفصل الآخير من عمر الإنقاذ وقد كدّرت عيشة الناس في حقبتها المعتمة بالقدر الذي جعلهم يفضلون القفز عن اليابسة الواسعة ليموتوا غرقاً في ذلك المجرى !
ولا زال البشير يتشدق فينا بالنفخة الكذابة متباهياً بالخطة ب التي أزهق بها أرواح التلاميذ .. وعلي عثمان ما فتيء يخطط هو الآخر لمعالجات أتية في خطة عشرية لكل أخطاء المسافة مابين الحادثتين التي إبتلعت الملايين في بطنها إما إحتراقاً في خدعة الجهاد أو إنتحاراً في جوف النيل وإما موتاً في معارك التهيش او جراء تعذيب بيوت الأشباح ونهشاً بانياب كلاب الأمن حينما أرعبتهم حناجر الجسارة التي إرتادت الشهادة الحقيقية خلوداً في حياة أفضل عن التي تدفع الى الإنتحار !
فيما نافع المتغطرس وهو المسترجل بسيف السلطة مابرح ينصحنا بحمل الأكفان إذا كنا نريد الخروج عن بيت طاعته المتهالك .. وهو لو يعلم شرفٌ لا يخشاه الكرام في سوح النضال ..!
تباً له من عهد يقفزفيه الرجال هرباً عنه من على ظهر الدنيا الى جوف النيل ..مثلما تمنى البعض الإحتراق في نار النفاق الذي فضحه بيع الدين والوطن بثمن بخس لو يعلم الخاسئون .. !
حقاً إنه الزمن الخؤون .. !
ولا حول ولاقوة إلا بالله العظيم .

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. طرح الإرهابي على الشيخ السؤال بهذه الصيغة : شيخنا رزقكم الله الشهادة والحور العين في الجنة . أردت رضي الله عنكم أن أقوم بعملية استشهادية، وتقدمت إلى “الشيخ أبو الدماء القصاب” . فقال لي إننا ابتكرنا طريقة جديدة وغير مسبوقة في العمليات الاستشهادية، وهو أن يُـلاك في دبرك كبسولات التفجير ، ولكي تتدرب على هذه الطريقة الجهادية لا بد أن ترضى بأن يُلاط بك فترة كي يتسع دبرك، وتكون مؤخرتك قادرة على أن تتحمل عبوة التفجير , وسؤالي رحمك الله : هل يجوز أن أبيح دبري لأحد الإخوة المجاهدين إذا كانت النية صالحة، والهدف الدربة على الجهاد، ليقوم بتوسيع دبري؟ .. فحمد الله الشيخ وأثنى عليه، وقال : الأصل أن اللواط محرم ولا يجوز . غير أن الجهاد أولى، فهو سنام الإسلام. وإذا كان سنام الإسلام لا يتحقق إلا باللواط، فلا بأس فيه، فالقاعدة الفقهية تقول : الضرورات تبيح المحظورات. وما لا يتحقق الواجب إلا به فهو واجب، وليس هناك أوجب من الجهاد. وعليك بعد أن يلاط بك أن تستغفر الله، وتكثر من الثناء عليه، وتأكد يا بني أن الله يبعث المجاهدين يوم القيامة حسب نياتهم، ونيتك إن شاء الله نصرة الإسلام. نسأل الله أن يجعلك ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه . وصلى الله على محمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..