مقالات سياسية

الى منبر جوبا .. استعجلوا التوقيع

اسماء محمد جمعة

منذ ان انطلقت ثورة ديسمبر وإهتز كرسي السلطة السلطة الذي يتمسك به النظام المخلوع ،تركت حكومته  أمر البلد وانشغلت بتثبيت الكرسي، ولكن الأوان كان قد فات وقال الشعب(تسقط بس) وكلمته لا يعلى عليها  ، وفعلا اسقطها سقطة تليق بها ، ثم جاء المجلس العسكري الانتقالي الذي كان يجب أن يسلم السلطة إلى من يمثل  الشعب، ولكن اعتقد انه من الممكن يبقى في السلطة وحاول التمسك بها ، إلا أن غضب الجماهير  ادى إلى  تسليم السلطة لحكومة انتقالية بعد مماطلة كلفت من الزمن ستة أشهر  اثرت سلبا على حال الشعب والدولة.

بعد التوقيع اطمئنأت جماهير  الشعب بأنها  لن تكون تحت رحمة حكم عسكري ينفرد بها ،ولن يكون هناك حركة اسلامية تزلها مرة اخرى ،عادت الحياة تدب في مؤسسات الدولة خاصة الجامعات والمدارس ،ورغم أنها ازدادت بؤسا وكآبة بسبب المعاناة،  الا ان روح الامل والتفاؤل  التي نفختها الثورة في الشعب بدت واضحة على الجميع الذين ابلوا بلاء حسنا في اسقاط ذلك النظام الفاشي وامالهم معلقة بحاضر  وغد أفضل.

حقيقة ثورة ديسمبر المباركة خلقت حالة وعي عام بالمرحلة شملت حتى الاطفال  وكان الجميع يتوقع أن يمضى التغير  سريعا و قويا كسرعة الثورة وقوتها  ،خاصة بعد تشكيل الحكومة الانتقالية ولكن لم تمضى الامور كما تمنى الشعب ،فقد دخلت الأهواء الشخصية والصراعات الحزبية  فولدت حكومة بها الكثير  من العيوب التي أدت إلى بطء التغيير ، وما زاد الأمر سوء التأخير في  توقيع اتفاق السلام الذي فتح له منبر بجوبا وللسلام حكاية.

ظن الشعب أنه بعد سقوط حكم مافيا الحركة الإسلامية، لن يأخذ السلام زمنا طويلا الا ان ظنه خاب ،فقد أخذ التفاوض  ثلث الفترة الانتقالية التي حددت للحكومة لتأتي بعدها انتخابات تحقق الانتقال الكامل إلى الديمقراطية، الأمر الذي أدى إلى أن تظل البلد واقفة في نقطة سقوط النظام المخلوع لم يمضي التغيير بشكل جيد وتأخرت الكثير من الإجراءات الا من بعض الأشياء التي لم تؤثر في حياة الشعب التى اتسمت بالمعاناة من كثرة الأزمات واستمرارها.

لهذا السبب  نرسل رسالة للحركات المسلحة والحكومة في منبر جوبا ، استعجلوا التوقيع والعودة  في اسرع وقت فقد أصبح الأمر  ضروي  من اجل الشروع في تنفيذ إصلاحات شاملة تجعل البلد تتنفس الصعداء  ،فالسودان 30 سنة تحت ضغط النظام المخلوع  وخمسة اشهر تحت ادارة المجلس العسكري وعشرة  اشهر في ظل حكومة انتقالية تواجه مشاكل ومعوقات كثيرة ،وقعوا حتى يتنفس السودان الصعداء.

ما زال الشعب السوداني صابر يتحمل عبء ظروف قاسية حتى لا تتحقق اماني نظام الحركة الإسلامية في العودة ويقع في ورطة سوريا وليبيا واليمن، فعندما كان البشير يخيف الشعب بهذا كان يعلم انه لن يحدث لأن الإرهابيون معه في السلطة، اما الان فهم خارجها ولن يترددوا في أن يفعلوا أي شيء اذا وجدوا الفرصة،  استجعلوا التوقيع حتى ولو ما زالت  هناك نقاط خلاف تجاوزها بأي شكل  من أجل هذا الشعب.

اسماء محمد جمعة
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. كلام جميل استاذة اسماء والسؤال من تخاطبين؟؟
    هذه المفاوضات العبثية مع مرتزقة دارفور لا نهاية لها. وكما تشاهدين كلما اقترب الاتفاق يفاجأ الجميع بانشطار وانقسام احد الفصائل المفاوضه ومطالب جديده وهكذا الحال كما عودتنا حركات الارتزاق. ودونك انقسام الجبهة الثوريه نفسها الي جبهتين .
    هذا المسلسل استمر لاكثر من عقدين من الزمان
    هولاء المرتزقه لن يعودوا للسودان ويتركوا حياة الترف والرغد في الملاجئ.
    لا حل لمشكلة دارفور سوي اجراء استفتاء حق تقرير مصير دارفور ،اتمني ان يتغلب خيار الانفصال
    حتي ينعم الجميع بالامن والامان ونتفرغ للتنمية في سوداننا الغالي والعزيز..

    1. لما كل مرة يتغلب خيار الانفصال و لا نستطيع نحن جميعا كرجال المحافظة على الوحدة و التعاون بين افراد الشعب الواحد فحينها لن يكون متبقى لنا ارض نتفرغ لتنميتها فى سوداننا الغالى و العزيز .. ستتلقفنا المهاجر و المرافئ لاجئين
      اى احتمال للتنمية فى السودان لن يتحقق الا بالوحدة زز
      المطلوب الجلوس جميعا بمسئولية جماعية لحل جذور الازمات و اثبات اننا شعب نستحق ان يكون لنا دولة

  2. يستعجلوا لقسمة الكيكة بينهم وبين المكون العسكري. الحركات المسلحة كلها ماعدا الحلو وعبد الواحد ارزقية وعواطلية والسلام بهذه الصورة سيكون مفبركا وصوريا.

  3. هل تعتقيدين ان مناوى يسعى الى سلام وهو الذى جلس مع البشير وجاء مشاركا فى السلطة بقواته وخرج مرة اخرى من السلطة بعد ان قبض الثمن .. اختى العزيزة هذا المناوى لا يهمه وطن ولا تهمه دارفور هولاء تجار حروب يتمرقون فى النعيم ويعيشون فى افخم فنادق الغرب ولا يتعاملوا الا بالدولار لا يهمهم اهلهم فى المعسكرات الذين ان نجوا من رصاص القدر يمتون بسبب الملاريا.. ياجماعة قضيه دارفور اصبحت بزنس لهولاء ولا يمكن رهن مستقبل السودان بمناوى ولا بطيخ لا بد من اجراء استفتاء لكامل اهل دارفور ليختاروا من يمثلهم ويتم حل كل قضاياهم والاهتمام بالتمنية فى دارفور لكن قصة مسارات وحركات ولجان ولجان منبثقة دى مسرحية لا تقدم ولا تاخر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..