
٭ علي من تقع مسؤولية الرد علي الثكالا من امهات المختطفون اللائي يزرفن الدم والدموع حسرة علي فراق فلذات اكبادهن؟
* من الذي يجيب علي الدموع المنهمره علي خدود زوجات المختطفون علي يطلق عليهن في وثيقة رسميه كلمة ارامل ؟
* من يجيب علي سؤال الحياري المكلومين من ابناء وبنات المختطفون الذين يسألون المجتمع ، اين أبي؟
============
تلك أسئلة مشروعة ترددها امهات المخطوفون من ابناء دارفور وتلهج بها زوجاتهم ويئن بها فؤاد ابناءهم. إنها أسئله لم تجيب عليها كل جولات التفاوض ولا الاتفاقيات التي تم توقيعها في عهد النظام البائد والتي اهتمت في مجملها علي قضايا السلطه والثروة والترتيبات الامنية لمنسوبي حركات الكفاح المسلح.
والآن ومع بزوخ شمس الحريه بعد ثورة سبتمبر المجيدة، وبدأت تلوح علي الافق بشريات السلام، ذلك السلام الذي يحمل في طياته السلام ورد المظالم الي اهلها بقيام ميزان العداله الذي ينبغي ان يسري علي الجميع، خاصه وان النفوس المكلومة التي وقع عليها ظلم بني الانسان ، تتطلع الي الفجر الذي تشرق فيه شمس العداله حتي ينال اؤلئك المظلومين حقوقهم المشروعه وتسليط الضوء علي مشكلاتهم. ان السلام المنشود لايستكين في الوجدان الا بنشر ثقافته تلك الثقافه المغروسه في الوجدان هي الهادية لنا في المسيرة الطويله لبناء دولة المواطنه الحقه التي يتساوي في السودانيين بمختلف ثقافاتهم ومعتقداتهم ومشاربهم دون تمييز لعرق او لفئه دون الاخرى.
ظللنا نتابع وبشغف لامحدود مايدور في منبر جوبا من مفاوضات السلام بين حكومة الثورة وحركات الكفاح المسلح عبر مساراتها المختلفه وما يهمنا هنا هو مسار دارفور.
كما تعلمون وانتم علي قمة الوفد المفاوض، ما خلفته الحرب اللعينة في دارفور من دمار شامل علي جميع الاصعدة خاصة النسيج الاجتماعي الذي عرف قبل الحرب بقوة تماسكه استطاعت ان تصمد امام العواصف رغم عتاوتها لقرون طويله، الا ان تلك الحرب الموجهه وعلي نحو مقصود استطاع مؤججوها والداعمين لخططها المرسومه سلفا ، ان يهتكوا نسيجنا الاجتماعي علي مستوي الجماعات والاسر ولم تسلم من خبثها ومكرها حتي العائله الواحده.
فالقضيه التي قصدنا ان نلفت لها انتباه منبر التفاوض هي قضية المختطفون قسرا اوالمفقودين.
فالمختطف هو ذلك المفقود الذي خرج من بيت زويه قاصدا مزرعته او سوق قريته ولم يعد بسبب تعرضه للتهديد والاختطاف من جهة حركات الكفاح المسلح ولا يعرف مصيره هل هم من الاسري حتي الان ام تمت تصفيتهم بدم بارد؟ فهناك اشخاص تم اقتادهم بعد الهجوم علي القري والبلدات واخرون تم تهديدهم وهم مسافرون بين ولايات دارفور واخرون اقتيدوا من داخل منازلهم امام اعين اطفالهم.
إن المفقودون تركوا خلفهم أسرا وزوجات وابناء وامهات وأباء وجيران واصدقاء لم يتهيأوا لفراقهم بهذه الطريقه ويتمنون ان لو قتل ذويهم امام اعينهم لكان الامر اهون.
هذا الملف انساني من الدرجه الاولي والانسانيه لا تتجزأ
وبما ان الثورة جاءت للعداله ورد المظالم فلتكن اولي اولوياتها هي ان تكفكف دموع الامهات والزوجات او مواجهتهم بالحقيقة المرة حال الرحيل الابدي لذويهم من المفقودين.
معلوم ان الحركات المسلحه حاربت وبشراسه دولة النظام البائد وجزء من تلك الحركات قد وقعت اتفاقا معها وكانت تدور حول الثروة والسلطه والترتيبات الامنيه .. الا انها لم تتطرق الي ملف الذين غدر بهم من قبل الحركات المسلحه واقتيدوا من امام اعين زويهم كالنعاج الي حيث المصير المجهول … ربما الحرب ومتطلباتها قد فرضت ذلك الواقع …ولكن بالضرورة وانتم تتفاوضون من اجل السلام ورفع الظلم ومعالجه آثار الحرب والتي من افظعها علي الاطلاق هي الحالة المزريه التي يعيشها ذوي المفقودين والتي فاقت حد الجنون لدي بعض الامهات. نتطلع ان تضعوا نصب اعينكم معاناة الامهات والزوجات والابناء الذين بلغوا سن الرشد ولا يعلمون مصير اباءهم .. انها فعلا مأساة تعانيها تلك الاسر ولا يدرك آلامها الا من عاش تلك التجربه المُرّة.
لم تنحصر ظاهرة المختطفون في عنصر الرجال فقط بل هناك نساء تعرضن للاختطاف ولا يعرف مصيرهن حتي هذه اللحظه .
وعليه نخاطب انسانيتكم ونحث ضميركم من واقع مسؤوليتكم وانتم علي قمه وفد التفاوض الحكومي ان يجد هذا الملف الانساني حظه من الاهتمام حتي نعيد البسمه علي وجوه زويهم او إقناعهم بالامر الواقع ان كانوا في زمرة الاموات. ونحن على استعداد لاعداد كشف يحتوي اسماء المختطفون والمفقدون وتاريخ الاختطاف ووجهتم اذا لزم الأمر.
زكريا ادم علي عبدالرسول
[email protected]