النار والجنس والجنة والحور العين العدل الإلهي فى الأديان والإسلام (1/2)

إن مبدأ البعث بعد الموت يشكل حلا مرضيا للنفس البشرية التي لم تستطع أن تتخيل الفناء الأبدي فكانت حقيقة فكرية للإنسان في تخيل العدلة الإلهية لذلك تقوم على ان هنالك حياة جديدة بعد الموت , يستكمل الإنسان فيها حياته وللأبد.
توافقت كثير من الأديان والتي نطلق عليها سماوية مجازا مثل اليهودية … والمسيحية …. والرسالة المحمدية لنبي الإسلام محمد صلِ الله عليه وسلم على وضع شروط محددة من خلالها يكون الفوز بالحياة الأبدية.
الا اننا نقف مندهشين تماماً في تصوير الدعوة للأديان في استيفاء هذه الشروط. فالحياة مرتبطة في ذهنية هؤلاء بصورة الرب الغاضب الذي يتلذذ بتعذيب من صنعة ونفخ فيه من روحة عذاباً اليماً وتتجسد جهنم تجسيداً ماديا تحوم حولها الافاعي وتلهب النيران جلود البشر وينزل الصديد منهم ولعمري لهو تصوير الرب بانه رب غاضب مثله الالهة ست عند قدماء المصريين او الالهة نيكس عند الاغريقيين ليس هنالك فرق.
ويأتي الفوز في تصوير ذهني مادي غريب يلفت الانتباه في حيرة لتلك الجنة الموعودة في اذهانهم بشكل تمنى في شكل خالص تنحصر جلها في الفتيات الحسناوات ممتلئات الصدور والعذراوات للأبد.
أن تجسيد الجنة بانها مرتعاً للشهوات من جنس ونساء وخمر ونبيذ وطعام واكل لهو أقرب الى تصوير (الاندايات) في الفهم التقليدي للمجتمع السوداني.
وقد يــــــــــــطرح سؤال موضوعي هل جاءت الرسالة المحمدية وكانت الأديان الأخرى لترغب من يعتنقها بالجنة من اجل اشباع الرغبة الجنسية ……
هل تستغل الأديان وبما فيها الإسلام التقرب الى الله باستغلال الفكرة الشهوانية للفرج والبطن ……..؟
هل هذا هو مغذي الدين والايمان بالله …………..؟ الجنس والاكل
لقد تم اختصار الجنة والوعد الحق في مفهوم محدد (الجنس والشهوات) ……
والغريب بان هذا الاختصار للمفهوم الكامل للعدالة الإلهية كان في المتعة الجنسية من تصوير مخل للحور العين وتم اختصار حتى هذه المتعة الجنسية للرجال فقط.
ولم يعد للمرأة ليس لها من نعيم المتعة الجنسية هذا فكله للرجل فاذا سلمنا جدلا بوجود حور عين من اجل الجنس للرجال هل يتماشى ذلك مع العدالة الإلهية في الاخرة وبالأخص بان الرغبة المتعددة صفة تتوافق فى الذكر والأنثى.
نعم أثبتت كثير من علماء الإثنوغرافيا والأنثربولوجيا والآثار أن أغلب شعوب الأرض كانت تؤمن بالحياة ما بعد الموت، ولكن اختلافهم كان يتمحور حول مفهوم الثواب والعقاب الأبديين.
فبعض الشعوب البدائية على حسب الدراسة التي أجراها جيمس فريز لم يعتقدوا بوجود العذاب والعقاب بعد الموت؛ بينما اعتقدت شعوب بدائية أخرى بوجود جنة وجحيم واختلفوا في رؤيتهم لهذه الجنة وهذا الجحيم باختلاف ثقافاتهم وبيئتهم.
و فى الاسلام و للمسلمين وبشتى المذاهب نجد ان هنالك اتفاق على أن مآل الإنسان في نهاية المطاف وبعد الحساب الأُخْروي والمعاد إما جنة واما نـــــار الا ان هنالك بعض الاختلافات بين أبناء المذاهب الإسلامية في رؤيتهم لبعض التفاصيل المتعلقة بالجنة والنار.
فتلك المذاهب التي تصور الجنة بانها دار متعة وجنس أبدى لهي الغالبة على عموم الفكر الرجعى للامة وليس هذا فحسب بدل يتعمد كثير من مروجي هذا الفكر في نشر أحاديث الغريب وبأقل جهد في الوقت الحالي تستطيع ان تتبين ضعفها او انها موضوعة ومن تلك الاحاديث التي تحث على القتل والترويع والابتزاز من أجل الفوز بنكاح فتاة ذات صدر مرتفع ناهدة
(ما من أحد يدخله الله الجنة، إلا زوجه الله عز وجل ثنتين وسبعين زوجة ثنتين من الحور العين، وسبعين من ميراثه من أهل النار، ما منهن واحدة، إلا ولها قبل شهي، وله ذكر لا ينثني)
حديث ضعيف وارتبطت الحور العين بالجهاد عند اغلب المسلمين.
وقد يكون الجواب صادما بان حياه الجنة تختلف عن الحياة الحالية وان مسالة الجنس والشهوات التي تدفع الكثيرين من المسلمين وبعض الأديان الأخرى بمكانيكا الاعمال ما هى الا مغالطة في فهم سيء للنص الديني فالحور العين ليست للجنس كما يتبادر لذهن المسلمين الحالي نعم ليست للمتعة الجنسية فالحقيقة التي من المفترض ان تقال بانه لا يوجد جنس في الجنة، فأكثر متطرفين الفكر الديني التقليدي اليوم يستعملون الأساليب نفسها التي استعملتها فرق ضالة في التاريخ الإسلامين، وكلها استغلت الدين والشذوذ للتحفيز على ارتكاب القتل ونبذ الاخر والقهر من اجل الفوز بسبعون من الفتيات والغلمان اللؤلؤ المنثور
فالكثير يعتقد ان هنالك ممارسة جنسية في الجنة وبلغ الشطح لبعضهم في شرح كيفية تلك الممارسة والامر الذي يدعو للدهشة ان ذهب اخرين بقول ان (الولدان المخلدون) الذين وردوا في القرآن الكريم هم لأهل الجنة الذين كانوا يميلون بشهوتهم في الدنيا إلى اللواط ومنعوا أنفسهم من ممارسة ذلك الشذوذ، فإن الله سيكافؤهم في الجنة بالولدان المخلدين، وهذا لعمري لهو القصور في فهم النص القرآني وتشويه متعمد لصورة الدار الاخرة وضرب في مفهوم العدل الإلهي وسخرية من يوم الميعاد.
أكرم ابراهيم البكري
من المؤسف أن يتصدى البعض لأمور أساسية ومهمة دون أن تكون لهم الأهلية الفكرية أو المقدرة البحثية أو الأمانة العلمية، أنا لا أؤمن بالجنة ولا بالنار، لكنك تناولت الموضوع بخفة فكرية وربكة مرجعية مخلة:
* أولا جميس فريز الذي أشرت له لا يوجد، بل يوجد جيمس جورج فريزر وهو لم يعد “دراسة” بل كتب أهم كتاب في على الأديان المقارنة واسم كتابه هو (الغصن الذهبي) 1890.
* صورة الجنة بخمرها وعسلها وحليبها وحورها غلمانها وعماراتها ليست من الحديث بل سطرها وفصلها القران مثل آية (والسابقون السابقون …) من سورة الواقعة. ومئات الآيات الأخرى.
* رفضت تأويل وشرح المفسرين للجنة ولم تقدم تفسيرا ولا تأويلا مغايرا، أنت تقول الحور العين لسن للجنس لكنك تصمت عن سبب ذكرهن ودورهن في الجنة وعلاقتهن بالذين كسبوا المليون ودخلوا الجنةأ هل هم فتيات جيشا مفكرات مثلاً.
* هذه هي جنة المسلمين يا صديقي؛ ماخور في داخله محل فواكه، سوى أن كل شيء يقدم مجانا لبشر لا يموتون، فإن شئت فلتؤمن وإن شئت فلتكفر، لكن لا تنظر دون معرفة أو سند
يا الأخ الفاضل ان مسلمات الحياه في الاخره مسلمات منطقيه و حادثه و بشكل ارقي و اعظم مما نتصوره لكنها حقائق فهذا الكون الحالي هو كون تحكمه قوانين متغيرات و تطور مستديم و تغير في الشكل وفق صيروره معينه . و سيستمر هذا الكون في تغيير الصيرورة حتي يهلك الشكل الحالي للكون . و ذاك الهلاك الكلي القادم للكون هو بدايه لتشكيل وجود كوني مادي آخر, و بقوانين جديده للماده الجديده , بحيث تغيرات الصيرورة تصل الي نهايتها بتشكيل الوجود الاخروي , ثم يستقر و يصبح كونا جديدا و بماده خاليه من صراع المتناقضات الداخليه الحاليه في شيئ نفسه و تكون الخلود الوجودي .
لذلك في حياة الكون الآخر أو الاخروي , لا ولاده ولا مرض و لا موت , بل خلود . و تختفي ظاهرة التطور و تظهر حركه جديده للماده من نوع آخر و علاقات اخري , و ذلك ما يعرف بحياة الآخرة .
أما فيما يخص وجود يوم الاخره ، فوجود المعاد او القيامه هو حدث تستلطفه العقل البشري , و يثبت حدوثه منطقيا او بالمنطق الموضوعي . فمن الادله المنطقيه علي وجوب وجود يوم القيامه , هو اقتضاء الحكمه الإلهيه بوجود المعاد او القيامه . و ذلك ان البارئ سبحانه و تعالي يتصف بالحكمه , و الحكيم لا يصدر عنه فعلا باطلا لا هدف منه . فهو حين قال في القرآن الكريم ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴿115) ) سورة المؤمنون. , فهو حين خلق هذا الوجود بهدف الاختبار و التمحص , فالمنطق يحتم وجود يوم الحساب .
و من الادله المنطقيه ايضا , هو العداله الالهيه , و ذلك ان العدل الالهي يقتضي ان يكون هناك يوم الحساب و يعودون الناس فيه ليحاكم و يحاسب فيه جميع الناس , و يرد المظالم الي اهلها , و يثاب فيه المطيع و يعاقب العاصي .
فالدنيا مليئة بالظالمين و ظلمهم اجتاحت الارض و دنست مفاسدهم كل شئ و كل من فيها . و المظلومين يئنون من ويلات ظلمهم الغاشم عليهم كظلمة الليل البهيم . ألم نري اناس يقتلون بغير ذنب , و ينهبون و يمزقون في اعراضهم و املاكهم . و الظالمين قد طغوا و أغتروا بنفوذهم في قهر القوانين و تطويعها لانفسهم و الاستبداد اصبح ديدنهم . في ظل هذا الموج المتلاطم من الظلم التي بلغت حتي الطبيعة , فمن البديهي ان المنطق القويم و العقل الراجح يحتمان علي قيام الساعة و وجود يوم للحساب تنهي غطرسة هولاء الظالمين بالحكم الرادع و يرد للمظلومين اعتبارهم و حقهم و يسود العدل و الانصاف.
فعملية انتقالنا الي الحياه الأخروية التي هي في حد ذاتها ستكون حتما شي واقعي و شبيه بواقعنا الحالي و اكثر ، يحتم علينا العبور اليها من خلال ظاهره الموت ، و هي حقيقه ماثله لا يتسرب اليها ادني شك .
فالقرآن الكريم قدم لنا و للانسانيه جمعاء نمازج قصصيه واقعيه موضوعيه عديده , في قمة الابداع الادبي و روعة السرد لتجسد للناس كافه الحقائق عن الموت و البعث و حتمية حدوث كل ذلك , حتي تتجهز انفس الناس و تتزود لأهوال ذلك اليوم العصيب , بالايمان و الطاعات و العلم الصالح , رحمة من الله عز و جل و فضل بأن كشف لنا كل شئ لكي نعتبر و نتمكن من اجتياز امتحان ذلك اليوم . , فهذه القصص حجة من الله عز و جل علينا حتي لا نكن في غفله عن احداث يوم القيامه . كما جاء مصداق ذلك في قوله تعالي ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴿3﴾ ) سورة يوسف.
فقصص القرآن الكريم دوما هي أحسن القصص , و ذلك لاشتمالها دوما علي احداث موضوعيه حقيقيه من عمر البشر , بجوانب متعدده و متنوعه عالجت مسائل تربويه و اجتماعيه و نفسيه و اخلاقيه اصلاحيه مختلفه و مسائل اقتصاديه و طبيه و عقائديه و معارف علميه عديده . , و التي منها نبتت كتب في العلوم الانسانيه في غاية الاهميه .
فمن هذه النمازج القصصيه الحيه التي عالجت ما التبس علي الناس من حقايق في مسألة الموت و البعث ، هما : قصة عزير و قصة حزقيل عليهما السلام .
فمن خلال سرد هذه القصة العجيبه , الوارده في سوره البقره ، نستخلص منها بجانب العبر و الدروس الايمانيه البليغه , النقاط المهمه التاليه :
• اولا, حتمية ظاهرة الموت و البعث و تجسد ذلك المشهد بكل وضوح في هذه القصه .
• ثانيا , ذاكرة الانسان ترفع مع رفعة الروح عن النفس و تقف عن تسجيل الاحداث في فترة حياة البرزخ ثم تعود الي النفس عند البعث بعد الموت , لذلك نراها مسجله اللحظات الاخيره من الحياه مع لحظات بداية البعث . و ذلك بارتباط الذاكره و الادراك و الوعي مع الروح , يعني الانسان يبعث علي ما مات عليه . و في نفس الوقت يعطينا دليل قاطع علي ان الشعور و احساس لدي الناس بعد البعث تماثل نفس الشعور و الاحساس لما قبل الموت او عند حياتنا الحاليه . وهي الحقيقه الماديه لحياة الآخره .
• ثالثا , عمر الانسان الحيوي يظل كما هو ثابت طيلة فترة حياة البرزخ , و ذلك لارتباط العمر مع مسألة الادراك بالزمن و الوقت و الذي يحتم وجود الروح مع النفس في إلتحام لتمكين النفس الادراك بالزمن بجانب ثبات العناصر الماديه للجسد عند لحظتها و تحللها , لذلك نري ان الانسان يبعث علي العمر الذي مات عليه . بحيث ان الذاكرة لا تموت مع الانسان بل تبقي حيه الي يوم البعث .
و هناك دراسات حديثه اجريت اثبت هذه المراحل بشكل مزهل و المكان لا يسعنا بذكرهم ، كما ورد ذكر ذلك بالتفصيل في كتاب الأخ الدكتور اسماعيل عبد الله حسين بعنوان حقائق الحياه و الموت و البعث علي ضوء القران و الارضيه المعرفيه للقرن الحادي و العشرين و التي منها تسربت مقتطفات عديده في شهر رمضان في وسايط الواتساب بين الكثيرين من الناس .
فهناك آيات كثيره وصفت بدقه صفه الحياه في الجنه و النار بشكل مزهل و التي لا يدع لنا ادني طريقه للشك في كيفيتها بدليل البرهان الصريح .
ففي ذلك اليوم العظيم , الذي تتميز فيه كل شئ , حتي في طريقة التعامل بين اصناف الناس علي قرار انقسامهم الي صالحين و مجرمين , كما جاء وصف ذلك في قوله تعالي ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا ﴿85﴾ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴿86﴾ ) سورة مريم. , فالحشر هو الاجتماع , حيث ان المتقين يجتمعون عند ربهم كوفود محترمه و هم محملون تقديرا و اجلالا و لهم مقامات و شرف عند الرحمن , بينما المجرمين يساقون كالبهائم الي جهنم في اقسي صور الازلال وهم يتضرعون عطشي و يوردون كما يورد الحيوانات العطشي الي اماكنها .
و ذلك لأن المعيار الذي يقاس عليها الناس يوم القيامه هو الحق , كما جاء ذلك في قوله تعالي ( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿8﴾ ) سورة الاعراف.
و في شكل قصور الجنة و غرفها و خيامها , يقول الله تعالي (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿72﴾ ) سورة التوبه. , و قوله تعالي (وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴿37﴾ ) سورة سبأ. , و قوله تعالي ( أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴿75﴾ ) سورة الفرقان. , و قال سبحانه و تعالي ايضا ( لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ﴿20﴾ ) سورة الزمر.
و في شكل الانهار التي تجري بين القصور البهيه في الجنات , قال الله تعالي ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿25﴾ ) سورة البقره. , و قوله تعالي ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴿15﴾ ) سورة محمد. , و قد يعجب الواحد فينا من كيفية جريان هذه الانهار المختلفة المكونات علي الارض , لكن ما لا نتصوره هي ان أرضية هذه الانهار إنما هي علي طراز و معيار الابداع الرباني العجيب , بحيث ان ارضيتها من لؤلؤ و مجراها علي الدرر و الياقوت و حوافهم من الذهب , كما ورد وصف ذلك في حديث الرسول ( صلي الله عليه و سلم ) , ما رواه عبد الله بن عمر : ( الكوثر نهر في الجنة , حافتاه من الذهب , و مجراه علي الدر و الياقوت , و تربته اطيب من المسك , و ماؤها أحلي من العسل و أبيض من الثلج ) .
و في صفة طعام و شراب أهل الجنة , قال تعالي ( وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ﴿20﴾ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴿21﴾ ) سورة الواقعه. , و قوله سبحانه و تعالي ( هَٰذَا ذِكْرٌ ۚ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿49﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿50﴾ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴿51﴾ ) سورة ص. , و قال تعالي ( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴿5﴾ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ﴿6﴾ ) سورة الانسان. , و قوله تعالي ( يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿71﴾ ) سورة الزخرف.
و في صفة ثياب و لباس اهل الجنة , قال تعالي ( إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴿23﴾ ) سورة الحج. , و قال سبحانه و تعالي ( أُولَٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴿31﴾ ) سورة الكهف. , و قوله تعالي ( عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴿21﴾ ) سورة الانسان.
و في شكل الفرش في الجنة , قال الله تعالي ( فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ﴿13﴾ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ ﴿14﴾ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ﴿15﴾ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴿16﴾ ) سورة الغاشيه. , بحيث النمارق هي وسائد , و الزرابي هي البسط علي الارض , و الاستبرق : لبس في اليباج الفاخر .
و في وصف نساء اهل الجنة , قال الله تعالي ( وَحُورٌ عِينٌ ﴿22﴾ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴿23﴾ ) سورة الواقعه. , و قوله تعالي ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿31﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿32﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿33﴾ ) سورة النبأ. , بحيث الكاعب هي المرأة الجميله التي برز ثدييها , و الاتراب : اي المتقاربات في السن , . , و ايضا قوله تعالي ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ﴿35﴾ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴿36﴾ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴿37﴾ ) سورة الواقعه. , بحيث ابكار : جمع بكر , و العرب : المتحببات الي ازواجهن .
كما ان في الجنة , الوعد بنظر لاهل الجنة الي ربهم تبارك تعالي , و ما أجمل و أعظم وعد الذي يتشوق اليه كل نفس , كما جاء ذلك في قوله تعالي ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴿22﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿23﴾ ) سورة القيامه.
و في وصف الرضوان الرباني الدائم , يقول الله تعالي ( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿15﴾ ) سورة ال عمران. , و قوله تعالي ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴿7﴾ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴿8﴾ ) سورة البينه.
و في وصف الخلود الدائم , بحيث لا موت و لا مرض و لا معاناه و لا شقاء , و لكن مع سرور دائم , كما جاء ذلك في قوله تعالي ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴿107﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴿108﴾ ) سورة الكهف. , بحيث (لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ) , يعني لا يختارون عنها غيرها , و لا يحبون ان يتحولوا عنها من شدة اعجابهم و استمتاعهم بها .
يا اخي الا يستدعي ذلك منا الاقتناع و الوقوف بأدب و بتأمل و انزهال أمام هذا المنطق القراني الرباني العجيب .
و ايهم يستحق منا بان نصدق قوله ياخي الفاضل ، الخالق عز و جل ذو العلم المطلق و القدره المطلقه ام المخلوق ذو العقل المحدود و العلم المحدود ؟!!!
و شكرا لكم لتطرقكم لهذه المسائل العظيمة .
د. منشي .
هذا هو مأزق المؤمنين بالجنة والنار (جنة الحواس والبطون) لأن الصورة التي قدمها الإسلام للجنة هي صورة مبتذلة وفطيرة ولا تليق بخالق عظيم متسامي توجب على المؤمنين بالجنة إيجاد مخرج وتأويل أي كان للخروج من هذه الورطة وها أنت تنجر في علوم الفيزياء والكيمياء والسيمياء لتدفع عن الرب هذه الصورة الحسية … لكنني أقول لك هذه هي الجنة التي أقنعت عرب نجد والحجاز بالإسلام، العربي الذي لم يعرف فاكهة حينها سوى التمر كان لو تشهي (فاكهة وإبا) كان عليه امتطاء ناقته لمدة شهرين ليصل الشام ويتمتع بعنبها … ثم كيف تسعى لإقناعي بالمنطق مستندا على حجج الغيب … لا يستقيم منطق مع الدين ولهذا كان لب الدين الإسلامي هو الإيمان بالغيب، لا بنظرية النسبية أو هندسة إقليدس بل الغيب … الغييييييب يا الأخو
أفضل الأقوال في رأي في هذا الموضوع القول بأن الأعضاء التناسلية ستختفي في الجنة أولاً:
لأنها سوءات وقد وصفها تعالى بذلك وقد كان أبوانا آدم وحواء زوجين ساكنين إلى بعضهما وسعيدين بالمودة والصحبة التي بينهما، وأنهما لم ينتبهان إلى سوءتيهما إلا بعد ظهورها على إثرعصيانهما أمر الله لهما بألا يأكلا من الشجرة المعينة فأكلا منها بعد أن أغواهما الشيطان فأخرجهما من الجنة. وأن التأويل الصحيح لإخراجهما من الجنة رغم أن الله غفر لهما تلك المعصية، هو ظهور سوءاتهما فلم يعد لهما بقاء في الجنة التي يفترض أن تكون الأزواج فيها مطهرة.
ثانياً:
والسبب الثاني لاختفاء الأعضاء التناسلية في الجنة لعدم الحوجة لها في وظيفتها الدنيوية وهي التناسل والانجاب لاستمرارية بقاء النوع على وجه الأرض، حيث لا حاجة للإنجاب في الجنة لانعدام الموت والكل خالد فيها إلى ما شاء الله.
وعليه فإن اللذة من الغريزة الجنسية يفترض بها أن تختلف في الجنة إلى ما يحقق أقصى لذة قد لا يمكن وصفها بمقاييس الدنيا وهي على كل حال من الغيبيات التي لا يمكن تصور كيفية تحقها ولكنها متحقة بلا شك بين الأزواح في الجنة لتكرار النص القرآني وزوجناهم بحور عين ، ولهم فيها أزواج مطهرة، هم وازواجهم في ظلال على الأرائك متكئين، إلخ.
ثالثاً:
يستخلص من الرأي أعلاه أن بقية الغرائز والشهوات الانسانية الفطرية الدنيوية الأخرى وجوارحها وأعضائها رغم أنها لا تعتبر سوءات لأن الجوارح التي تتحقق بها ليست سوءات كالفم والعينين والأذنين واللمس يعتبر بقاؤها ضرورياً للاستمتاع بنعيم الجنة – لكن بما أن بع افرازات الأكل والشرب تستخدم السوءتين اللتين يفترض اختفاؤهما في الآخرة فلابد أن طريقة الإخراج لزوائد حاجة الجسم وفضلاته إما أن تكون منعدمة أو تتعدل طرية إخراجها وتحويلها إلى شكل من أشكال اللذة في الجنة.
هذا الرأي و التحليل خاطئ و ثبت خطأه ، وهو الرأي الذي يأخذ به النصاري. بل نبعث كما نحن عليه الان من الجوارح و الإحساس و الذاكرة ، بحيث الكثيرين منا يتسائل في ذلك اليوم انه ما لبث غير ساعه من شده تماثل الإحساس كما جاء ذلك في قوله تعالي ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ﴿55﴾ ) سورة الروم.
و لماذا يقسموا بانهم لم يلبثوا غير ساعه لانهم لا يرون شيئا غريبا تغير في اجسادهم و إنما هم كما هم كانما كانوا نيام و صحوا من نومهم ، يعني تماثل عجيب في الإحساس .
و هناك الكثير من الأدلة القرانية و الأحاديث التي توصف الكيفية الحقيقية للحياه الزوجية في الجنه ، المكان لا يسع لذكرهم .
الرد على المعلق منشي في موضوع الجنس في الجنة
سأرد عليك يا منشي لأن تعليقك أي كلام والسلام! ما ممكن تقول هذا خطأ وهذا ثبت خطأه وهذا بدون ما تثبت ما تقول بأي دليل ولكن ما دمت قد اعتمدت على مسلمة أننا نبعث بكامل أعضائنا وفقاً لتفسيرك لآية من القرآن، فمعنى ذلك أنك تؤمن بالقرآن ومن ثم الغيب وبالتالي سيكون اختلافنا في الفهم وتأويل النصوص الغيبية وفقاً لهذا الفهم أو المنطق فالغيبيات وإن غابت كيفياتها إلا أن حقيقة وجودها الثابتة بالنص القرآني تخضع تماماً للمنطق أيضاً، فالوحدانية مع أنها غيب إلا أن المنطق يقبلها وقد تضمن ذات النص المقرر لها جانباً من منطقيتها ((لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـٰثَةࣲۘ وَمَا مِنۡ إِلَـٰهٍ إِلَّاۤ إِلَـٰهࣱ وَ ٰحِدࣱۚ وَإِن لَّمۡ یَنتَهُوا۟ عَمَّا یَقُولُونَ لَیَمَسَّنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ) [سورة المائدة 73] – (لَوۡ كَانَ فِیهِمَاۤ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا یَصِفُونَ) [سورة الأنبياء 22] وعليه سوف يتناول ردي عليك وعلى كافة المفاهيم الخاطئة التي تناقض المسلمات التي لا خلاف عليها نقلا ومنطقا كحقيقة الموت المشهودة وغرضه الغيبي المعلوم بالنقل والعقل، وما يترتب على ذلك من حقيقة البعث الغيبية المنطقية وما يتفرع من حقيقة الحياة الدنيا المؤقتة وحقيقة ومنطقية الحياة الأخرى الأبدية، واختلافات النشأتين الأولى والثانية باختلاف نوع الحياتين في الدنيا والآخرة وعلاقة ذلك بتكوين جسم الإنسان وهل سيحيا بذات الجسد في الحياتين أم سيكون هناك اختلاف تبعاً لنوع الحياة؟ وإذا كان هذا الجسد خاص بالحياة الدنيا فكيف تستقبل النفس نعيم أو عذاب الآخرة وما هي العلاقة بين النفس والجسد والروح وما هو المقصود منها بالثواب والعقاب في الآخرة، الجسد أم الروح أم النفس؟ وتبعاً لما يتقرر في هذه الأمور سوف نختلف مع معظم المفاهيم التقليدية المبنية على بعض المرويات وهذه المنطقة بالذات منطقة الغيبيات إن وردت بشأنها بعد المرويات وجب أن تتوافق تماماً مع الحقائق الغيبية المدعومة بالمنطق العقلي وإلا فلا حجية لها مثل عذاب القبر الذي يخالف مقررات القرآن التي لا خلاف حول تفسيرها وتاويلها كيوم الحساب في الآخرة وليس في الدنيا ومن ثم يأبى المنطق من بعد النص القول بعذاب القبر خلافاً لسؤال القبر الذي يرى فيه الميت مصيره الأبدي إما في الجنة أو النار.
أنا في الحقيقة كتبت ردي ولكن فجأة تغيرت الصفحة من كثرة الإعلانات قبل أن أختمه وأرسله فاختفى ما كتبت ولم أجد له أثرا وسأكتبه مرة أخرى متضمناً النقاط المشار إليها أعلاه بإذن الله.
تابع الرد على المعلق منشي
نبدأ أولاً بتأويلك للآية ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ﴿55﴾ ) سورة الروم، بأنها تعني شيئاً واحداً فقط هو أن الناس يبعثون بذات خلقتهم بل بحالتهم الشعورية وذاكرتهم التي ماتوا عليها ونقول ما أورده الكاتب كان يكفيك بتصحيح طفيف يتعلق بالتمييز بين الذاكرة والشعور أو الوعي بالنفس أو الذات. نعم كما قال الكاتب فإن الذاكرة وهي سجل تجارب النفس في الجسم الحي وما مرت بها من أحداث خلال حياتها وهذه الذاكرة تنقطع بمجرد وفاتها إذ أن الوفاة هي استيفاء النفس لمدة بقائها المقررة لها في الجسم الحي أي توفى أجلها وتعود إلى بارئها وتبقى في عالم البرزخ عالمة بذاتها وواعية بما حولها في البرزخ بل أكثر علما بالحقائق الكبرى وشهودا لها ورؤية مصيرها في الدار الآخرة يوم الحساب، أما ذاكرتها الأرضية فتنقطع تماماً عند مفارقتها للجسد عند خروج الروح منه. وهنا نوضح التمييز بين الروح والنفس والجسد. فالروح من أمر الباريء وهي سر حياة الجسد ولا علاقة لها بالنفس إلا من حيث تهيئتها الجسد للنفس كي تسيطر عليه وتوجهه حسب رغباتها واختيارها. فالروح هي المسئولة عن حياة الجسد ليقوم بوظائفه الحيوية الضرورية اللارادية من دون تدخل النفس كالتنفس وتمثيل الغذاء وضربات القلب والدورة الدموية ولا علاقة للنفس بهذه الوظيفة للجسم الحي بسبب الروح وهي وظائف فطرية لا ترتب مسئولية أو حساب. وعليه تبرز الإجابة على سؤال ما هو المكون الإنساني المعني بالحساب من حيث الثواب والعقاب؟ أي ما هو الجزء المناط به تكاليف الخالق؟ والإجابة المنطقية القائمة على مسلمة العدل الإلهي هي وقوع المسئولية والتكليف على العاقل الذي يعي المسئولية والتكليف. وهو قطعاً ليس الروح التي أمر من الخالق بأن تجعل الجسم المخلوق كائناً حيا يقوم بوظائفه الحيوية لااراديا أو فطريا ومن ضمن هذه كافة الغرائز والحواس وجوارحها وأعضائها الجسمية كالأنف والعينين والأذنين والفم والجلد والسبيلين إلخ. هذه هي وظيفة الجسم وتتحكم به الفطرة من حيث الأفعال اللارادية والنفس من حيث الأفعال الإرادية. فالارادة هنا إرادة المكون الواعي وهو النفس وهي التي توجه أعمال الجسد الارادية وعليه، منطقياً أن تكون النفس وحدها هي المسئولة والمكلفة والمعنية بالحساب من قبل الخالق لأنه ملكها الوعي والإدراك والإرادة والاختيار وهي التي تتحكم بهذه الملكات في الجسد ومن ثم من المنطقي أن تكون النفس هي موضع المسئولية والثواب والعقاب وليست الروح ولا الجسد وسنواصل بإذن الله
تابع الرد على منشي
لقد انتهينا إلى أن المعني بالحساب والعقاب في الآخرة من الكائن البشري هي النفس الأمّارة الآمرة للجسد وليس الجسد الذي مجرد أداة مادية للنفس المخيّرة بالوعي والتمييز والإدراك للتكليف ومصدره الخالق البارئ تعالى وحت طاعته وعبادته. ولكن هذه الخلاصة فقط تثير السؤال عن كيفية عقاب أو ثواب النفس وحدها وهي جوهرٌ وليست مادة؟؟ لقد ذكرت آنفاً الجسم الحي بِفِعْلِ الروح يظل مجرد أداة أو جسم للنفس ليكسبها الاحساس والشعور بالألم و اللذة وبالتالي فمن المنطقي أن تعاقب النفس أو تُنعَّم وهي جسدها المادي ولكن بما أن الجسد ليس مقصوداً أصلاً بالثواب والعقاب فإنه لا يلزم منطقياً أن يكون الجسد الذي تحاسب فيه النفس هو ذات جسد النشأة الأولى وإنما مجرد جسد يؤدي ذات الوظيفة وهي إعطاء النفس الاحساس بالمتعة والألم. وهذه النتيجة تحسم الكثير من الجدل القديم حول البعث وما تنقصه الأرض من الأجساد والجدل الجديد بشأن تغير الجسم وتبدله يومياً منذ الميلاد وحتى الممات – فجسد الانسان وهو مولود غير جسمه وهو ميت في أرذل العمر! فرغم أن الخالق الذي بدأ الخلق قادر على إعادته بل هي عليه أهون إلا أنه ليس مقصوداً بالإعادة الاتيان بذات الذرات التي بدأ بها خلق الانسان وعلى كل حال فقد ثبت علمياً بأن كل ذرات هذا الكون متشابة تتكون من نواة وبروتون ولا أهمية لاستعادتها كافة في الجسم الذي يبعث عليه الميت أو المراد محاسبتها فيه.. فإذن الخلاصة الغيبية المنطقية هي أن النفس تحاسب فتعذب أو تنعَّم وهي في جسد حي يوصِّل لها الاحساس والشعور بمتعة النعيم وبألم الجحيم دون أن يعني هذا تعذيباً للروح أو الجسد أو إثابة لهما بنعيم الجنة، فهما مجرد موصل للاحساس والعور بالمتعة والألم كما هي وظيفتها في الحياة الدنيا، إذ أن الجسد الميت وحده (بدون روح) هو جماد ليس فيه ولا به إحساس، وأن النفس بلا جسد حي (فيه روح) جوهرٌ لا يتأثر بمصدر الألم أو اللذة الحسيين إلا بواسطة الجسم الحي أو الصحيح كما في الدنيا لأن الجسم الحي ولكن معتل أو فاقد لبعض الحواس لا يشعر النفس بالألم أو اللذة وهذا معلوم بالتجربة في الدنيا.
ونعود بعد هذا إلى تأويلك للآية 55 من سورة الروم رغم عدم أهمية ما تريد إثباته كما شرحت أعلاه، فلا يعني هذا القًسم أنهم كانوا متأكدين من عدم أي نقص بأجسامهم عند البعث أو أنهم كانوا في كامل وعيهم واحساسهم ببقاء وظائف كافة أعضائهم التناسلية بالذات وهم في ذلك الموقف المهيب؟ ويتفرع من ذلك السؤال عما إذا كانت غريزة الجوع والعطش والجنس والحاجات الحيوية للاخراج وكيف يقضي الناس هذه الحاجات في يوم الحشر الذي يساوي مائة وخمسين ألف سنة بحسابنا في الدنيا؟ أم تتعطل وظائف هذه الأعضاء مع خمود هذه الغرائز وتلاشي شعور الجسد بهذه الحاجات الحيوية؟؟
سنواصل بإذن الله
تصحيح تابع الرد على منشي
لقد انتهينا إلى أن المعني بالحساب والعقاب في الآخرة من الكائن البشري هي النفس الأمّارة الآمرة للجسد وليس الجسد الذي هو مجرد أداة مادية للنفس المخيّرة بالوعي والتمييز والإدراك للتكليف ومصدره الخالق البارئ تعالى وحُقت طاعته وعبادته. غير أن هذه الخلاصة فقط تثير السؤال عن كيفية عقاب أو ثواب النفس وحدها وهي جوهرٌ وليست مادة؟؟ لقد ذكرت آنفاً الجسم الحي بوجود الروح يظل مجرد أداة أو جسم للنفس ليكسبها الاحساس والشعور بالألم و اللذة وبالتالي فمن المنطقي أن تعاقب النفس أو تُنعَّم وهي في جسدها المادي. ولكن بما أن الجسد ليس مقصوداً أصلاً بالثواب والعقاب فإنه لا يلزم منطقياً أن يكون الجسد الذي تحاسب فيه النفس هو ذات جسد النشأة الأولى وإنما مجرد جسد يؤدي ذات الوظيفة وهي إعطاء النفس الاحساس بالمتعة والألم. وهذه النتيجة تحسم الكثير من الجدل القديم حول البعث وما تنقصه الأرض من الأجساد والجدل الجديد بشأن تغير الجسم وتبدله يومياً منذ الميلاد وحتى الممات – فجسد الانسان وهو مولود غير جسمه وهو ميت في أرذل العمر! فرغم أن الخالق الذي بدأ الخلق قادر على إعادته بل هي عليه أهون إلا أنه ليس مقصوداً بالإعادة الاتيان بذات الذرات التي بدأ بها خلق الانسان وعلى كل حال فقد ثبت علمياً بأن كل ذرات هذا الكون متشابة تتكون من نواة وبروتونات ولا أهمية لاستعادتها كافة في الجسم الذي يبعث عليه الميت أو المراد محاسبتها فيه.. فإذن الخلاصة الغيبية المنطقية هي أن النفس تحاسب فتُعذب أو تُنعَّم وهي في جسد حي يوصِّل لها الاحساس والشعور بمتعة النعيم وبألم الجحيم دون أن يعني هذا تعذيباً للروح أو الجسد أو إثابة لهما بنعيم الجنة، فهما مجرد موصل للاحساس والعور بالمتعة والألم كما هي وظيفتها في الحياة الدنيا، إذ أن الجسد الميت وحده (بدون روح) هو جماد ليس فيه ولا به إحساس، وأن النفس بلا جسد حي (فيه روح) جوهرٌ لا يتأثر بمصدر الألم أو اللذة الحسيين إلا بواسطة الجسم الحي أو الصحيح كما في الدنيا لأن الجسم الحي ولكن معتل أو فاقد لبعض الحواس لا يشعر النفس بالألم أو اللذة وهذا معلوم بالتجربة في الدنيا.
ونعود بعد هذا إلى تأويلك للآية 55 من سورة الروم رغم عدم أهمية ما تريد إثباته كما شرحت أعلاه، فلا يعني هذا القًسم أنهم كانوا متأكدين من عدم أي نقص بأجسامهم عند البعث أو أنهم كانوا في كامل وعيهم واحساسهم ببقاء وظائف كافة أعضائهم التناسلية بالذات وهم في ذلك الموقف المهيب؟ ويتفرع من ذلك السؤال عما إذا كانت غريزة الجوع والعطش والجنس والحاجات الحيوية للاخراج وكيف يقضي الناس هذه الحاجات في يوم الحشر الذي يساوي مائة وخمسين ألف سنة بحسابنا في الدنيا؟ أم تتعطل وظائف هذه الأعضاء مع خمود هذه الغرائز وتلاشي شعور الجسد بهذه الحاجات الحيوية؟؟
سنواصل بإذن الله
أرجو يا د. منشي أن أكون قد صححت لك هذا الخلط المفاهيمي أو الجهل به في الحقيقة – كما ورد في قولك التالي والباقي كله نقل وحشو:
((فمن خلال سرد هذه القصة العجيبه , الوارده في سوره البقره ، نستخلص منها بجانب العبر و الدروس الايمانيه البليغه , النقاط المهمه التاليه :
• اولا, حتمية ظاهرة الموت و البعث و تجسد ذلك المشهد بكل وضوح في هذه القصه .
• ثانيا , ذاكرة الانسان ترفع مع رفعة الروح عن النفس و تقف عن تسجيل الاحداث في فترة حياة البرزخ ثم تعود الي النفس عند البعث بعد الموت , لذلك نراها مسجله اللحظات الاخيره من الحياه مع لحظات بداية البعث . و ذلك بارتباط الذاكره و الادراك و الوعي مع الروح , يعني الانسان يبعث علي ما مات عليه . و في نفس الوقت يعطينا دليل قاطع علي ان الشعور و احساس لدي الناس بعد البعث تماثل نفس الشعور و الاحساس لما قبل الموت او عند حياتنا الحاليه . وهي الحقيقه الماديه لحياة الآخره .
• ثالثا , عمر الانسان الحيوي يظل كما هو ثابت طيلة فترة حياة البرزخ , و ذلك لارتباط العمر مع مسألة الادراك بالزمن و الوقت و الذي يحتم وجود الروح مع النفس في إلتحام لتمكين النفس الادراك بالزمن بجانب ثبات العناصر الماديه للجسد عند لحظتها و تحللها , لذلك نري ان الانسان يبعث علي العمر الذي مات عليه . بحيث ان الذاكرة لا تموت مع الانسان بل تبقي حيه الي يوم البعث)) انتهى
فأنت لا تعلم الفرق ولا العلاقة بين النفس و الذات والروح والبدن والوعي بالذات والذاكرة والعمر الدنيوي والعمر بالبرزخ (بقاء النفس) إلى يوم البعث حين تزاوج النفس بالبدن مرة أخرى (النشأة الثانية) – (وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ) الآية 7 سورة التكوير أي تلبسُ أبدانَها (إحياء الجسد مرة ثانية): (قَالُوا۟ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍۢ مِّن سَبِيلٍۢ) الآية 11 سورة غافر. فانتهيت إلى لا شيء ولم نستفد من كلامك اثبات أو نفي مقولات كاتب المقال الذي نحن في انتظار الجزء الثاني من مقاله.
ويمكنك أن تستنتج مما قدمتُه من تعليقات أن الوفاة تكون للنفس وذلك بقبضها وفصلها عن البدن سواء بقي البدن حياً بعد قبض النفس كما في حالات المنام والغيبوبة الكاملة والموت الدماغي حي تستمر بعض الوظائف الحيوية لبعض الوقت – بينما يكون الموت للجسد وذلك بقبض الروح عنه، وفي هذه الحالة لابد للنفس من مغادرة الجسم الميت أي النفس تغادر الجسم بعد مغادرة الروح له، فهي تموت مع موت الجسد حتماً إذ لم تعد تستطع توجيه الجسم بإرادتها. يقول تعالى:
(ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَٱلَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ ٱلَّتِى قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلْأُخْرَىٰٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ) الآية 42 من سورة الزمر.
ختاماً أرجو أن أنبه إلى الخطأ الذي ورد بخصوص طول يوم الحشر وهو إما ألف سنة أو خمسين ألف كما ورد في الآيات : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُۥ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍۢ مِّمَّا تَعُدُّونَ) الآية 47 سورة الحج –
(يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍۢ كَانَ مِقْدَارُهُۥٓ أَلْفَ سَنَةٍۢ مِّمَّا تَعُدُّونَ) الآية 5 سورة السجدة؛
(تَعْرُجُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍۢ كَانَ مِقْدَارُهُۥ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍۢ) الآية 4 من سورة المعارج
تصحيح:
النفس أو الذات
فالمسمى واحد.
التعليق الأخير على مينشي
أرجو يا د. منشي أن أكون قد صححت لك هذا الخلط المفاهيمي أو الجهل به في الحقيقة – كما ورد في قولك التالي والباقي كله نقل وحشو:
((فمن خلال سرد هذه القصة العجيبه , الوارده في سوره البقره ، نستخلص منها بجانب العبر و الدروس الايمانيه البليغه , النقاط المهمه التاليه :
• اولا, حتمية ظاهرة الموت و البعث و تجسد ذلك المشهد بكل وضوح في هذه القصه .
• ثانيا , ذاكرة الانسان ترفع مع رفعة الروح عن النفس و تقف عن تسجيل الاحداث في فترة حياة البرزخ ثم تعود الي النفس عند البعث بعد الموت , لذلك نراها مسجله اللحظات الاخيره من الحياه مع لحظات بداية البعث . و ذلك بارتباط الذاكره و الادراك و الوعي مع الروح , يعني الانسان يبعث علي ما مات عليه . و في نفس الوقت يعطينا دليل قاطع علي ان الشعور و احساس لدي الناس بعد البعث تماثل نفس الشعور و الاحساس لما قبل الموت او عند حياتنا الحاليه . وهي الحقيقه الماديه لحياة الآخره .
• ثالثا , عمر الانسان الحيوي يظل كما هو ثابت طيلة فترة حياة البرزخ , و ذلك لارتباط العمر مع مسألة الادراك بالزمن و الوقت و الذي يحتم وجود الروح مع النفس في إلتحام لتمكين النفس الادراك بالزمن بجانب ثبات العناصر الماديه للجسد عند لحظتها و تحللها , لذلك نري ان الانسان يبعث علي العمر الذي مات عليه . بحيث ان الذاكرة لا تموت مع الانسان بل تبقي حيه الي يوم البعث)) انتهى
فأنت لا تعلم الفرق ولا العلاقة بين النفس أو الذات والروح والبدن والوعي بالذات والذاكرة والعمر الدنيوي والعمر بالبرزخ (بقاء النفس) إلى يوم البعث حين تزاوج النفس بالبدن مرة أخرى (النشأة الثانية) – (وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ) الآية 7 سورة التكوير أي تلبسُ أبدانَها (إحياء الجسد مرة ثانية): (قَالُوا۟ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍۢ مِّن سَبِيلٍۢ) الآية 11 سورة غافر. فانتهيت إلى لا شيء ولم نستفد من كلامك اثبات أو نفي مقولات كاتب المقال الذي نحن في انتظار الجزء الثاني من مقاله.
ويمكنك أن تستنتج مما قدمتُه من تعليقات أن الوفاة تكون للنفس وذلك بقبضها وفصلها عن البدن سواء بقي البدن حياً بعد قبض النفس كما في حالات المنام والغيبوبة الكاملة والموت الدماغي حي تستمر بعض الوظائف الحيوية لبعض الوقت – بينما يكون الموت للجسد وذلك بقبض الروح عنه، وفي هذه الحالة لابد للنفس من مغادرة الجسم الميت أي النفس تغادر الجسم بعد مغادرة الروح له، فهي تموت مع موت الجسد حتماً إذ لم تعد تستطع توجيه الجسم بإرادتها. يقول تعالى:
(ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَٱلَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ ٱلَّتِى قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلْأُخْرَىٰٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ) الآية 42 من سورة الزمر.
ختاماً أرجو أن أنبه إلى الخطأ الذي ورد بخصوص طول يوم الحشر وهو إما ألف سنة أو خمسين ألف كما ورد في الآيات : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُۥ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍۢ مِّمَّا تَعُدُّونَ) الآية 47 سورة الحج –
(يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍۢ كَانَ مِقْدَارُهُۥٓ أَلْفَ سَنَةٍۢ مِّمَّا تَعُدُّونَ) الآية 5 سورة السجدة؛
(تَعْرُجُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍۢ كَانَ مِقْدَارُهُۥ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍۢ) الآية 4 من سورة المعارج
طيب .. مالذي تريده يكون من مغريات لينهض المسلم للعباده !!!!
نبعد النساء والخمر والغلمان الذين يطوفون وغيره .. فمالذي سيجعل المسلم ينهض !!!
لا تقول سيارات او منازل او من الامور الحديثه لانه انزل من 1400 سنه
كذلك ابعد المثاليه وان هذا الامر لا يصلح وما شابه … فالرجل الطبيعي يغريه النساء بشده ولو استطاع ماديا وشرعيا وغيره لتزوج العشرات