دقاني بكى وسبقني اشتكى

بسم الله الرحمن الرحيم

دقاني بكى وسبقني اشتكى

هاشم عثمان ابورنات
[email protected]

عودتنا الحكومات التي تفشل في سياساتها ان تكون لها تغطيات اعلامية مضللة لشعوبها . شاهدنا ذلك وسمعناه ايام الرئيس السابق جمال عبد الناصر عندما كانت اذاعة صوت العرب تبث حملات منظمة ضد القادة العرب الاخرين وضد اسرائيل والدول الغربية ولو كان ما يبث حقيقيا لما وصل الحال بالامة العربية الى ما هو عليه اذ انه حالما نجحت اسرائيل في كسر شوكة الجيش المصري في عام 1967 الا وانكشف زيف ما تبثه تلكم الوسيلة الاعلامية وقام عبد الناصر بازاحة هذه المجموعة المضللة اعلاميا.
الا انه يبدو ان الرؤساء العرب لايتعظون فتكرر هذا السيناريو في عدة دول عربية حتى اصبح كل من يستولى على سلطة يبدأ بالكذب على الناس , وللاسف فقد كنا نصدقهم نسبة للتغطيات الاعلامية القوية التي يبثونها وغياب التكنولوجيا الحديثة التي نشاهدها ونسمعها هذه الايام بطريق مباشر.
ولكن الحكام لا يتعظون ابدا فكلما كان هناك ناصح صالح اختاروا الناصح الطالح حتى يقع الفاس في الرأس ويدخلون في كلمة لو والتي تفتح عمل الشيطان .
اما حكومتنا الفتية فهي درست الكذب وطبقته ونالت فيه شهادة التخرج ثم شهادة الماجستير فالدكتوراه والبروفسيرشيب ولكنها كلها شهادات تمنح ولم يجر لها بحث واجازة لذلك كانت ابحاث الكذب التي يبثونها واضحة وبلقاء كضوء النهار ولايصدقها الا قلة غرر بهم او هم انفسهم .
كنت اتوقع ان يقول رئيس الجمهورية لنا في لقائه الاسبوع الماضي لماذا قامت الحرب في جزء اخر من القطر وهو الدمازين وبدلا من ذلك سمعنا عن هجوم قام به مالك عقار على الدمازين والتي يقيم بها (يعني بالبلدي كدة كان ساكن في بيتوا وشال عكازوا وهجم على بيتوا) يا سلام ..!! مش كان تخلوها حلوة وتقولوا مالك هجم على الخزان او الروصيرص .
وسائل الاعلام التابعة للحكومة تبالغ في تهويل ما قام به مالك وتصوير الاوضاع على انها استقرت وتجلب بعض كوادرهم لتصوير حسناتهم وسيئات مالك والحركة الشعبية وبالبلدي كدة (كانما الشعب في راسو قنبور) ثم يتوجون الكذبة بشكوى الى مجلس الامن وهم يذرفون الدمع السخين (مالك وناس الحركة دقونا) ياعالم … يا ناس …. يا هوي!!! انتوا نسيتوا التكنولوجيا اللي قاعدة تصور فيكم من الاقمار الصناعية وكيف جهزتوا نفسكم نقلتوا الدبابات بالطائرات وحشدتم الجيش بينما كانت المشكلة ابسط مما تتخيلون وهو تطبيق ما جاء في اتفاق نيفاشا عن المشورة الشعبية بلا تزوير ولا تحوير ولا دغمسة ثم اعلنتم وقف اطلاق النار من جانب واحد حتى تتمكنوا من المناورة … وحتى حيلة وقف اطلاق النار دي قديمة واولاد الروضة والحضانة بيعملوها دلوقتي بمعنى انه لو بدأ شجارا مع اخر وشعر بأنه يحتاج الى دعم فانه يتوقف عن الشجار حتى تأتي امه لاخذه للمنزل فيذرف الدمع السخين ويحكي عن كيف اعتدي عليه ثم يتدارى خلف امه ويناول الاخر ب(الشلوت) .
كنت اسمع تلفزيون السودان والشروق والنيل الازرق بالقاهرة وكنت ارى ماذا يقول اهل السودان فلم ارى سوى مصمصة الناس لشفاههم والنظر بحسرة الى المذيع المغلوب على امره وعندما يرونني مصرا على سماع ما يذاع :-
-انت لي حسة بتسمع السودان … !!! مافي زول في السودان بيفتح القنوات دي.
لست ادري او لم يسمعوا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (لا يزال المرء يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) ام ان لديهم فتوى لكذبهم هذا غير ما برروه من قبل وربما ستكون فتواهم هذه المرة ان الحكومة ليست المرء… عجبا !!
هاشم ابورنات
بانكوك 11سبتمبر2011

تعليق واحد

  1. الأخ / هاشم أبورنات المحترم

    تحياتى – فقط لدى سؤال أرجو أجابتك عليه إن أستطعت

    في أواخر العام 1992 أو في بداية 1993 وصل إلى العاصمة اليوغندية كمبالا فلاديمير ايليتش سانشيز راميريز المعروف لدى اللإعلام العالمى بإسم كارلوس (إبن أوى والشبح) وكان على إتصال ببعض رجال الأمن السودانيين المتواجدين في كمبالا أو وصلوا قبله بفترة..

    وقد بلغنى بأنك قد كنت في كمبالا كذلك (لا أستطيع الجزم بذلك)، فهل لديك أو بلغك أى معلومة توضح أسباب وجود كارلوس في كمبالا والعملية التى كان بصددها وفشلت.

    فهل تستطيع أن تلقى الضوء على أسباب وجود كارلوس هنالك، أن أستطيع فكثر خيرك وإن لم أستطيع فلك الشكر والتقدير على ما تقوم به من مجهودات.

  2. الاخ عادل عبد الحق
    فعلا كنت بكمبالا ولقد سرت اشاعة ان كارلوس قد وصل الى كمبالا وعندما تابعنا الموضوع لم نصل الى نتيجة حاسمة ولكن اعتقادنا كان قويا لانه في نفس الوقت وصل الى كمبالا نافع علي نافع وكان متنكرا في ساتر رجل اعمال وكان يلبس الجلابية والعمامة ورغما عن ذلك فقد شاهدته بنفسي وحاول ان يداري نفسه وقام احد افراد الجبهة بتغطيته عني ولكني رأيته مما قوى لدينا الاعتقاد بأن كارلوس موجودا .
    بعض الاخوة المعارضين اكدوا انهم رأوه ينيروبي ولا ادري هل حضوره كان دعائيا ام انه كان من ضمن المساعي للتخلص منه وبعد هذه الفترة نشط ت حركةالمعارضة المعادية للحكومة اليوغندية وقد افادني احد المصادر داخل جهاز امن الجبهة انهم قد دفعوا مبلغ 5 مليون دولار لمدير المخابرات اليوغندية وربما كان هذا الكلام صحيحا لان البرلمان اليوغندي اتهم مدير المخابرات بالثراء الحرام وسحب عنه الحصانة وبالتالي اضطر الرئيس اليوغندي لاعفائه من مهمامه وهذا الرجل نفسه كان يعاكس المعارضة السودانية والمجال يحتاج لكتابة طويلة عن المعاكسات التي فعلها حتى للقوات التي كانت تقاتل النظام من داخل الجنوب بقيادة العميد تاج السر العطا .
    مع اطيب تحياتي …هاشم ابورنات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..