مقالات سياسية

مدرسة جربوكي ما بعد الحرب

محمود عمر

تأسست في عام 1995 بجهد شعبي من السكان المنطقة بعد الانتظار لسنوات عديدة لقبول طلب إنشائها ، ومنذ ذلك الحين ، انضم إليها عدد من التلاميذ من جربوكي ومن المناطق المجاورة لها ووصل في العام الأول حوالي 104 تلميذ ، بينما يبلغ عدد تلاميذ المدرسة حاليًا 730 تلميذاً والتلميذة.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، حققت مدرسة مكانتها حيث احتلت المرتبة الأولى في عام 2003 على المستوي محلية كرنوي،  وكذلك برزت بعض الشخصيات من طلابها في الطب والهندسة والإدارة والسياسة والجيش وصنعت جيلًا من المثقفين.

 مدرسة جربوكي ما بعد الحرب

ومثل كل أجزاء دارفور ، نهبت المليشيات مدرسة جربوكي وسرقت اللوازم المدرسية خلال الحرب، وتم تدمير جميع المباني والفصول الدراسية والمكاتب وإسكان المعلمين، و كسر السور والأشجار.

وبعد كل هذا الإهمال للمدرسة والمنطقة بشكل عام ، عاد سكانها من مخيمات اللجؤ و النزوح وبدأوا في اعادة ترميم المدرسة ، وبفضل الجهود الحثيثة التي بذلها ابناء المنطقة ، رجالاً ونساءً ، وكل الذين تربطهم الصلة بالمنطقة عاد “جربوكي” إلى وضعها الطبيعي ببطء ، وتمكن سكانها من بناء مدرستهم ، كما هو موضح في الصور أدناه.

ولا تزال الفصول قيد الإنشاء ، لكن جهود شعبها لن تتوقف عند هذا الحد ، ويستمر بناء هذه منطقة الصغيرة بجهود أبناءها لتوفير أبسط ضرورات الحياة مع بناء جميع  مرافق بما فيها المدرسة وكذلك يخطط اهلها ايضا في بناء عيادة صغيرة وتزويد المنطقة بشبكة الاتصالات وزيادة في مصادر المياه.

 مدرسة جربوكي ما بعد الحرب
مدرسة جربوكي ما بعد الحرب

هناك أيضًا سوق تأسست في عام 2002 ، ولكن بسبب الحرب ونزوح سكان المنطقة في ذلك الوقت من تاريخ البلاد ، أدى إلى إغلاق السوق ، وبعد عودة سكانها ، فُتح السوق تقريبا في عام 2007 ولكنه اغلقت مرة أخرى  ، ويسعى أهالي المنطقة في إعادة فتح السوق من الجديد والعمل على بناء المتاجر بحيث يكون السوق اضافة للمحلية بأكملها ، و يتم بيع وشراء جميع انواع الماشية.

ومن هنا ندعو الدولة والجهات المعنية بالتنمية الريفية للمساهمة في إعادة إعمار جربوكي والمنطقة بشكل عام، ونذكر تلك الأطراف بأهمية تنمية القرى والمناطق الريفية لعودة المواطنين المتبقين في المخيمات الي منازلهم من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وتجدر الإشارة إلى ان المحلية كرنوي هي واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الحرب.

محمود عمر
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..