غير مصنف

الأخ الفريق أول حميدتي هل انت نشّال ؟!!

د. حامد برقو عبدالرحمن

(١)

في البدء اعتذر من بعض الإخوة من أبناء غرب السودان او بعض الدارفوريين و الذين للأسف يهللون لإنتقاد المسؤولين الذين ينحدرون من أي جزء من السودان غير دارفور ، لكن ينتابهم الغضب عندما يتعلق الأمر بمسؤول أصوله من ذلك الجزء ، حتى أن كان الشخص  المعني من شاكلة الذين نهبوا اموال اليتامى والأرامل في العهد البائد و يقبعون الان في السجون . ذلك التقوقع سيضر بالوطن و بالضمير الوطني المشترك . لذا يجب أن يتوقف و للأبد !!

نعم اعتذر من هؤلاء مؤقتا على العنوان الذي قد يبدو مستفزاً بمعايير مواطني و حكومات دول المنطقة . لكنه اي العنوان أكثر من طبيعي في عُرف الذين ولدوا و تربوا في أوطان تسودها الحرية.

(٢)

مازلت على قناعتي بأن الفريق أول حميدتي و قوات الدعم السريع ؛ (و بصرف النظر عن صحة  أي تجاوزات أو جرائم سابقة تكون قد إرتكبت  من قبل تلك القوات من عدمها ) إلا أن التاريخ سيذكر بالكثير من الامتنان انحياز الاخ حميدتي و قواته للثورة و حمايتها “بعد فضل الله” حتى تاريخ يومنا هذا. 

(٣)

 مدينتا و التي كانت تعد البوتقة التي إنصهرت فيها جميع قبائل السودان بسبب أهميتها التجارية، عرفت بكثرة لصوص الجيوب أو ( النشّالة  ) وهم صفوة اللصوص من الناحية المهنية.

إشتهار مدينتا بالنشّالة أصبح وبالاً علينا .

كثيراً ما تذهب الفرق الرياضية الي المدن المجاورة لأداء المباريات حيث ترتفع الاصوات في الاستاد بهتافات من شاكلة ( أمسكوا جيوبكم ) كناية عن أن الفريق الزائر من مدينة النشالة.

خرتيت (وهو لقب أشهر نشال بالمدينة) كان رجلاً لطيفاً و جواداً ، و كان (على نقيض إسمه) يتميز بالهندام  و لكن أكثر ما يثير الدهشة أنه لا يمكث في الحبس أكثر من يوم او يومين في الحالات النادرة و التي يتم فيها القبض عليه .

(٤)

في مقال سابق تطرقت فيه إلى الاقتصادات الثلاث التي تعمل بشكل متوازي مع الاقتصاد الوطني في الدولة ؛ الأمر الذي أدى إلى تدمير الأخير. 

وهي الاقتصاد الذي تديره شركات الجيش ،  الاقتصاد الذي تديره شركات قوات الدعم السريع و الاقتصاد الذي تديره شركات جهاز الأمن و الشرطة.

 و المفارقة أن وزارة المالية( المسكينة) تتكفل بدفع رواتب أصحاب الاقتصادات الثلاث الأخرى في نهاية كل شهر.

وجود تلك الاقتصادات الموازية هو ما يحجم الدعم المالي الدولي عن السودان.

و الأخوين  عبدالله حمدوك و ابراهيم البدوي يعيان ذلك لكن من يقول لأم الملك عزباء .

 لذا فلابد من أيلولة تلك الشركات الي  ولاية وزارة المالية و الاقتصاد الوطني.

(٥)

بعكس الكثيرين أرى في إختيار السيد حميدتي لرئاسة آلية الطوارئ الاقتصادية خطوة لا بأس بها في ظل وجود خبراء اقتصاديين بالآلية و خاصة ان دولة رئيس الوزراء ينوب عنه. رغم أنها اي الخطوة لا تخلو من الرشوة للاخ حميدتي و لحلفائه في الإقليم – الحلفاء الذين لم يكونوا دولة عندما كان جنيهنا السوداني يساوي ثلاث دولارات ( شحمانات).

(٦)

فرحت بالمحفظة التمويلية التجارية، وهي فكرة جنهمية و طموحة . “بحول الله” سيجني الناس ثمارها ، لكن الذي استوقفني هو إعلان رئيس المحفظة الفريق أول حميدتي عن مساهمته بمبالغ كبيرة. 

شكرا للاخ حميدتي على كل أدواره الوطنية الحالية ( تحديداً) و يرجى منه الكثير لإستمرار الثورة السودانية لكن هل لنا أن نسأل من اين للسيد حميدتي تلك المليارات الدولارية ؟ تحت أي بند يحتفظ بها ؟

بل أين يحتفظ بها ؟ 

 و ما هي ضوابط صرفها ؟ بل كم هو حجم تلك الأموال ؟

هل هي اموال خاصة به ام تتبع لقوات الدعم السريع المنضوية تحت مظلة القوات النظامية لجمهورية السودان ؟؟

أليس الاخ حميدتي موظف عمومي ؟ اذا لماذا لا تكون الأموال تحت ولاية وزير المالية و ليس السيد حميدتي ؟؟

بالتأكيد فإن الاخ الفريق أول حميدتي ليس نشّالاً لكن لماذا يذكرني ب خرتيت ؟!!

د. حامد برقو عبدالرحمن
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. المجرم حميتى ليس نشالاً فقط .
    لو كان نشالاً فقط لَهانَ الأمر .
    حميتى مجرم ومعتاد إجرام ،
    ومع ذلك هناك من يُطَبِلون له ،
    وهو عدو الشعب وعدو الثورة الأول ،
    منذ ان كان كلب حراسة عمر البشير ،
    وأداة القمع الرئيسية ضد الثوار ،
    وأكبر المنتفعين من فساد الإنقاذ ،
    والإنتهازي الذى ركب موجة الثوره ،
    قبل أن يجرفه التيار الذي جرف البشير ،
    وهو العميل والمرتزق السافر الذي
    لامثيل له فى تاريخ السودان ،
    وهو – فوق ذلك رمز الجهل والتخلف
    الذى لم يكن أحد يتخيل أن يتسلط على
    مجتمع الوعي والعقلانية فى السودان .
    ومع ذلك ، ومهما حدث ، وفى نهاية المطاف ،
    لن يكون أمام الناس غير الخيار المحتوم ،
    بين دمار حميتى وجنجويد حميتى ،
    أو دمار السودان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..