كتاب عن سد الحماداب للاستاذ علي عسكوري‎

عبدالوهاب همت

كارثة مصطنعه ومجلجله تضرب بها حكومة الانقاذ أهلي وتدمر حياتهم, لم يخطر ببالي أنني سأعيش لأرى نصف مجتمعي وشعبي مشردا, فقدان جزء عزيز من التأريخ ليس بالامر السهل الذي يمكن تجاوزه .
أخذتني قضية المتأثرين والمتضررين بقيام سد مروي فحسمت أمري وقررت التصدي لقضاياهم والكتابه عنهم وعرض قضاياهم امام المجتمع الدولي في مؤتمرات في بلدان عديدة.
هكذا يبدأ الاستاذ الباحث علي خليفه عسكوري القيادي في الحركة الشعبيه والناشط الحقوقي المعروف سفره العظيم (خزان الحماداب نموذج الاسلام السياسي للافقار ونهب الموارد) والذي بلغت صفحاته ال840 صفحه.
والكتاب كتب مقدمته الدكتور سلمان محمد احمد سلمان الخبير الدولي في مجال المياه وهو غني عن التعريف.
يقول عسكوري : استأجرت ادارة خزان الحماداب عدد من الباحثين من علماء السلطان , في سبيل الدعايه الكذوبه المضلله فعادوا يتحدثون عن واقع لايعيش الا في مخيلتهم. ظلت قضية السدود من أكثر مشاريع التنميه اثارة للجدل ومنذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم أصبحت محل صراع بين الحكومات والمواطنين يصارعون في سبيل امتلاكهم لاراضيهم , اضافة للتأثيرات الاقتصادية والاجتماعيه والثقافيه, حيث تتبعثر هويتهم وهم المهجرين قسريا ويفقدون تراثهم. كما أن البيئات تختلف مما ينعكس انعكاسا سلبيا على نفسيات المهجرين قسرا كما هو الحال في تجربة أهالي حلفا المهجرين الى خشم القربه.
أشارت المفوضيه الدوليه في تقريرها الاشهر والذي صدر في العام 2000م الى أن منافع السدود والتكلفه والبيئيه والاجتماعيه وأن السدود الكبيرة التي تم انشاؤها حول العالم فاقت ال45000 ولم تف بوعودها ومنافعها.
ويقول الباحث عسكوري ان خزان سنار بني واكتمل في العام 1925 وقد كان تأثيره محدودا على المنطقه بسبب صغر حجم البحيرة, غير ان الثمن الذي دفعه السودان لمصر مقابل ذلك كان كبيرا فقد اشترطت مصر في مقابل بناء ذلك السد ومشروع الجزيرة موافقة السودان على قيام خزان جبل اولياء لمصلحة مصر الحصريه وهذا يحدث لأول مرة في التأريخ ان تبني دوله سدا لصالح دولة اخرى , وقد انتهى العمل في العام 1937 ودفعت مصر 750 ألف جنيه استرليني كتعويض لالاف السودانيين المتضررين.
وعقب قيام السد العالي دفعت مصر مبلغ 15 مليون جنيه لاهالي وادي حلفا الذين بلغ عددهم عددهم 150 الف نسمه, وقد غمرت مياه بحيرة السد حضارات وأثار تأريخيه لاتقدر بثمن , واختفى الشلال الثاني الذي يولد اكثر من 750 ميقاواط من الكهرباء كانت كافيه لاضاءة المديريه الشماليه , وقد فاقت تكلفة ترحيل اهالي حلفا 37 مليون جنيه.
وهاهو التأريخ يعيد نفسه الان بعد 50 عاما.
ضم الكتاب احصائيات ووصفا دقيقا للوعود والاتفاقيات التي ابرمت مع المتضررين وقامت السلطات بنقضها.
واتبع الباحث الاستاذ عسكوري أكثر وأحدث الاساليب المنهجيه والعلميه الصارمه ليقدم معلومات دقيقه جدا بدء من أفريقيا وآسيا وأمريكا ويحصي أسرار ذلك من تحولات اجتماعيه ومضار اقتصاديه متمثله في المظالم الاجتماعيه. وقد ناقش المؤلف سياسات البنك الدولي والمنظمات الاخرى المرتبطة بالقضايا الاجتماعيه والبيئيه وقدم سردا وتحليلا دقيقا..
وألحق المؤلف القرارات الجمهوريه المتعلقه بانتزاع الاراضي وتكوين وحدة السدود وقوانينها وصلاحياتها.
أستطيع أن أقول أن الكتاب عمل اكاديمي وتوثيقي هام ومتكامل ,ليس قاصرا على سد مروي بل قام المؤلف بكتابة توصيات متكامله عن الكيفية التي يجب ان تتعامل بها الانظمة الدوليه الاخرى حال نيتها بناء سدود. وقد بذل فيه الاستاذ عسكوري مجهود جبارا يستحق عليه التهنئة والاشادة.
من المهم للقاريء المتابع الحصول على نسخه من هذا السفر العظيم والذي سوف ينزل الى المكتبات خلال الايام القادمة.

[CENTER]
[/CENTER]

تعليق واحد

  1. عسكوري رجل هميم وقف مع اهله في اهلك الظروف ومازال يطالب بي حقوقهم المسلوبة من الكيزان وهو من المناضلين في عدم تنفيذ سدود الشمال سدي دال وكجبار جزاه الله الف خير

  2. الاستاذ عسكورى

    اولا نهنئك على هذا الجهد الكبير لإصدار هذا الكتاب

    حدثنى احد الاساتذة الذين إطلعوا على مسودة الكتاب عن الجهد الخارق اذى بذل فى الكتاب، وان الكتاب ليس عن سد مروى بل عن قضية السدود فى العالم

    علمت ايضا ان الكتاب يحوى وثائق سرية كثيرة من وثائق وحدة تنفيذ السدود هذه الوحدة التى دوخت السودانيين وشردتهم ونهبت الأموال

    لقد طال انتظارنا للكتاب يا استاذ عسكورى فمتى سنجده فى المكتبات فى السودان وإن كنت أعتقد ان الحكومه لن تسمح بدخول كتاب يفضح فسادها المالى وممارسة واحدة من أخطر الإدارت غى السودان. ولكن لك ان تعلم ان الكتاب سيجد طريقه فى نهاية المطاف الى السودان
    أنا وغيرى فى الانتظار ونأمل ان تسرع فى توزيع الكتاب
    وشكرا على المجهود

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..